جنة الارض

موقع أيام نيوز

صبر مستر رائد .
قالت نسرين بامتعاض دي حاجه متخصكش ..و أنا مش مضطره أوضحلك أي حاجه تخص حياتي الشخصيه.
رد كريم پعنف انتي مش بس مضطره انتي مجبره كمان !
ضحكت نسرين باستخفاف و قالت كونك صديق أخويا ميدليكش أي حق تتدخل فحياتي و مش معني إن ماما و جدو بيعتبروك زي إياد بالظبط يبقى أنا كمان لازم اعاملك زي ما تكون أخويا الكبير!
ثم أضافت پحده أنا عندي أخ واحد ..واحد و بس.
قال كريم بهدوء بس اللي قلتيه و عملتيه ليلة راس السنه بيقول غير كده.
شعرت نسرين بالحنق الشديد لتذكيره لها بذلك الموقف المذل و قالت بتهكم انت لسه فاكر .. ده رهان عبيط عملته مع مايا...بس شكلك ترجمته غلط.
اقترب كريم منهاو قد علت شفتيه ابتسامة المنتصر مستحيل يترجم غلط .. ده انتي و بكل اللغات اللي في العالم ادتيني الحق مش بس ادخل في حياتك الشخصيه لا كمان شفايفكو دول قالوا إن أنا الربان و القائد.
و قال ها افتكرتي.
أحست نسرن بالاحتقار الشديد لنفسها فبسبب تصرفها الأرعن ذاك هو من جعل كريم ينظر لها بتلك الجراءه الآن.
أبعدت يده پعنف و پعنف أشد قالت حقېر.. و استدارت مبتعده عنه ..
فيما بقي كريم في مكانه يتابعها حتى اختفت عن ناظريه و لكن لم يختفي الڠضب بداخله غضبه منها أو من نفسه ماذا يريد الآن تلقينها درسا و لكن هل الوضع يسمح بإضاعة المزيد من الوقت .
تأملت سماح صديقتها جنه بعيون حانيه فتلك البراءه و ذلك النقاء البادي على وجهها ما هو الا مرآه لما بداخلها من صفاء و طيبه
و ربما سذاجه سذاجه تجعلها غير مدركه لحقيقة تصرفات من حولها فبعد الذي قصته عليها جنه ليلة أمس عما حدث مع إياد الحداد جعلها عاقدة العزم الآن على الحديث الذي خشيت أن تجريه معها سابقا بخصوص ابن الحداد فبالرغم من السمعه الطيبه لعائلة الحداد الا أن تصرفات إياد مع جنه أقلقتها و ما يقلقها أكثر هو النشأه التي نشأتها جنه فوالدتها كانت تخاف عليها بشده و نظرا لكونها ارمله فقد كان عالمها منغلقا و أما عن إقامتها مع خالها في السنوات الماضيه فكانت أكثر انغلاقا فالبكاد سمح لها بالخروج للمدرسه أو الكليه و تلك المعاناه ربما أصقلتها لتحمل الظروف الصعبه و لكن بالتأكيد لم تهيؤها للتعامل مع المجتمع و خاصة الرجال.
قالت سماح بعد أن أنهيتا فطورهما لسه عند قرارك وهتروحي ترجعي الفلوس .
أيوه .. بعدما خلص دوام هاسيبهم عند السكرتيره.
طب ايه رأيك لو ترجعيهم كلهم.
ازاي كل مرتبي ميكفيش نص تمن الموبايل.
ما أنا محوشه قرشين خوديهم و ادفعي تمنه كامل.
شعرت جنه بالامتنان تجاه صديقتها و قالت طبعا مقدرش و بعدين انتي محتاجه الفلوس دي جدا وخاصه دلوقتي.
قالت سماح مش فاهمه خاصه دلوقتي ليه 
قالت جنه مداعبه لصديقتها يعني أقصد في جهازك مش بردو عبدالله ناوي يتقدملك.
ردت سماح بحزن بلاش هزار في الموضوع ده و بعدين اسمعيني كويس ..أنا مكنتش ناويه اتكلم و كنت بفترض حسن النيه عنده.
سألت جنه باهتمام تقصدي مين 
قالت سماح أقصد البشمهندس إياد لكن بعد اللي حكتيه امبارح لازم ترجعيله الفلوس و مش ناقصه مليم كمان و متزعليش مني فاللي هاقوله بس ده لاني خاېفه عليكي واحد زي إياد الحداد وفي شكله و مركزه و ثروته لما يجي يتجوز هيبص لواحده من نفس المستوى..
قاطعتها جنه ايه اللي بتقوليه ده أنا اساسا مبفكرش فيه بالطريقه دي و كل الحكايه إنه اتحمل مسئوليه قدام الظابط و خاېف أسببله مشكله.
قالت سماح يبقى حرص و لا تخونش ما هو يا جنه مفيش راجل يجيب هديه لواحده و يصر يعزمها على العشا لله كده أكيد عايز مقابل ...لكن خلينا نفترض حسن النيه بس كمان نحط حدود للتعامل و أول حاجه تعمليها انهارده ترجعي كل الفلوس و مش عايزه نقاش
.
ثم أضافت مازحه و انا اول كل شهر هاستنى و ازن على دماغك و اطالب بالقسط بتاعي .
شعرت جنه بالضيق لأنها قبلت مساعدة سماح و لكن صديقتها أصرت و بشده .
خرجت جنه من المصعد و توجهت إلى مكتب السكرتيره و بادرتها قائله مساء الخير.
رفعت السكرتيره نظرها عن جهاز الحاسوب ثم قالت و قد علا الارتباك وجهها مساء النور ثوان بس أبلغ البشمهندس بحضورك.
قالت جنه لا ..لا مفيش داعي .
و لكن لم تعر السكرتيره كلامها أي اهتمام و بالفعل قامت بإخبار إياد على الهاتف بحضورها.
ثم قالت بحزم اتفضلي تقدري تدخلي للبشمهندس دلوقتي .
ردت جنه بحزم هي الأخرى قلت لحضرتك مفيش داعي ثم فتحت حقيبتها و أخرجت ظرفا و أضافت يا ريت توصلي الظرف ده للبشمهندس و هاكون شاكره جدا ليكي .
أغلقت جنه حيبتها وهمت بالانصراف و لكن استوقفتها شهقة الفتاة التي قالت متوسله من فضلك استني البشمهندس إياد هيدايق مني جدا لو عرف إنك مشيتي .
دقيقتان دقيقتان امتدتا كأنهما دهرا دقيقتان ينتظر بلهفه دخولها مكتبه متناسيا تماما قراره البارحه 
و مع دخول الدقيقه الثالثه غادر مكتبه ليجدها تتحدث مع سكرتيرته تقدم منهما و قال موبخا أنا مش قلتلك تدخل حالا.
حاولت سكرتيرته الدفاع عن نفسها و لكنه تجاهلها و أكمل موجها حديثه لجنه اتفضلي ..نتكلم فمكتبي .
ثم عاد و قال لسكرتيرته و انتي حسابك معايا بعدين.
قالت جنه حضرتك فهمت غلط..
قاطعها إياد وقال كلامنا ميكونش هنا قدام الموظفين تفضلي فالمكتب.
دخلت جنه المكتب و تبعها إياد الذي قال بعد أن أشار عليها بالجلوس تحبي تشربي ايه 
ردت جنه بحزم متشكره مش عايزه حاجه و بالنسبه للسكرتيره هي فعلا قالتلي أدخل لحضرتك بس أنا كنت مستعجله و عايزه امشي هي ملهاش ذنب.
سأل إياد مش فاهم هتمشي ليه ..ثم أضاف غاضبا هو انتي بقالك كتير هنا قبل ما تبلغني بحضورك 
قالت جنه لا لا انا لسه جايه بس مكنتش حابه ازعج حضرتك و كنت جايه اديك تمن الموبايل و سبت الفلوس في ظرف عند سكرتيرة حضرتك.
ثم أضافت أنا هاقوم اجيبه لحضرتك.
استوقفها إياد و قال لا استني أنا هاخليها تجيبه هنا .
و في غضون دقيقه دخلت السكرتيره و سلمت الظرف إلى إياد ثم غادرت بعد أن رمقت جنه بنظره تقطر سما .
أمسك إياد الظرف و فتحه مطلعا على محتواه ثم وضعه على المنضده الموجوده بينهما و قال أولا احنا مش اتفقنا بلاش تديني الفلوس قدام الموظفين .
ردت جنه أعمل ايه ما هو حضرتك مش راضي تاخدهم .
قال إياد تقومي تحطيني قدام الأمر الواقع
و تحرجيني قدام اللي بيشتغلوا عندي .
قالت جنه معتذره آسفه بس ملقتش طريقه غير كده عشان تاخدهم .
قال إياد متأففا ما أنا قلتلك أنا مش محتاج الفلوس دي و متفرقش معايا.
قالت جنه بحزم و أنا قلت لحضرتك المسأله مسألة مبدأ بالنسبالي .
قال إياد بحنق طالما هي مسألة مبدأ تقدري تقوليلي جبتي المبلغ ده كله منين 
أجابت جنه بتلعثم أنا استلفت الفلوس دي من سماح و هابقى اردهم براحتي .
لسبب لا يفهمه إياد أزعجه
تم نسخ الرابط