رواية مظلومة من 42-51

موقع أيام نيوز

خلينا نشوفها ونطمن عليها الاول احنا بقالنا كتير مشوفنهاش وعايزين نشبع منها
هندآه بالله عليكى يا دادة
رقيةعلشان خاطرى يا دادة خلينا نشوفها
دادةخلاص خلاص
لو الدكتور وافق ابقو ادخلولها بس مترغوش معاها كتير انتوا عارفين انها لسة تعبانة 
انهال الثلاثة عليها بالتقبيل قائلين ربنا يخليكى لينا يا دادة
مر د وليد من امامهن ليذهب الى غرفة نيرمين فاوقفته دادة فاطمة قائلةلو سمحت يا دكتور
فالټفت اليها دكتور وليد بابتسامة قائلاايه ده حضرتك خرجتى من اوضتك ليه
كان لازم تفضلى هناك على مترتاحى خالص
دادةانا خلاص بقيت كويسة الحمد لله
بس بقول لحضرتك ايه
ممكن ادخل اشوف نيرمين واطمن عليها
حاولت كل من هند ورقية وزينب التلميح لدادة بان يدخلن معها فقالت رقيةواحنا كمان ولا ايه
د وليدلأ كلكوا مرة واحدة مينفعش
دادةشوفتوا
اهو قالكوا مينفعش
زينبوالله يا دكتور ماهنعمل ازعاج خالص هنبص عليها وخلاص
د وليدعلى العموم انا هدخلها دلوقت اشوف حالتها عاملة ايه وابقى اقولكوا ينفع تدخلوا ولا لأ
دخل د وليد الى غرفة نيرمين والتى كانت مستلقاه على السرير والممرضة بجانبها
كانت فاتحة عينيها بعض الشئ وملامحها هادئة ومرسوم عليها الحزن وهى لا تحرك ساكنا
اقترب منها د وليد ونظر اليها بتعجب ثم نظر الى الممرضة قائلاهى صاحية من امتى
الممرضة من شوية صغيرين
د وليدلما صحيت مقالتش اى حاجة
الممرضةلأ
فضلت فاتحة عينيها كده وخلاص بالشكل اللى حضرتك شايفه ده
نظر اليها د وليد باشفاق ثم قال بابتسامةازيك يا انسة نيرمين 
حمد الله على السلامة
ظلت نيرمين على حالتها ولم تحرك ساكنا ولم ترد وظلت مثبته نظرها ناحية الامام ولم تحرك سوى جفونها فقط
د وليدفى محاولة لاستدراجها للكلاممبترديش عليا ليه يا انسة نيرمين
انتى زعلانة منى فى حاجة
لم ترد عليه نيرمين وظلت على حالتها بوجه حزين وهى تنظر امامها
تنهد د وليد بحزن ثم قال للممرضة انت ادتيها الدوا
الممرضةاه خدته بس بالعافية
القى د وليد عليها نظرة اخيرة وهو يشعر بالحزن لحالها ثم خرج
فوجد دادة فاطمة وهند ورقية وزينب بانتظاره
دادة بلهفةخير يا دكتور
هندخلها
د وليديا ريت حضرتك تدخليها ولو عايزة تدخليهم معاكى مافيش مانع بس متعملولهاش اى ازعاج
وحاولو تخرجوها من اللى هى فيه
دادة بقلقليه يا دكتور هى مالها
د وليدرافضة الكلام وحالتها النفسية سيئة
بس ياريت متتأخروش عندها ولو رفضت تستجيب لكو بلاش تضغطوا عليها
دخلت دادة فاطمة وورائها الثلاثة بخطوات بطيئة حتى لايحدثوا اى ازعاج
اقتربت دادة فاطمة من السرير وهى تنظر الى نيرمين بشوق 
وقلبها ينفطر حزنا عليها
نظرت الى وجهها الحزين الهادئ ثم قبلتها من جبهتها قائلةازيك يا نيرمين
حمدالله على السلامة يا حبيبتى
لامست كتفيها بحنان قائلة
انا دادة يا حبيبتى سامعانى
حركت نيرمين عينيها الحزينتين الى دادة فاطمة والدموع محپوسة بهما دون ان تنطق
شعرت دادة فاطمة ان نيرمين مدركة لكل مايدور حولها
نظرت دادة فى عينيها وهى تضع كفيها على خدودها بحنان قائلة بصيلى يا نيرمين
انا دادة ياحبيبتى
اتكلمى يا حبيبتى
قولى اللى انتى عايزاه
لو عايزة تعيطى عيطى اعملى اى حاجة بس متسكوتيش كده
ظلت نيرمين تنظر اليها بحزن وعينين لامعتين الا ان فرت الدموع من عينيها رغما عنها بصمت 
احتضنتها دادة فاطمة وهى تبكى قائلةيا حبيبتى
ياحبيبتى
اتعذبتى كتير
متزعليش يا نيرمين انا مش هسيبك تانى ابدا اوعى تفتكرى انك لوحدك
لا يا حبيبتى انا هفضل جنبك ومش هخلى حد يقربلك تانى ابدا
ظلت نيرمين فى احضان دادة فاطمة والدموع تنساب من عينيها بصمت ودادة تطبطب عليها برفق وحنان وهى تبكى هى الاخرى
تأثرت كل من هند ورقية بهذا المشهد وادمعت عيناهن
اقتربت زينب وهى تقول لنيرمينحمد الله على السلامة يا ست نيرمين
الحمد لله اننا اطمنا عليكى
رقيةوالله زعلنا علشانك خالص
هندياريتنى كنت مكانك يا ست نيرمين
ربنا يقومك بالسلامة
دخل د وليد قائلاالسلام عليكم
رد الجميع السلام
وقف امام نيرمين وهو ينظر اليها قائلايارب تكونى رضيتى تتكلمى معاهم 
يمكن تكونى مكسوفة منى ولا حاجة
قالت له دادة بحزنان شاء الله هتبقى زى الفل وهتتكلم معانا وهتخرج من هنا فى اقرب وقت
مش كده يا نيرمين
اخفضت نيرمين رأسها لاسفل ولم ترد ومازال الحزن مرسوما على وجهها
د وليدطالما عملت كده يبقى عايزة تفضل معانا هنا شوية
دادةبعد الشړ
ان شاء الله هتخرج قريب
علشان هى عارفة انى مقدرش استغنى عنها
د وليدطب كفاية كده بقى علشان نسيبها تستريح
دادةهو احنا لحقنا نشبع منها
د وليدحضرتك عارفة ان الاجهاد مش حلو لحالتها دى 
لازم تيجوا على نفسكوا شوية علشان خاطرها ولا ايه
نظرت دادة الى نيرمين بابتسامة قائلةهسيبك دلوقتى علشان ترتاحى 
وهبقى اجيلك تانى يا حبيبتى
ثم قبلتها قبلة اخيرة قبل ان تغادر
وسلمت عليها زينب واتبعتها هند ثم رقية وبعدها خرجن من الغرفة
نظر د وليد الى نيرمين وهو يمسك بالحقنة ثم قال
مټخافيش انا ايدى خفيفة خالص مش هتحسى بحاجة
شمرت الممرضة زراع نيرمين واعطاها الحقنة 
وقبل ان يغادر قال لهالو عوزتى اى حاجة 
مدام هدى الممرضة جنبك 
هتعملك اللى انتى عايزاه
ولو عوزتينى متتكسفيش قوليلها وانا اجيلك فورا
والف سلامة عليكى
ثم تركها وخرج
بعد قليل وصل سيف الى المستشفى وجاء مسرعا فوجد دادة تنتظر بالخارج فاتى اليها وهو يتنفس بسرعة من شدة الجرى قائلانيرمين عاملة ايه
انتى دخلتيلها 
دادةمالك يا سيف انت كنت بتجرى ولا ايه
سيفاصل الاسانسير كان مشغول فمقدرتش استنى
فخدت السلالم جرى
دادةاطمن انا دخلتها وكلمتها كمان
بس للاسف مرضيتش تتكلم معانا خالص 
حالتها تقطع القلب
سيف بحزن طب انا عايز ادخلها حالا انا مش قادر استنى اكتر من كده
دادةطب عرف د وليد الاول لانه طلب مننا اننا نسيبها ترتاح شوية
سيفوهو فين د وليد ده وانا اقوله
دادةمش عارفة مكتبه فين
اسأل اى حد يمكن 
لم تكمل حتى لمحته يمشى مع طبيب آخر بعيدا وهما يتحدثان فقالتاهو د وليد هناك اهو الحقه بقى قبل ما يمشى
اسرع سيف اليه ونادى عليه فالټفت له قائلااستأذن حضرتك انى ادخل لنيرمين
انا مصدقت انها فاقت
نظر اليه د وليد وهو يخفى تضايقه قائلاهو حضرتك تقربلها ايه بالظبط
تعجب سيف من سؤاله قائلاوهو السؤال ده لازمته ايه
د وليدمش لازم اعرف اللى هيدخل للمريضة يقربلها ايه ولا اسيب اى حد كده يدخلها
نظر اليه سيف بغيظ قائلاانا ابقى خطيبها
ومن حقى انى اطمن عليها
تفاجأ د وليد بما سمعه فسكت لحظات ثم قالحضرتك ممكن تدخلها
بس ياريت متتأخرش عندها كتير 
تركه سيف وهو يشعر بالحنق منه 
بينما شعر د وليد ببعض الضيق عندما علم بانها مخطوبة له
الفصل التاسع والاربعون
طرق سيف الغرفة ودقات قلبه مضطربة بعض الشئ
اذنت له الممرضة ففتح الباب برفق ثم اغلقه وتقدم بخطوات هادئة وهو ينظر الى نيرمين
لم تنظر نيرمين اليه ولم تلتفت لتعرف من الطارق بل كانت على حالتها
احس سيف ان قلبه قد اسرعت دقاته فرحا برؤيتها 
نظرت اليه الممرضة ثم نظرت اليها
بعد ان احست بان سيف لا يرغب فى وجودها فاستأذنت
خرجت الممرضة وتركته معها
اقترب سيف اكثر وقال بصوت هادئحمد الله على السلامة يا نيرمين
وحشتينى اوى
عندما سمعت نيرمين صوته فانتبهت دون ان تنظر ناحيته
اضطربت دقات قلبها واضطربت مشاعرها
سحب سيف كرسى وجلس بجانبها وهو ينظر اليها بابتسامة حزينة
مد يده ببطء ليلامس يدها ولاحظ فى تلك اللحظة انها ما زالت ترتدى دبلته فاحس ببعض السعادة المختلطة بالندم بداخله 
فسحبت يدها وهى تنظر امامها بحزن
ابتلع ريقه بحزن شديد ونظر اليها بتأمل لمدة لحظات
ثم تنهد قائلا عندك حق
وانا مش هدافع عن نفسى وابرر اللى عملته
بس عايزك تعرفى انى بحبك
والله العظيم بحبك
نيرمين انا عمرى مانسيتك لحظة حتى لما كدبوا عليا وفهمونى انك خونتينى
مقدرتش اشيلك من قلبى
ولما عرفت الحقيقة متعرفيش العڈاب اللى اتعذبته لما حسيت انى ظلمتك وضيعتك من ايدى
سكت لحظات بعد ان نزلت دموعه فضغط على شفتيه بالم وهو ينظر اليها قائلانيرمين انا محتاجلك اوى
صدقينى يا نيرمين
انا مقدرش اعيش من غيرك
كانت نيرمين تسمع مايقوله وكل كلمة تتلقاها منه كانت تطعن فى قلبها
فهى تحبه بل هو الانسان الوحيد فى هذه الدنيا الذى استطاع ان
يتربع على عرش قلبها منفردا وبدون منازع
ولكنها لا تستطيع ان تسامحه على تخليه عنها واهانته لها بل وطردها عندما لجأت اليه فى اكثر وقت كانت تحتاج فيه اليه
كما انه سلمها لعمر ليفعل بها مافعل
انسابت دموعها رغما عنها ولم تنظر اليه بل ظلت تنظر امامها بحزن والدموع مازالت مستمرة
كاد قلبه ينفطر عليها وود لو استطاع ان يفعل اى شئ ليرسم البسمة على وجهها
نظر اليها بعينين دامعتين وقال بتوسلارجوكى يا نيرمين
ارجوكى ادينى فرصة تانية
انا عارف انك اتعذبتى بسببى واتألمتى كتير
مش طالب منك غير فرصة واحدة بس
اثبتلك فيها انى عمرى ما هتخلى عنك تانى ابدا وهفضل جنبك على طول 
هعوضك عن كل ذرة الم شوفتيها وهخليكى اسعد واحدة فى الدنيا
نيرمين انا هتجوزك ومش هسيبك مهما حصل
هنا التفتت اليه ونظرت له بعيونها الدامعة 
لقد اشتاقت الى النظر اليه بالرغم من رغبتها فى الاڼتقام منه على مافعله بها
دقق سيف النظر فى عينيها الحزينتين وقالوحشتينى اوى يا نيرمين
وحشتنى كل حاجة فيكى عنيكى ملامحك صوتك كلك على بعضك وحشتينى 
انا كنت بمۏت من غيرك
اشاحت ببصرها عنه وهى ترفض الانصياع لنظراته وتوسلاته
شعر سيف بعدم رغبتها فى الحديث معه
سكت لحظات ثم نظر اليها قائلابرده مش عايزة تردى عليا
تنهدت نيرمين بضيق واخفضت بصرها وهى تحبس دموعها
ثم قالت بصوت مخڼوق ومنخفضشيلنى من حياتك خالص وانسانى
انا معونتش انفعك
سيف بعينين دامعتيننيرمين
متحاوليش 
انتى بتحبينى انا متأكد من كده
ومهما تحاولى تثبتيلى غير كده مش هصدقك
وقع بصرنيرمين الى الدبلة التى فى يدها فادركت انها مازالت فى يدها فخلعتها 
ثم نظرت اليه وهى تمد يدها لتعطيها اياه
نظر سيف الى الدبلة وهو غير مصدق
فقالايه ده
نيرمينزى ما انت شايف
دى الدبلة اللى كانت فى يوم من الايام بتربطنى بيك بالرغم من كل اللى حصل بس مرضيتش اقلعها وفضلت لبساها
ولما كنت تحت رحمة عمر مكنش بيخلينى البسها ففضلت عيناها معايا ولسة لبساها دلوقت قبل ماتيجى
علشان بتفكرنى باجمل لحظات مرت من حياتى
لكن انا شايفة ان معدش ليها لازمة وكان المفروض اقلعها من زمان
سيف بحزن شديدهى الدبلة بس هى اللى كانت بتربطك بيها
انتى ليه مش عايزة تسامحينى
انا مش هسيبك
فاهمة
مش هسيبك
ظلت نيرمين رافعة يدها وقالت وعينيها تدمعانخلاص يا سيف
فات الاوان 
مالوش لازمة الكلام ده كله
امسك سيف بيدها وطوى اصابعها لتحوى دبلته قائلا
لا يا نيرمين
مفتش الاوان ولا حاجة والدبلة دى انتى هتلبسيها والمأذون انا هجيبه النهاردة مش هستنى لما تخرجى من هنا
انا ماصدقت لقيتك ولا يمكن اسمح لاى حد ياخدك منى تانى مهما حصل
اخفضت نيرمين يدها وترقرقت عيناها بالدموع وهى تضع الدبلة امامه على الطاولة الصغيرة التى بجانب السرير
ثم قالتكل اللى عايزاه منك انك تبعد عنى
مش عايزة منك اى حاجة غير كده
لو عايزنى فعلا اسامحك على اللى عملته فيا
يبقى تنسانى خالص وتسيبنى فى حالى
وروح شوفلك واحدة من مقامك تقدر تسعدك وتعيش معاها
فى هدوء ومن غير مشاكل
او ارجع لسلمى اللى انت اخترتها بعد ما اتخليت عنى
تألم سيف كثيرا لكلامها فقالبس انا مبحبش غيرك
وعمرى ماحبيت ولا هحب حد
تم نسخ الرابط