رواية مريم من 21-30
المحتويات
مافيش في الدنيا قلب أطيب من قلبك .. عشان كده حبيتك يا يحيى . ماتزعلش مني.
يحيى مبتسما بحب
أنا مش ممكن أزعل منك يا فريال .. إنتي حبيبتي . و أنا إللي مقدرش أزعلك أبدا.
و أرسل نظرات عاشقة إلي عيناها الملونتين ثم أخذ كفها الذي إحتضن وجهه و رفعه إلي فمه ليطبع قبلة عميقة مطولة في باطنه
إتسعت بسمتها أكثر و ألقت برأسها خجلة علي كتفه ليلف ذراعه حول خصرها و يكملا معا طريقهما إلي الداخل ...
عملت كده قبل فرحكوا بإسبوع جالها قلب تعملها إزاي بنت ال دي ! .. ثم تساءل بإهتمام
طيب و إنت عرفت إزاي الحوار ده
عثمان و هو يشعل سيكارة بحاجبين معكوفين
أبدا .. في الفترة الأخيرة لاقيت أحوالها معايا مش متظبطة . مابتقابلنيش كتير . مابتتصلش بيا و الكبيرة بقي !
مراد بإصغاء
عثمان و هو ينفث الدخان من فمه بترو ثم قال
كنا بنتعشا مع بعض برا .. و إحنا بنتكلم . فجأة إتلغبطت و قالت إسمه بدل إسمي.
مراد بتركيز
ها و بعدين !
و لا حاجة بقي .. عملت فيها عبيط و فوتها . بس تاني يوم كنت مكلف واحد يراقبهالي 24 ساعة . هما يومين . و كان جايبلي الڤيديو الجميل بتاعها .. قال جملته الأخيرة بتهكم مرير و أكمل
أه .. أكيد إدتها العلقة التمام.
عثمان بسخرية مرحة
إنت تعرف عني كده يابني أنا مابحبش العڼف . كل حاجة بتيجي معايا بالحب.
ضحك مراد من قلبه ثم قال
ماشي يا حكيم عصرك .. طب عملت إيه قولي
عثمان و هو يتأمل وهج السيكارة بين إصبعيه
تنازل عن إيه !
عن حقوقها و عن حصتها في الشركة دي ما أنت عارف . أبوها ډخلها شريكة معايا .. بس أهو . أديها ماطلتش قشاية . و أنا خرجت منها كسبان و عوضت فلوس الفرح إللي عملتهولها.
مراد بإعجاب
معلم يا صاحبي .. معلم و منك نتعلم . شيطان بجد !
عثمان بضحك
جري إيه ياعم ! كلكوا ماعندكوش إلا الكلمة دي حتي صالح ماسكلي فيها.
عثمان بجدية
أهو كويس الحمدلله . إتصلت بأبويا من شوية و قالي إنه فاق إنهاردة الصبح .. إن شاء الله هخلص شغل و هروح المستشفي أشوفه.
طيب هروح معاك بقي . لازم أزوره و أطمن عليه.
أووك .. شوية كده و هنقوم نروحله سوا .. ثم سأله
إنت لسا جاي إنهاردة صح
طيب أكيد جعان بقي و أنا كمان مافطرطش أصلا .. دلوقتي معاد ال يجي و هخلي سمر تطلبنا غدا.
مراد بإستفسار
و هو يشير بإصبعه نحو الباب
سمر دي السكرتيرة إللي قاعدة برا !
عثمان عابسا بإستغراب
آه .. بتسأل
ليه !
أصلي بصراحة أول ما شوفتها
إتصدمت !
إتصدمت .. ليه !
مش تيبك يعني . جايبلي بنت محجبة و لبسها واسع و مقعدها برا . حسيت إني داخل محل عبايات في التوحيد و النور .. و ضحك إثر جملته الأخيرة
بينما رد عثمان في لامبالاه
هنا مكان شغل يا مراد .. مش هاجيب نسوان حلوة ليه أنا جاي أشتغل مش جاي أعمل حاجة تانية.
مراد بجدية
لأ يا عثمان بصراحة البت حلوة أوووي و كده . أومال أنا ليه قلت مش تيبك إنت متعود عالبجحين . إنما دي شكلها غير . رغم إنها كانت نازلة حب في التليفون برا مع واحد بس شكلها بردو آا ..
نازلة حب مع واحد ! .. قاطعه عثمان بتساؤل ليرد
أه . و أنا داخل عليها سمعتها بتكلم واحد و نازلة فيه حب . شكله خطيبها !
عثمان بوجوم
لأ . مش مخطوبة.
و إنت إيش عرفك
عثمان . بعد صمت قصير
مافيش دبلة في إيديها .. ثم تنفس بعمق و قال مغيرا مجري الحديث
المهم .. ماقولتليش أمك و أبوك عاملين إيه
مراد و هو يهز كتفاه بخفة
كويسين .. مارضيوش يجوا معايا قالوا قاعدين هناك !
إنتهي الدوام أخيرا .. و عادت سمر إلي بيتها
لم يكن يومها شاق ربما لأنه أول يوم ..
دخلت سمر إلي البيت و بدأت في صعود الدرج لتسمع صوت جلبة آتية من الطابق الثاني حيث يقطن العم صابر و زوجته السيدة زينب ..
صعدت سمر الدرجات المتبقية بسرعة حتي وصلت إلي الطابق المنشود
توجهت صوب هذه الشقة المفتوحة لتري أخيها واقفا هناك في الداخل
عرفته من ظهره و .. من صوته العال ..
لو سمحتي يا حجة زينب دي حاجة تخصني أنا أنا مش موافق . أنا حر .. قالها فادي بهتاف حاد و قد كان يحمل ملك علي ذراعه ..
إقتربت سمر في اللحظة التالية و تساءلت بقلق
في إيه يا جماعة في إيه يا فادي بتزعق كده ليه
25
_ تودد ! _
في منزل سمر ... يجلس فادي علي طاولة الطعام في إنتظارها بينما تقف هي بالمطبخ تقوم بإعداد وجبة العشاء
يلا بقي يا سيدي كل و نضف معدتك من العك إللي عملتهولنا الصبح ! .. قالتها سمر و هي تضع علي الطاولة طبق المعجبنات اللذيذة
ليرد فادي بغيظ و هو يتنشق الرائحة الشهية المنبعثة من الأطباق
و لما العك إللي عملته ماعجبكيش ياختي كلتي معايا ليه !
سمر بإبتسامة ساخرة
كلت عشان ماتزعلش يا حبيبي لكن ربنا يستر و أعرف أنام إنهاردة . حاسة إن هايجيلي تلبك معوي !
فادي بإبتسامة صفراء
بقيتي ظريفة أوووي يا حبيبتي .. ثم أعترف علي مضض
هو الأكل كان في شوية عك و فعلا تعبني شخصيا . بس أنا حاسس العشا ده في الشفاء العاجل بإذن الله.
سمر بضحك
قليت شيخ يا واد و لا إيه . كل طيب . كل قبل ما الأكل يبرد.
و جلسا الشقيقين قبالة بعضهما يتناولان الطعام بشهية كبيرة ..
ماقولتليش عملت إيه في إمتحانك إنهاردة .. تساءلت سمر وسط الطعام ليجيب فادي من خلال مضغه المستمر
الحمدلله . كان كويس . صحيح في تكات بس ماشي حاله.
سمر بقلق
يعني هتعدي من المادة دي و لا إيه !
فادي بثقة
ماتقلقيش يا سمر أنا كنت مذاكر كويس و طبيعي تيجي أسئلة غير مباشرة يعني.
طيب حليت الأسئلة دي
طبعا يابنتي هو أنا مچنون هسيب حاجة ! .. ثم قطب بإستغراب و هو يسألها
سمر .. إنتي من الصبح لابسة الطرحة ليه من ساعة ما جيتي ماقلعتيهاش !!
سمر بشئ من الإرتباك
عادي . مش عشان حاجة يا فادي بس . حاسة إني ممكن أدخل علي دور برد فبلحق نفسي . ماتنساش إني نمت برا البيت إمبارح و أنا مش متعودة و كمان الدنيا برد أوي اليومين دول !
أومأ فادي بتفهم ثم قال بجدية
طيب يا حبيبتي خلي بالك من نفسك بقي و إبقي إقفلي شباك أوضتك كويس و إنتي نايمة . و لو عاوزة دوا أنزل أجبلك.
لا لا يا حبيبي مافيش داعي أنا كويسة . أقعد إنت إستريح شوية بعد العشا عشان تعرف تذاكر بتركيز ساعتين كده و لا حاجة و بعدين تدخل تنام و إن شاء الله هبقي أصحيك الصبح بدري.
فادي مبتسما بسخرية
تصحيني الصبح بدري خلاص يا حبيبتي أنا بطلت أصحي بدري . إنهاردة كان أخر يوم في الإمتحانات !
في قصر آل بحيري ... يشعر عثمان ببعض الخمول و الرغبة في الراحة بعد قضاء يوم شاق و ممتع في نفس الوقت بالنسبة له
يطلب إحضار وجبة العشاء إلي جناحه ثم يلج إلي حمامه الفاخر
ينزع ثيابه ثم ينزل في المغطس الساخن الچاكوزي و يجلس في إسترخاء و هدوء لمدة نصف ساعة
بعد ذلك يأخذ دوشا سريعا ثم يخرج و هو يرتدي ثوب الإستحمام السميك ..
إيه ده ! إنت إيه إللي جابك هنا الساعة دي .. قالها عثمان بتساؤل و هو ينظر إلي مراد المدد علي السرير بأريحية شديدة
أعملك إيه ياخويا .. تمتم مراد بصوت متمهل و أكمل
أحوالك مش متظبطة اليومين دول و بقيت غامض أوي . ده أنا مش عارف أتلم عليك خالص يا راجل !
عثمان بفتور وهو يجفف فورة رأسه بالمنشفة
غامض إيه و بتاع إيه بس بيتهئلك . بيتهئلك يا مراد.
كنت فين إمبارح يا عثمان .. سأله مراد مباشرة ليرد عثمان ببرود
حاجة ماتخصكش
يا مراد و قولتلك قبل كده.
قام مراد من مكانه و مشي ناحيته و هو يقول بعدم إرتياح
أنا مش مطمنلك يا عثمان . حاسس إنك بدبر حاجة مش كويسة أبدا !
عثمان بنفس البرود
بردو حاجة ماتخصكش يا مراد . أنا حر يا أخي إنت من إمتي كنت واصي عليا !
مراد بجدية
أنا صاحبك و طبيعي تهمني مصلحتك.
عثمان بضيق ممزوج بالحدة
أنا عارف مصلحتي كويس مش مستني حد يعرفني.
مراد ببطء و هو يضيق عينيه بتركيز
عثمان .. إنت . كنت مع سمر !
تفاجأ من تخمينه الدقيق لكنه تظاهر بالبلاهة و هو يصيح بإستنكار
إيه بتقول إيه و أنا هشوف سمر فين برا الشركة
إنت حاططها في دماغك . ماتنكرش.
عثمان بضيق شديد
طيب مش بنكر . بس أنا ماكنتش معاها . قولتلك ماكلمتهاش في حاجة أساسا.
خالص
عثمان بنفاذ صبر
خالص يا مراد زهقتني يابني في إيه و مهتم أووي بالموضوع ده كده ليه أفهم يعني
مراد بإبتسامة نصر
مهتم عشان قولتلك البت دي كويسة و ماشية عدل و إنك مش هتعرف تميلها .. و أكمل بخبث
و كمان مهتم عشان الرهان يا حلو . و لا إنت نسيت وعدك
عثمان بإبتسامته الشيطانية
لأ مش ناسي . حتة عربية مش هتآثر معايا يا مراد .. بكره الصبح لما تنزل الجراچ عم جابر السايس هيسلمك المفتاح .. ثم قال و هو يدير عيناه معبرا عن ضيقه
و يلا بقي هويني عايز أتعشا و أنام ورايا شغل الصبح !
مراد بحزن مصطنع
بتطردني بتطردني يا صاحبي بقي دي أخرتها !
أه دي أخرتها و يلا بقي حل عني . كان يوم إسود يوم ما عزمت عليك تيجي تقعد هنا.
و أخذ يدفعه إلي الخارج وسط قهقهات مراد المرحة ..
يا ساتر ! .. غمغم عثمان بإنزعاج شديد و هو يغلق الباب و لكن سرعان ما تبدل مزاجه ليقول بإبتسامة ماكرة
قال ماشية عدل قال هههههههه و قال مش هعرف أميلها ! هههههههههههههههههههه !!
كانت تقف في ركن مظلم بالرواق الطويل ... تنتظر بصبر نافذ لحظة خروج مراد من عنده
و بعد أكثر من نصف ساعة خرج أخيرا ..
إختبأت هالة جيدا حين مر إزاءها و حبست أنفاسها لزيادة الأمان
و لما
متابعة القراءة