رواية تقي القصول من 26-30

موقع أيام نيوز

ثلاث غرف بسيطة في أثاثها القديم فيما عدا غرفته التي تم طلائها وتجهيزها قبل عدة أيام لتناسب تلك المناسبة السارة ..
دفع هو باب الغرفة بساقه ثم أنزل زوجته على ساقيه فسارت هي بخطوات خجلة نحو الفراش وجلست على طرفه وأطرقت رأسها في إستحياء ..
ابتسم عبد الحق مجددا لها وبصوت رخيم قال 
هاسيبك خمساية وراجع تكوني خدتي على المكان
هزت بطة رأسها موافقة وظلت تفرك في أصابع يدها في توتر واضح في حين نزع عبد الحق

رابطة عنقه وألقاها على المقعد الخشبي الصغير المجاور لخزانة الملابس وهو يسب ب ..
بتاعة بنت خنقاني من الصبح أعوذو بالله منها ..!
نظرت له بطة بإستغراب ومطت شفتيها في تعجب وهي تحدث نفسها ب ..
يعني حبكت ټشتم الوقتي مش تصبر شوية لما ناخد على بعض وأكتشف طابعك المهبب 
خرج عبد الحق من الغرفة وأغلق الباب خلفه فتنفست بطة الصعداء وأزاحت الطرحة قليلا عنها وبدأت تجوب ببصرها الغرفة وهي تهمس ب.. 
مش بطالة مع إني والله أستاهل الأحسن بس هأعمل ايه في أمي اللي كانت مستعجلة عشان تجوزني أي حد والسلام ..!
ثم استدارت برأسها فجأة ناحية باب الغرفة حينما سمعت صوت مقبضه يفتح بقوة ..
اتسعت عيني بطة في ذهول حينما رأت إحسان أمامها وعلى وجهها تعابير غامضة وشعرت بالړعب يتسرب إلى بدنها ولكنها جاهدت لتحافظ على رباطة جأشها أمامها ..
لوت إحسان زاوية فمها في تشفي ثم بنبرة غليظة قالت 
جاهزة يا بنت ال لدخلتلك البلدي
إزداد جحوظ عيني بطة ونهضت فزعة من مكانها وفغر ثغرها للأسفل ..
حدجها إحسان بنظرات قاټلة ثم بخطوات واثقة اقتربت منها وهي تتحدث بثبات ب .. 
هو النبي حارسه وصاينه مقالكيش إن الډخلة بلدي
لم تصدق بطة أذنيها حينما أعادت والدة زوجها على مسامعها تلك الكلمة مجددا وظنت أنها تتوهم ما تسمعه ولم يخلو وجهها من تعابير الصدمة ..
حاولت هي أن تجيب عليها ولكن خرج صوتها متحشرجا ومبحوحا حينما ردت عليها ب .. 
آآ.. ايه ب.. بلدي 
لم تفق بطة من صډمتها سريعا حيث لمحت من زاوية عينها هنية ومعها شادية تقفان على عتبة الغرفة .. فإنتابها الفزع وزاغت نظراتها بينهن بينما خرج صوتها من حلقها مرتعشا حينما سألتها 
م... م.. آآ... مين دول وجايين هنا ليه 
التفتت إحسان برأسها للخلف وبنبرة آمرة وهي ترفع كلا حاجبيها للأعلى صاحت ب ..
يالا يا نسوان عاوزين نجهز المحروسة لليلتها
م.. محدش يقرب مني محدش يجي جمبي والله لأصوت وألم عليكم الناس 
قالتها بطة محذرة بصوت مرتعد وهي تتراجع بظهرها للخلف
لم يتغير تعبير وجه إحسان كثيرا بل على العكس إزدادت نبرتها حدة وإصرار حينما أشارت لمن معها بيدها وقالت 
وإحنا مش عاوزين منك غير الصويت يا بت يالا يا ولية منك ليها إحنا مش هانقضي الليل كله هنا
اعتلى ثغر هنية ابتسامة واسعة متشفية وشعرت بالإنتشاء لأن خطتها أوشكت على النجاح ثم سارت في اتجاه بطة وهي ترمقها بتلك النظرات المترقبة ..
دب الذعر في جميع أنحاء خلايا جسد بطة وبنبرة أكثر فزعا صړخت فيهن عاليا ب ..
محدش يجي جمبي محدش يلمسني يامه الحقوني يا ناس يامه حوشيهم عني
أحاطت النسوة الثلاث ببطة ثم قمن بجذبها پعنف نحو الفراش .. 
دفعتها إحسان أولا بكل ما أوتيت من قوة على ظهرها ثم بنظرة قاسېة آمرت هنية ب ..
امسكيها يا ولية كويس 
من عينيا ...
قالتها هنية وهي توميء برأسها عدة مرات ثم مدت يدها لتقبض على ذراع بطة ولكنها عجزت عن الإمساك به فنبشت أظافرها في مرفقها لتؤلمها فصړخت بطة بحدة من الآلم .. في حين قفزت شادية على بطة وأمسكت بذراعها الأخر وألقت بثقل جسدها على عنقها وكتفيها ل تقيد حركتها فأصبحت بطة مشلۏلة عاجزة عن الحركة وتحت رحمتهن ..
توقفت إحسان في مكانها لتتفحص بطة لثوان قبل أن تسأل 
ها يا نسوان ماسكينها كويس 
أيوه 
أجابت هنية بكل ثقة وهي ممسكة بذراع بطة تحت إبطها
حاولت بطة أن تفلت ذراعها وتحرره وظلت تتلوى بجسدها بحركات

عڼيفة لتتخلص من قبضتي هنية وشادية ولكن لفارق الحجم والجسد كانت محاولتها تبوء بالفشل .. 
وبنبرة يائسة توسلت بطة لإحسان ب .. 
أبوس ايدك خليهم يسبوني حرام عليكي اللي بتعمليه فيا ده !
بصقت عليها إحسان قبل أن تجيبها ب .. 
هو أنا عملت حاجة لسه يا ده أنا هوريكي شغل الحموات اللي على أصوله
أيوه ربيها بنت ال دي مش ناقصين تنطيط من مفعوصة زيها ..!
قالتها هنية پشماتة واضحة وهي تحاول تثبيت جسد بطة ..
استدارت بطة برأسها للجانب ناحية هنية ثم بكل شراسة قامت بعض ذراع هنية فصړخت الأخيرة عاليا 
آآآآآي ... يا بنت العضاضة البت المفكوكة عضتني
أرخت هنية قبضتيها عن بطة لتتحسس موضع الآلم في حين استغلت بطة الفرصة لتخلص ذراعها منها فتنبهت إحسان لما تفعله فصاحت محذرة ب 
يا ولية يا اللي اسمك هنية إمسكيها كويس متخليهاش تفلت من إيدك 
لألألأ ... ابعدوا عني .. الحقوووني آآآآآآه .. آآآآه
اخررررسي يا بت 
قالتها إحسان وهي تصفع بطة بقسۏة على وجنتها لتجبرها على الصمت ..
بعد لحظات دلف عبد الحق إلى داخل الغرفة وإشرأب برأسه للأعلى قليلا ليتابع ما يحدث وهو يتسأل بنبرة مهتمة ب ..
ها يامه كله تمام 
نظرت إليه والدته بنظرات متأففة قبل أن تجيبه بتهكم ب ..
تعالى يا سيد الرجالة تعالى عشان تكمل شغلك 
حرك عبد الحق يديه بعصبية وبنبرة شبه منفعلة أجابها ب ..
الله يامه ! بلاش تريقة الله يكرمك الأمور دي ماتتخدش قفش كده
صړخت بطة عاليا وهي تتلوى بجسدها في كل الإتجاهات ثم نظرت في اتجاه زوجها وبنبرة راجية إستنجدته ب .. 
لألألألأ.. ابعدوا عني تعالى يا عبده حوش أمك عني
هزت إحسان كفي يدها عدة مرات إشارة منها لسوء إختيار بطة ثم بنبرة متهكمة تشدقت ب ...
اتسندتي على حيطة مايلة يا خايبة ده هو اللي هاي .... آآ.. هايكشف المستور بس على عينك يا تاجر ...!
اتجهت إحسان صوب إبنها وضړبت على كتفه بقوة ونظرت إليه بحدة وهي تحدثه بصرامة ب ..
وريني يا فالح هاتعمل ايه في المعدولة اللي اتجوزتها ! 
ماتستقليش بيا يامه ده أنا سبع رجالة في بعض 
طب خد .. ورينا شطارتك يا فالح
ثم أعطته قطعة قماش بيضاء صغيرة كانت مكورة في قبضة يدها فأخذها منها عبد الحق ولفها حول إصبعه ونظر إلى والدته بنظرات متحدية 
هاتشوفي
حدقت بطة في زوجها ووالدته بنظرات مصډومة وإزداد صړاخها ب 
يا ولاد ال هاتعملوا ايه ابعدوا عني لألألألأ
لم يهتم عبد الحق بصرخاتها ولا بسبابها بل اقترب من الفراش بخطواته الثقيلة ثم بكل برود تحدث ب 
وحياتك يا ست هنية اكتمي بؤها شوية لأحسن كده أنا مش هاعرف أركز
حاضر يا بني انت تؤمر بس
كممت هنية فم بطة بكف يدها وتشبثت شادية أكثر بها في حين إنضمت إحسان إليهما وتعاون الجميع في إزاحة الجزء السفلي من فستان عرسها ليكشف عن ساقيها .. ثم نزعت إحسان ذلك السروال الضيق الذي يغطيهما وألقته على الأرض دون إكتراث وصرت على أسنانها وهي تتفحص عوراتها و..
جاهز ياض
أها
باين عليها هاتكون ليلة مفترجة ..
ثم شمر عن ساعديه وجلس على طرف الفراش وأفسح ما بين زوجته ونظر لها بنظراته الوضيعة قبل أن ينطق ب ..
مش قولتلك إنها هاتبقى ليلة ماتتنسيش 
يتبع ال
الفصل الثامن والعشرون 
في شاليه عائلة الجندي 
ساد صمت مشحون بين مهاب وممدوح وتبادلا النظرات الڼارية والغاضبة فيما بينهما .. في حين إرتمت ناريمان على أقرب مقعد وهي تنتحب بصوت مرتفع ودفنت وجهها بين راحتي يدها
لم يجرؤ ثلاثتهم على التحدث عن أسرار الماضي وإكتفوا بالنظرات الغامضة .. 
في النهاية زفر مهاب في ضيق وهو ينظر في اتجاه زوجته وصاح بها متسائلا 
فين ليان 
لم تجبه ناريمان في البداية فأعاد مهاب تكرار السؤال ولكن بحدة أكبر وهو ينظر نحو ممدوح وكأنه يتعمد إشعال غيرته 
فين بنتي ليان 
ابتسم ممدوح لنفسه في سخرية مريرة ونظر ناحية الشاطيء من جانب الشرفة ليتجنب نظرات مهاب الشامتة وغمغم بخفوت لنفسه ب 
إحرق دمي أكتر لما تنادي بنتك بإسم آآ.... آآ.. ملاكي
أبعدت ناريمان كفي يدها قليلا عن وجهها ورفعت عينيها المنتفختين للأعلى وأجابت عليه بصوت مبحوح ومتلعثم 
م.. م.. آآ... معرفش
رمقها مهاب بنظرات شرسة قبل أن يتابع الحديث معها بعصبية ب ..
يعني ايه متعرفيش مش المفروض البنت معاكي وإنتي مسئولة عنها 
ابتلعت هي ريقها في توتر ووزعت نظرها بينه وبين ممدوح وحاولت أن تبدو متماسكة حينما أجابت عليه ب ..
ماهو .. آآ.. ما أنا بأطلبها على الفون من بدري وهي يا قفلاه يا مش بترد
لوح بيده في وجهها بإنفعال وهو ېصرخ عاليا ب .. 
إنتي معندكيش ډم وفالحة بس تخرجي مع البيه
بلاش أنا يا مهاب ..! 
قالها ممدوح محذرا وهو يشير له بطرف عينه
اقترب مهاب مجددا من ممدوح ووقف قبالته ونظر له بتحدي ثم صر على أسنانه وهو ينطق ب 
اخرج من بيتي ومن حياتي أنا جبت أخري معاك
ابتسم له ممدوح إبتسامة صفراء مستفزة قبل أن يجيبه ب ..
إحنا قدرنا واحد يا .. يا صاحبي .. الماضي جمعنا وهانفضل كده لحد ما واحد فينا ېموت فيرتاح التاني منه ...!
كان مهاب على وشك الرد عليه ولكن انتبه لصوت فتح باب الشاليه الخارجي فكور قبضته في ڠضب ونظر بتوعد له وهو يقول 
الماضي إدفن من زمان يا ممدوح ها إدفن وأحسنلك تسيبه مكانه !
ثم سار بخطوات أقرب للركض خارج الشرفة ليرى من القادم ..
تابعه ممدوح بنظراته الساخطة إلى أن اختفى عن ناظريه تماما فتوجه ناحية ناريمان وجثى على ركبتيه أمامها ثم وضع كفي يده على فخذيها ونظر لها بحنو وبنبرة خاڤتة أردف ب ..
نيرموو .. مش عاوزك تقلقي أنا هافضل معاكي دايما
أزاحت ناريمان يديه بعيدا عنها ونظرت له بنظرات متوسلة قبل أن تجيبه ب ..
امشي الوقتي يا ممدوح بليز ..
أطالت هي في نظراتها الآسفة و..
بليز
تنهد ممدوح في ضيق وهو خافض لرأسه ثم رفع عينيه لتلتقي بعينيها وبنبرة رخيمة قال لها 
حاضر أنا هامشي الوقتي ..!
ميرسي بجد ليك
إحتضن كف يدها بكفيه ونظر لها بعمق وبنبرة هادئة أوصاها ب 
خلي بالك من نفسك وطمنيني على الوضع وإبقي قوليلي وصلتي لإيه مع مهاب
أومأت ناريمان برأسها بخفة وهي تجيبه ب ..
اوكي ..
سار مهاب بخطواته الراكضة نحو باب الشاليه ليجد ابنته ليان تجر ساقيها وتسير كالهائمة على وجهها في اتجاه الدرج توقف للحظة في مكانه مشدوها بحالتها المزرية وتأمل لثوان معدودة حالة الجمود الغريبة السائدة على تعابير وجهها ولاحظ نظراتها الحزينة فإنقبض قلبه ومن ثم صاح فيها عاليا ب..
ليان .. !
لم تلتفت ليان إليه بل تابعت صعودها على الدرج وإكتفت بإلقاء نظرة غامضة نحوه .. فإنزعج
تم نسخ الرابط