رواية داليا ج2

موقع أيام نيوز

.. وضعت بينهما الحدود أخيرا ..
من الآن سيجافيه النوم حتى يوم مماته .. ظل مستيقظا يراقبها..وبعد الفجرايقظها بلمسة بسيطة علي كفها البارد وبكى قلبه من الالم عندما ارتعشت بقوة من لمسته وسحبته بعيدا عن لمسته في ړعب ....
سارة .. الصلاة 
نهضت بصعوبة وتحركت كألة من شدة الألم .. ضيقت مساحة حركتها لأقصى حد لتتجنب المزيد من الألم .. چروح وجهها تجمعت في اماكن محددة ...كدمات جسدها اخذت شكل واضح المعالم .. لكن چرح قلبها كان اشد واعظم ..
بعد الصلاة قال بحرج .... مازلت انتظر ردك ومن الأفضل المغادرة والجميع نيام في حال وافقتى علي منحى فرصة .. 
لا تدري لماذا لكنها وافقت علي اقتراحه... بصمت اشارت له بالموافقة علي الرحيل معه فلو فعلا سترافقه اذا فمن الأفضل أن تهرب الآن وتقلل من الفضائح ومن الخسائر ..
الفصل الثامن
كاللصوص!! تسللا كاللصوص لاخفاء جريمته .. ليصلا إلي المزرعة مع أول نور للصباح .. اجادت اخفاء وجهها لتداري اثار الكدمات والشال الذى لفته جيدا حوله ادى الغرض ..
صوت الزمور المتواصل في وقت الفجرية الهادىء سبب الذعر لعطية الذى هرع لاستكشاف ما يحدث .. خالد بك وفتح البوابة وليلحقهم عند السياره وهو يهرول كى يدخل حقائبهما ... لكنه لم يجد أي حقائب فعاد لعمله في صمت.. غريبة !! .. 
وبكبرياء رفضت يده الممدوة لها بالمساعدة .. نظرت له بتحدى لتقول.. بشروط 
يبدو أنه لم يستوعب ما قالته فتوقف عن السير .. سألها بخفوت .. شروط 
نعم شروط ..أنا هنا لفترة مؤقتة وسنعود لنفس ترتيبنا القديم في الغرف .. لن تلمسنى مجددا .. 
اغمض عينيه پألم .. من رقتها لم تستطيع التعبير بشكل يناسب فعلته أي لمس تتحدث عنه هو لم يلمسها هو سحق عظامها .. أوافق علي شروطك مهما أن كانت طالما ستبقين .. مهما أن كانت سارة ..
غرفتها ... يا الله وكأنها تركتها منذ شهور وليس منذ أيام فقط ...القت بنفسها بملابسهاعلي الفراش واغمضت عينيها في اشارة لحاجتها للانفراد بنفسها .. راقبها پألم ثم غادرإلي غرفته .. سيدتى .. الفطور جاهز 
الضوء الذى غمر الغرفة عندما فتحت صفية الستائر ازعجها وزاد من ألم عينيها المتورمتين ثم لتصرخ بذعرعندما شاهدت وجهها علي ضوء النهار ... يا للهول سيدتى .. ماذا حدث لوجهك 
لمست كدماتها وكأنها تتفحص مداها قبل أن تقول .. تعرضت لحاډث..
والصدفة القاټلة تمثلت في انضمام خالد إليهما في غرفتها في نفس اللحظة التى كانت صفية مازالت فيها في حالة صدمة من رؤيتها لوجهها المشوة .. لتسأله صفية بغباء ... انظر لوجهها .. تبدو وكأنها صدمها قطار مسرع
انبته بلوم واضح .. كيف اهملتها هكذا هى مازالت عروس اعتقدتك اصطحبتها في شهر عسل لتعود مصاپة في حاډث .. 
لا توجد الآن حتى ذرة واحدة في جسده الذى يبكى ندما تخلو من الخجل .. الانسان مسؤل عن تصرفاته .. عن اخطائه عن شطحاته الغير منطقية .. عن تهوره وجنونه .. لابد وأن يدفع عما اقترفه في حقها .. وسيكفر عن ذنبه حتى أخر يوم في عمره .. 
شكرا لك يا صفية .. تستطعين الاعتماد علي.. أنا سأقدم لها الفطور .. 
في استجابة سريعة لتلميحه الخفي لها بالانصراف تركت الصينية علي الطاولة وغادرت فورا بدون اضافة المزيد من تعليقاتها الڼارية التى كانت تقتله .. شكرا لك صفية علي تذكيري بافعالي المتدنية 
قد تكون اشترطت الانفصال في النوم لكنها لم تشترط مقاطعته .. سيحاول .. حمل فطورها بتردد واقترب من فراشها ..
لاحظ انها مازالت ترتدى نفس الملابس التى قدمت بها من السفر .. فوضع الصينية من يده واتجه إلي غرفة الملابس ليحضر لها روبا حريريا أحمر اللون وناوله لها لترتديه .. 
وهل كان يعتقد بذكائه الخارق أنها ستبدل ملابسها أمامه بالأمس كانت ملكه بالكامل وهو اساء إليها ..
اساء امتلاكه لها لا حق له في الاعتراض أبدا .. بفعلته فقد كل حقوقه عليها .. اذا لماذا تألم عندما رفضت مساعدته لها ببرود واختفت بداخل الحمام مغلقة الباب بالمفتاح خلفها في حركة تعمدت أن يسمعها ..
وعندما خرجت بعد فترة كان مازال يقف في نفس مكانه كتمثال .. اكملت تجاهله وعادت لفراشها .. 
عودتها جعلته أقل تخشبا وأكثر الحاحا حتى وإن اهانته سيحاول اختراق جدار الكراهية بالحب .. جلس إلي جوارها

لكنه ادرك مدى فداحة فعلته عندما ارتعشت پعنف لدرجة جعلت الفراش بأكمله يهتز وليشعر برجفتها عبر الفراش هى اصبحت تخاف منه .. تخاف من اقترابه .. يترك لديها ذكري سوداء تقتله .. 
سارة ...رجاء لا تخافي منى ..لن أؤذيك مجددا أبدا حتى بالكلمات .. أنا اتمزق حينما استشعر خۏفك منى .. أنت معك كل الحق لكن صدقينى هذا كان في الماضى .. الأمور تغيرت تماما ..
الرعشة استمرت علي الرغم من كلامه الذى لم يفيد في تهدئه خۏفها اطلاقا .. التجربة كانت مدمرة .. اجتياح اجتاحها بطوفان غضبه .. كل ما تمكنت من قوله أخيرا .. لماذا 
هز رأسه بأسف ليقول .. لأننى خنزير غبي .. يوما سأشرح لك كل شيء لكن رجاء ليس اليوم .. فرصتى الوحيدة معك ستكون في تفهمك لموقفى واليوم لو شرحت ربما سأضيعها للأبد .. فقط اسمحى لى بالتعويض ودعى تصرفاتى تقنعك أننى تغيرت .. مد يده لها بعصير فادارت وجهها للجهة الأخري ..
علق پألم .. حسنا سأغادر ولن ازعجك لكن عدينى بأنك سوف تتناولين الفطور .. 
لا اريد فطورا .. اموت من الصداع 
وكأنه كان يتوقع .. قدم لها شريط من دواء مسكن للالم اخرجه من جيبه وناولها كوب من الماء... ابتلعت حبتان دفعة واحدة وشربت الماء ورائهما
سألها فجأة .. هل ارسل في طلب طبيبة .. اكمل بتوتر .. هل تحتاجين إليها 
فهمت تلميحاته علي الفور .. هزت رأسها بالنفي.. وتوترها يغلب توتره .. 
هى ستكون أفضل بدونه .. حقيقة مفزعة لكنها الحقيقة .. والانسحاب الآن سيكون أكبر خدمة يقدمها لها علي الأقل حتى تهدأ ..
افطري حبيبتى .. الفطور سيحسن من صداعك .. سأغادر لكنى عدينى بتناول الفطور .. 
هزت رأسها ولكن هذه المرة باشارة تدل علي موافقتها..
قبل مغادرته استوقفته ... خالد هل تعاقبنى علي خېانة زوجتك السابقة.. نظرإليها مطولا ثم قال ... لم تكن لى زوجة سابقة.. أنت زوجتى الأولي .. 
وبهدوء خرج واغلق الباب خلفه وتركها لحيرتها التى تنهشها ..
من قلب الألم تولد الرغبة في العلاج .. وعندما تأزمت الأمور لتبلغ اشدها فرجت .. ألم ترك اثرا يمحى من علي الجسد وأثر ربما يمحى من النفس لو وجد العلاج المناسب له .. الأمور نسبية والمفاهيم محيرة وعندما يكون الحب طرفا لا مجال للمنطق ..
مرت عشرة ايام علي عودتهما للمزرعة ... ظهر فيهم خالد جديد لم تعرفه من قبل.. تعرفت علي خالد الساخر والبارد والوقح والعڼيف لكن خالد هذا كان مراعيا لاقصى درجة ولكن من بعيد حرص علي عدم ازعاجها باقترابه منها ..
حالتها تحسنت بشكل كبير ...چروحها وكدماتها اختفوا ..لكن چرح قلبها كان لا يزال ېنزف ويؤلم..
وكى يثبت لها أنه تغير اعطاها هاتفها النقال الذى وجده لاحقا في دواسة سيارته الأمامية كى تتواصل مع من تريد علي حريتها بدون أي رقابة منه .. بالتأكيد سقط من يدها عندما جذبها كالۏحش والقاها في سيارته ذلك اليوم .. 
بل واوصلها بالانترنت كى تسلي نفسها ...اراد أن يثبت لها انه اصبح يثق بها بكل الطرق...لكن هل فات الاوان ...
فرصة .. تذكرت الفيديو المرسل لها من سلمى يوم الواقعة .. انشغلت بأمورها الشخصية وتناسته تماما والآن ستشاهده وحتى بدون اذن خالد .. سمح لها بالحرية أخيرا بعد طول حبس حتى أنها لتعد بحاجة إليها .. 
ومهما تخيلت بشاعة ما حدث يوم زفاف معتصم إلا إن رؤيتها لذلك بعينيها شيء مختلف تماما .. شهقت

من الصدمة ورفعت هاتفها لتتصل بها .. لتواسيها ..
صدمة الصوت الرجولي الأجش الذى اجابها بدل من صوت شيرويت الرقيق كادت تجعلها تغلق الخط لكن رغبتها في التنفيس عن ما تشعر به من مرارة انتصرت .. 
صاحت پغضب .. أنت احقر شخص رأيته في حياتى .. ماذا فعلت لشيرويت يا حقېر .. 
فوجئت برده حتى أنها خرست تماما وهربت منها حتى وقاحتها التى حدثته بها .. تزوجتها كزوجة ثانية ..
هل جميعهم اغبياء خنازير ثيران هائجة هكذا هذا ما توصلت إليه بالفعل .. جميعم هكذا .. بداية من والدها مرورا بالفاسدين من شلة تالا وحتى معتصم ونهاية بخالد .. جميعهم بعقل فارغ اجوف وتحركهم غرائزهم .. يستخدمون قوة مفرطة في فرض رغباتهم علي الضعيفات منهن ..
ربما تغير خالد في الفترة الأخيرة وحاول أن يخرج من ذلك الاطار لكن مازالت الچروح تترك ندوبا تذكرها بصفعاته وهمجيته .. قال لها أنه سوف يشرح لاحقا لكن ماذا لديه ليقوله .. لن تسقط في فخه مجددا وترضى بالخنوع وتكون مجرد عبده لرغباته وكيس ملاكمه يتدرب عليه عليه كلما تعكر مزاجه .. المواقف التى تتخذ في وقت القوة هى التى سوف تشكل حياتها للأبد والآن هى في موقف القوة .. لا تدري لكم سيصمد ندمه في وجه برودها وتجاهلها له لكنها لن تسمح له باهانتها مجددا حتى لو اقتلعت قلبها بعملية جراحية ..
في الفترة الماضية واصلت علي برودها وتجاهلها له وكلما كانت تشعر بالضعف كانت تتأمل نفسها في المرآة لتتذكر ما فعله بها .. صدمها قطار صدقت صفية في تشبيهها لحالتها ذلك اليوم وهى من ستوقف ذاك القطار عند حده..
كان قد عرض عليها في احدى المرات أن يخرجا للنزهة سويا لكنها رفضت وخرجت بمفردها .. وفي طريقها مرت بحديقة الزهور لتجد زهورها ذبلت وماټت .. الم اجتاحها وحزنت عليهم بشدة .. فهى قضت الكثير من الوقت في زراعتهم وارتبطت بهم كثيرا ثم تركتهم يدفعون ثمن فعلة خالد ..
البستانى اخبرها ذات مرة ... الزهور حساسة كرضيع صغير ولو اهملتيه سيموت أما لو اعتنيتى به جيدا فسيكون سندك والزهور علي الرغم من ضعفها لكنها سندا لك لا تتعجبي من كلامى .. يكفي أن تتأمليهم صباحا فيتحسن يومك بالكامل أو تهديهم لمن تحبي فتربطيه بك للأبد .. 
ما ذنبهم فيما يحدث لها .. بدأت الاهتمام بهم مجددا ..أن تشعر أن هناك من يعتمد عليك لحياته حتى ولو كان مجرد زهور شعور رهيب يعطى القوة والرغبة في الحياة قصة حياتى المأساوية لن تؤثرعلي صحة زهراتى ...قضت وقت كبير في الاهتمام بهم مجددا حتى بدؤا في التعافي أخيرا ..
وعودة الحياة
تم نسخ الرابط