رواية مريم الفصول من 36-40
المحتويات
باب الغرفة و أدارته ثم ولجت على الفور لتتجمد بمكانها و قد تلاشت الابتسامة عن وجهها ذلك عندما رأت سرير الفتاة فارغا تقدمت للداخل باحثة بعينيها في كل مكان حتى ركعت فوق الأرض تفتش تحت السرير و بداخل البيت العصير الذي أشتراه مراد من أجلها ضمن كومة الألعاب المختفلة لكن لا شيء !
لا جود للصغيرة
لقد اختفت ببساطة ...
عادا إلى الوطن أخيرا بعد قضاء ثلاثة أيام على جزر العشق عادا ليس كما غادرا كانت ممسكة بيده تشبك أصابعها في أصابعه و هما يعبران بوابات المطار و كانت ممتنة لأن سيارة مخصوصة كانت بانتظارهما فتولى السائق أمر القيادة بينما جلسا في المقعد الخلفي متلاصقين تضع يدها في ذراعه و لا زالت يدها الأخرى تشتبك في يده تسند
كانت سعيدة للغاية تكاد تجزم أن لا أحد على هذه البسيطة يحظى بالسعادة التي تلفها لقد تم إنقاذ زواجها نجح حبيبها بتآجيج العلاقة و إعادة الأمور إلى نصابها
سرعان ما وصلا إلى البيت و لم تستطع سلاف إلا أن تنسلخ عن زوجها الآن كانت روحها تسبقها إلى صغارها فور أن توقفت السيارة أمام البيت نزلت منطلقة إلى الداخل تتبعه نظرات أدهم الفرحة نادى البواب ليعاونه في حمل الحقائب ثم لحق بزوجته ...
كانت تجثو أمامهم وسط مدخل الشقة حال الصغار لا يختلف عن حالها و كأنها بالنسبة لهم الهواء و الحياة تقاتلوا على البقاء بأحضانها فأخذتهم ثلاثتهم و قعدت بهم هكذا
جلجلت ضحكة أدهم ما إن ولج إلى شقة أمه و رأى هذا المشهد ألقى التحية على أمه أولا ترك الحقائب جانبا و اقترب ليحتضن أمه و يقبلها ثم إلتفت نحو زوجته و أولاده هاتفا
و لم يؤتي كلامه أي صدى بقي الصغار بحضن أمهم فهز أدهم رأسه مرددا بدعابة
مخلف عيال ندلة صحيح. ماشي يا روح أمك منك له. لينا شقة تلمنا !
علا صوت أمينة من ورائه بحبور
انتوا إنهاردة مش طالعين من عندي. آ اعملوا حسابكوا. الليلة دي بيات معايا. كلكوا !
تضاحكا كلا من أدهم و أمينة و علقت بسرور
ربنا ما يحرمكوا من بعض يا حبيبي و يحفظلكوا ولادكوا يا رب
ردد أدهم و الراحة تغمره أخيرا
ضحكت أمينة قائلة
يا حبيبي مش قصدهم. أصل انت مش فاهم. أمهم بتقعد في وشهم طول الليل و النهار. ف متعلقين بيها. لكن انت أغلب اليوم بتكون في شغلك و مش بتلحق تقعد معاهم غير يوم اجازتك ! .. و أردفت بجدية
و هو ده على فكرة سبب المشكلة بينك و بين مراتك. الفترة الأخيرة كنت مهمل في بيتك أوي يا أدهم. كله كان شغل شغل !!
تنهد أدهم و قال معترفا
أيوة يا أمي معاكي حق. بس أنا خلاص هاظبط أموري من هنا و رايح. الأيام إللي فاتت كانت صعبة علينا كلنا. على سلاف و عليا و على الولاد. و عليكي انتي كمان. مش عارف أوفيكي حقك.
انتي تعبتي معانا أوي. و كفاية شيلتي مسؤلية 3 أطفال لوحدك و احنا غايبين ..
عاتبته عيب يابني. الكلام ده تقوله لواحدة غريبة. أنا أمك يا أدهم. خلي بالك من كلامك !
ابتسم لها و أمسك برأسها يقربها إليه ليطبع قبلة على جبهتها ثم قال
الله يحفظ لينا. و يقدرني أرد جزء من فضلك عليا ! .. و استطرد بفضول مرح
بس صحيح العيال ماتعبوكيش. دي سلاف نفسها مابتقدرش عليهم مع بعض !!!
قهقهت أمينة و جاوبته باستخفاف
يابني سلاف دي لسا عيلة زيهم. دي يدوب داخلة على 25 سنة ماعندهاش خبرة. أنا بقى إللي ربيتك و ربيت اخواتك و ولادهم. مش هقدر على ولادك !
سلاف لسا صغيرة أوي فعلا ! .. تمتم أدهم ممعنا في جملتها
لسا صغيرة بالنسبة لي !!
كان يفكر الآن بفارق السن بينهما كان هاجسه منذ تزوج بها رغم إنه لسا كبيرا إلى هذا الحد لا يزال ثلاثينيا بأواخر الثلاثينات لكنه دائما يخشى أن يأتي الوقت الذي ټندم فيه على اختياره و الزواج منه يخشى أن ينتهي حبه في قلبها مهما فعل لا يستطيع أن يقلع عن هذا الخۏف !!!
لاحظت أمينة على الفور حالة ابنها و علمت ما يشغل عقله فأرادت أن تشتته و هي تقول بتفكه أول ما خطړ على بالها
نسيت أقولك بقى. اخواتك لما عرفوا انك سافرت المكان إللي قلت عليه ده ماصدقوش نفسهم. بالذات إيمان. عائشة فضلت تقر عليكوا بس !
و ضحكت بانطلاق ...
عبس أدهم مستوضحا
و هما دخلهم إيه مش فاهم !
أربكتها لهجته الخشنة فأوضحت له بمرح حتى تبدد عبوسه
مش قصدهم يدخلوا يا حبيبي. أخواتك بس استغربوا. دي مش عوايدك حتى مع سلاف قبل كده كنت بتبقى حازم أكتر.. أنا طبعا ماسكتش و رديت عليهم. لكن هما أصلا ماطولوش أنا بحكي لك بس !
إتخذ وجهه تعبيرا صارما و هو يقول
أنا مايهمنيش من المخلوق. أنا حر. أعمل إللي أنا عايزه طالما مابغضبش ربي. مشكلة أي حد شايف إني مدلع سلاف زيادة. بقولها تاني و مستعد أقولها في وش أي حد. أنا حر. آه مدلعها و هافضل أدلعها لحد ما تبوظ من الدلع. محدش له عندها و لا عندي حاجة !!!
هدأته بلطف طيب خلاص. إهدى. ماحصلش حاجة.. لو زعلان اوي من كلامهم أنا هاقولهم مايتكلموش عنك خالص. و ماعنتش هاحكي أخبارك ليهم. بس ماتتعصبش كده يابني. مالك بس انت كنت كويس من دقيقتين !
زفر أدهم مطولا و قال و هو يفرك وجهه بكفيه
مافيش حاجة يا أمي. أنا بس مرهق من السفر. هادخل أخد دش و هابقى كويس. عن إذنك !
و مضى من أمامها في الحال ...
كانت ترتعش ذعرا من رأسها حتى أخمص قدميها
عندما أتى مراد خلال لحظات بدت علائم القلق على وجهه و هو يقترب منها صائحا
في إيه يا إيمان !
و
مد يديه ليساعدها على القيام بينما تخبره بلهجة يهزها الخۏف
ل لمى. مش لاقية لمى. دخلت الوضة مالاقتهاش !!!
أخذ يهدئها قائلا
طيب إهدي. إهدي. دورتي عليها كويس. شوفتيها في بقية الأوض. نزلتي شوفتيها تحت ممكن تكون نزلت زي ما عملت إمبارح أو تلاقيها هنا و لا هنا. إهدي بس و ماتخافيش. هاتروح فين أكيد هنا.. تعالي. تعالي ندور عليها !
و أمسكها جيدا و سارا معا إلى الخارج كلاهما يفتشان الغرف و دورة المياه و عندما لم يجداها هبطا للأسفل توجهت إيمان للبحث حول البهو و المطبخ و ذهب مرادباتجاه
متابعة القراءة