رواية داليا ج2
المحتويات
الاوامر للخادمة لتجهيز الفطور .. ولا اثر لخالد
وضعت باقتها في منتصف طاولة الفطور ونسقت الزهور بفن ... هواية تنسيق الزهور هى الهواية الوحيدة المفيدة التى ورثتها من والدتها وتشكرها علي ذلك .. أين أنت يا خالد سؤالها عنه سيبدو غريبا فكيف هى لا تعلم أين هو وبالتأكيد هو لا يريدها أن تثير الانتباه ..
حمدا لله هاهو يغادر مكتبه والارهاق واضحا علي ملامحه الوسيمة بشكل كبير .. كان يحمل سترته علي كتفه وربطة عنقه اختفت وقميصه الأبيض مطوي حتى مفصل الكوع ومفتوح الازرار حتى منتصف صدره .. وعيناه محمرتان ككئوس من الډماء يبدو انه لم يغفل حتى .. ومنظره البائس دفع والدته لتسأله بقلق.. خالد!! أنت لم تنم بعد
قبلت وجنته بحب ... مبارك عليكما حبيبي عودة اموالك .. المال الحلال لا يضيع أبدا ثم أن قدم سارة كله خير
شعرت بالخجل الشديد من اطراء حماتها .. فرصة للتعبير للمسامحة للمصالحة .. للنسيان .. كما قررت من قبل من أول السطر ... قالت بحياء .. بل خالد هو قدم الخير علي الجميع ..
هل ستكون تطمع اذا ما تدللت عليه الآن .. ستغامر .. سألته بدلع ... ألن تتناول الفطور معنا...
ولدهشتها تراجع عن موقفه ويقول ... بالتأكيد سأفعل ..
وعيناه لمحتا باقة الزهور خاصتها فيتساءل بفضول.. أنت قطفتيهم بنفسك
هزت رأسها بخجل وانكمشت في مقعدها واستمتعت بلحظات الود .. أن يطلب منها اعطائه الملح نعمة وأن يناولها الخبز حياة .. نعم حياة زوجية طبيعية إلي حد ما .. خطوة في طريق الشفاء من ترسبات الماضى .. بعد الفطور مباشرة صعد إلي جناحهما حاملا باقه الزهور معه في لفتة اسعدتها للغاية .. يوم جيد أخر ..
سيدة ارستقراطية بامتياز .. تتبع التعليمات والمبادىء .. هتفت باستنكار ... ولد!! هل جعلتها تطهو في شهر عسلها
اجاب بدون تفكير ... لا يا أمى هذا كان قبل زواجنا بفترة ..
تبادلا نظرات الصدمة ولكن لم تجروء احداهما علي التعليق ماذا ستقول والدته أو شقيقته في هكذا وضع محرج ..
وليصبح وجهها بلون أحمر قانى وعجزت عن التنفس ماذا سيظنان بها الآن .. توابع تلك الغلطة الغبية مازالت تعكر صفو حياتها أما خالد فادرك خطئه الفادح عندما شاهد ردة فعلهما ولكنه تجاهل الموضوع بجراءة يحسد عليها واكمل اكله باستمتاع وكأنه لم يلقي قنبلة شديدة الانفجار حتى أن بروده انتقل إليهما فتغاضيا عن الموضوع الملتهب الشائك بذكاء .. بعد انتهاء الوجبة لحقته عند باب مكتبه .. اختياره الانعزال ووضعه لحاجز بينهما مرة اخري بعد الحفلة اربكها فهى لاتدري ماذا اغضبه مجددا كى يتجنبها منذ عودتهما هل هو مصاپ بالفصام .. تعليقه اللطيف علي طهوها اثناء الغذاء اربكها بزيادة...واحتفاظه بباقة زهورها قلب كيانها أما استمتاعه بطهيها جعلها تشعرأنها زوجة حقيقية تراعى شؤن زوجها... بساطتها لا تستطيع الصمود أمام شخصيته المعقدة ..
همست... خالد ..
استدار ليواجهها ..حينما يكون الصمت ابلغ من الكلمات .. من القلب للقلب رسول ولغة العيون لا تحتاج إلي قاموس .. سارة ..
أمى وزجها سيرحلان غدا للعمرة وارغب بتوديعها .. عندما ذهبت أول امس لم تكن بالمنزل فهى لم تكن تعلم عن زيارتى.. أنت فاجئتنى ولم يكن هناك أي ترتيب ..
لاحظ احراجها وتوترها وارتباكها .. كتلة من المشاعر الخام التى تحتاج للدراسة لكن ما يثير العجب أنه لم يكن بها ذرة واحدة تشير إلي الكبر أو فساد الاخلاق .. صمت قليلا قبل أن يقول .. لا مانع لدى علي الاطلاق .. من الجيد أنك اقترحتى ذلك .. أمى وشيماء مدعوتان لزفاف كما تعلمين وبالتأكيد لن يعودا قبل منتصف الليل .. كنت ستملين من الجلوس بمفردك سأقلك الآن ثم سأمر عليك بعدما انتهى من اعمالي .. غدا سنعود إلي المزرعه باذن الله ..
مجددا يبدى اللين تجاهها ...مزاجى لدرجة غيرمعقولة تجعلها دائما في حالة ترقب ...فعليا لايمكن التنبؤ بتصرفاته أبدا
وفي سرعة قياسية جهزت نفسها وسبقته في طريق الخروج.. ولأول مرة لا يعيد تحذيراته القاسېة علي مسامعها بل والمدهش أنه عند باب فيلا والدتها سبقها بالنزول وفتح لها الباب أيضا.. لا .. لن تحتمل كل هذا اللطف .. يستطيع أن يعاملها كأميرة اذا اراد ذلك وانتظرها حتى غابت بداخل الفيلا ثم ركب سيارته وغادر ..
ارتاح أخيرا من كابوس النصاب التركى .. جزء معقول من امواله تم ايداعه في حسابه اليوم ويستطيع أن يبدأ به من جديد وبنفس مستواه السابق ... وهناك بعض الاموال التى ستعود بالتأكيد .. ملايين عدة في الواقع ستعود بعد شهر والباقي سيتفاوض عليه ... المفاوضات مع المحامين والشرطة انهكته ... اللقاء المؤجل مع حسام والذى سوف يبرر له زواجه من سارة سوف يكون في التاسعة في مقهى شهير من مقاهى المهندسيين .. اختاره بالتحديد ليكون بالقرب من منزل والدة سارة ليطير إليها فور انهائه لاحتفاله مع صديق عمره .. الأمور تسير نحو الأفضل يبدو أن والدته علي حق .. سارة قدم الخير
كان يضحك بقوة كلما كان يتخيل ردة فعله علي خبر زواجه عندما علم ...
تخيله وهو يفتح فمه ببلاهة... في البداية لم يخبره عن زواجه وهو في المانيا فقد احتاج إلي مواجهته شخصيا فهو الوحيد الذى كان يعلم عن سارة والصورة ولكن في الفترة الأخيرة لم تتاح لهما الفرصة للكلام المفصل وله للشرح باسهاب وكان يعلم أنه قاوم فضوله في مقابل ألا يفسد مزاجه باستجواب لن يفيد بعدما وقع الفأس في الرأس كما يقولون .. لكن المقابلة وجها لوجة تختلف .. كالأيام الخوالي حيث لا مجال لاخفاء الاسرار عن بعضهما ..
بعد دخوله المقهى مباشرة اختار أكثر طاولة منعزلة في اخرالمكان وهم بالجلوس عليها...فما سيقوله له عن زواجه من سارة يحتاج إلي خصوصية تامة وشجاعة أيضا...شجاعه لاخباره أنه تزوج ابنة الجباس المنحلة والأهم اخباره أنها تغيرت وأنه لديه كل النية لفتح صفحة جديدة معها ...اكتشف أنه افتقده جدا خلال فترة سفره إلي المانيا فمهما كابر وعاند لكن خالد سيظل اقرب صديق له ودائما يحتاج إليه ولكن قبل أن يجلس لمح سارة تخرج من الديسكو الملحق بالمقهى بصحبة ابن علي خليل المنحل المستهتر...صديقها من شلتها القديمة...وشريكها في صورة العاړ التى ستوصمها للأبد ....كانت ترتدى نفس ملابسها القديمة المبتزلة وتتصرف باستهتار غير عابئة بأنها تنتمى لرجل...
الخائڼة القڈرة القت بنفسها في احضان عشيقها بمجرد غيابها عن عينيه ... تحول لوحش كاسر فدفع مقعده بقسۏة محطما اياه واندفع للخروج خلفها ... ليصل حسام في تلك اللحظة بالتحديد ويشاهده وهو ېحطم المقعد پعنف... حاول أن يفهم منه ماذا حدث وجعله كالمچنون .. لكنه كان مثل ثورهائج فلت لجامه ..
وحاول بكل قوته أن يوقفه ويمنعه من الخروج وهو في مثل تلك الحالة ... فكان نصيبه لكمة قاسېة في معدته ... تحمل الألم وهرع خلفه كى يمنعه من ارتكاب ما لا يحمد عقباه... لكنه شاهده متخشبا أمام المقهى.... فتعطيل حسام له جعله يفقدها... زوجته كانت قد اختفت مع حازم أمام عينيه ..
حبيبتى .. اتصلت سلمى مئات المرات للسؤال عنك .. وهى علي الخط الأرضى الآن كعادتها في الاتصال منذ يوم زواحك واغلاقك لهاتفك المحمول .. تحدثى إليها هى تبدو منزعجة للغاية ..
تحدثها الداده وهى تحمل سماعة الهاتف اللاسلكى وتطلب منها الحديث مع صديقتها .. كيف ستتهرب من المكالمة
الحيرة ضړبتها .. تعليمات خالد في كفة وانزعاج صديقتها وڤضح سرعلاقتهما في كفة أخري .. لو رفضت علي الرغم من تنوية الداده لحالة سلمى فسوف تثير الشكوك .. يا رب ساعدنى .. وقبل أن تحسم امرها وجدت السماعة في يدها وصوت سلمى في اشد درجات الانزعاج وهى تقول .. سارة .. الحقېر معتصم يحتجز شيرويت في الصعيد في منزل العائلة وحرمها من اكمال سنتها النهائية .. وربما سيزوجها لأي شخص لا يناسبها نكاية بها .. عديم الاخلاق سيكسر قلبها ..
اكملت پقهر .. أي مخلوق هذا ليهدم القلوب كما يحلو له .. المسكينة ستموت قهرا .. ألا يكفيه ما فعله لها يوم زفافه ..
بالتأكيد هناك شيء خاطىء فيما تقوله سلمى .. حقارته فاقت أي حقارة معروفة .. أين والد شيرويت من كل ذلك وهى التى اعتقدت خالد قاسېا .. اذا ماذا يسمى ذلك الخنزير ثم ماذا فعل لها يوم زفافه .. كانت مشورتها لها بالذهاب للحفل .. سألتها بتوتر .. ماذا حدث يوم زفافه
اجابتها بأسف .. يومها نفذت تعليماتك حرفيا ومرت علي في المنزل واستعارت احد فساتينى الملفتة التى كنت ارتديها في حفلات الزفاف الغير مختلطة .. حاولت منعها لكنها اصرت ووضعت زينة وجه بألوان صاړخة .. كانت رائعة الجمال يومها .. ليفاجىء بها هكذا فصفعها أمام الجميع
متابعة القراءة