رواية داليا ج2

موقع أيام نيوز

الفصل 7
العلاقة بينهما تتخذ منحنى مختلف .. فقط مختلف وبالتأكيد افضل ولو قليلا .. اللحظات التى قضتها علي الدرج تلتصق به وتتبعه للمجهول غيرتها داخليا كانت محڼة 
بالتأكيد محڼة.. فهذا هو الوصف الحقيقي لوضعهما .. لكليهما في الواقع .. 
فهو مجبر علي النوم معها في نفس الغرفة وهو يكرهها... لكن حفاظا علي المظاهر سيحتمل الوضع فهو في النهاية من اختار اخفاء حقيقة وضعهما عن اهله بل وحرص علي احترامها أمامهم واخفى سرها جيدا ... وهى تضغط علي نفسها لتنسى صڤعته له .. اخطائهما متبادلة والصورة التى طبعت عنها في عقله يصعب محوها .. هى من فتحت له باب الشكوك ويجب أن تتحمل عسي يوما تنكشف الغمة .. لا شيء مستحيل علي الله سبحانه وتعالي .. إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون 

لكن الأمربرمته كان مستحيلا .. فلولا الصورة التي هى من الاساس لا تعرف كيف تم التقاطها لها ما كانت سوف تصبح بمثل هذا القرب منه .. حتى أنها لم تضطر لتنفيذ خطتها الجهنمية التى فكرت فيها واتى هو بقدمية لبابها .. 
رب ضارة نافعة.. فحتى لو لم تكن إلي الآن زوجته فعليا لكن يكفيها أنها تحمل اسمه وتراه بقربها يوميا وتتحدث إليه وتسمع صوته كلما ارادت... بل وفي بعض المواقف النادرة تنعم بحضنه لدقائق .. فماذا ستتمنى اكثر من ذلك..
الصورة !! ....شيطان أو ملاك هداها أن تسأله عنها في اللحظة التي وصلا فيها إلي الغرفة ... فور اغلاقه الباب تحدثت.. خالد ...هل تسمح لي بسؤال ...
سألها باهتمام .... أي سؤال 
فضولها يحرقها .. من قام بتصوري في تلك الليلة التى قضيتها في منزلك .. ألم ينتابك الفضول لمعرفة الاجابة ..
مفاجأة زلزلت الأرض تحت قدميها وساقيها اصبحتا رخوتان مثل الجلي وعجزت عن احتمال وزنها...فاجابته كانت اخر ما توقعته علي الاطلاق
اجابها ببساطة ... أنا فعلت
ربما لو كانت قد سمعت أن السمك يستطيع الكلام لم تكن ستذهل بنفس الدرجة التي ذهلت بها عندما سمعت اجابته علي سؤالها.. 
صړخت بعدم تصديق ..... أنت 
الأرض بدأت في الدوران پعنف وجسدها ارتج بالرعشة التى وصلته .. وفي أقل من الثانية كان بجوارها يسندها ويساعدها علي الجلوس برفق .. وجهها اصبح بلا لون واصفر بشدة من الصدمة التى تلقتها بدون مقدمات ...
تركها فقط ليحضر لها كوبا من الماء تناولته وحاولت اجبار نفسها علي الشرب لكنها لم تستطع البلع وكادت تختنق برشفاتها فتركت الكوب علي الطاولة القريبة منها ...
صوتها خرج مختلف كأنه لا ينتمى إليها سألته بعدم فهم.. لماذا 
اجابها بندم واضح ... صدقينى يا سارة عندما قمت بتصوريك بكاميرا هاتفي المحمول لم يكن في نيتى استغلال الصورة بأي شكل من الاشكال للتشهير بك أو بوالدك ..لكن الصورة تسربت بالخطأ.. 
الصدمة الثانية لحقت بالأولي بل وغطت عليها ...الضړبة القاضية اذهلتها كليا ... لكنك يومها انكرت امتلاكك لهاتف محمول... 
اعترف بأسف ... صحيح ..
حيرتها سببت لها الصداع .. سألته بعدم فهم ... لماذا..
بالتأكيد لم يكن يحاول التبرير .. حتى اسفه متعجرفا مثله .. قال بنبرة عادية .. في البداية لم اكن اصدقك ثم .. 
ثم ماذا 
ثم ... قطع كلامه فجأة ليقول بقسۏة .. أيا كان السبب ها أنا الآن اتحمل نتيجة اخطائى بالكامل ..
قلبها انفلق إلي نصفين من قسۏة كلامه .. يبدو أن حزنها لا نهاية له واليوم الجيد كان مجرد وهم تخيلته ... أنت سددت جميع ديونك بالزواح منى .. حافظت علي صورتك أمام الناس وارضيت أبي .. ببساطة تستطيع الخلاص من الورطة التى تورطت فيها .. فقط كلمة تنطقها وسترحم كلانا من العڈاب .. 
أخيرا عرفت السبب الحقيقي لزواجه منها فالطالما تسألت لماذا وافق علي الزواج ... فعليا هواقوى من والدها ولم يكن أبدا يستطىع اجباره علي أي شيء ...اذن فهو قد تزوجها بسبب شعوره بالذنب .... 
معرفتها للحقيقة المتها بشدة .. كانت متأكدة أنه لم يجبر عليها وأن سلطة والدها لا تخيفه ولا تعنى له أي شىء فراودها بعض الامل في أن يكون حب النظرة الأولي اصابه هو الأخر لكن اعترافه بشعوره بالذنب قټلها .. 
لكنه قطع حبل افكارها ليهتف غاضبا... مشاكلي استطيع حلها بنفسي ولا احتاج إلي افكارك النبيهة تلك .. لو ذكرتى الانفصال مجددا صدقينى ستندمين يا حلوة .. وبالطبع تعلمين أن المظاهر تجبرنا نتشارك الفراش طوال اقامتنا هنا ..
خالد وقدرته العجيبة علي السيطرة عليها ... ذكائه الخارق قلب الأمور فبدلا من أن يكون موضع اتهام ويكون مجبرعلي اجابتها... جعلها الآن تشعر بالرهبة فهو سيشاركها الفراش لأول مرة .. بل لأول مرة تتشارك في فراشها مع مخلوق حى حتى تالا لم تشاركها يوما فراشا ..
انتباهها تحول له بالكامل عندما ذكر مشاركتهما لنفس الفراش.. الأهم حاليا هو تلك الورطه وستستفهم لاحقا عن الصورة .. 
من سيستعمل الحمام أولا ..
فشلت في فهمه فردت بإستسلام ... أنا 
اشار لها باستخدامه بحركة مسرحية ثم جلس علي المقعد المجاورللفراش ومد ساقيه الطويلتين علي الطاولة أمامه واغمض عينيه في حركة استرخاء..
لو لم يكن هذا هو الحب فماذا عساه سيكون الحب 
سألت نفسها عندما رأته مازال مسترخيا بعد خروجها من الحمام ... فكرت بضيق كيف يحب المرء سجانه وجلاده متلازمة ستوكهولم مجددا .. لا تطبقي دراستك علي حياتك الشخصية وإلا ستجنين .. كتب علم النفس كلها لن تفسر الرابط العجيب بينهما كيف وهو ېهينها باستمرار يكون مصدر الآمان والراحة بالنسبة لها صوته الذى يجعل معدتها تنقبض وقلبها يتوقف عن الخفقان هو نفسه الذى ېهينها ويحط من شأنها .. حيث اللامنطق ينتمى كلاهما بكل جوارحهما ..
وكأنه سمع حديثها مع نفسها ..
همس... سارة
لتجيبه بهمس يفوق همسه .. نعم ..
تردد قليلا قبل أن يقول ... سأستعمل الحمام الآن ..
هل كان بحاجة لقول ذلك .. لماذا لم يستعمله مباشرة !!
كانت قد اختارت أكثر قميص نوم محتشم لديها .. وانتهزت فرصة غيابه لتندس فى الفراش وتغطى نفسها جيدا بالغطاء الحريري ثم تغمض عينيها وتتظاهر بالنوم فذلك أسلم في ظل الظروف الحالية .. تخيلته يحتل الجهة الأخرى وتوترها بلغ حده .. هذا لن يفلح .. قفزت من الفراش لتجده يراقبها بشغف.. كان يرتدى سروال منامته فقط وعاري الصدر .. 
بالفعل لن يفلح هذا الترتيب .. حملت وسادة واكملت طريقها لغرفة الملابس.. استوقفها آمرا .. سارة .. عودى للفراش فورا وتوقفى عن التصرفات الطفولية ..
تصرفات طفولية بالفعل .. التجربة أكبر من خبرتها وارتباكها يجعلها تتخبط .. 
أنا انتظر .. 
اصدرت زمجرة قهر وعادت لمكانها ووضعت الوسادة فوق عينيها .. شعرت بالفراش يهتز .. بالتأكيد انضم لها الآن .. صوت خاڤت انبئها أنه اغلق الضوء بجوار الفراش والظلام اصبح سيد الموقف .. تجرأت وازاحت الوسادة واعادتها تحت رأسها وتدريجيا اعتادت علي الظلام وبدأت الرؤية قليلا .. 
لكن بعد قليل اعتادت عيناها علي الظلام .. وبدأت في الرؤيه بشكل اوضح .. شعرت بعينين تراقباها

فاغمضت عينيها بسرعة ولدهشتها ڠرقت في النوم فورا 
احساس بالامان غمرها حتى وهى نائمة .. ففتحت عينيها وعرفت مصدره فورا .. كلاهما ترك طرفه الخاص من الفراش وتقابلا في المنتصف .. وجهها كان مدفون في صدره... وانفها شعر بالدغدغة من شعر صدره الأسود الكثيف .. يده اليمنى كانت تحوط كتفها بتملك وحماية ..
وبرفق حاولت أن تخلص نفسها من هذا الوضع المحرج بدون أن توقظه ... ردة فعله عندما يكتشف وضعهما قد تكون مخيفة لكنه شعر بحركتها وفتح عينيه و لدهشتها ابتسم قائلا ... صباح الخير
جو الافطارفي هذا اليوم كان مختلفا بهيجا .. مريحا ...الفة سادت بينهما والتوتر السابق اختفي بدرجة كبيرة ...
ربما سيفتحان صفحة جديدة .. صفحة بلا ماضى مؤلم .. التعبير الأصح لكليهما نقطة ومن أول السطر 
لمة العائلة جعلتها تأكل بشهية حتى أنها اصبحت تخشي من زيادة الوزن .. لثانى يوم تأكل كفيل صغير ... وذكريات قضاء ليلتها في حضنه جعلتها تشعر بالنشوة ففتحت شهيتها بزيادة ..
وجهت شيماء حديثها لهما .. ياسين سيقلنى للفندق بعد العصر للجناح الذي حجزه لأجلي .. خبيرة التجميل ومصففة الشعر سيقابلانى هناك... وأمى ستصحبنى عند ذهابي ..وأنت يا سارة .. ماذا عنك 
ليجيبها خالد بتملك وبنبرة لا تترك أي مجال للاحتمال ... أنا سأقلها علي وقت الحفل .. اهتمى بشؤنك .. 
ثم لتقول والدته باهتمام .. حبيبي انا اعلم مشاغلك لذلك ارسلت الدعوات لاصدقائك ولرجال الاعمال نيابة عنك .. اتعشم ألا اكون نسيت أحد .. 
شكرا لك حبيبتى في الواقع لا يهمنى منهم سوى حسام وهو لا يحتاج لدعوة .. 
الآن توجه حديثها لسارة .. حبيبتى للأسف والدك اعتذرا عن الحضور .. كنت اتمنى حضورهما لتسعدى برفقتهما .. لكن كلاهما لم يقصر وارسل هدية أكثر من رائعة .. 
هكذا هما دائما.. يهتمان بالمظاهر ولا يحسبان حسابا للمشاعر طالما سيظهران بصورة جيدة .. لكن رؤيتها لا تعنيهما مطلقا لكنها رغما عن ضيقها والمها ستدافع عنهما .. لا تملك إلا أن تفعل ..
نادرا ما يحضر أبي حفلات خطبة ويكتفي بالزفاف .. وأمى تستعد للذهاب في عمرة.. ستسافر بعد غد .. 
ربما ذلك أفضل لها .. وجودهما يسبب لها التوتر وعلاقتها بخالد زجاجية هشة .. قد تنكسر من كلمة أو تلميح ..
اكملت فطورها بإستمتاع .. يكفيها أنها تجلس في بيت زوجها تفطر مع عائلته بدون أي توتر.. ويناقشون معها ترتيبات مناسبة عائلية كأنها فردا حقيقيا ينتمى إليهم ...وخالد يتولي امورها وكأنهما زوجين حقيقين ...تمنت أن تدوم تلك السعادة للأبد .. عجيب امرها لطالما عاشت مترفة ولم تكن تشعر بالسعادة والآن مجرد فطور يجعلها تحلق فوق السحاب .. اذا هو الحب.. 
مر اليوم مثل السحر .. وكأن التعويذة السحرية التى القيت عليها يوم طرقها لباب منزله وربطتها به عادت إلي العمل .. فخالد اصبح الطف واحن بل وتستطيع القول مهتما بشدة وبدأ فعلا يلين .. الكراهية الشديدة التي كان يكنها لها اختفت أو هى تمنت ذلك لكنها مازالت تشعر بالقلق ففجأة يعود إلي احتقارها بعد أن يجعلها تحلق في السماء بدون أي سبب مفهوم كأنه يعاقبها أو يعاقب نفسه علي لطفه تجاهها في بعض الاحيان...تقلبه يخيفها ..فقط لو يظل لطيف حنون إلي الأبد كحاله اليوم .. كلما اعتقدت أنه يوم ساحر كلما انقلب فجاة ليعود يوم عادى مؤلما ..
فى السادسة قررت الصعود لغرفتها كى تستعد...الوقت الذى امضته معه بعد رحيلهما للفندق كان مختلفا عن أي وقت امضياه سويا من قبل ... كان اقرب لعشاء ذلك اليوم
تم نسخ الرابط