رواية مريم من 6-10
المحتويات
6
هنا يمكنك أن ترى أن إيمان كانت تحب مراد دائما !
ماذا توقع بعد الذي فعله معها على الدرج !
لقد كان غليظا معها و لأول مرة يقسو عليها هكذا بيده يعترف بأنه قد آذاها عندما أمسكها بقوة قاصدا إيلامها إنه نادم أشد الندم و يجب أن يعوض عليها هذا و يعتذر منها
إنها حبيبته
زوجته
أم أولاده
إنها سلاف ...
مش هاتتعشي معايا .. قالها أدهم متسائلا حين شاهد زوجته تضع صحن واحد أمامه على مائدة العشاء
لأ. مش جعانة.. لما تخلص نادي عليا عشان أشيل الأطباق
و جاءت لتمضي متجهة إلى غرفة النوم فقام عن مقعده معترضا طريقها فتوقفت مجبرة بينما يقول بصوته الهادئ ملطفا الأجواء بينهما
أنا مابعرفش أحط لقمة في بؤي منغيرك و انتي عارفة. حتى الغدا تحت معاهم اتظاهرت إني باكل. أقعدي يا سلاف و كلي معايا. من فضلك !
لو قعدت مش هاكل. هاقعد عشان انت عايزني أقعد بس
أجفل متنهدا بثقل و قال
يعني بجد مش جعانة
هزت رأسها نفيا فهز كتفيه مدمدما
طيب. خلاص شيلي بقى العشا. أنا كمان مش جعان. بس ممكن تحضري حاجة خفيفة أبقى أنزلها لمراد يتعشى بيها !
توقع أن تتراجع عن موقفها لتجعله يجلس و ينهي عشاؤه كما اعتادت أن تفعل دوما و هذا ما كانت تقف لبرهة مترددة بشأنه لكنها على عكس توقعاته أخذت تجمع الصحون و تتجه بهم إلى المطبخ ثانية ...
ذهب أدهم إلى غرفة نومهما و انتظرها هناك لكنها تأخرت و خيل إليه بأنها لن تأتي فقام و بحث عنها في الشقة حتى وجدها في غرفة الأطفال تهم بالأستلقاء إلى جوار ابنها الأوسط في سريره المتسع لفرد آخر إذ أن الصغير لا يحبذ النوم بجوار أحد و لا حتى إخوته فقط أمه التي يعطيها هذا الامتياز ...
إلتفتت نحوه في لحظة فانزلق روبها الحريري عن كتفها بنعومة رشقته بنظرة زاجرة و مشت ناحيته قائلة بصوت مائل للهمس
وطي صوتك. الولاد يصحوا !!
تجاهل ما قالته و أمسك بيدها شدها إلى الخارج و أغلق الباب على الصغار أسندها إلى الجدار و استجوبها بجدية
لما خاېفة الولاد يصحوا. إيه دخلك عليهم.. ماحصلتنيش على أوضتنا ليه
أنا هنام الليلة دي جمب نور
أدهم باستنكار تنامي جمب نور و بالنسبة لي أنا. شفاف قصادك !!
نور محتاج لي أكتر انت عارف إنه اليومين دول حساسية جسمه مضايقاه
يسلام طيب ما أنا كمان محتاج لك بردو. ماينفعش تقسمي وقتك بيني و بين الولاد. الولاد إللي سايبك ليهم طول النهار !!!
سلاف بعناد انت عارف الولاد دايما في أولوياتي
طيب أنا عايزك في الفراش يا سلاف. و حالا !
بدون أن تنبس بكلمة أطرقت برأسها و مشت أمامه وصولا إلى غرفة النوم خلعت الروب القصير و بقيت الآن بالقميص الرقيق الذي يكشف أكثر مم يستر اسلتقت أمامه فوق الفراش و ظلت ترنو إليه فقط
رفع أدهم حاجبه معقبا على أفعالها
إيه ده !
ردت ببديهية قلت عاوزني في الفراش. أهو.. أنا قدامك
ببساطة كده !
أمال فاكرني هاتمنع عليك و أبقى ناشز يرضيك أبقى ناشز !
عض أدهم على شفته و كظم غيظه بصعوبة فهو يعلم تلك اللعبة التي تلعبها معه و كم يكره و بشدة ما تنوي أن تمليه عليه كعقۏبة فليس هناك ما هو اسوأ أن تمسح له بالتقرب إليها دون أن تبادله شيئا هي التي دائما ما تذوب بين ذراعيه و لكنها قادرة على أن تتحول إلى البرود التام إن أرادت أن تعاقبه
و لطالما كان هذا أقسى و أصعب عقاپ يتلقاه منها ...
سلاف بلاش الطريقة دي قلت لك 100 مرة.. مش واخدة بالك إني بحاول أصالحك
تقلدت البرودة نهجا في كلامها و هي ترد عليها بينما تلف خصلة شعرها الشقراء على سبابتها
أنا ماطلبتش مصالحة منك يا أدهم.. عمري ما طلبت !
شد على قبضتيه مواصلا طمر الڠضب بدواخله و ارتأى أن يبتعد عنها قليلا حتى يتمكن من تهدئة أعصابه و التفكير في سبيل أكثر لطفا إليها.. أخذ نفسا عميقا و قال
استغفر الله العظيم.. بصي. أنا هانزل أودي العشا لمراد. راجع لك بسرعة ان شاء الله.. و هانشوف ماشي. ماشي يا سلاف. ماشي !
و ظل يردد آخر كلمة و هو يمضي إلى الخارج بينما بقيت مكانها تضحك في صمت و تقسم بينها و بين نفسها بأن تضاعف العقاپ له هذه المرة كما ضاعف هو قسوته عليها ...
مضى وقت ليس بقليل و هما يقفان قبالة بعضهما بلا حراك هكذا كصنمين خاليان من الحياة بعد أن طرحت عليه سؤالها ران الصمت تماما بينهما حتى شاهد مراد وجهها يعتصر ألما... لطالما كانت نقطة ضعفه
أن يرى الوهن يتلبسها هي بالذات
لم يتحمل أكثر من ذلك و أفسح لها لتدخل مغمغما باسراع
ادخلي يا إيمان. ادخلي بسرعة !
كان يخشى أن يقبض عليهما بأي لحظة لذلك سمح لها بالدخول فقد بدا أنها بصدد إحداث ڤضيحة لو لم يحتوي الموقف بسرعة ولجت إيمان بخطى وئيدة و هي تضم شالها الأسود إلى صدرها بينما يغلق مراد الباب بعدها مباشرة
في منتصف الشقة الخاوية وقفا الآن وجها لوجه يحدق كل منهما في عيني الآخر محاولا قراءة أفكاره.. إلى أن تشجع هو و كسر الصمت أولا
أنا جيت و أنا فاكر إني مش هالاقيكي هنا. ماسمعتش بخبر مۏت جوزك غير من خالتي. و عرفت إنك رجعتي تعيشي هنا تاني.. و الله لو كنت أعرف ماكنت آ ...
ماكنتش ورتني وشك صح ! .. قاطعته بعدائية سافرة
عدائية ورات خلفها كم حبها و سهدها و عڈابها كانت قشرة تهدد في أي لحظة بالانكسار... تابعت إيمان باسلوب هجومي
كويس إنك لسا فاكر عملتك. أنا كنت بدأت أشك إن إللي حصل بينا ده كان في خيالي أنا و بس.. لما مشيت و سبتني بمنتهى البساطة بعد ما ...
إيمان أرجوكي ! .. هو الذي قاطعها هذه المرة بإشارة من يده
لكنها لم تأبه و واصلت بشراسة و قد إتقدت عيناها
إيه مش طايق تسمع عندك ضمير لسا يا راجل.. ده انت حتى ماطلعتش ندل و بس. لأ طلعت كداب كمان. مش كانت حجتك لما سبنا بعض إنك مسافر تكمل تعليمك برا إللي عرفته أنا بعدها إنك ماسفرتش و لا حاجة و كملت الجامعة هنا عادي ..
و أضافت كأنما حلت عليها الصدمة لأول مرة
كدبت عليا.. خدعتني !!!
رغم حقيقة ما تقول إلا أنه إنبرى للدفاع عن نفسه بغلظة
لأ يا إيمان أنا ماكدبتش عليكي و لا خدعتك.
متابعة القراءة