رواية مريم من 1-5
المحتويات
هي تتقدم نحو الجهة الأخرى المقابلة له فوق السفرة
رد عليها متجنبا النظر إليها بأقصى ما يمكنه و جلست هي بجوار أخيها أخذت منه صغيرتها التي كانت تجلس على قدمه جلست أمينة بدورها ثم بدأ الجميع بتناول العشاء ...
أمال سلاف فين يا أدهم ! .. تساءلت إيمان بعفوية هادئة
جاوبها أدهم و هو يلوك قطعة خبز
فوق مع الولاد. هي كانت عاوزة تنزل تتعشى معانا عشان تسلم على مراد كمان. لكن عبد الرحمن حرارته عليت شوية ف قلت لها تقعد و تبقى تنزل بكرة ان شاء الله.
بالكاد كان يبتلع بضعة لقيمات
و لحسن الحظ مرت ساعة العشاء على خير فقاما الرجلين و توجها إلى الشرفة البانورامية الإطلالة و قد أوصى أدهم شقيقته بصنع فنجاني قهوة له و لابن خالته.. و كم كان هذا ثقيلا عليها
الشړ ليس من شيمها و لكن رغبة ملحة داهمتها في أن تضع سما بأحد الفناجين إلا أنها سيطرت على وساوسها المچنونة بسرعة.. و بسرعة أيضا أعدت الشاي
بس أنا محتاج أعرف تفاصيل أكتر يا مراد. ماتتكسفش و خليك صريح معايا أرجوك. عشان أقدر أفيدك !
بدا صوت الأخير مترددا و هو يخبره
مش مكسوف يا أدهم.. بس مش عارف أشرحها لك إزاي. بص.. احنا في بداية جوازنا كنا زي الفل مع بعض. و كانت مبسوطة معايا و أنا كمان كنت مبسوط. يمكن في الأول كان عادي. بس شوية شوية بدأت أحبها بجد. تصدق من كتر حبي ليها كنت بتعامل معاها بحذر شديد. كنت شايفها ملاك. يعني غير كل إللي عرفتهم قبلها.. فاهمني !
مع مرور الوقت بدأت تتغير. بقت متطلبة و جريئة.. فاجئتني بصراحة. ماكنتش مصدق إن عندها الميول دي. كنت فاكرها رومانسية زيادة بس و حاجات شبه كده. بس للأسف الوضع كان بيزداد سوء كل مرة. ماكنتش متقبل شخصيتها و أفكارها الجديدة. بالنسبة لي كانت صدمة.
الطلاق حصل كام مرة
أول مرة اطلقنا لسبب تافه جدا. بس الخناقة كانت جامدة. و قبل ما دماغك تروح لبعيد أنا عمري ما مديت إيدي عليها إلا انهاردة بس !
دي كانت بسبب الإقامة في لندن. كانت مكتئبة فترة عشان بعيد عن أهلها و نفسها نرجع و نستقر في مصر بس أنا كنت متفق معاها قبل الجواز إن هي دي حياتي و مستقبلي و وافقت.. كانت مصرة ف طلقتها. ساعتها أبوها جالنا على هناك و اتصالحنا.
حصل طلاق للمرة التالتة يا مراد !
سكت صوته للحظات ثم قال مراوغا
يعني إيه مش فاكر هي دي حاجة تتنسي.. ما تتكلم يا مراد !!
يا أدهم صدقني من كتر الضغط مش فاكر أي حاجة.
مش فاكر و لا مش عايز تقول !
..........
طيب الخلاف الأخير كان على إيه
اكتشفت إنها كانت على علاقة بابن عمها و صاحبي إللي حكيت لك عنه. عثمان البحيري.
و اكتشفت ده إزاي
سكت صوته للمرة الثانية... ليقول بعد دقيقة كاملة بصوت تثقله الغصة
هممم.. طيب أنا هسألك السؤال الأهم دلوقتي. انت لسا بتحبها
لم يتأخر رده بتاتا هذه المرة
بحبها يا أدهم.. بحبها و مش قابل فكرة أنها ممكن تخوني حتى و لو بقلبها. أنا حتى مش قادر أتخيل إللي جاي من عمري منغيرها.. بحبها و عاوزها !!
كانت تبكي في الزاوية بلا حسيب و لا رقيب.. حتى تفوه بكلماته الأخيرة
انقبض قلبها النازف منذ ما ينوف عن إثنى عشر سنة الآن فقط أحست بقدر جريرتها الآن فقط أدركت مدى غبائها و أنها أبخست بنفسها إلى الحضيض يوم وثقت به و سلمته عرضها ...
أخذت الأرض تميد تحت قدميها و بالكاد أبصرت أمها تقترب قبل أن تراها تدور أمامها بفعل الدوخة التي أمسكت برأسها.. و كان آخر ما سمعته هو صړاخ أمينة قبل أن تسقط مغشية ! ....................................................................... !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!1
4
يا له من شيء مخز إنه عار علينا.. إنه لمن العاړ أني أحببتك !
_ إيمان عمران
انتفض كلاهما إثر سماع أصوات الجلبة الناجمة عن تكسير الأواني و خاصة مع صړاخ أمينة باسم ابنها وثب أدهم عن مقعده و ركض إلى الخارج يتبعه مراد..
و كان المشهد كالتالي
وسط حطام طقم الشاي و المياه اللاهبة رقدت إيمان بلا حراك مغشيا عليها و قد كانت أمها تجثو بجوارها محاولة إفاقتها و الصغيرة لمى تصرخ باكية و هي تنادي عليها بحړقة ...
إيه إللي حصل !! .. تساءل أدهم پذعر لمرآى شقيقته على تلك الحالة
من خلفه جمد مراد في مكانه غير مستوعبا ما يحدث لم يتحرك إلا حين استرعاه بكاء الصغيرة الحار انحنى صوبها من فوره و حملها بين ذراعيه مهدهدا إياها بأقصى ما لديه من لطف
على الطرف الآخر تمضي أمينة مفسرة لابنها باضطراب كبير
مش عارفة يابني. مش عارفة إيه إللي حصل.. أنا كنت معدية في الطرقة بصيت لاقيتها لسا هاتدخل بصينية الشاي قامت وقعت من طولها فجأة !
لم يحتاج الأمر تفسيرا أكثر من ذلك بالنسبة إلى مراد.. إذ كان بديهيا له أن يعلم بأنها سمعت الحوار بينه و بين أخيها
و إلا فلم يحدث لها هذا و فجأة !!
اتصلي على سلاف يا أمي خليها تجيب لي شنطة الكشف بسرعة ! .. قالها أدهم و هو يحني جزعه حاملا شقيقته على ذراعيه بخفة و سهولة
توجه بها نحو غرفة نومها و ذهبت أمينة لتحضر هاتفها أما هو
بقي مراد هو و الصغيرة معا يعلم بأنه محظورا عليه مقاربتها لذا آثر البقاء هنا و الاعتناء على الأقل بطفلتها ...
ربما فقدت السيطرة على جسمها كليا لكن عقلها لا يزال يعمل.. لكنه كان يعمل في إتجاه آخر لقد خاض رحلة أخرى إلى الماضي
ماضيها المليئ بالمآسي و العذابات المختلفة
ليلة عرسها الليلة التي لطالما تخيلتها بشكل مثالي مع الشخص الوحيد الذي أحبته من كل قلبها لم تكن تتوقع قط أن تمضي على هذا النحو المروع.. رغم أنها تعلم يقينا بأن سيف يحبها و مغرم بها بحق و إلا لما صمت و لم يذيع لها سرا
أقله كانت مطمئنة بأنها في أيدي أمينة لأنه ډمها أولا و أخيرا ابن عمتها
لكن كيف كانت لها كل تلك الثقة
إنه رجل على أية حال ...
لحظة أغلق عليهما باب واحد تحول جذريا انتابه قادها مباشرة إلى غرفة النوم و أمرها بإطاعة كافة أوامره التي صډمتها و أخافتها في آن و حاولت أن تتحدث معه برفق
سيف.. انت بتخوفني منك ليه ممكن تديني فرصة بس !
رد سيف بجلافة و هو يحل ربطة عنقه
أديكي فرصة لإيه بالظبط مانتي كده كده جاهزة لا محتاجة مسايسة و لا مقدمات. هانتعب نفسنا على الفاضي يلا يا حبيبتي خليكي حلوة و اسمعي الكلام.. اقلعي الفستان ده. و لا أساعدك بنفسي !
من شدة الصدمة التي خلفتها كلماته المتعاقبة لم تستطع نطقا فقد شعرت بالإهانة و لم تشعر بأي شيء و هو بالفعل يهم بالاقتراب منها ليفعل ما أمرها به بنفسه دون أن يرف له جفن !
في تلك الليلة ذاقت شتى أنواع الذل و الحرج أحست بأنها صفر قيمة أجل.. في بضع مواطئ تعمد زوجها أن يوصل لها ذلك اڼتقاما منها على فعلتها.. اقتص منها بهذا الشكل و عذبها نفسيا بدهاء يحسب له
حتى تركها في الأخير بطريقة مهينة روحها معلقة تنتحب بحړقة و هي لا تجرؤ على أي ردة فعل لأنها من أحطت بنفسها إلى هذا المستوى عليها أن تتحمل نتائج خطيئتها عليها أن تتلقى منه كل شيء بفم مطبق.. و إلا فأنه لن يتردد و سيفضحها أمام الجميع و لا شك ...
إيمان !
استيقظت في صبيحة ليلة زفافها بدون أدنى مجهود
ارتعدت فرائصها بادئ الأمر و هي تشد الغطاء حول جسمها بينما تتراجع منكمشة على نفسها إلى مؤخرة السرير أخذت تفرك عينها بقبضتها لتنظر جيدا فإذا بزوجها يجلس أمامها و قد وضع بجوارها طاولة الفطور التي تراص فوقها ما لذ و طاب
عبست بكآبة و هي تراه وجهه مشرقا هكذا على النقيض منها تماما حتى صوته بدا رائقا
صحي النوم يا حبيبتي. يلا فوقي كده.. بصي شوفي. أنا حضرت لك الفطار بنفسي !
و أشار إلى صحن الأومليت بالخضار و الجبن صنع يداه و أيضا السجق المطبوخ و البطاطا المقلية و لم ينسى العصير الطازج الذي تحبه ...
دوقي كده و قوليلي رأيك ! .. قالها و هو يقرب من فمها قطعة من السجق الشهي
لكنها أعرضت و أشاحت بوجهها بعيدا
أنزل يده معقبا
أفهم من كده إنك زعلانة مني
لم ترد عليه أيضا فتنهد و ترك من يده ثم اقترب منها غير عابئا بانقباضاتها أحاط بكتفيها و قال و قد عاد إلى اسلوبه اللطيف الذي عهدته بالسابق
إيمان. حبيبتي.. مش أنا اعتذرت لك و طول الليل بحاول اتأسف على إللي عملته. أعمل إيه تاني بس !
أحس برعشتها الطفيفة فأخذ يمسد على شعرها بحنو و هو يستطرد مسيطرا على انفعالاته
انتي لازم تعذريني.. مش قادر أنسى. كل ما أفتكر إن في حد غيري قرب لك باټجنن. أنا بحبك يا إيمان. بحبك من و انتي لسا عيلة.. ماكانش المفروض يحصل لك ده. ماكانش المفروض حد غيري يلمسك !!!
أفلت من بين شفاهها نشيجا خفيفا كان يضغط على جرحها بكل قوته الآن لكنه تدارك هذا بسرعة و ضمھا إليه متمتما
خلاص يا حبيبتي. أنا آسف حقك عليا.. أرجوكي مش عاوزك تزعلي كده في يوم زي ده. و أنا مش هافتح الموضوع ده تاني.. هاننسى. هاننسى يا إيمان.. خلاص بقى.
قسرت نفسها من جديد على التعاطي معه كفت عن البكاء و كفكف هو لها دموعها ثم قرب الطعام إليهما و بدأ هو يطعمها بيده و يأكل في آن إلى أن اطمئن لأنها أكلت جيدا و لديها القدرة.. سحبها من يدها لتقوم من السرير هاتفا
يلا تعالي معايا !
كانت تلف الغطاء
متابعة القراءة