رواية منال من 1-10
المحتويات
غامضة
-أنا لو قولت مافيش ضرر عليا !
ضاقت نظراتها نحوه وكتفت ساعديها أمام صدرها وكانت على وشك الرد عليه لكنه بادر بقول
-بس انتي هتتحرمي من حاجات كتير وأولهم ابنك يحيى !
فهمت مقصده فتبدلت تعابير للإنزعاج وأرخت ساعديها بضيق كبير.
جلست على طرف الفراش إلى جواره وزفرت بغيظ وهي تهتف من بين شفتيها
-أوف يادي يحيى اللي معجزني ومكتف ايدي !
-أحب ما على قلبي يا ولاء إني أقف في وش طليقك وأقوله إني اتجوزتك وبقيتي مراتي !
نظرت له بجدية بينما تابع هو بحذر
-بس أنا عارفه مچنون هايخسرك كل حاجة وهيدفعك الدين القديم والجديد ومش بعيد يموتك !
تملكتها العصبية وصاحت بنبرة أقرب للصړاخ
-مازن خلاص قفل على سترته بټعصبني !
-ماهو كل مرة بنتكلم فيها عن اعلان جوازنا بنوصل لنفس الطريق المسدود ده فخلينا كده أحسن لحد ما أخلص منه خالص !
نهضت من على الفراش واتجهت نحو خزانة الملابس لتنتقي لنفسها ثوبا ملائما ولكنها التفتت فجأة للخلف لتضيف بغموض
-صحيح الكلام اللي سمعته
-انهو كلام
أجابته بنبرة جادة ونظراتها القوية مسلطة عليها
-انت هتدخل معاه شريك
لوى ثغره للجانب ونفخ بصوت مسموع ثم أجابها بتنهيدة محتقنة
-على عيني والله بس أبويا اللي عاوز كده !
هزت رأسها متفهمة وسألته بفضول
-أها ولازمتها ايه الشراكة دي
أجابها بصوت قاتم وقد حدق في الفراغ أمامه
مطت فمها للجانب وأضافت قائلة بضجر
-مممم.. وانت طبعا مضطر تكون معاهم !
هز رأسه بإيماءة هادئة وهو يجيبها بنبرة غامضة وغير مريحة على الإطلاق
-ايوه يمكن تكون دي السكة اللي أحط فيها ايدي على كل حاجة وأخد بحق مجد أخويا المسجون !
..
وقفت عواطف أمام حوض الغسيل لتكمل تنظيف الصحون المتسخة وهتفت بإحباط
هدهدت ابنتها نيرمين رضيعتها التي تحملها بين ذراعيها لتغفو وردت عليها بحنق
-كفاية بقى يا ماما أنا مش ناقصة تنكيت فيا اللي مكفيني !
تابعت عواطف عويلها قائلة بحزن
-آه ياني اتخرب البيت واحنا لا حول لينا ولا قوة
ردت عليها نيرمين بعصبية وقد استشاطت نظراتها
-هو وأهله كانوا عاوزين ېخربوه من الأول وماسكتشوا إلا لما عملوا ده !
-احنا عاوزين نشوفلنا صرفة في حاجتك مش هانسيبهالهم ولازم نربيه !
ردت عليها نيرمين بحزم
-هايحصل أنا كلمت واحدة صاحبتي تشوفلي محامي شاطر وربنا يسهل !
سألتها عواطف بجدية وهي تغلق الصنبور
-القايمة موجودة معاكي صح
أومأت برأسها إيجابا مرددة بثقة
-ايوه خدتها
تابعت والدتها قائلة بنبرة عازمة
-كويس نديها للمحامي ويصطفل مع العالم دول !
ثم تنهدت بعمق لتضيف بتضرع
-كملها بالستر معانا يا رب !
استمعت كلتاهما إلى صوت غلق باب المنزل فخرجتا سويا من المطبخ ليريا من بالصالة.
تفاجئت الاثنتان بوجود بسمة وهي في حالة غير مهندمة.
تساءلت عواطف بتوجس قليل وهي تدقق النظر في ابنتها
-ايه اللي رجعك يا بسمة
أجابتها الأخيرة بصوت مغتاظ وهي تلقي بحقيبتها على الأريكة القريبة
-كنت بتخانق تحت مع الزفت الجزار !
لطمت عواطف على صدرها شاهقة بفزع
-يا نصيبتي تاني ! ايه اللي حصل
أجابتها بصوت محتد وهي تغطي كتفها
-اتعرضلي وكان عاوز يجيب رقبتي بالساطور
اتسعت حدقتي والدتها في إرتعاد أكبر وشهقت مذهولة
-يا لهوي !!!!
تابعت بسمة حديثها قائلة بإمتعاض
-بس ابن الحاج طه اتدخل ومنعه !
تنهدت عواطف بإرتياح لوجود أحدهما في المنطقة وقت حدوث المشاجرة وتدخله لإنقاذها قبل أن يتطور الوضع للأسوأ ..
وبالطبع الفضول تملك نيرمين لمعرفة هويته تحديدا فتساءلت بإهتمام
-مين فيهم منذر ولا دياب
التفتت بسمة نحوها وأجابتها بفتور
-هتفرق يعني معاكي يا نيرمين !
ردت عليها بنبرة مستاءة تحمل السخط
-لأ بس الواحد لما بيشوف الرجالة اللي زيهم بتصعب عليه نفسه !
هتفت والدتهما بنبرة شاكرة
-الف حمد وشكر ليك يا رب دايما ساترنا !
هتفت بسمة بنبرة عدائية وهي تشير بيدها
-والله لو كان سابني عليه كنت دبحته !
ڼهرتها والدتها على تصرفاتها المتهورة قائلة بتبرم
-كفاية خناقات الله يهديكي كل يوم فضايح وقلة قيمة
نفخت بسمة بصوت مسموع ولم تعقب عليها فهي تعلم أن الحديث معها لن يجدي بأي حال ..
نظرت نيرمين لأختها شزرا وتمتمت قائلة بفتور
-الكلام مع بنتك مش هيأثر هي بتعمل اللي في دماغها وبس
رمقتها بسمة بنظرات ساخطة ثم هتفت من بين أسنانها بتأفف
-أنا داخلة أغير هدومي خلوني ألحق أروح الدرس بدل ما اليوم يضيع هدر !
رفعت عواطف بصرها للسماء وهمست متضرعة
-استرها مع بناتي يا رب !
...
أسند طه أريجلته على الجانب بعد أن فرغ منها ثم حدق في الأوراق الموضوعة أمامه على سطح المكتب ليحصر الطلبات الأخيرة الخاصة بالعملاء ولكنه رفع بصره للأعلى حينما سمع صوتا مألوفا يناديه بود
-سلامو عليكم !
ابتسم طه ابتسامة عريضة وهتف مرحبا وهو ينهض لمصافحة مهدي
-يا مرحب بالحاج مهدي الوكالة نورت !
بادله الأخير المصافحة ثم جلس على المقعد المقابل لمكتبه وردد قائلا بعتاب زائف
-أهلا بيك يا حاج طه قولت أعدي واسأل بدل ما أنتو مقللين الزيارات عندي
أجابه طه بنبرة مرهقة
-مشغوليات يا مهدي أديك شايف السوق وطلباته اللي مابتخلصش !
هز مهدي رأسه متفهما وهو يقول
-الله يكون في العون !
سأله طه بجدية وهو يشير بيده لأحد عماله
-تشرب ايه
رفع مهدي كفه للأعلى قائلا بإعتراض
-مالوش لزوم
احتج طه على رفضه للقيام بواجب الضيافة معه مبررا
-ودي تيجي بردك ده انت ضيفي أنا هاطلب أكل وشاي نحسب بعدها
أصر مهدي على رأيه قائلا
-والله ما له أي لازمة أنا واكل وكله تمام والحمدلله
في نفس التوقيت ولج منذر إلى داخل الوكالة متحدثا في هاتفه المحمول بكلمات مقتضبة وغامضة
-خلاص تمام على قديمه ولو في حاجة اطلب عليا ! سلام !
أنهى المكالمة مع المتصل ثم اقترب من الحاج مهدي ليصافحه قائلا بصوت جاد
-سلامو عليكم ازيك يا حاج مهدي منورنا !
رد عليه مهدي بإبتسامة مصطنعة
-وعليكم السلام يا منذر يا بني
الټفت منذر ناحية أبيه وهتف بجدية وهو يوميء بعينيه
-بأقولك يا حاج دياب راح المخازن يحمل بضاعة ويسلمها وهيرجع على الفجر كده !
رد عليه طه بهدوء
-اها ربنا معاه ويعينه
ثم استدار ناحية مهدي وجلس في مواجهته وباشر حديثه مرددا
-شرفتنا يا حاج مهدي الوكالة بتاعتك انت مش غريب فاعذرني لو مشغول عنك شوية !
رد عليه مهدي بتفهم
-الله يكرمك ابن أصول !
هتف الحاج طه متساءلا بنبرة عادية
-ها قولي ايه الأخبار معاك
سلط مهدي أنظاره عليه ورد عليه بنبرة غامضة
-ده أنا اللي جاي استفسر عن الجديد عندكم يا حاج طه
تبادل طه مع ابنه البكري نظرات حائرة فأكمل مهدي موضحا بجدية
-قصدي عن المطعم !
رد عليه طه بهدوء وهو ممتعض الوجه بسبب استشعاره لوجود شكوك ما في نفسه
-احنا شغالين فيه !
اكفهرت تعابير وجه منذر بعد أن لاحظ الضيق الظاهر على وجه أبيه واستطرد حديثه قائلا بنبرة شبه حادة ومشيرا بكفه
-اعذرني يا حاج لو هاقطعك !
رد عليه أباه قائلا بتنهيدة متعبة وهو يضرب بعكازه الأرضية
-خد راحتك يا منذر !
سلط منذر أنظاره القوية على ضيفه وهتف قائلا بجمود
-شوف يا حاج مهدي احنا عند اتفقنا وبدأنا في التوضيب والتوسعات بس في كام حاجة معطلة الموضوع شوية ومأخراه !
ضاقت نظرات مهدي وسأله بتوجس قليل
-مش فاهم ده معناته ايه
مد طه يده ليربت برفق على فخذ مهدي قائلا بإبتسامة باهتة
-كل خير اطمن !
أوضح منذر حديثه المقتضب هاتفا بضيق قليل
-الحكاية باختصار إن في دكان في نص المحلات اللي بنفتحها على بعض مش بتعنا احنا هنشتريه من أصحابه ومستنين يوقعوا ورق البيع ونبتدي على طول !
حرك مهدي رأسه متفهما
-تمام إن كان كده يبقى على بركة الله !
رد عليه طه بزفير عميق
-ربنا كريم !
هب مهدي واقفا من مقعده بعد أن اطمأن على سير الأمور وفق ما يريد وتشدق قائلا
-طيب هستأذن أنا !
نهض طه هو الأخر من على المقعد مرددا بعتاب مجامل
-ما بدري هو انت لحقت تاخد قهوتك ولا آآ....
قاطعه مهدي بصوت هاديء
-وقت تاني أنا قولت أعرف الجديد عندكم والحمدلله اطمنت !
أومأ طه برأسه متفهما وهو يقول
-ماشي
ودعهما مهدي قائلا بإبتسامة ودودة
-فوتكوا بعافية سلامو عليكم !
رد عليه منذر بصوت قاتم وهو يتابعه بنظرات حادة للغاية
-وعليكم السلام !
ثم الټفت برأسه نحو أبيه لتزداد نظراته عمقا وتابع بنبرة مرتابة
-زيارته دي مش مريحاني !
رد عليه طه بهدوء هو يعاود الجلوس على مقعده
-عاوز يطمن يا بني ما انت عارف !
انزعج منذر من أسلوبه المشكك وصاح بضيق واضح
-هو كان كلام عيال !
رد عليه أباه بهدوء محاولا امتصاص نوبة غضبه قبل أن تندلع
-لأ بس ابنه مش راجل في كلامه !
هتف منذر قائلا بنبرة متوعدة وقد ضاقت نظراته بصورة مخيفة
-والله اللي حايشني عنه هو انت يا حاج !
ربت والده على كتفه قائلا بنبرة متريثة
-ده مش من قيمتك يا بني ركز انت بس في شغلك
ضغط منذر على شفتيه ليردد بصعوبة
-ماشي ! هاركز !!!!!!
.
أوصدت حنان الخزنة المعدنية القديمة الموجودة بالرف السفلي بخزانة ثيابها الخشبية بعد أن وضعت عدة ملفات وأوراق على حجرها.
تراجعت بمقعدها المتحرك للخلف ثم أغلقت ضلفتي الخزانة واستدارت نحو فراشها.
بدأت هي في مطالعة محتوى الملفات أولا باحثة عن شيء محدد ألا وهو ( صك ملكية الدكان ).
لم تجده وسطهم فتنهدت بإستياء واكتسى وجهها بعلامات الضجر.
ولكن استرعى انتباهها ذلك المغلف القديم الموضوع وسط الأوراق.
أمسكته بأطراف أناملها وتأملته وهي تديره بأصابعها للجانبين محاولة اكتشاف مابه. ولكنه كان خاليا من أي معلومات تشير إلى محتواه.
وبحذر شديد قامت بفتحه لتخرج ورقة مطوية بعناية.
حدقت فيها بإستغراب ثم قامت بفردها لتقرأ بصوت شبه مسموع ما دون أعلاها
-عقد بيع
خفق قلبها إلى حد ما وابتلعت ريقها بتوتر ثم تابعت قراءة ما كتب فيها بتأن شديد.
اتسعت حدقتيها مع كل كلمة تقع عيناها عليها وارتسمت علامات الذهول الممزوجة بالصدمة على قسمات وجهها المرهق.
تسارعت أنفاسها وهي تردد بنبرة مصډومة متلعثمة
-أتنازل عن حصتي المملوكة في ميراث أبي بدكان عطارته لابنتي أسيف بيعا وشراءا
انفرجت شفتيها پصدمة أكبر وتراخت يدها الممسكة بالعقد.
حدقت أمامها بنظرات فارغة وبدت لوهلة عاجزة عن استيعاب الأمر.
هزت حنان رأسها مستنكرة ما فعله زوجها ورددت بقلق كبير
-ليه عملت كده يا رياض ليه .....!!
.......
الفصل السابع
ارتجف جسد حنان بعد أن قرأت ذلك العقد القديم الذي تنازل فيه زوجها الراحل عن نصيبه في إرث أبيه لإبنتهما الوحيدة.
احتارت كثيرا في سبب إقدامه على فعل هذا دون إبلاغها بالأمر أو حتى التلميح عنه.
ربما هو أراد حمايتها بتلك الطريقة وإعطائها ما تستحق دون الدخول في مشاحنات أو ما شابه لكنها باتت تخاف أكثر من تحول الأمر للعكس.
ضغطت على شفتيها بقوة وهزت رأسها مستنكرة قراره النافذ.
لم تكن تريد لصغيرتها أن تخوض تجربة الصراع والكره مع أقارب والدها الأشداء فهي على دراية تامة بشراسة طباعهم ونواياهم الدنيئة وقد كانت هي إحدى ضحاياهم قديما حينما افتدت الحاج خورشيد وتلقت طلقة ڼارية طائشة كادت تودي بحياته فأصابتها في مقټل وسببت لها العجز.
وكل هذا بسبب تخصيصه لجزء من أملاكه لابنه رياض مع شقيقته عواطف.
كان الهدف من محاولة الاعتداء هي قتل ابنه لضمان عدم حصوله على شيء لكنها ظهرت في المكان الغير مناسب لتتلقاها هي.
وقتها قرر رياض الزواج منها وتحسرت حنان على حالها فقد اعتقدت أنه زواجا لمجرد الشفقة والتعويض لكنه أثبت لها على مدار السنون أنه زواجا قائما على الحب والمودة والعشرة الطيبة.
طأطأت رأسها بحزن وأخرجت زفيرا عميقا من صدرها ثم تمتمت مع نفسها بنبرة خائڤة
-عدي اللي جاي على خير يا رب !
...
مط الحاج طه فمه للأمام وهو يطالع بإهتمام بعض التجديدات التي طرأت في المحال المملوكة له أسفل البناية موضع الاتفاق وهو يقف على مسافة جيدة لتمكنه من الرؤية بوضوح.
بالطبع كان الدكان العتيق يفصل بين تلك المحال ويحول دون توسعها بالشكل المطلوب.
نفخ بضيق من وجوده في وسطهم مانعا من إتمام الإتفاق المبرم سابقا. نفخ مجددا وصاح عاليا بنبرة شبه محتدة
-شبطوا المحارة خلينا نشوف هنعمل ايه
خرج أحد العاملين بالداخل ليرد بجدية
-كله تمام يا حاج المونة تنشف ويبدأ الكهربائي شغله ويرمي مواسير الكهربا
ضړب بعكازه الخشبي الصلب الأرضية من أسفله وهتف فيه بصرامة
-ماشي مش عاوز تأخير !
أشار العامل بيده للأمام قائلا بجدية
-هي العطلة بس من الدكان ده ! واقف في النص وآآ...
قاطعه طه قائلا بغلظة قبل أن يتمم الأخير عبارته
-خلصوا شغل في اللي معاكو وربنا يسهل في الزفت ده !
هز العامل رأسه إيجابا وهو يردد بخنوع
-أوامرك يا حاج !
ثم دس الحاج طه يده في جيب جلبابه الرمادي ليخرج هاتفه المحمول منه ووضعه على أذنه بعد أن ضغط على زر الاتصال بابنه البكري.
انتظر للحظات قبل أن يسمع صوته على الطرف الأخر فهتف عاليا
-ايوه يا منذر انت فين
أجابه منذر بصوت جاد
-بأخلص كام مصلحة يا حاج
هتف فيه أباه بصلابة
-طب يا بني أما تفضى عدي عليا عاوزين نروح لعواطف النهاردة
رد عليه منذر بصوت خشن
-حاضر اديني ساعة زمن !
أخذ الحاج طه نفسا عميقا وزفره دفعه واحدة ليجيبه بإنزعاج ملحوظ
-ماشي يا بني الله يعينك
-سلام يا حاج
أنهى طه المكالمة مع ابنه ثم أعاد وضع هاتفه في جيبه وظل محدقا بالدكان العتيق بنظرات مطولة لا تنتوي أي خير على الإطلاق.
..
حدجت جليلة ابنتها الصغرى أروى بنظرات حادة وهي تصيح فيها بصوت آمر بعد أن ضجرت من تكاسلها عن استذكار دروسها
-يا بت اعملي الواجب بتاعك !
نفخت الصغيرة بعبوس ظاهر على محياها وهي تردد
-مش فاهمة فيه حاجة خليني أخد درس !
هتفت فيها بصوت ممتعض وهي ترفع حاجبها للأعلى
-أبوكي قايل مافيش طلوع من البيت عاوزة تتبهدلي تاني !
زفرت أروى مجددا قائلة بإستياء وهي تستند بوجهها على كفيها
-يووه أنا زهقت مش فاهمة حاجة خالص والواجب كتير وصعب أوي.
أضافت والدتها قائلة بنبرة حاسمة
-أما يجي أبوكي هاكلمه في الموضوع ده وبالمرة يشوف أبلة تذاكر للواد يحيى هو كمان !
تهللت أساريرها نسبيا بعد اقتراح والدتها وهتفت متساءلة بتفاءل
-طيب والواجب
أجابتها بقلة حيلة وهي تغلق الكتب المفتوحة
-استني أما يرجع حد من أخواتك الكبار ويساعدوكي فيه أنا مش فاهمة منه كلمة
اتسعت ابتسامة الصغيرة على أشدها حتى برزت نواجذها لعدم اضطرارها للاستذكار ثم تساءلت بحماس
-ماشي يا ماما ينفع اتفرج على التلفزيون
ردت عليها جليلة بعدم
متابعة القراءة