رواية مريم من 1-5

موقع أيام نيوز

هانعمل إللي انتي عايزاه. خلاص 
اقتنعت الأم بعد عناء لم تقتنع في الحقيقة لكنها أذعنت فرادة ابنتها إذ تعلم كم إنها بالفعل تخشى الأطباء و المشافي منذ طفولتها لم تشأ ترويعها و فضلت الانتظار حتى الموعد التالي 
و مرت سنوات على رحيله
سنوات بعد الحاډث المخزي سنوات من الرفض غير المبرر لأفضل الرجال المتقدمون لخطبتها سنوات من الضغط عليها لمعرفة السبب
و هي لا تنطق قضت كل أيامها بعد تلك الليلة تائبة منيبة محاولة التكفير عن ذنبها تصلي و تصوم فوق المفروض عليها أضعافا مضاعفة.. لكنها لا تزال تشعر بأنه لم يغفر لها بعد لأنها لا تزال تتعذب
لا تزال لا تشعر بالراحة و السکينة !
حتى أتاها يوما ما و حاول معها 
إيه بقى يا أنسة إيمان.. هاتفضلي عايشة راهبة كده على فكرة الرجالة على قفا مين يشيل !
ألقى سيف دعابته ضاحكا ابتسمت مجاملة له و قالت 
لسا ماجاش يا سيف.
طيب ده مين أعمى النظر ده قوليلي بصراحة انتي حاطة عينك على حد !
لأ طبعا ! .. هتفت بحدة مفاجئة
لكنها عدلت عنها مسرعة و قالت و هي تباشر سقي مزروعات الشرفة 
قصدي مافيش حد. أنا من ساعة خلصت الثانوي قاعدة في البيت يا سيف.. هاشوف مين في البيت 
تنهد بحبور و قال 
طمنتيني يا شيخة.
نظرت له باستغراب فابتسم قائلا 
ماتبصليش كده.. بصي يا إيمان منغير لف و لا دوران. أنا بحبك. و انتي عارفة كده من زمان أنا حاطط عيني عليكي.. بس رفضك للعرسان كان مخاوفني أجي أفاتحك تقومي ترفضيني أنا كمان. لكن الحمدلله. طلع مافيش سبب معين 
حاول أن يقبض على نظراتها لكن كانت عيناها تائهتين تنظران في الفراغ و بدت فجأة و كأنها استسلمت لقدرها.. لا يمكن أن تهرب منه طوال عمرها 
قولتي إيه يا إيمان !
نظرت له ثانية 
قلت إيه في إيه 
قطب سيف قائلا بتوتر عصبي 
أنا بحبك و عايزك. عايز أتجوزك.. موافقة و لا لأ !
و لأنها كانت واثقة من أنه هو الذي سيرفض لاحقا و سيذيع سرها أيضا و هو المطلوب تماما يكفي أنها سترتاح من عبء الافصاح لأقرب الناس إليها 
موافقة !
أشرق وجهه حين نطقت بذلك لكنها أردفت 
بس في حاجة لازم تعرفها الأول 
حثها بحذر قولي.. سامعك !
بدون أدنى تردد أو تراجع مضت تحكي له كل شيء و بالتفاصيل 
لم يكن ينظر إليها عندما فرغت كان تعبيره يخلط بين الصدمة و الڠضب و كانت جاهزة لأي ردة فعل.. لكن ما أدهشها هو رده إذ قال باقتضاب 
بكرة هاجيب أبويا و أمي عشان نطلبك. أدي خبر لطنط أمينة و بلغيها بموافقتك.. آخر الشهر ده هانكون مجوزين !!
و اختفى من أمامها
تركها هكذا على ذهولها و عدم تصديقها.. لقد تم الأمر بهذه البساطة
ستتزوج كأي فتاة عادية !
Back
أفاقت إيمان من استغراقها كم كانت ساذجة و غرها حب زوجها الراحل إليها 
لقد ظنت أنه بسبب حبه لها يمكنه أن يتنسى أو يتناسى ما فعلت و لكن لا.. لم تسير الأمور على هذا المنوال اليسير
فهو لم يفوت فرصة أو عراك أو حتى مشادة كلامية بينهما إلا و عمد إلى التلميح لجريرتها كان يعايرها و يضغط على الچرح كلما سنحت له الفرصة و كان ېخونها و يفسق و يرتكب كل الموبقات بينما هي مكممة الفاه تحفظ له صنيعه الطيب معها بأن ارتضى أن تكون زوجته تقر بشاهمته على الأقل أسرارها لا تبلغ جدار غرفة نومها و كان من المستحيل أن ېفضحها سيف.. لأنه حقا أحبها !
سالت دمعة من عينها و هي تقف بمنتصف غرفتها أمام فراشها الذي دارت دورتها و عادت إليهن و خلفها الباب الذي إن فتحته تلتقي بماضيها الأليم
إنه يحاصرها
لماذا عاد 
ماذا ينوي أن يفعل بها هذه المرة 
ماذا يريد منها ذاك النذل بحق الله ! .................................................................................... !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
3
أجل أقر بأنك في وقت ما كنت لعبتي.. و لكن عليك الاعتراف أنت طلبت هذا يا صغيرتي لقد أحببتيه و قد راق لك... كما أني أحببتك أيضا!
_ مراد
وضعت أمينة آخر صحن فوق مائدة العشاء كان أدهم يجلس الآن في مكانه المعتاد يجاوره مراد مطرقا برأسه ترقبا و اضطرابا في آن يتأهب لمجيئ إيمان بأي لحظة ...
يلا يا أمي بقى أقعدي ! .. قالها أدهم مشيرا لأمه حتى تجلس
ثم نظر إلى مراد مكملا 
باين مراد بيه مش راضي يمد إيده على الأكل غير لما تيجي.. و لا إيه حضرتك 
رفع مراد بصره و اكتفى بابتسامة خفيفة ردا عليه ...
تربت أمينة على كتف ابنها قائلة 
هاروح بس أشوف إيمان و أجيبها في إيدي و أجي يا حبيبي.
ماشي يا ست الكل. بس بسرعة أنا مابحبش أكل حاجة باردة.
ذهبت أمه مسرعة فالتقط أدهم كأس العصير و بدأ يرتشف القليل و هو يشرع بتجاذب أطراف الحديث مع ابن خالته 
يا رب تكون أعصابك هديت يا باشا. أنا حاسس إنك بقيت أحسن عن الصبح لما كلمتني !
نظر له مراد پسكينة أكدت فرضيته فابتسم الأخير قائلا 
طيب.. احنا ناكل الأول و بعدين نقعد نتكلم على رواق. و خير إن شاء الله يا مراد ماتقلقش.
اومأ له مراد و لم يرد أو ينظر إليه.. و كأنه مخدر الآن من شدة التوتر و الضيق في آن إلى أن شعر بحرارة طفيفة إلى جانبه استرعت انتباهه فورا لينظر فإذا يرى فتاة صغيرة قدر عمرها بين العامين و الثلاثة أعوام على الأقل كانت ناصعة و مكتنزة في هذا الثوب المستوحى من شخصيات الرسوم المتحركة كورتي البعبع.. كانت طفلة جميلة 
مستديرة الوجه ذات نظرة أفعونية ماكرة تليق بجمال عينيها الرماديتين وجنتان ناتئتان و غمازة واحدة في خدها الأيسر بانت لما ابتسمت قليلا بتلقائية طفولية و شعرها البني مرفوع كله كذيل حصان.. إنها لذيذة جدا و كم يود أن يقبلها ...
هاي يا قمر ! .. قالها مراد مبتسما بلطف
أدار جسمه قليلا لياقبلها و حنى رأسه نحوها بينما انبعث صوت أدهم معرفا 
دي بقى يا سيدي الآنسة لمى.. بنت أختي إيمان.
تجمدت ملامح مراد في هذه اللحظة لبرهة ثم حاول تبديد الاضطراب قليلا فتكلف ابتسامة و هو يمد يده مداعبا خد الصغيرة 
أهلا أهلا بالجميلة.. انتي حلوة أوي ما شاء الله. أنا اسمي مراد !
تعاطت معه بشكل أذهله و هي ترد برقة متوثبة في وقفتها 
و أنا اسمي لمى سيف الدين حسن عزام.
أجفل مراد و لا زال يبتسم أما أدهم فضحك بمرح 
أهي قالت لك اسمها رباعي. كده تبقى حبتك و أخدت عليك خلاص.. مش كده يا لمى. عمو مراد طلع Nice !
اومأت الفتاة مرتين فلم يقاومها مراد أكثر من ذلك و ضمھا إلى حضنه متمتما 
انتي إللي سكر و قمر خالص. إيه الحلاوة دي كلها بس.. جايباها منين 
الجواب كان عبارة عن صدرى يتردد بأعماقه لكنه لن يجرؤ أبدا على التفوه به لقد كان يرى فيها تلميحا كبيرا لأمها.. لحبيبته... إيمان !!!
يعني إيه مش هاتطلعي تسلمي على ابن خالتك. انتي اټجننتي يابت !
للمرة العاشرة حتى الآن تحاول أمينة عبثا إقناع ابنتها بالعدول عن قرارها الأحمق غير المبرر و لكن إيمان لم تتزحزح من مكانها فوق الفراش حيث مددت باسترخاء غير مبالية ...
ماما ريحي نفسك. مش هاطلع !
ثارت أمينة بحنق 
طيب ليه أفهم ليه !!
تنهدت إيمان بعمق و قامت نصف جالسة على مضض نظرت إلى أمها و قالت بهدوء 
ماما. من الآخر.. انتي مصممة ليه على خروجي من أوضتي عشان أسلم عليه 
أمينة ببلاهة يعني إيه مش فاهمة إيه السؤال ده !!
تململت إيمان بشيء من العصبية و قالت من جديد 
ماما.. أنا عارفاكي كويس. منغير لف و دوران. إللي في دماغك مش هايحصل.. مش معنى إنه إتزفت طلق و أنا أرملة يبقى احنا مناسبين لبعض و إن دي فرصة.. لأ. مش هايحصل !
رمقتها أمينة بتعبير خاوي ثم قالت عاقدة ذراعيها أمام صدرها 
انتي يعني لسا باقية على عشرة المرحوم سيف. صحيح يا إيمان ناوية تكملي بقية عمرك منغير راجل هاتقدري يا إيمان !
إيمان بثقة آه يا ماما هقدر. هقدر أوي كمان.
أمينة بسخرية هه.. متهيألك. يابنتي انتي لسا شابة. في عز شبابك. لو مش إنهاردة بكرة هاتلاقي نفسك محتاجة راجل. هي دي طبيعتنا إللي خلقنا عليها ربنا. مش هاتقدري على الوحدة يابنتي طاوعيني !
تأففت إيمان بانفعال 
خلاص بقى يا ماما. ماتضغطيش عليا من فضلك.. موضوع الارتباط ده ادفن تحت الأرض مع سيف. انتهينا خلاص !!!
أغمضت أمينة عينيها بشدة متأسفة و حزينة ف ينفس الوقت على مآل حياة ابنتها أطلقت نهدة حارة من صدرها ثم مشت ناحيتها على مهل جلست قبالتها على طرف السرير أمسكت بيديها و خاطبتها بلين الآن 
طيب يا إيمان. ماعنتش هاغصب عليكي.. بس عشان خاطري. من باب الذوق. اخرجي سلمي على ابن خالتك و اقعدي معانا. ماتسوديش وشي !
قسرا عنها وجدت نفسها هكذا مجبرة على الالتقاء به مجددا.. فقط نزولا عند رغبة أمها 
أصرت أمينة على البقاء معها حتى ترتدي ثيابا ملائمة فاختارت إيمان عباءة منزلية داكنة الأوان على الطراز الخليجي و وضعت حجابها ثم آخر شيء.. عطرها المفضل المسک الأبيض
نثرت منه بداخل جسمها بحيث لا يتشممه سوى من يقترب منها كثيرا أو من يضمها من محارمها كأخيها و زوجته أو حتى طفلتها فهي تهوى الاهتمام بنفسها كثيرا حتى لو لم يكن من أجل رجل ...
السلام عليكم !
رأت تصلب ظهره من مكانها كانت تقف خلفه على بعد خطوات قليلة من السفرة أمها بجانبها بينما تراه ينهض واقفا و يلتفت صوبها باسرع مم تخيلت حبست أنفاسها فورا حين إلتقت نظراتيهما و انتابتها نفس المشاعر.. كلها التي شعرت بها منذ رأته اليوم قبل ساعة من الآن
التوتر دفقات الأدرنالين الخيبة الحب و الكراهية في آن !!!!
و عليكم السلام. إزيك يا إيمان !
حاول مراد أن يبدو طبيعيا أمام خالته و ابن خالته قدر استطاعته جاهد حتى يستطيع النظر في عينيها مباشرة إذ كان صعبا خاصة أنه قرأ فيهما ما توقعه تماما... الخذلان !
لا.. إنه لن يطيق هذا إن استمر أكثر
لن يطيقه مطلقا ...
كان يعرف بأنها لا تصافح أو بمعنى أصح كان يعرف بأن للمنزل الذي يقف فيه قوانين صارمة و أن النساء هنا حتى و إن كن أقارب لا يمسسن بأي شكل !!
إزيك انت يا مراد ! .. هتفت إيمان و
تم نسخ الرابط