رواية مريم من 1-5
المحتويات
حول جسمها جيدا حين أوقفها على قدميها بحركة مباغتة و نطقت أخيرا بصوت مهزوز مرتاب
على فين !
جاوبها بغمزة هاناخد شاور سوا. ماتنسيش كمان شوية الناس إللي تحت طالعين يطمنوا علينا. لازم نبان في أحسن شكل قصادهم.. يلا يا قلبي !
و اجتذب يدها دون أن يسمح لها بالرد
في قاعة الحمام الفاخر كان هو المسيطر كالعادة رغم أنها لا زالت خجلى في التعامل الجديد بينهما لم يكن بيدها شيء تفعله أو تقوله.. أمام سيل المداعبات هنا أسفل رذاذ المياه الفاترة تفاجأت بسؤاله
نظرت بعينيه بعدم فهم
مش فاهمة قصدك
أوضح لها يعني أنا قلت لك إني من زمان و أنا بحبك و حاطط عيني عليكي.. انتي بقى و لا مرة لاحظتيني يعني أد كده حبي ليكي كان شفاف و مش باين !!
أطرقت نظراتها و صمتت لهنيهة ثم تطلعت إليه ثانية و قالت عبر المياه الجارية فوق وجهها و فمها
احتدت لهجته كنظراته الآن
و ليه مافكرتيش عشان تفكيرك كان مع حد تاني مش كده
ارتبكت عندما قلب مجرى الحديث بهذا الشكل و حاولت صياغة عبارتها لكنه قاطعها قابضا على فكها بأصابع قاسېة
هشششش خلاص. مش مهم. مش مهم تبرري أو تقولي أي حاجة.. المهم إنك معايا في اللحظة دي. احنا ولاد انهاردة.. مش كده !
ألمها أبكاها أذاها.. و لم يبالي أبدا هذه المرة
و لولا جرس الباب الذي أخذ يدق بإلحاح الآن ما كان لينتهى عڈابها على ما يحمد عقباه تركها على مضض و هو يغمغم بخشونة
باينهم طلعوا.. خلصي بسرعة. مش هافتح إلا و انتي معايا. لازم نبان عصافير الحب قصادهم. هاروح أجيب لك الروب بسرعة ...
لكن من أين لها بالقوة الآن لقد اسټنزفت بالفعل بالكاد تمكنت من الجلوس على حافة المغطس الزبدي و بيد مرتعشة أخذت قنينة الشامبو خاصتها و سكبت على رأسها لكنها ما لبثت أن سقطت من قبضتها الواهنة و لم تستطع أن تحضرها مرة أخرى
إلى أن عاد سيف و رآها لا تزال كما تركها فشتم پغضب و علق روب الاستحمام ثم وقف أمامها و بدأ يفرك شعرها و جسمها بالشامبو حممها بنفسه ثم أحضر الروب و ألبسها إياه و ربط المنشفة حول رأسها
اعدلى وشك ده. مافيش عروسة تكشر كده في صباحيتها. ابتسمي شوية يا.. عروسة !
و لم يفتح إلا حين رآها تغاصب تلك الابتسامة الجزلى و ظهرت من وراء الباب أمها و شقيقتها تحملان طعام العروسان و تبتسمان بسعادة كبيرة
ليرد سيف و هو يحاوط خصر إيمان و يميل صوبها بمودة
الله يبارك فيكي يا مرات خالي. ادخلوا طيب.
توردت كلا من أمينة و عائشة خجلا من مشاهدتهم بألبسة الاستحمام و قالت أمينة
لا ندخل إيه. ده أنا كنت هانزل لما لاقيتكوا مش بتفتحوا.. أنا يا حبيبي جاية أحط لكم الأكل و أنزل علطول. ده فطار و غدا. و العشا أمك موصية عليه.
مافيش فرق يا طنط أمينة. طيب اتفضلي !
و أفسح لها لتلج
فدخلت و وضعت الصينية من يديها فوق السفرة كذلك فعلت عائشة.. ثم توجهت نحو ابنتها و هي تهدل
بسم الله الله أكبر. عيني عليكي باردة يا إيمان يابنتي.. هو الجواز بيحلي كده. تعالي في حضڼي وحشتيني.
و أقبلت عليها ضامة إياها بقوة فتشبثت إيمان بأمها متمتمة بضبابية
و انتي كمان وحشتيني يا ماما !
و لم تعد ساقاها تقو على حملها أكثر فسقطت مغشيا عليها بين أحضان أمها ...
انطلق صړاخ أمينة في الحال و انسحبت الډماء من وجه سيف.. أما عائشة فهرولت تنادي على أخيها لتخبره اتباعا لأمر والدتها
لم تمر دقيقتان إلا و حضر أدهم حاملا حقيبته الطبية دخل الشقة صائحا
إيه إللي حصل !!
كانوا الآن بالصالون و قد رفض سيف أن يطلع أحد على أسرار غرفة النوم فأراح جسد زوجته فوق الآريكة الواسعة هناك.. كانت أمها فوق رأسها تذرف الدموع و هي تخبر ابنها
ماعرفش يابني.. أغم عليها فجأة. حبيبتي يابنتي. إيه إللي صابك !
فتح أدهم حقيبته و أخرج سماعته يقيس النبض في صدرها ثم استل جهاز قياس الضغط و لفه حول ذراعها.. انتظر لحظات قبل أن يقرر بصوت أجش دون أن يحيد عن وجه أخته الشاحب
ضغطها واطي جدا.. لازم تعلق محاليل !
ضړبت أمينة على صدرها
يا لهوي محاليل. ليه و تنزل من البيت يوم صباحيتها على المستشفيات !!!
أدهم بصرامة ماتقلقيش يا أمي أنا هاتصرف خمس دقايق بالتليفون كل إللي محتاجه هايكون هنا ...
ثم إلتفت نحو زوج أخته و ابن عمته حدجه بنظرة عدائية تعبر عن عدم الوفاق الدائم بينهما و قال مشككا فيه
أنا عاوز أعرف.. انت عملت فيها إيه بالظبط !
استعادت إيمان وعيها أخيرا ...
كان الأمر أشبه بحالة من الديجافو.. شعرت بأن الموقف يتكرر مرة أخرى
إذ ترى وجهي أمها و أخيها يطلان عليها بقلق و تشعر بوخز في يدها تأوهت و هي تحاول رفع معصمها فبادر صوت أدهم مستبقيا يدها كما هي
لأ يا إيمان. سيبي إيدك زي ما هي.. لسا المحلول ماخلصش !
محلول ! .. رددت إيمان بوهن
هو إيه إللي حصل !
و أخذت تتلفت حولها فتبينت بأنها قد نقلت إلى غرفتها بينما تجاوبها أمينة
أغم عليكي يا حبيبتي. بس انتي كويسة دلوقتي الحمدلله.. ضغطك كان شوية.
تساءلت إيمان بتلهف
فين لمى.. بنتي فين !
طمأنها أدهم على الفور
ماتخافيش يا حبيبتي. لمى نزلت مع مراد أنا بعته يجيب لك شوية أدوية.. و هو كمان إللي نزل جاب لوازم المحلول.
احتجت ليه نزلت البنت معاه يا أدهم
أجاب بمنطقية البنت كانت خاېفة عليكي و مڼهارة. أكيد ماكنتش هاخليها تشوفك كده.. و في نفس الوقت ارتاحت و سكتت معاه. إيه المشكلة !
لم تجد ردا
فصمتت و أشاحت بوجهها للجهة الأخرى شعرت بيد أمها تربت على قدمها و سمعتها تقول بحنان
خوفتيني عليكي يا حبيبتي. ربنا ما يوريني فيكي وحش أبدا.
إحم إحم ! .. صدرت تلك النحنحة من جهة باب الغرفة
و تعرفت إيمان على صوته فورا قبل أن ينادي من عند العتبة
أدهم !
رد أدهم و هو يثب واقفا
أيوة يا مراد جايلك أهو ...
بقيت إيمان راقدة مكانها تشد الحجاب الذي حلته أمها قليلا عن رأسها ثم بقيت تنصت و تترقب
دي كل الأدوية إللي كتبتها. جبتهم كلهم.
ألف شكر يا سيدي.
العفو.. المهم إيمان تبقى كويسة بس.
الحمدلله بقت أحسن. حتى فاقت جوا أهيه.
بجد الحمدلله ...
و علا صوت في اللحظة التالية
سلامتك يا إيمان. ألف سلامة عليكي !
سمعته جيدا و اخترق صوته حواسها المټألمة لكنها لم تمنحه ردا فلم يبدو أنه تأثر بذلك.. بل سرعان ما انسحب و ترك الأسرة على حدة و قد أعاد الصغيرة إلى خالها
ولج أدهم حاملا لمى على ذراعه سلمها إلى أحضان أمها التي ضمتها إلى صدرها بشدة و قبلتها على رأسها بقوة
انتي لسا تعبانة يا مامي
ترقرقت الدموع بعيني إيمان و هي ترد عليها بتأثر
لأ يا حبيبتي أنا كويسة. أنا كويسة خالص.. بس ماكلتش كويس انهاردة. شوفتي بقى إللي مش بياكل بيجراله إيه. عشان تبقي تسمعي كلامي و تخلصي الأكل بتاعك كله.
أومأت الصغيرة محتضنة أمها بذراعيها القصيرين
هاسمع الكلام و هاخلص أكلي كله.. بس تبقي كويسة تاني يا مامي !
تنهدت إيمان بحرارة و هي تمسح على شعرها الكستنائي برفق متمتمة
أنا هابقى كويسة يا لمى.. هابقى كويسة عشانك ! ...................................................................................... !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
5
أنا أحبك... أنت لا تعرف كم !
سلاف البارودي
جلس يهز قدمه اليمنى بعصبية واضحة بينما أدهم أمامه يمسك بهاتفه يضعه على أذنه بعد أن دون رقم المدعو عثمان البحيري من هاتف ابن خالته ها هو يخابره.. يتحدث على مرآى و مسمع من مراد الذي كان أشبه بالقدر المسود من شدة الغليان ...
أستاذ عثمان البحيري معايا.. أنا أدهم عمران. مراد صديقك يبقى ابن خالتي.. أهلا بيك.. هو عندي هنا و أنا عارف كل حاجة يا أستاذ عثمان.. أكيد عاوزين نحل.. بس مش هاينفع الكلام على التليفون كده.. أنا بدعيك تشرفني هنا في القاهرة. أرض محايدة بينكم و بين ابن خالتي. إذا ماعندكش مانع.. تمام. إن شاء الله بكرة الساعة 8 مساء هاكون في انتظارك.. العنوان ...
و أنهى المكالمة معه على عجالة ثم إلتفت نحو مراد هاتفا
خلاص يا عم. أديني هاجيبه لحد عندك نتفاهم و كلمته بنفسي و عافيتك من المهمة دي.. مستريح
تنهد مراد بثقل و مد جسمه للأمام ممسكا رأسه بكلتا يديه
مافيش راحة يا أدهم.. أنا تعبان جدا. عشان كده مش هقدر أحملكوا تعبي ده. أنا مش عارف أشكرك إزاي على استقبالك ليا هنا. أنا قايم أغير هدومي و ماشي ...
بطل هبل ياض إنت ! .. زجره أدهم و هو يشير له بالبقاء جالسا بمكانه
مافيش الكلام ده. انت مش هاتتحرك من هنا طول فترة وجودك في القاهرة. خلص الكلام.
أصر مراد على موقفه بجدية
يا أدهم من فضلك. مش هاينفع. أنا مقدرش أقعد و أقيد حرية خالتي و إيمان لا أنا و لا هما هانكون مرتاحين !
أدهم رافعا حاجبه
و مين قالك أصلا إني كنت هاسيبك تقعد هنا مع خالتك و إيمان يمكن كان يحصل لو كانت إيمان متجوزة مثلا. كنت هاتقعد مع خالتك عادي. لكن في وجود إيمان.. زي ما انت عارف جوزها ماټ و قاعدة هنا مع ماما ...
عبس مراد متمتما
أمال انت تقصد إيه يعني مش هامشي إزاي كده !
شرح له أدهم و هو يعبث بهاتفه
انت هاتقعد في شقة عمتي راجية.
مراد بغرابة الله. و أنا أقعد عند عمتك ليه بس يا أدهم !!
تأفف أدهم بسأم و صاح بنفاذ صبر
يابني الشقة فاضية. عمتي سابتها هي و عيالها بعد مۏت سيف علطول. سابتها و مش هاترجع تاني.
إممم فهمت !
الحمدلله إنك فهمت ياخويا ...
ثم أضاف يحثه
يلا بقى
متابعة القراءة