رواية كاملة قوية جدا الفصول من السابع للعاشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

اتركك أكثر من ذلك .. ستؤذي نفسك 

نهض من على المقعد وسط جذبها له وبمجرد وقوفه اختل توازنه وكان على وشك السقوط لولا أنها لحقته وحاوطت خصره بذراعها فرفع هو ذراعه بتلقائية يضعه على كتفه ليستند عليها وسارا معا للخارج .

همهم في نبرة مهمومة : 

_ ذهبت وتركتني ! 

لم تجيب عليه فقط ظلت تحاول مساعدته على السير حتى لا يسقط وتتجه به نحو سيارتها حتى اصبحا على بضع خطوات صغيرة منها فسمعته يهتف للمرة الثانية بعدم وعي وهو يبتسم بابتسامة لعوب : 

_ إنت جميلة جدا اليوم ما رأيك في أن نقضى بعض الوقت اللطيف معا ! 

رفعت رأسها لها وحدقته بدهشة ثم قالت بابتسامة جانبية في حدة متحدثة بلغتها الأم اللبنانية : 

_ ما راح حاسبك هلأ مشان شكلك مو بوعيك أبدا بالصبح بس تفيق بيكون النا كلام تاني 

قهقه بخفة ثم وصلا إلى السيارة ففتحت هي باب المقعد الخلفى وساعدته على الدخول والجلوس وقبل أن تغلق الباب وتتجه إلى مقعد القيادة الخاصة بها هتف هو يستكمل كلماته الغير واعية وهو يغمز : 

_ لن اتركك اليوم .. فليكن بعلمك ! 

أجابته بغيظ محاولة كتم ابتسامتها من كلامه الغريب : 

_ اصمت ولا تجعلني اندم على قدومي إليك ياوقح

ثم أغلقت الباب واتجهت إلى مقعدها وحركت محرك السيارة منطلقة بها نحو منزله الخاص بينما هو فأرجع رأسه للخلف واغمض عيناه بعدما بدأ النوم يصعد لعيناه ولا يستطيع مقاومته ...

 

 خرج نادر من مكتبه وقاد خطواته نحو مكتب عدنان وقف أمام المكتب والټفت برأسه يمينا ويسارا يتأكد من عدم ملاحظة أحد له فمد يده وهم بأن يمسك بالمقبض لولا الصوت الأنوثي الذي استوقفه فالتفتت بجسده للخلف ناحيتها لتهتف الفتاة في تعجب : 

_ نادر هو إنت داخل مكتب عدنان بيه ليه ! 

رفع حاجبه مستنكرا سؤالها وأجابها بحزم وغطرسة : 

_ نعم ! 

الفتاة في رسمية وجدية : 

_ مستر آدم منبه إن محدش يدخل مكتب عدنان بيه طول ما هو مش موجود 

نادر بأعين ساخرة وشرسة وغير مكترثا بما قالته : 

_ وأنا مش أي حد يا ليلي ياحبيبتي .. الأوامر دي تمشي على الموظفين كلهم في الشركة إلا أنا 

ثم الټفت بجسده مرة أخرى ناحية الباب وفتحه ودخل وأغلقه خلفه واندفع فورا نحو مكتب عدنان .. حاول فتح الإدراج ولكن كلها كانت بأقفال فأخرج من جيبه المفاتيح التي أعطته لها فريدة بعدما أخذتهم من عدنان وفتح واحدا تلو الآخر يبحث بكل واحد منهم عن ملف بعينه حتى أخيرا عثر عليه .. رفعه لأعلى أمام عيناه يحدق به بنظرات شيطانية ويقول بسعادة ولؤم : 

_ أخيرا لقيتك .. خلينا نتفرج ونستمتع بمشاهدة الامبراطور الأكبر لأل الشافعي وهو بيخسر تعب ومجهود سنين 

أخفى الملف في سترة بذلته واتجه نحو الباب وانصرف لكنه نسى أن يغلق الأدراج كما كانت بالمفاتيح ! .

 

توقف بالسيارة أمام قصر الشافعي وبمجرد وقوف السيارة فتحت هنا عيناها ببطء لتسمع صوت أبيها وهو يهتف باسما : 

_ يلا ياهنايا عشان نشوف نينا 

اعتدلت جالسة وتلفتت بعيناها الناعسة حولها حتى أدركت المكان فابتسمت بعفوية وأخذت تفرك عيناها لتزيح أثر النوم عنهم .. بينما هو فنزل من السيارة وفتح باب المقعد الخلفي ومد ذراعيه لها فتعلقت به وحمله هو على ذراعيه بعدما لثم شعرها بعدة قبلات حانية ثم نظر إلى جلنار التي مازالت جالسة بمقعدها ولم تنزل وقال بنبرة باردة : 

_ هتفضلي قاعدة في العربية ولا إيه ! 

هزت رأسها بإيجاب في مضض فهي ليست في مزاج يسمح لها لمقابلة والدته وفريدة لم يظهر أي تعبير فقط اغلق باب المقعد الخلفي واستدار متجها بابنته إلى الداخل بينما هي فقالت قبل أن يبتعد عنها في خنق : 

_ متتأخروش 

لم يجبها فقط استمر في طريقه للداخل حتى وقف أمام الباب الرئيسي وانزل ابنته من على ذراعيه لتتولى هي مهمة الطرق على الباب في حماس برئ لرؤية جدتها وبعد لحظات قصيرة فتحت لهم سيدة في نصف الأربعين من عمرها ولجمت الدهشة لسانها وهي تحدق بعدنان وهنا التي تقف أمامه .. وسرعان ما ارتسمت البسمة المشرقة على شفتيها وقالت بفرحة عذبة : 

_ حمدلله على السلامة ياعدنان بيه 

وانحنت قليلا على هنا وقبلتها بحب وهي تقول بمشاكسة : 

_ وحشتينا ياهنون 

ابتسمت هنا بخجل بسيط على خادمة منزل والدها التي تعرفها وتحبها كثيرا وردت عليها برقة : 

_ وإنتي كمان ياطنط 

ضحكت السيدة وضمتها إليها معانقة إياها بينما عدنان فرد مبتسما بود وهو يدخل ويغلق الباب : 

_ ماما فين يا أم ياسين 

انتصبت في وقفتها وصاحت بصوتها المرتفع في سعادة : 

_ يا أسمهان هانم .. عدنان بيه وصل ومعاه هنا 

وصل صوتها إلى فريدة أولا التي اتسعت عيناها پصدمة فور سماعها لاسم هنا .. هذا يعني أنه وجد جلنار ! وثبت واقفة من فراشها كالذي لدغتها عقرب وهرولت إلى الخارج وعند خروجها كانت أسمهان قد خرجت أيضا من غرفتها وعلى وجهها ابتسامة فرحة بعودة حفيدتها رغم الدهشة التي اجتاحتها بالبداية مثلها بسبب عودة جلنار إلا أن فرحتها بعودة حفيدتها انستها الأمر مؤقتا .

كانت أسمهان متقدمة وفريدة خلفها في نزول الدرج حتى وصلا أخيرا فاقتربت أسمهان من الصغيرة وحملتها تطبع قبلاتها الحانية على وجنتيها متمتمة : 

_ وحشتيني ياقردة .. عاملة إيه ياحبيبتي 

هنا بلطافة معهودة منها وهي تبتسم باستحياء : 

_ كويسة يانينا .. إنتي كمان وحستيني وحشتيني 

عادت تلثم وجنتيها بشوق وهي تضحك بخفة .. بينما فريدة فتحركت باتجاه عدنان وعانقته بضيق ملحوظ متمتمة بخفوت : 

_ حمدلله على السلامة 

طبع قبلة سريعة على شعرها دون أن يلاحظ أحد وبالأخص ابنته وقال بنظرة دافئة بعدما أدرك سبب ضيقها : 

_ أنا آسف .. اضطريت إني اسافر فجأة 

فريدة بتذمر وصوت خاڤت : 

_ إنت حتى متصلتش بيا ياعدنان وقولتلي .. أنا متفهمة خۏفك على بنتك ولهفتك أكيد أول ما عرفت مكانها بس كنت قولي على الأقل 

القى نظرة على أمه ووالدته ووجدهم مندمجين مع بعضهم وغير منتبهين لهم تماما فانحنى عليها مجددا وهذه المرة سرق قبلة عميقة من وجنتها وتمتم غامزة بمداعبة : 

_ طيب خلاص مش وقته الكلام ده دلوقتي .. أنا هصالحك ياجميل بعدين 

ابتسمت بابتسامة جانبية بسيطة وعقدت ذراعيها أمام صدرها بينما أسمهان فأخيرا تحدثت وقالت بقرف واضح : 

_ امال بنت نشأت فين 

تنهد الصعداء وهتف بصوته اصبح غليظا : 

_ برا مستنية في العربية 

فريدة پغضب : 

_ هو إنت ناوي ترجع معاها ولا إيه !

_ هوصلها البيت هي وهنا يافريدة وهرجع في إيه !!! 

جزت على أسنانها بغل بينما أسمهان فهتفت في لؤم ووعيد لمحه بعيناها : 

_ طيب ما

تم نسخ الرابط