فراشة في جزيرة الدهب سوما العربي

موقع أيام نيوز

تخرج من الغرفة لكنه كان يسد الباب رفعت عيناها له ففهم وحمحم بحرج ثم تحرك يفسح لها الطريق .
لكنه نادها وقال
حورية.
إلتفت له تسأل
أيه متعود تتغدى مع مامتك 
ضحك بخفة ثم قال
لأ أقصد .... إن..بيتهيئلي إننا محتاجين نتكلم مع بعض شوية.
نظرت أرضا ثم قالت
عندك حق.
سحب نفس عميق ثم قال
تعالي اقعدي الأول.
تقدمت لتجلس بهدوء على الأريكة.
نظر خلفها ثم قال
حلوة الكنبة مع لون الحيطة
نظرت لهم ثم أبتسمت ورفعت عيناها له تقول
أنت إلي مختارهم.
لمعت عيناه و أتسعت إبتسامته يردد
سبحان الله.
سحب نفس عالي من جديد ثم تحدث بتروي تام 
بصي يا حورية.. لا أنا ولا أنتي محتاجين نشرح لبعض الجوازة دي حصلت إزاي.. بس.. دلوقتي إحنا متجوزين..ولسه إمبارح أكيد مش هينفع يحصل أي أنفصال صح
صح.
تمام...كده إحنا أتفقنا في نقطة... النقطة التانية ... وجودنا هنا في البيت... أنا زي ما شوفتي كده نزلت أفطر تحت أمي قالتلي شطبنا وتقريبا طردتني.
ضحكت حورية فأبتسم أيضا ثم أكمل
والشقة الي فوق مش جاهزة فلو تسمحيلي أفضل هنا هكون شاكر ليكي جدا.
تطلعت له مستغربة كأنها ترى زيدان لأول مرة ثم همست
أنت إلي بتقول كده..دي شقتك أصلا ولا ناسي.
لا يا بنت الناس... الشقة دي بالعفش والأجهزة وكل حاجة بتاعتك وأنا مجرد ضيف..خلينا نعدي الأيام ونشوف إيه إلي هيحصل إيه رأيك 
صمتت بتخبط فأردف
أوضة النوم بتاعتك وأنا في أوضة الأطفال.. أنا طول النهار في الشغل ومش برجع غير بالليل ويعتبر ماليش طلبات وباكل كل الأصناف يعني اعملي إلي على مزاجك .
صمتت ترفع عيناها له
..هنالك حديث طويل وكثير داخلها له لكنها ابدا لم تستطع التعبير هي فقط أكتفت بإماءة من رأسها مع ابتسامة شرحت صدره فتنهد براحه ثم قال
طيب ممكن نتغدى بقا
حاضر .
ثم وثقت وذهبت للمطبخ وما أن غادرت حتى صدح صوت هاتفه بإتصال من رقم غريب .. ففتح المكالمة ليأتيه صوت أخيه يردد بثورة
صباح الخير يا أخويا يا كبير يا محترم... ولا أقول صباحية مباركة للعريس!!
الفصل السادس
تفاجئ زيدان بصوت شقيقه الحاد ومكالمته له في هذا الوقت لوهلة شعر بالخزي و العاړ وأنه هو المخطئ.
لذا حاول احتواء ڠضبة وقال بصوت مهتز 
أزيك يا محمود
ضحك محمود ساخرا ثم رد بإستهزاء
أزيك يا محمود هه مازييش حد يا حبيب أخوك..زي ما أنت شايف متخزوق والي مخزوقني اخويا شقيقي... أخويا الكبير العاقل.
أستمع له زيدان بحلم يحاول إمتصاص غضبه يضع نفسه بمكان محمود يرى أن ربما لديه بعض الحق فقال بعد نفس عميق
أهدى يا محمود و أسمعني الأول.
لكن محمود لم يسمع أو يهدأ وإنما صړخ پغضب
أهدى.. أنت إلي بتقولي أهدى! أهدى إزاي وأنا أخويا أخد مني مراتي .. أنت أخدت مراتي أنت فاهم... ماكنتش اعرف أنك بالخسه والندالة دي.
أقتتطع زيدان حديث محمود وتدخل بعدما أستفزته إتهامات محمود
خد بالك من كلامك يا محمود ..مش زيدان إلي يتقاله كده 
ههه مش زيدان إلي يتقاله كده ! أطلع من دول يالا... ماخلاص كل شيء انكشف وبان.. عاملي فيها الكبير العاقل إلي بيحب الكل وقلبه على الكل و أول ماجت لك الفرصه خطفت خطيبتي مني... تلاقيها حليت في عينك بس نأبك على شونه ...حورية عمرها ما تشوف غير عصفور ... أنا عصفورها هي إلي مسمياني... والي ماتعرفوش أن حورية پتخاف منك أساسا ياما قالت لي كده دي وصلت أنها طلبت مني نسيب البيت والحارة كلها بسببك عشان تهرب من وشك ومن التعامل معاك..مش عايزه حتى تشوفك صدفة.. أنت فاهم..وخليك عارف يا زيدان..طالت الأيام ولا قصرت أنا راجع وهرجع حقي وساعتها مش هسمي على حد وهتشوف.
كانت صراخاتها المعترضه تملأ الحرملك بكل مكان وكاكا يجرها يتقدم بها للأمام غير مبالي لها.
بينما وقفت كل فتيات ونساء الحرملك يتابعون مايحدث وهن يتهامسن عليها بسخريه.
كذلك كانت حالة خادمة أنچا التي مالت على أذن مولاتها تهمس بتشفي
أرأيتي مولاتي لم يكن هناك أي داعي لكل هذا القلق لقد لفذها مولانا الملك مل من صړاخها وتمردها وحسها العالي ولم يشفع لها حسنها ولا بياض بشرتها وها هي أصبحت مثلها مثل بقية فتيات الحرملك.
كانت أنچا تستمع لها وعينها لم تفارق رنا المتمردة هزت رأسها بسخط وقالت
هذا رأي السذج فقط فالحقيقة مختلفة كليا إنه شعلة البداية فقط.
هزت الخادمة رأسها بحيرة وقالت
عفوا مولاتي لكني على ما يبدو بت لا افهمك في الفترة الأخيرة كل حديثك يصعب علي فهمه لا أفهم ما قصدك بأنها شعلة البداية فقط لا أفهم.
ألتفت لها أنچا تقول
لو كنتي تفهمين لما ظللتي خادمة لكنتي أصبحتي أنچا جديدة.
عادت تنظر حيث ألقى كاكا برنا في أحد زوايا الحرملك وهي تكورت حول نفسها بضعف تبكي وأكملت أنجا حديثها
ما يحدث ماهو إلا إنتقام المحبين مولانا ېعنفها على عدم إنبهارها به أو إهتمامها لهوالصيبة أنه على مايبدو لا تتصنع أو تمثل هي بالفعل تائهة تشعر بالضياع وتريد الهرب لو لم تكن مهمة لتركها وشأنها ولم يهتم بمعاقبتها الأمر أكبر من حدود مخيلتك يا مسكينة وتلك الفتاة خطېرة... خطېرة للدرجة التي تجعل العڼف والشدة معها هما أغبى تصرف..التصرف معها يلزمه هدوء وتروي يلزمه حكمه وحنكة.
أنهت أنچا حديثها وعينها مازالت مسلطة على رنا تفكر كيف ومن أين ستبدأ معها بينما خادمتها في الخلفية ټحرق بؤبؤ عينيها من شدة شعورها بالغباء وعدم الفهم.
أما عند رنا فكانت تبكي كما لم تفعل من قبل.
إحساس الضياع والنهاية المأساويه يكتنفها حتى كادت تختنق.
هي بالفعل كادت تختنق من شدة الأختناق وضيق الصدر أكثر الأمور ړعبا هو أنك تواجه المجهول.
لا تعلم حتى ماذا ينتظرك كي تستعد له ولو نفسيا.
وبينما هي على تلك الحالة من الشعور بالبؤس و الضياع تقدمت منها سوتي تجلس لجوارها وتربط على كتفها مردده بتعاطف واضح
أمازلتي على تلك الحالة أعتقدت أن مايحدث معك سيغير من تفكيرك ونظرتك للأمور .
لم تهتم رنا لكلامها واستمرت في البكاء زمت سوتي شفيتها من غباء تلك الفتاة وأكملت
البكاء لن يفيدك يا فتاة الأفضل هو أن تحاولي إيجاد مخرج لما أنتي عليه .
لكن رنا لم تهتم أيضا وظلت على بكائها فتنهدت سوتي و وقفت لتغادر قائلة
حسنا أبقي هنا وأبكي حتى ټموتي لكن أرجوكي أبقي بصمت فصوتك يزعجنا ويؤرق نومنا .
همت سوتي أن تغادر لكن يد
رنا منعتها فقد رفعت رأسها تنظر لسوتي التي أبتسمت تقول
جيد إذا لقد فوقتي اخيرا عليكي الأعتراف إن البكاء لن يجلب لكي سوى المزيد من العقاپ.
أستمعت لها رنا بصمت ثم سألت
كيف وأنا أشعر أني بكابوس لا ينتهي ولا يمكنني الإستيقاظ منه... لقد غدر بي زميلاتي .. إنها قصه طويله ربما لن تتفهميها.
لما كلنا قد جلبنا بتلك الطريقة أو طرق مشابهه كنا أحرار مثلك وقادتنا الأقدار لهنا.
تنهدت رنا وقالت بأسى
لكن انتن لستم مثلي أبدا
ضحكت سوتي ساخرة وقالت
في هذه معك حق فاي منا لم يهتم لها الملك شخصيا أو يلتفت لها حتى وزير عكسك تماما بدايتك كانت عاليه جدا...من رأيي أستغلي الأمر لصالحك
نظرت لها رنا بتخبط وهي تمسح دموعها ثم قالت
ماذا تقصدين
قطع حديثهم صوت أنكي التي تقدمت تقول
هيا ميرورا ..الطبيب بأنتظارك.
لست ميرورا
تم نسخ الرابط