رواية تقي القصول من 26-30
المحتويات
الفصل السادس والعشرون
في أحد الفنادق الشهيرة بالعاصمة الإيطالية روما
في الجناح الملكي
تمدد عدي على بطنه بعد أن وضع منشفة بيضاء على خصره وثنى مرفقيه أسفل رأسه بعد أن أغمض عينيه وإسترخى تماما ثم بصوت شبه ناعس أردف ب ...
إبدأي يا حلوة
بدأت فتاة ما أجنبية الملامح ذو شعر أشقر وبشرة بيضاء .. ترتدي ملابس تشبه الممرضات في تدليك ظهره بكلتا يديها تارة بنعومة وتارة أخرى بقسۏة
إيه الفقر ده ! ده أنا لسه كنت هاسخن
أشار عدي للفتاة بطرف يده لكي تبتعد عنه ثم نهض عن الفراش وسار في اتجاه الصالة الخارجية بعد أن أغلق باب غرفة النوم .. ثم فتحه ليجد أوس أمامه فإتسعت عيناه من الإندهاش و..
تأمله أوس بنظرات متفحصة ولم ينبس بكلمة فابتسم عدي في بلاهة وهو ينظر إلى خصره وإلى المنشفة التي كادت أن تسقط عنه وغمز له بلؤم و..
معلش كنت في جلسة مساج إنما هتعجبك
ظلت تعابير وجه أوس جامدة وغير مقروءة ثم دلف إلى داخل الجناح ومن ثم أشار بحاجبه لعدي وكأنه يصدر أمرا صارما له ب ..
انزعج عدي على الفور وظهر العبوس على قسمات وجهه وتذمر قائلا ..
ليه بس حد يقول للنعمة لأ ... وبعدين إنت مش كنت مظبط مع مزة من إياهم وآآ..
أولاه أوس ظهره ووضع يديه في جيبي بنطاله ونظر في اتجاه المنظر الطبيعي الذي يظهر جليا من خلف الحائط الزجاجي وزفر في انزعاج و..
مخڼوق مش عاوز أي حد ..!
مخڼوق !! من إيه ده حتى المزز هنا رهن إشارتك في تكة تبقى عبدة عندك تعمل فيها اللي انت عاوزه وتقولك كمان يا باشا ده أنا كلي ملك على رأي البت المطربة اللي اسمها شيرين
استدار أوس بجسده كليا ليواجه عدي ونظر إليه بنظرات غامضة و..
أنا مش فايق للهزار ولا لغيره أنا عاوز أرجع مصر بسرعة
ترجع مصر بسرعة ! يا أوس ده احنا لسه واصلين وملحقناش حتى نقابل مندوبين التوكيل ومحتاجين وقت عشان نظبط كل حاجة ونتأكد من العقود والإتفاقيات وآآ...
أسند أوس كف يده على كتف رفيقه وضغط عليه قليلا كي يكف عن الكلام وحدق أمامه و..
كل ده مايفرقش معايا أنا عاوزها هي !!!
تنهد أوس في ضيق ثم أبعد يده وإستدار للخلف مجددا في اتجاه الحائط الزجاجي سلط بصره على نقطة ما فيه ثم بكل هدوء تحدث ب...
تقى ..!
وضع عدي يده على رأسه ودعكها عدة مرات في يأس ثم وقف إلى جواره رفيقه ونظر إلى حيثما ينظر و...
برضوه البت دي لسه في دماغك انساها يا بني والله ما هيجي من وراها غير ۏجع الدماغ
تنهد أوس في ضيق ثم نظر لعدي بعينيه الصارمتين وبنبرة تحمل الوعيد تشدق ب...
مش هنساها يا عدي غير لما أخد اللي أنا عاوزه منها
لمح عدي الإصرار واضحا في عينيه فحاول أن يستشف منه السبب فبادر بسؤاله ب...
وإنت في ايه بينك وبينها بس لكل ده إيه اللي مخليك حاطتها في دماغك ومركز أوي معاها !!!!
في إنها أول واحدة إتجرأت عليا
هو إنت يعني سبتها ما انت قرفتها
وآآ..
صر أوس على أسنانه في توعد وهو يضيق عينيه الغاضبتين أكثر و...
أنا ماعملتش حاجة فيها لسه !!
أشار له عدي بطرف إصبعه محذرا ب...
بص ! طول ما إنت بتفكر في البت دي مش هترتاح أنا لو مكانك أكبر منها دي واحدة وقيع كسر متسواش أصلا إنك آآ..
رفع أوس كف يده في وجه عدي ليمنع الأخير عن الإستمرار في الحديث ثم بكل صلابة تحدث ب.....
عدي ماټ الكلام في الموضوع ده أنا راجع بكرة مصر وإنت مكاني هنا تخلص كل حاجة ماشي
ارتسمت علامات الإندهاش على جميع قسمات وجهه وفغر ثغره من الصدمة و...
ايييه انت بتقول ايه
ابتسم له أوس من زاوية فمه نصف إبتسامة وبكل برود تحدث قائلا ...
اللي سمعته أنا خلاص حجزت التذكرة ومسافر الفجر
نعم !!
أسند أوس كف يده على كتف عدي ثم ربت عليه بقوة ولم يطرف بعينيه وهو يتحدث بهدوئه المستفز ب...
يا صاحبي ورينا شطارتك في مهمتك دي ..!!!!
ثم سار في اتجاه باب الجناح ولم يلتفت للخلف تاركا رفيقه في حالة صدمة ..
وضع عدي كلتا يديه على فروة رأسه ومررهما بعصبية عليها ليحكها في نرفزة و..
أوس ده مچنون والله مچنون ومش هيرتاح إلا لما يجيب لنفسه مشاكل مالهاش حل مع الزفتة دي ...!!
في منزل حكمت
عادت رحمة من الخارج وألقت بحقيبة يدها الحمراء الكبيرة على الأريكة ثم خلعت حذائها ذو الكعب العالي وسارت في اتجاه غرفتها ولكنها توقفت عن الحركة حينما وجدت خيال شخص ما قابع في الظلام ..
الله ! إنتي
نهضت حكمت عن المقعد وأضاءت مصباح غرفة الصالة وهي تسير في اتجاه ابنتها و..
ايوه ياختي أنا !
أمعنت رحمة النظر في والدتها وبكل جفاء تسائلت ب...
انتي خرجتي من القسم امتى يامه
لوت حكمت زاوية فمها في تهكم جلي و...
طب كويس إنك فاكرة إني لسه أمك و أني كنت متنيلة محپوسة في القسم
أشاحت رحمة بيدها في الهواء بكل إنفعال ثم أولت ظهرها لها و...
يوووه يامه مش كل يوم هانعيد ونزيد في الاسطوانة الفارغة دي
لكزتها والدتها في كتفها بعد أن وقفت خلفها ثم بإنزعاج زائف نطقت ب...
يا بت خلي عندك ډم ده أنا بأهبب اللي بأهببه ده عشان تاكلي كويس وتلبسي نضيف وأعملك قيمة وسط الناس
نظرت لها رحمة بإزدراء قبل أن تردف متبرمة ب ...
هأو .. ناس هما فين دول يامه خليني حاطة زفت في بؤي وساكتة ..!
هو أنا يعني قصرت معاكي ماهو على يدك
زفرت رحمة في يأس ثم أشاحت بوجهها بعيدا عن والدتها وأولتها ظهرها وسارت في اتجاه المرحاض و..
بقولك إيه يامه قفلي على السيرة دي وخليني أروح أنضف جتتي قبل ما أنزل ..!
ضيقت حكمت عينيها في حيرة و..
هو إنتي نازلة تاني
وضعت رحمة يدها في منتصف خصرها ومدت ساقها للأمام وهي ترمق والدتها بنظرات متحدية و..
أه .. عندك مانع !
فغرت حكمت شفتيها قليلا من الإندهاش ثم سريعا ما لملمت شتات نفسها وتحدثت بنبرة شبه متلعثمة ب...
هه آآ.. لأ .. بس آآ.. على فين العزم
شغل يامه شغل
اقتربت حكمت من إبنتها ونظرت لها بعاطفة مصطنعة وهي خافضة لنبرة صوتها و...
طيب .. بس مش ناوية كده آآ... آآآ.. تشوفي أمك بحاجة
تنهدت رحمة في إنهاك ثم أشارت بعينيها نحو حقيبتها الملاقاة و..
عندك الشنطة أهي يامه خدي منها اللي انتي عاوزاه بس سيبلي فلوس للمواصلات
تهللت أسارير حكمت على الفور وإرتسمت الابتسامة العريضة على ثغرها وظهرت الفرحة جلية في كلتا عينيها و...
حبيبتي يا رحووم تسلميلي يا غالية !
ثم ركضت
في اتجاه الحقيبة وانحنت لتلتقطها وبدأت تعبث في محتوياتها بحثا عن النقود ... بينما اتجهت رحمة للمرحاض وصفقت الباب خلفها بقوة .......
....................................
في الساحل الشمالي
وضعت ناريمان الهاتف على أذنها بعد أن ضغطت على زر الإتصال بإبنتها ثم ظلت تهز ساقها البارزة من أسفل تنورتها التي تصل إلى ما بعد ركبتيها في عصبية و..
أووف عليكي يا ليوو بجد إنتي غريبة ! مش معقول مش شايفة كل ال دي ..!!!!
ناريمان حبيبتي تعالي يالا
استدارت ناريمان بظهرها للخلف ورمقت ممدوح بنظرات حادة وشبه غاضبة و...
ثواني يا ممدوح هاطمن بس على ليان وبعد كده آآ..
وضع ممدوح قبضتي يده على ذراعي ناريمان وظل يتحسسهما بأصابعه وهو يبادلها نظرات دافئة و..
مالك يا حبي
تنهدت هي في إرهاق وحدقت فيه بأعين شبه مضطربة و..
ليان مدوخاني معاها من الصبح
وضع ممدوح إصبعه على طرف ذقنها وظل يمرره عليه في نعومة و..
عادي يا ناريمان كل البنات اللي في سنها كده
أزاحت هي إصبعه ثم تحركت للأمام خطوتين و..
لألأ .. هي مكانتش كده بالعكس إحنا كنا جايين الساحل وهي طبيعية جدا لكن فجأة حالها اتشقلب وبقيت مش عارفة أوصلها
عقد ممدوح ساعديه أمام صدره ونظر في اتجاهها و...
تلاقيها بس مشغولة مع صاحبتها ولا حاجة
الټفت له برأسها كلية ولم ترمش بعينيها و..
جايدا !
ابتسم هو لها بهدوء زائف وهز رأسه موافقا ..
أكيد
تملكها الحماس وأجفلت عينيها قليلا لتنظر لهاتفها المحمول ومن ثم بدأت بالضغط على أزراره في تلهف و...
طب أنا هاكلم جايدا وأسألها عنها على الأقل هاطمني عليها ..!
أوكي بس بسرعة عشان نلحق نرجع الشاليه
هزت هي رأسها موافقة عدة مرات و..
اوكي
وضعت الهاتف مجددا على أذنها وانتظرت أن يأتيها الرد من الجانب الأخر و..
هاي جودي كيف حالك .. أنا كنت آآ.. .. ممممم.. تمام
ظلت تتحرك بحركات عشوائية وتغمغم بخفوت في حين راقبها ممدوح بنظراته الثاقبة ثم نظر في ساعة يده و..
الوقت بيضيع الفاضي وهي مش مركزة بس غير في عيالها وأنا عاوز أتبسط معاها يالا بقى يا نريموو
أنهت ناريمان المكالمة الهاتفية مع جايدا وعاودت أدراجها في اتجاه ممدوح ووجهها مازال إلى حد ما متشنج الملامح ..
برضوه متعرفش عنها حاجة
طب اهدي شوية أكيد وهتلاقيها جاية عندك
ضيقت ناريمان عينيها ووضعت يدها في منتصف خصرها وصرت على أسنانها في حنق ..
البنت دي لازم تتعاقب بس أشوفها
مد ممدوح يده ليمسك بكف يدها ثم وضعه على صدره وبصوته الرخيم بدأ الحديث ب...
اعملي اللي انتي عاوزاه معاها بس الوقت من دهب وآآ..
أخفض نبرة صوته أكثر لتصبح أقرب للهمس ونظر إليها بنظرات ذات مغزى ..
واحنا جايين هنا عشان نتبسط صح ولا أنا غلطان
ابتسمت هي له ابتسامة مجاملة ثم تنهدت في إرهاق و..
اوكي
أسند هو ذراعه على كتفها بعد أن جذبها نحوه ثم سار كلاهما في اتجاه الشاليه الخاص بعائلة الجندي ...
في منزل تقى عوض الله
رصت تقى صحون الطعام على الطاولة ولم تنطق بكلمة خشية أن تثير حنق والدتها التي لم تكف عن رمقها بنظراتها الحادة وجلست على مقعدها في صمت وبدأت في تناول الطعام ..
لم تتحدث فردوس هي الأخرى بل ظل عقلها مشغولا بأحداث اليوم من البحث عن وظيفة تناسبها والسؤال عن زوجها وكذلك أختها وبالتالي لم تكن لديها الطاقة الكافية للمجادلة مع ابنتها على فعلتها الغبية ..
حاولت تقى أن تختلس النظرات إلى والدتها فتيقنت من شرودها ومن عدم تناولها للطعام بصورة جيدة فإنتابها القلق على حالها وترددت في الحديث معها ولكن في النهاية
قررت أن تفتح معها حوارا
متابعة القراءة