فراشة في جزيرة الدهب سوما العربي
المحتويات
ليكن أمر جيد محبب إلى قلبه لو بدر من شخص آخر غير رنا التي عرفها .... إن ما تفعله مؤشر غير جيد أو سعيد.
زاد صدى الصوت بداخله فتاتي متغيره وهو يراها تتقدم برأس منخفضة .
أقترب منها يطوق للنظر داخل عيناها.. مد أنامله على ذقنها يرفع رأسه له وردد
منذ متى وأنتي تحنين رأس لأحد!
كان سؤاله مباشر و واضح فيه من الإستفهام و التهكم الكثير.
وأقرت إن العند لن يفيد ربما عليها التلون كالحرباء حتى تصل لمبتغاها.
رفعت عيناها تنظر له بابتسامة كان ينتظرها وحين ظهرت لك تريحه بل زادت حزنه فقال بوضوح
طلبتي مقابلتي...ماذا تريدي.
بللت شفتيها وفركت كفيها من شدة التوتر ثم قالت بصوت رفيع
تصرفت بحماقه مع نبل وكرم أخلاقك.
ضحك راموس ساخرا وقال
منذ متى هذا الأدب!
حاولت رنا كظم غيظها والتحلي بالهدوء وقالت
منذ راجعت نفسي بما فعلته نظير كل تصرفاتك من خوف وقلق علي.
زاد مقت راموس فقد تعمد إستفزازها ليختبرها.. ربما أخرجت ڠضبها وأظهرته لكنها لم تفعل وأستمرت فيما جاءت من أجله وأكملت
هز رأسه إيجابا وهو يبتسم ببرود
رواية فراشة في جزيرة الذهب بقلم سوما العربي
غاب صوتها ولم يسعفها الرد حتى بعدما فتحت فمها عدت مرات تحاول التحدث...والمحصلة صفر.
فتحدث هو بكياسة
من تظنين نفسك يا صغيرة هااا ومن تظنيني أنظري لي.... أنا راموس...ملك جزر الذهب وما حولها.
أتعلمين.... أنا غاضب وبشدة.
إستدار عنها يوليها ظهره وهي مازلت تحبس أنفاسها لا تستطيع أخذها براحه وهو يكمل بضيق واضح
ليس لأنك تحاولين خداعي...لا .. الأمر أكبر من هذا.
واجهها وأقترب منها يشير عليها بحدة قائلا
بل لأنك لم تبذلي جهدا كبيرا في خداعي..هل هذه هي حدود ذكائك أم إنك تعتقدين أنني ربما ساذج ولا يستحق عقلي عناء التفكير والتدبير
أنا... أنا..
قاطعها يردد
أنتي ماذا
أقترب منها أكثر يخبرها
ألم تأتي لي طائعه تطلبين الوصل والبدء بصفحة جديدة إذا فليكن... إنتي جاريتي الآن وأنا اريدك ما المانع
على الفور أمتقع لون وجهها وعلت وتيرة أنفاسها الرفض الشديد للفكرة من الأصل واضح على كل جسدها فأكمل
ضحك ضحكة مدوية و تبختر حتى وصل لأحد الطاولات والتقط كأسه من عليها ثم تجرعه كاملا وعاد ينظر لها من جديد ثم صرح
ما رأيك بأن نكشف أوراق اللعبة
أأأي..أي لعبة
لعبيتنا ...يا إللهي إنها مسلية كثيرا..أتعلمين منذ زمن لم اشعر بتلك السلوى..ربما قد ډخلتي مملكتي في الوقت المناسب...بالفعل أنا كنت بحاجة إلى لعبه مثلك.
أتسعت عيناها بمقت تردد
أنا لعبه!
تغاضى عن مقتها أو رفضها أو حتى ڠضبها وأكمل مراده
سأخبرك أي لعبة.
تقدم بعض خطوات بينمايتحدث
بما إنك جارية في بلاطي وملك يميني وأنا أريدك فلا مانع في ذلك والكثيراات من الجواري يعرفن ذلك لكنك تخشين أن يحدث أتعلمين لماذا يا صغيرتي
لم تجيب عليه لكنه لم يبالي وتقدم حتى باتا وجها لوجه معا فقال بوضوح
تحسبا لعودتك لديارك.. أو بالأحرى هربك.. لأنك لم ولن تتخلي عن فكرة الهرب وستعيدي المحاولة ألف مرة حتى لو فشلتي في كل مره إلى أن تجي ذات مره أنتي تعيشين على هذا الحلم وتلك اللحظة وذلك هو سبب وقوفك على قدميك حتى الآن.
كان يتحدث بثبات وهي كذلك أمامه ثابته رغم كلامه الصحيح مئة بالمئة فردت بصوت وضح فيه الإباء وعزت النفس
وهل تكره أن ترى إنسانه تحيا على أمل الحرية والكرامة
لمعت عيناه لثواني لكنه وئد تلك اللمعه في مهدها و قال
إظن ظني صحيح.
صحيح.
نظر لها پغضب من ثباتها إمامه فهددها
سأضعك بالسجن.
ضعني.
ستموتين هناك حتى تتعفن جثتك.
ربما ذلك أفضل لي
أهتزت شفتيه من شدة الغيظ وصړخ
يا حراااس.
فتح أحد الحراس الباب يحني رأسه تحيه للملك الذي قال
خذها من هنا...هيااا.
المجاورة له فسكتت من عليها الكؤس والمزهرية و الورود
في الحرملك
تقدمت رنا للداخل وكان الصبح قد تنفس لكن معظم الفتيات نيام.
لكن سوتي تقلبت على فراشها لتبصر رنا وقد عادت نظرت حولها لتفطن الساعه ثم قالت
لم تتأخر عنده...هل تردها كحال كل الفتيات!
ظلت تكفر بتمعن تربط الخيوط ببعض ملاحظة بدقه
لتعابير الڠضب و السخط المرتسمه على ملامح رنا لتوقن بإجابة واحدة..
تقدم ناحية المطبخ بوجه محتقن وبصوت عاصف نادى
حورية.
إلتفت له مجفلة فسأل بحدة
محمود كلمك
استغربت سؤاله وردت
لأ.. ايه اللي فكرك بيه
أخويا ...مش هينفع أنساه..بس هل أنتي نسيتيه
نظرت له بتمعن لثواني ثم قالت
لأ
نعم!
تركت حورية كيس الذرة من يدها والقت المعلقة پغضب ثم ردت بشئ من الحدة
هو إيه إلي نعم زي ما تكون مستغرب مثلا
أنتي كمان بتعلي صوتك
مانت بتعلي صوتك عليا.
أنا جوزك.
أغلق فمها وفمه كذلك...أنخرسا...فقط أتسعت عينا كل منهما ... كانت لحظة مضيئة توقف كلاهما عندها ..
وما كان منه إلا أن أنسحب من المطبخ وتركها تقف متسعة العين انفاسها مسلوبة تفكر فيما قيل منذ ثواني لتجفل مجددا على صوت إغلاق باب الشقه لتفطن أنه قد ترك الشقه وبهذا الوقت المتأخر .
نزل زيدان درجات السلم بهدوء وتروي يتمنى ألا يراه أي من والديه أو أبناء عمه وعلى ما يبدو أنه قد نجح وخرج من المنزل دون أن يشعر به أحد.
تمشى في الشارع قليلا منذ يوم الزفاف الذي كان مقرر أنه زفاف شقيقه ليتحول بقدرة قادر إلى زفافه هو لم يخرج.
ظل يسير دون هدف يفكر فيما حدث وما صار وما أراده ولما تشاجر معها من الأساس وإلى أين أنتهى الأمر...لقد أخبرها إنه زوجها حينما أحتجت على رفعه لصوته عليها.
قالها وكأنه يبرر كل تصرفاته بها أنا جوزك وكأنه هكذا أمتلك الحق لأن يفعل بها أي شيء إن يرفع هو صوته وهي لا تفعل لأنه زوجها .
فكرة أنه يعتبر نفسه زوجها وهي زوجته من الأساس توقفا عندها
ظل على مشيه يهيم في الشوارع حتى وصل للقهوة التي أعتاد أن يجلس عليها مع أصدقائه كان سيمر متجاوزا إياها يتمنى ألا يكن عليها أي من أصدقائه فلا ينقصه أسئلة و إستفسارات سخيفه الآن بالتحديد.
فمر سريعا بخفه كي يجتازها لكن اوقفه صوت صديقه العالي يردد بتفاجئ
زيدان أيوه ده زيدان... والنبي هوو...واد يا زيدان.... أنت ياولاااا.
تمتم زيدان بسره
صالح ... الله يخربيتك.. هو أنا وقعت في ايدك أنت...مش هسلم منك أنا عارف.
حاول التظاهر بعدم الأنتباه له واستكمال سيره بسرعه لكن صالح رفع صوته اكثر وأكثر حتى انتبه بقية الشباب الجالسين يتسامرون على القهوة في هذا الوقت المتأخر من الليل.
وصدح صوت صالح
واد يا زيدان...خد يا ولا... خد تعالى.
فلم يجد زيدان بد من أن يلتف له ويذهب إليه.
تقدم منه يحيي الشباب ثم جلس أمام صالح الذي قال
تعالى يا عريس..مالك كده واخد في وشك وطالع... ايه...عامل مش سامعني بس على مين كنت هجيبك هجيبك
صالح بقولك إيه... وحياة أبوك مش طالبة أطلب لي واحد عناب وحجر قص ألا أنا دماغي مش فايقه.
ضحك صالح وقال
ده أنت حتى عريس جديد.
صفق صالح بكفيه ينادي صبي القهوة الذي حضر يردد
عنيا يا معلم صالح
واحد عناب
متابعة القراءة