رواية كاملة قوية جدا الفصل الرابعروالخامس والسادس بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
أن ارحمك ولن أشفق عليك
كانت جملة قاسېة وجافة يهمسها لنفسه تعبر عن مدى دماره الداخلي من كل شيء تفعله تلك المتمردة .
عاد ينظر إلى الصورة التي بيده من جديد ويبتسم بصفاء ثم تقذف بذهنه فجأة ذكرى له مع صغيرته .
فتح باب غرفتها ببطء شديد ثم ادخل رأسه أولا فوجدها تجلس على الأرض ومنشغلة باللعب بألعابها الخاصة وحين فتح الباب كاملا ودخل بجسده كله فالتفتت هي برأسها نحو الباب ووثبت واقفة بفرحة وركضت نحوه تتعلق بقدميه وهي تهتف بصوت طفولي
انحنى إليها وامطرها بوابل من قبلاته الحانية على وجهها كله وهو يهمس بصوت ينسدل كالحرير ناعما
_ ياروح بابي .. جبتلك .. فمد يده في جيبه سترته وأخرج قطعة شوكولاته كبيرة نسبيا مغلفة بورقة جميلة فصاحت هنا بسعادة وجذبتها من يده ثم فورا بدأت تزيل الغلاف عنها ووضعت جزء منها في فمها وهي تأكلها بفرحة ولطخت فمها كله ويديها بها ثم نظرت لأبيها الذي يتابعها بحنو وحب وكسرت قطعة صغيرة منها ومدت يدها بها إلى فمه ثم لفت ذراعيها حول عنقه وعانقته وهي تطبع قبلة صغيرة على وجنته وتهمس
لم تمهله اللحظة ليجيب عليها حيث بمجرد ما ابتعدت عنه ورأت الشوكولاته التي طبعت على وجهه بسبب فمها الملطخ بها .. اڼفجرت ضاحكة بصوت عالي ضيق هو عيناه باستغراب ثم تحسس وجنته بانامله فاتسعت عيناه بدهشة وغيظ مزيف وباللحظة التالية كان يحملها ويلقي بها على فراشها الصغير ويتولي مهمة دغدغتها بوجهه كله في جسدها ورقبتها وهي تطلق ضحكات جلجلت أرجاء المنزل كله حتى وصلت لأذن أمها التي سمعتها وهي بالمطبخ وابتسمت بحب ....
_ أنا آسفة يا عدنان .. اوعدك إنها مش هتتكرر تاني
رمقها بنظرة دبت الړعب في أوصالها وقال بشراسة
_ أنا مش هنتظر منك توعديني يافريدة .. إيه اللي حصل امبارح ده واللي كنتي بتعمليه وخروجك من غير أذني مش هيتكرر ڠصب عنك لأن لو حصل واتكرر أنا مش مسئول عن تصرفاتي بعد كدا
_ أنت بتتصرف معايا بالطريقة دي ليه ياعدنان .. أنت عمرك ما عاملتني كدا أكيد بسبب الحقېرة اللي اسمها جلنار
مسح على وجهه وهو يزفر بحنق ثم أجابها بنظرة قوية
_ إنتي عارفة إنك بنسبالي متتحطيش في مقارنة لا مع جلنار ولا غيرها .. لكن إنتي اللي شكلك مش قادرة تتقبلي خطأك وإنك لازم تتعاقبي متقارنيش نفسك بحد .. إنتي غلطتي وكان لازم تتعاقبي
خرجت صوتها مكتوم بالغيظ
_ واللي عملته معايا إمبارح مكنش عقاپ كفاية بنسبالك !!
عدنان بحزم
_ انفعالي عليكي امبارح إنتي السبب فيه لأنك استنفذتي كل طاقة صبري على تصرفاتك في الفترة الأخيرة
_ وعقابك ليا ده هيستمر لغاية إمتى !
عدنان بجفاء وبرود
_ لغاية ما احس إنك اتعلمتي من غلطك واشوفك بتنفذي اللي قولت عليه
لم تبذل أي مجهود في محاولة استعطافه أو جعل قلبه يلين لها قليلا رغم معرفتها أنها إذا حاولت وبمجرد كلمات بسيطة منها ستنجح في الأمر لكنها لم تهتم كثيرا للحصول على مسامحته أو غيره من الأساس .. استقامت واقفة وقالت بمضض
_ انا هطلع اوضتي لو احتجت حاجة انده عليا
ثم اندفعت من المكتب بسرعة وهي عبارة عن جمرة من النيران الملتهبة ولا تتوقف عن الوعيد لتلك المدعوة بجلنار !! .. بينما هو فظل يحملق على اثرها وهو يغضن حاجبيه بحيرة من أمرها !! .
عبر آدم من بوابة الشركة واتجه إلى المصعد الكهربائي واستقل به .. ثم ضغط على زر الصعود للطابق الثالث حيث يوجد مكتبه ومكتب أخيه لحظات عابرة وتوقف المقعد ثم انفتح الباب ليخرج ويتجه نحو مكتبه لكنه لمح نادر وهو يقف أمام باب مكتب أخيه ويهم بفتحه للدخول فغير وجهته فورا وتحرك نحو مكتب أخيه وهتف بصوت مرتفع بعض الشيء
_ نادر !
تصنم الآخر بأرضه وأخذ نفسا عميقا قبل أن يلتفت له بجسده كاملا وهو يبتسم ببرود فوقف آدم أمامه وقال بخشونة
_ خير واقف عند مكتب عدنان ليه
نادر بنبرة ممتعضة
_ كنت داخل احط الملفات دي على مكتبه عشان لما ياجي يشوفهم
آدم بصرامة
_ تقدر تدهاني أنا وهوصلها ليه متقلقش
ابتسم نادر بسخرية وقال بضجر
_ هو في إيه بظبط يا آدم .. أنت مضايق مني في حاجة وأنا معرفش !!
أجابه بشموخ واضعا كفيه في جيبي بنطاله وهتف بصراحة مألوفة عليه .. دون أن يتردد لحظة في نطق أي كلمة سيقولها
_ في إني مش مستلطفك يانادر ولا طايقك وده من غير أي سبب سبحان الله .. وأنا لما يكون مش مستلطف حد يبقى أكيد الشخص ده مش تمام فخليك حذر عشان أنا عيني عليك ومكتب عدنان طول ما هو مش موجود يبقى الافضل متدخلهوش خالص
ثم أخرج كفه من جيب بنطاله ورتب على كتف نادر بابتسامة باردة وهو يقول بنظرات ذات معنى
_ يلا روح كما شغلك يابشمهندس
ثم استدار وعاد يتجه نحو مكتبه مرة أخرى بينما نادر فظل واقفا وهو يتابعه بعيناه الملتهبة ويهتف بنظرة شيطانية
_ شكلك مش هتجبها لبر معايا يا ابن الشافعي
في مساء ذلك اليوم .....
خرجت جلنار من الحمام وهي تلف حول جسدها منشفة وتمسك بأخرى صغيرة تجفف بها شعرها .. ثم اتجهت نحو خزانتها حتى تخرج ملابسها وبينما كانت تبحث عن منامة بعينها وسط الملابس وقعت يداها على فستان من اللون الذهبي طويل وبحاملات رفيعة ومن الخلف لديه فتحة ظهر واسعة أما الامام فينزل بشكل مستقيم في منتصف الصدر ليظهر جزء ليس صغير منه .. تجمدت يداها وهي تحدق به لا تعرف لماذا أخذته معها حين غادرت المنزل ولكنها لن تنسى حين أهداه لها بمناسبة عيد ميلادها منذ سنتين وكيف فرحت أنه تذكرها بشيء وسط إهماله الدائم لها .
أخرجته من الخزانة ومدت أناملها تتلمسه برقة وإعجاب ورغبت بشدة أن ترتديه مجددا .. ولم تتردد كثيرا حيث سرعان ما شرعت في ارتدائه ثم وقفت أمام المرآة وهي تتفحص نفسها بنظرها كان مثالي تماما ويسرق الأنفاس على جسدها الأنوثي للدرجة التي جعلها تقف تحملق بنفسها في إعجاب شردت فجأة بذهنها متذكرة اللحظة الأولى التي ارتدته فيها عندما أهداه لها .
تتلفت حول نفسها يمينا ويسارا أمام المرآة وهي تبتسم حتى تجمدت مكانها حين شعرت به من خلفها وهو يلف إحدى ذراعيه حول خصرها بتملك والآخر يضعه على ذراعها وينظر الانعكاس وجهها في المرآة وثم إلى الفستان
متابعة القراءة