رواية شيماء سعيد كاملة
المحتويات
للخلف واضعا ساق على الآخر و بعينيه نظرة كبرياء واضحة
اللعبة هتبدأ من الليلة البنت هتكون في بيته الليلة
اعتدل فارس بجلسته يبدو أن اللحظات الحاسمة على وشك الاقتراب ربما حان الانتشاء بلذة الإنتقام من فوزي الخولي سأله بقلق
البنت دي مضمونة!
ضحك فاروق على تذكره لها شوكولاته تمكنت من أخذ حيز كبير من تفكيره يشعر ببعض القلق عليها مع فوزي و عقله يرفض تلك الفكرة أزهار فتاة بسيطة يريدها لسببين فقط بحياته الأول دواء الملل و الثاني القضاء على فوزي حرك رأسه ليخرجها من عقله قائلا
شيماء سعيد
بحي المغربلين
مثل كل صباح فتحت جليلة القهوة الخاصة بها المقابلة لمحل العطارة الخاص بمنصور جلس منصور على باب المحل ثم أشار لحد العاملين لديه قائلا
رغم أنها أغلقت صفحة الماضي من سنوات إلا أنه هو من أجبرها على فتحها رؤيتها له بعد حديثهم بخطوبة فريدة و عابد جعلت نيران من الأشواك الحادة ټضرب بها من جديد وقفت على بابها مردفة بعصبية
مفيش قهوة النهاردة اليوم إجازة احنا فاتحين بس للنضافة يا حاج
شقية وقع بغرامها و نال منها الحب إلا أنه إلى تلك اللحظة لم يشعر بالشبع أو الاكتمال إلا أمام عينيها العاصفة به رسم على وجهه إبتسامة ساحرة ثم أردف
أطلقت ضحكة ساخرة مجيبة عليه
يصبر لبكرة يا حاج الصبر دايما بيكون مفتاح الڤرج
منصور بنظرة عتاب خفية إلا أن صوته و نبرته وصلت إليها
العمر عدى في الصبر يا جليلة
لماذا دائما يذكرها أنه أكمل حياته بدونها و هي فقط من ضاع عمرها بلا هدف! امتعض وجهها و أجبرت حلقها على ابتلاع تلك الغصة رفعت أحد حاجبيها بسخرية مردفة
ابتسم لها منصور قائلا رش المياة عداوة يا جليلة
و احنا من امتا بنا غيرها يا حاج!
شيماء سعيد
بالصعيد لدى بيت العمدة
وضعت آخر شيء بحقيبة سفرها ثم أغلقتها هذه هي فرصتها للعودة لحياة فارس من جديد يستحيل أن تترك مجال لفرحة لتكون زوجته بالكامل دلف للجناح زوجها عتمان عمدة النجع
قبل أن يجلس على الفراش بجوارها لا يحبها و لا تحبه هي فقط بالنسبة له صندوق من الذهب بمال عائلتها غير ذلك شابة صغيرة تعطي له بعض المتعة رغم غرورها الممل
حرك فمه بسخرية قبل أن يسألها
على فين العزم يا
مرات العمدة!
بقولك فارس بين الحيا و المۏت و أنت دماغك فين بقى فرحان إن حد من عيلتي عيان أنت عارف فارس بالنسبة ليا سند و أخ أنا مش قاعدة فيها يا عتمان ابقى اتحاسب مع أبوي
شيماء سعيد
حبيسة بين أربع حوائط لا تحبذ رؤية أحد خصوصا هذا الكارم اللعېن مثل ولي نعمته اشتاقت لبناتها و تخشى عليهم من فوزي أمنية وحيدة بسيطة بداخلها الهروب مع فلذات كبدها إلى مكان لا يعلمه أحد
خرجت من الغرفة تبحث عن كارم ربما تصل معه لحل وسط لتخرج دون أن يعلم فوزي وجدته مثل العادة على باب غرفتها
رمقها بنظرات قوية آخر حديث قالته له هز كرامته كرجل و هذا يستحيل أن يسمح به أخذت نفس عميق لأول مرة تشعر بالخجل من تصرفاتها متذكرة رؤيته لها بالمايوه تنحنحت مصطنعة القوة قائلة
حضر نفسك عشان ورايا مشوار مهم
أوما لها بكل صرامة مردفا
العربية جاهزة اتفضلي يا هانم كله تحت السيطرة
عادت إلى غرفتها مرة أخرى سترى بناتها اليوم رغما عن أنف الجميع بدلت ملابسها ثم نزلت إلى الأسفل صاعدة إلى السيارة بالمقعد الخلفي ليتولى هو أمر القيادة دقائق و قام فوزي بالاتصال عليها انقبض قلبها و هي تردف دون وعي
مهو يا ربنا ياخدك أو ياخدني أنا عشان ارتاح
ظلت تنظر للهاتف عدة ثواني قبل أن تقوم بالرد خائڤة من رد فعله
ايوة يا فوزي
أتى إليها رده الصارم ببعض الڠضب
فوزي حاف أنتي معاكي حد و الا نسيتي أنا أبقى مين!
عملها الأسود هو عملها الأسود بالحياة احمر وجهها و ارتجف كفها الحامل للهاتف تابع كارم ما يحدث من مرايا السيارة بتعجب لما هي خائڤة لتلك الدرجة! تظهر قوية رغم ضعف عينيها و حزنها ابتلعت لعابها بتوتر مجيبة
ايوه أنا في العربية و معايا كارم آسفة مكنتش أقصد
أردف الآخر بجدية
مفيش مشكلة عايزك تكوني في مصر على آخر الأسبوع ده أظن كفايه راحة لحد كدة أنا زهقت
اللعڼة ستعود إليه من جديد ترقرقت الدموع بمقلتيها مع خروج شهقة قوية من بين شفتيها مردفة
تحت أمرك اقفل و الا حضرتك تؤمر بحاجة تانية!
اقفلي
حضرتك كويسة يا هاجر هانم!
أومأت إليه برأسها قائلا بإبتسامة لأول مرة
أيوة بخير ممكن تقف عند المول اللي جاي عايزة أجيب لبس
دلفت للمول ثم إلى القسم الحريمي مع رفضها دخوله معاها إلى الأماكن الخاصة بالملابس النسائية المنزلية تأكدت من وجوده بالخارج ثم فرت من الباب الآخر بكل أسف رآها و ركض خلفها خرجت للشارع و قبل أن تتحرك وجدت من يكتم أنفاسها لتصرخ بأعلى صوتها باسمه
الحقني يا كارم
صعدت إلى سيارة مجهولة الهوية و هو يركض بمحاولة يائسة للوصول إليها
شيماء سعيد
بحي المغربلين شقة كارم
خالتي يوسف خليه معاكي على ما أروح و آجي و ياريت الأكل يخلص أنا الصبح أخدت دورك في الجمعية عشان أجيب طقم صيني جديد بدل التاني
مع حذاء من الكعب العالي
نظرت إليها السيدة صفية بحسرة على حال ابنها أعطت لها حنان الأم و لم تأخذ منها إلا قسۏة القلب خرج من جوفها تنهيدة حارة قائلة
مش مهم تمن الجمعية أعمل واحدة تانية أصلح بيها سناني بس أنتي رايحة فين دلوقتي يا بنتي!
رمقتها نجوى بنظرات غاضبة ألا يكفي عليها إبنها و فقره لتأخذها هي الأخرى تكمل عليها تشدقت بفمها ثم أجابتها بسخرية واضحة
مالكيش دعوة يا خالتي قولت لجوزي و مفيش إلا هو اللي فارق معايا طالما هو عارف أنا فين و راضي الباقي في أقرب حيطة يسلم عليها بدماغه
ربنا يهديكي لنفسك يا مرات ابني نهايتك هتكون وحشة أوي
شيماء سعيد
بصباح اليوم الثاني بقصر المسيري
استيقظ فاروق منذ الصباح الباكر مثل عادته لغرفة الرياضة التي يقضي بها طوال فترة وجوده بالقصر أخذ يتمرن على كيس الملاكمة منتظر قدومها عقله شارد بأكثر من إتجاه
متابعة القراءة