رواية منال من 1-10
المحتويات
مبالاة وهي تهز فمها للجانبين
-قومي ماهي مش جايبة همها !
نهضت أروى سريعا من مقعدها وهي تدندن بسعادة فنظرت لها والدتها بإندهاش من تصرفاتها الطفولية ثم نهضت هي الأخرى عن الطاولة وقامت بجمع مذكرات وكتب صغيرتها ورصتهم فوق بعضهم البعض.
انتبهت هي إلى صوت رنين الهاتف الأرضي فتحركت بتمهل نحوه لتجيب عليه.
رفعت السماعة ووضعتها على أذنها وردت بصوت أمومي
استمعت للصوت الأنثوي الذي أتاها على الطرف الأخر فعرفت هويتها فورا.
تبدلت ملامح وجهها للعبوس وتحولت نظراتها للإنزعاج ثم تابعت قائلة بإمتعاض جلي
-ايوه يا ولاء خير
ظلت جليلة صامتة لبرهة مصغية لما تقوله طليقة ابنها وردت عليها بإقتضاب
-يحيى نايم يا حبيبي جاي تعبان من مدرسته
سكتت عن الحديث لتستمع لها وأضافت بإيجاز
نفخت بإشمئزاز ووضعت السماعة بضيق كبير ثم هتفت بنبرة تحمل البغض والغل
-ربنا يريحنا منك لولا الواد كنت آآآ... استغفر الله العظيم دايما تفور دمي كده !
...
على الجانب الأخر طلبت حنان من ابنتها أن تنهي أعمال المطبخ سريعا لتجلس معها لتتحدث الاثنتان في أمر هام.
ظل بال أسيف مشغولا وهي تجفف الصحون محاولة تخمين ذلك الموضوع الطاريء الذي تريد والدتها مفاتحتها فيه.
ابتسمت برقة وهي تتساءل بصوت خفيض لا يخلو من القلق
-خير يا ماما !
حدقت فيها حنان بنظرات عميقة قبل أن تجيبها بحذر
-أسيف كنت محتاجة أحكي معاكي في حاجة !
استشعرت هي وجود خطب ما فوالدتها منذ باكر تبدو على غير طبيعتها. يوجد شيء ما يشغل عقلها وبشدة حتى بات تأثيره ظاهرا على ملامحها البسيطة فبدت أكثر إرهاقا وذبولا.
-قلقتيني انتي كويسة بتشتكي من حاجة في جسمك صحتك تمام
ابتسمت والدتها ابتسامة هادئة وأجابتها بصوت خفيض وهي توميء برأسها بإيماءة خفيفة
-اطمني يا بنتي !
ربتت على فخذها برفق وهي تتابع بتنهيدة خاڤتة
-أنا الحمدلله في أحسن حال
تنفست أسيف الصعداء وهي تجيبها
-يا رب دايما
ابتلعت ريقها وأردفت قائلة
-الموضوع بخصوص أبوكي الله يرحمه !
هوى قلبها في قدميها عقب تلك العبارة الأخيرة واضطربت أنفاسها نسبيا.
سيطر عليها التوتر وتساءلت بتلهف
-خير
ترددت والدتها في إبلاغها بصراحة.
صمتت للحظات ثم استطردت حديثها قائلة بتلعثم ملحوظ
هزت أسيف رأسها بإيماءة قوية مرددة بنزق
-ايوه بس حضرتك مش حكيتي أي تفاصيل
أخفضت حنان نظراتها قليلا وردت بحذر
-سيبك من التفاصيل دي المهم عندي تعرفي بموضوع الدكان
هتفت أسيف متساءلة بجدية
-ورث بابا من جدي خورشيد
أجابتها حنان بهدوء وهي تسلط أنظارها عليها
-ايوه !
ساد صمت قليل بينهما ولكنه مليء بالكثير من خلال نظراتهما العميقة.
قطعته والدتها مضيفة بتنهيدة مطولة
-عمتك قالت إن حقنا في الدكان محفوظ !
استعادت هي سريعا في ذاكرتها ما دار في المكالمة الأخيرة مع عمتها. لذا حركت رأسها إيجابا مرددة
-اه الرسالة اللي قالتلي أوصلهالك
تابعت والدتها قائلة بغموض
-مظبوط ورياض الله يرحمه عمل ده وحفظلك حقك !
عقدت أسيف ما بين حاجبيها متعجبة ثم رددت بحيرة وهي تحاول تخمين المغزى من عبارة أمها الأخيرة
-مش فاهمة !!!!
حدقت فيها حنان بنظرات ثابتة ولم تطرف عيناها لثوان وكأنها تستمد قوتها لتقول بنبرة متريثة
-أبوكي اتنازل عن نصيبه بالكامل ليكي !
اتسعت مقلتي أسيف بإندهاش كبير ولم تصدق ما سمعته توا.
انفرجت شفتيها مرددة پصدمة
-ايه
استأنفت حنان حديثها بهدوء مريب للغاية
-وده العقد بتاعه !
ثم مدت يدها بورقة قديمة مطوية نحوها.
تناولتها أسيف منها وألقت نظرة عامة سريعة وشمولية على فحواها ثم رفعت رأسها للأعلى لتتساءل بحيرة بادية على محياها
-طب بابا عمل كده ليه
هزت والدتها كتفيها نافية وهي تجيبها بصوت هاديء
-مش عارفة جايز كان بيفكر يحافظلك على حقوقك يمنع الغريب يشاركك مش فاهمة دماغه كانت فيها ايه بالظبط !!!!
رمشت أسيف بعينيها متساءلة بنبرة قلقة
-طب وانتي يا ماما كنتي عارفة بده
حركت رأسها بالنفي وهي ترد
-لأ للأسف أنا اتفاجئت باللي عمله !
أعادت أسيف التطلع للعقد مجددا لتقرأه بتمعن.
بدت الحيرة واضحة في ردة فعلها وفي نظرات عينيها.
ضغطت على شفتيها متساءلة پخوف
-طب.. طب وهانتصرف ازاي يعني عمتي عارفة
أجابتها والدتها بهدوء
-بيتهيألي لأ
صمتت الاثنتان مجددا ليفكرا في الأمر بروية.
نظرت أسيف للموضوع من زاوية مختلفة نسبيا عن السابق فخفت حدة توترها نوعا ما وبدأت في حساب الأمور من منظور أخر.
ابتسمت برقة وهي تهمس
-ماما
حدقت فيها حنان قائلة
-ايوه يا حبيبتي
مالت هي للأمام بجسدها وجمدت نظراتها عليها قائلة بحماس عجيب
-مش جايز يكون الدكان ده بداية خير لينا
استغربت حنان من تبدل حال ابنتها وسألتها بنزق
-بمعنى
بررت أسيف ما عقدت العزم عليه قائلة بنبرة عقلانية
-يعني أنا فكرت قبل ما أعرف بالعقد ده إننا نروح عند عمتي !
ضاقت نظرات حنان وقطبت جبينها بضيق بائن ثم هتفت غير مصدقة ما قالته
-ايه نروح عندها !!!!!
شعرت أسيف بإستنكار والدتها لتفكيرها في هذا الأمر وتابعت معللة بهدوء محاولة الحفاظ على ثبات ردة فعلها المتحفزة
-اللي اقصده ان احنا كنا هنروح لدكتور كويس عشان حضرتك فلو أمكن نستغل الفرصة ونزور عمتي وأشوف الدكان بالمرة !
ردت عليها أمها بإمتعاض
-مش وقته يا أسيف !
ألحت هي قائلة بإصرار أشد وهي تمد يدها لتمسك بكفها
-صدقيني يا ماما مافيش أحسن من دي فرصة احنا معدتش لينا حاجة هنا تربطنا بالمكان غير البيت ده وبصراحة أنا مش هاتحمل إني أشوفك پتتوجعي قصادي وأفضل ساكتة
سحبت حنان يدها من كفها وردت بجدية صارمة
-ربنا يخليكي ليا يا بنتي أنا مش محتاجة حاجة !
رققت أسيف من نبرتها ونظرت لأمها بنظرات عاشمة مرددة بإصرار
-عشان خاطري يا ماما الموضوع مش هياخد غير كام يوم وخلاص !
لم تتوقف أسيف عن التشبث برأيها ولم تعدل عنه. اعتبرت المسألة فرصتها الذهبية لترك تلك القرية الريفية والخروج إلى الحضر.
وبالطبع لم تستطع حنان الصمود أمام عنادها الشديد. فقد كانت أسبابها منطقية للغاية ومقنعة.
وهي لم تحاول إظهار خۏفها عليها من ذلك المستقبل الغامض.
وفي الأخير تخلت عن رفضها و تنهدت قائلة بإستسلام
-ماشي بس هانروح نقعد فين
أجابتها أسيف بتلهف
-أي لوكاندة على أدنا وإن شاء الله مش هانطول !
ردت عليها أمها بهدوء
-طيب
اتسعت ابتسامة أسيف أكثر وهللت بسعادة واضحة بعد أن استجابت لطلبها
-حبيبتي يا ماما ربنا ما يحرمني منك أبدا
..............
علقت جليلة جلباب زوجها في المكان المخصص له ثم التفتت ناحيته قائلة بعبوس
-اتأخرت يا حاج
أجابها بإرهاق وهو ينزع حذائه عن قدميه
-مشاغل يا جليلة !
هتفت هي قائلة بتضرع معتاد
-ربنا يكرمك يا حاج طه ويوسع رزقك !
نظر لها دون أن يعقب فتابعت قائلة بتوجس
-أنا بس خاېفة عليك لتتعب بزيادة
رد عليها بصوت منهك
-ربك المعين
ثم استدار برأسه ناحية باب الغرفة متساءلا بإهتمام
-أومال فين أروى والواد يحيى
أجابته بنبرة عادية وهي تشير بيدها للخلف
-أعدين بيلعبوا جوا في اوضتهم
أضاف هو قائلا بجدية
-طيب جهزلي لقمة أكلها لأحسن على لحم بطني من الصبح
ردت عليه بحماس
-ثواني والأكل يكون عندك يا حاج
وبالفعل خرجت من الغرفة لتتجه نحو المطبخ فرأت ابنها منذر مقبلا عليها ومودعا إياها في نفس الوقت مرددا
-ست الكل!
نظرت له بغرابة وهي تتساءل
-رايح فين يا منذر
أجابها بتنهيدة متعبة
-رايح المطعم أشوف التوضيبات وأتكلم مع المهندس المسئول !
هتفت قائلة بإصرار وهي تضع قبضتها على ذراعه لتمسك به
-طب استنى هاجهزلك لقمة تاكلها على السريع
أزاح يدها برفق عنه قائلا بإقتضاب وقد ظهر الانهاك واضحا على تعابير وجهه
-لأ مش عاوز !
-منذر !
هتف بإسمه أباه بصوت مسموع وجاد للغاية فالټفت برأسه نحوه وردد ممتثلا
-ايوه يا حاج
تابع طه قائلا بلهجة شبه آمرة
-أما تخلص عدي على عواطف وشوف عملت ايه لأن انت اتأخرت عليا وأنا زهقت من الأعدة في الوكالة !
هز رأسه متفهما وهو يقول
-ماشي سلامو عليكم !
ردت عليه والدته التحية قائلة بصوت أمومي حاني متابعة إياه بنظراتها الدافئة
-وعليكم السلام في حفظ الله يا ضنايا وربنا يكفيك شړ الناس !
...
أومأ دياب رأسه بإعجاب وهو يجوب بأنظاره المطعم متأملا التجديدات التي طرأت عليه وأردف قائلا بتحمس وهو يربت على كتف مهندس الديكور
-عال الشغل 100 100 يا رجالة !
رد عليه الأخير قائلا بسعادة
-انت تؤمر بس يا ريس دياب
أضاف دياب قائلا بجدية وهو يشير بذراعه موضحا ما يرغب في القيام به من تعديلات لائقة من وجهة نظره
-أنا عاوزك توسع المدخل من هنا وتعمل جيبسون بورد في الحتة دي وتشيل الجزئية دي مالهاش لازمة !
هز المهندس رأسه بتفهم مرددا
-تمام أنا هاكتب الملحوظات المطلوبة كلها وأظبطها وبعد كده أعرضها عليك قبل ما أبدأ التنفيذ دي !
-متفقين
في نفس التوقيت ولج منذر إلى داخل المطعم ليجد أخاه واقفا إلى جوار مهندس الديكور فهتف بصوت مرتفع يحمل المفاجأة
-الله انت هنا !
الټفت دياب برأسه نصف التفاتة نحوه ورد عليه بجدية
-منذر ! حبيبي
وضع منذر ذراعه حول كتف أخيه الأصغر وربت عليه برفق ثم سأله بإستغراب
-ايه اللي جابك مش كان لسه عندك تسليم
أجابه الأخير بعبوس
-اتأجلت الطلبية الزبون فلسع ( توفى ) !!
تعجب منذر مما قاله وردد بضيق قليل
-يا ساتر يا رب !
ثم انتقل للسؤال التالي مرددا بإهتمام
-ها اتكلمت مع المهندس
أجابه دياب بثقة
-أه هايظبط كل حاجة زي ما احنا عاوزين
زم منذر فمه للأمام قائلا بإعجاب
-عظيم !
وسريعا تحولت ملامحه للإنزعاج وهو يضيف على مضض
-ناقصنا بس نشوف البلوى اللي في النص دي !
فهم دياب المغزى من عبارته الغامضة فأردف موضحا دون تردد
-تقصد الدكان !
رد عليه منذر وهو ينفخ بضيق
-هو في غيره يا دياب
وافقه أخيه الرأي قائلا
-عندك حق معطلنا كتير
أضاف منذر قائلا بنبرة عازمة وقد ضاقت نظراته للغاية
-أنا رايح عند عواطف أتكلم معاها أشوفها وصلت لإيه
رد عليه دياب بجدية
-طب خدني معاك في سكتك
استغرب منذر من رغبته في الذهاب معه لتلك الزيارة الثقيلة على قلبه متساءلا بتعجب
-هتطلع معايا عندها
هز رأسه بالإيجاب معللا
-اه وأهوو بالمرة ألاغيها بلغة السوق إن كانت معصلجة !
زفر منذر بصوت مزعوج ثم دس يديه في جيبي بنطاله الجينز مضيفا بتأفف
-المشكلة مش فيها هي دي في أخوها !
رد عليه دياب بعدم اكتراث
-أهوو نشوفله سكة إن كان معاند في البيع
أخرج منذر يدا واحدة من جيبه ولكز بها أخيه في كتفه قائلا بحزم
-طيب تعالى
وبالفعل تحرك الاثنان إلى خارج المطعم متجهين إلى البناية التي تقطن بها عواطف عاقدين العزم على الوصول إلى حل حاسم و نهائي بشأن الدكان ........ !!!!!
..............
الفصل الثامن
اتجهت نيرمين وهي تحمل رضيعتها الغافية على كتفها نحو باب منزلهم لتفتحه بعد استماعها لقرع الجرس الخاص به.
وقفت أمام العتبة تتأمل المتواجدين بإستغراب قليل.
أردف منذر قائلا بنبرة خشنة
-سلامو عليكم
سريعا تداركت الموقف وتنحنحت بخفوت قائلة بترحيب
-وعليكم السلام يا أهلا وسهلا !
تابع هو متساءلا بجدية ونظراته تحولت للجمود
-الست عواطف موجودة
حدقت فيه بقلق ظاهر ووزعت أنظارها بينه وبين أخيه الواقف خلفه مجيبة إياه
-اه موجودة !
ابتلعت ريقها بتوجس وتساءلت بتلعثم
-هو..آآ.. هو في حاجة
رد عليها بغموض
-أنا عاوز أتكلم معاها
أضاف دياب قائلا بعتاب
-هو احنا هنفضل واقفين كتير على الباب !
أيقنت شرودها عن التصرف بلباقة مع الضيوف فهدهدت رضيعتها برفق وتنحت للجانب قائلة بحرج
-لا مؤاخذة اتفضلوا ده بيتكم !
صاح منذر عاليا لينبه من بالداخل لوجوده
-يا رب يا ساتر
بينما تنحنح دياب بخشونة مرددا
-احم .. سلامو عليكم !
اتجه الاثنان نحو غرفة الصالون حيث المكان المعتاد لاستقبال الزائرين ..
بينما أسرعت نرمين في خطاها لتبلغ والدتها بوجودهما بالخارج .
لفت عواطف حجاب رأسها سريعا دون عناية بمظهره النهائي وسارت بخطوات شبه سريعة نحوهما.
ابتسمت قائلة بود مرحبة بهما
-يا مراحب بالغاليين !
نهض الاثنان من على الأريكة العريضة ليصافحاها ثم عاودا الجلوس مرة أخرى.
لم يرغب منذر في إضاعة الوقت هباءا لذلك استطرد حديثه قائلا بعجالة وبجدية شديدة
-شوفي يا ست عواطف أنا جاي النهاردة عشان أحط النقط على الحروف في موضوع الدكان
حدقت فيه بإرتباك كبير فقد بدا في نبرته وفي نظراته المسلطة عليها الحزم والشدة.
ازدردت ريقها قائلة بحذر
-ما أنا آآ.. مش ساكتة يا سي منذر بس آآ...
انزعج منذر نوعا ما بسبب استشعاره لتقاعصها عن إتمام تلك المسألة الحيوية وقبل أن تكمل جملتها للنهاية قاطعها قائلا بعصبية قليلة
-مش وقت بسبسة يا ست عواطف دي مصالح وارتباطات مع ناس كتير مش فاضين للأعذار والحجج
دافعت عواطف عن موقفها قائلة بتلهف
-والله ما حجج !
ثم أخفضت نبرتها نسبيا لتتابع بحزن واضح
-أنا بس أخويا رياض ماټ من قريب وماكونتش أعرف
حلت الصدمة على وجهي كلا من منذر ودياب وتبادلا نظرات مزعوجة وممزوجة بالحيرة.
فلم يتوقع أحدهما ۏفاة الشريك الأخر لعواطف وبالتالي تشكلت عقبة أخرى أمام إكمال مسألة البيع.
ردد منذر بنبرة واجبة
-البقاء لله
ردت عليه بصوت مخټنق
-الدوام لله وحده
بينما أضاف دياب مواسيا
-الله يرحمه البركة فيكي انتي !
ردت عليه بتفهم
-اللهم امين تعيش يا بني !
ساد صمت حذر لعدة لحظات قبل أن تستأنف عواطف حديثها قائلة بصوت مضطرب
-أنا كنت هافتحه في بيع الدكان بس .. بس اتفاجئت باللي حصله ده حتى معرفتش أقوم بالواجب ولا آآ...
تلك المرة قاطعها دياب قائلا بجمود متخيلا عن هدوئه
-شوفي يا ست عواطف المثل بيقول الحي أبقى من المېت وبصراحة كده احنا بنسابق الزمن عشان ننجز
ردت عليه بقلة حيلة
-وأنا متأخرتش عنكم يا دياب يا بني !
ضجر منذر من فتور ردودها فصاح محذرا إياها من المماطلة بانفعال ظاهر
-احنا مش بنهزر ولا ده لعب عيال !
بينما أضاف دياب بټهديد ضمني
-خليكي فاكرة يا ست عواطف إن الدكان اتفقنا هنشتريه وبسعر كويس فبلاش ملاوعة من أولها لأن ده مش في مصلحتك !
نفت سريعا إتهامه لها قائلا پخوف
-والله ما ملاوعة دي .. دي ظروف حصلت !
رد عليها غير مكترث
-ماليش فيه ده كله !
هزت رأسها بإيماءات متتالية قائلة
-حاضر أنا هاتصل بمراته وأفاتحها في بيعه !
نهض منذر فجأة من مكانه وتابع قائلا بصوت قاتم
-اعملي اللي تعمليه يا ست عواطف المهم يخلص في أسرع وقت !
-ماشي
أكمل دياب مهددا بعد أن هب واقفا هو الأخر
-كمان أنا لحد دلوقتي مصدر الوش الحلو فبلاش أضطر استخدم الوش التاني وإنتي مش محتاجة تعرفيه
-اطمنوا اللي انتو عاوزينه هايحصل !
ثم هتفت بنبرة عالية
-يا نيرمين الشاي أوام للضيوف
رد منذر معترضا بجمود
-مالوش لازمة احنا ماشيين على طول
ألحت قائلة بإصرار كبير
-والله ما يحصل أبدا ده انتو كده بټشتموني
نظر منذر لأخيه وأشار له بعينيه قائلا بهدوء
-خلاص
متابعة القراءة