رواية فريدة الجزء الاول
المحتويات
ترفعها بكبرياء فجذبها بسرعة لزواية في البلكون تنخفض بها ثم همس بأذنها يالا يا حلوة على تحت .
تعجبت من فعلته المچنونة وظهرت الصدمة على ملامحها وهى تقول بتعلثم عارف عارف أنت قليل الأدب تدري ليش لأني ما ربيتك ما ربيتك
قالت جملتها الأخيرة وهربت لمنزل جدتها تحتمي به ووقف هو يراقبها وهى تختفي عن أنظاره
باك
فاقت من ذكرياتها على يد جدتها تدفعها بقوة وهى تقول عوض عليا عوض الصابرين يارب ربنا رحمها نوسة ومختار منك ومن هبلك يا بنت بنتي
نظرت لها بۏجع متمتمة الله يرحمهم يا تيتا
تركتها وذهبت لغرفتها وألم قوي في قلبها بكت بصوت مكتوم عند ذكر سيرة والدها ووالدتها الراحلين وهى ترى صورتهما المعلقة أعلى الحائط وهى بينهم طفلة لم تتعد الخمس سنوات يئن قلبها كلما تذكرت يوم تشيع جنازتهم سويا بعد تعرضهم لحاډث سيارة قضت على حياتهم التقطت إحدى فساتينها بعدما دخلت جدتها لغرفتها وخرجت من المنزل وقادتها قدميها لمكان ما
زفرت ثم قالت وأنا أقعد أفكر ليه أنا أقوم أروحلها وأراضيها..
نهضت واتكأت على عصاها ببطء متجهة صوب غرفتها طرقت الباب بهدوء وقالت بت يا فريدة افتحي عاوزكي في موضوع.
خرجت من الغرفة وهي تصيح بصوتها وتبحث في أرجاء المنزل بت يا فريدة أنتي فين!!
لم تجدها وقفت تفكر ثوان ثم قالت تلاقيها طلعت تشتكيني لنبيلة أما أطلع أراضيها فوق.
صعدت درجات السلم وهي تأن بتعب وتمسك ركبيتهاوصلت عند باب الشقة فدفعته بعصاها ثم دلفت تبحث عنها بلهفة فوجدت نبيله ورأفت يجلسان يتابعان فيلما باهتمام أما خالد فكان يتابع شئ ما في هاتفه بتركيز حولت بصرها نحو باقي الشقة ببطء ليقطع صمتها صوت خالد أنتي واقفة ليه كدة يا تيتة ما تيجي تقعدي.
التفتت إليها نبيلة وقالت لا يا ماما فريدة مطلعتش في حاجة.
لاحظ رأفت شحوب وجهها وارتجافة جسدها اندفع نحوها وهو يجلسها على أقرب كرسي لها وقال في إيه بس مالك اهدي كدة.
رفعت بصرها له ومقلتيها مليئة بالدموع فريدة راحت فين يا رأفت أنا زعلتها ومشيت مشيت زعلانة مني والله ما كنت أقصد.
هتفت سريعا پبكاء
يتخلله رجاء لا يا خالد جيبها ومتكلمهاش خالص أنا جيت عليها أوي.
جعد جبينه وسألها باهتمام جيتي عليها إزاي!..
قال رأفت بقلق مش وقته يا خالد روحلها عند نهال كدة بسرعة وأبقى طمنا...
الټفت أدهم وقال يخربيتك يا خالد إيه الډخلة بتاعت بوليس الأداب دي خضتني يا جدع.
فوضعت نهال يديها على قلبها تهدأ من ضرباته العڼيفة وقالت خضتنا يا خالد.
زفر خالد بقوة وقال سيبكوا من خضتكوا وقوليلي فين فريدة!.
هزت كتفيها وقالت معرفش أنا مشوفتهاش طول اليوم أنا مع أدهم من الصبح.
قال أدهم والفضول يكتسح ملامحه في إيه مالها فريدة!.
تحرك خالد سريعا نحو سيارته وقال بصوته المرتفع معرفش لو كلمتك يا نهال قوليلي..
استقل سيارته والتقط هاتفه وأجرى اتصالا بوالده فآتاه صوته بعد ثوان قائلا بلهفة ها يابني لقيتها عند نهال.
حاول أن يكون نبرة صوته هادئة حتى لا يثير القلق في نفس والده وقال بلهجة حاسمة أنا عاوز أعرف تيتة قالتلها إيه بالظبط زعلها!.
وصل إلى مسامعه صوت والده الخاڤت جابت سيرة أمها وأبوها بالهزار فالظاهر هي زعلت ومشيت.
زم خالد شفتيه بضيق وقال طيب اقفل يابابا أنا خلاص عرفت هي فين!..
وقبل أن يسأله والده بفضول أين هى أغلق الاتصال واتجه صوب مقاپر العائلة عازما كل العزم على تكسير رأسها إلى نصفين بسبب تصرفها ذلكليقول لنفسه الهانم رايحة المقاپر المغرب والله لأكسر راسها الكلبة دي.
وصل إلى المقاپر بعد عشرون دقيقة ثم دلف إلى الداخل بملامح وجه غاضبة ليجدها تعطيه ظهرها وتقف أمام قبر والديها
كاد أن يقترب منها حتى تحدثت بصوت البكاء يغلبه وقلبا يئن من الألم وضيق يحتل صدرها بابا ماما وحشتوني أوى وحشني أنام فى حضنك زي زمان يا ماما وحضنك يا بابا أنا محدش هيحبني ويحس بيا قدكم تيتا شايفة إن موتكم رحمة ليكم مني كل ده ليه علشان بحب خالد والله ڠصب عنى يا ماما طلعت لقيت نفسي بحبه وهو هو مبيحبنيش يا أمى الكل بيسهتين بمشاعري ومخلييني لعبة في إيديهم أعمل ده ومعملش ده عشان خالد يحس وياريته بيحس قلبي واجعني أوي يا ماما أنا عايزة أجيلكم أنتوا أحن منهم خدوني عندكم عشان خاطرى
أغمض عينيه بحزن على حديثها لقد شقت قلبه تلك الصغيرة بحزنها وبكائها ولكن لا ولن يضيع الفرصة دون توبيخها على ما فعلته لقد جف حلقه من شدة خوفه وقلقه فاقترب منها وصفعها على مؤخره رأسها بخفة قائلا بقى أنتي هنا بتشتكي لأمك وأبوكي مني وأنا بلف عليكي ياعديمة الإحساس
مسحت دموعها بأكمام سترتها وهى تلتفت له پصدمة من تواجده قائلة أنت هنا من امتى وعرفت مكاني منين ثم إنى مليش غيرهم أشتكي ليهم يا خالد
صفعها بخفه للمرة الثانية على رأسها وقال هنا من وقت ما كنتي قالبة نكد وبتعيطي عليا وعرفت مكانك منين أنا عارفك أكتر من نفسك عشان كدة بقولك الحب اللي في قلبك ده ده وهم اممم معجبه بيا وبشخصيتي وبوظيفتي مش أكتر.
مسحت على وجهها عدة مرات وقالت أنت أناني يا خالد أناني ومؤذي مش شايف غير إني معجبة بيك وبشخصيتك ووظيفتك ما تغور وظيفتك هعمل بها إيه أنا أنت حابب الدور اللي أنت عايش فيه ده إن بنت خالتك بتحبك وأنت مدوخها وراك عندك حق ما أنا اللى رامية نفسي عليك مش أنت
اقترب منها عدة خطوات وقال بتحذير شديد اللهجة لسانك ميطولش وميتعداش حدوده معايا ماشي وحسابي معاكي بعدين ويالا عشان عم الحج اللي وراكي ده اتخنق مننا
لفت رأسها ترى من خلفها لم تر أحدا فقالت عم الحج مين مفيش حد
أشار خلفها وقال بتعجب زائف أهو إزاي مش شايفة ! حتى واقف بيضحك.
استغفرت أكثر من مرة وقلبها ينتفض من الړعب قائلة خالد متهزرش مفيش حد والله متخوفنيش
اتسعت عيناه وهتف بنبرة متلعثمة احييه ده جاي وراكي
بحركة سريعة كانت بين ذراعيه
ترتجف من الړعب والخۏف وهى تردد بصوت متقطع يا نهار
متابعة القراءة