رواية سارة كاملة
المحتويات
نفسها مستندة على الأريكة لتقف وهي تشعر أن قدميها رخويتان سارت لغرفة نومهم ثم دلفت للمرحاض لتقف أمام المرآة وعيناها لم تتوقف عن هدر الدموع وجهها
يتحرك ليؤنبه عن الترهات التي هتف بها ينتظر چنونها وشغفها طفوليتها وبراءتها التي تسحره حنانها الذي تغمره به رغم قسوته هدوءها رغم غضبه تنهد مغمض عيناه ليفتحها مسرعا عندما شعر بكفها يتحرك داخل كفه مال نحوها قائلا
فتحت عيناها ببطئ للتنظر لعيناه التي تتفحصاها بقلق مكبلا وجنتيها بكفيه
ولم تشعر بنفسها سوى وهي تضربه في صدره بقسۏة لتبعده عنها منتفضة من فوق الفراش تنظر له بحدة ليغمض عيناه يمرر أصابعه داخل خصلاته ثم فتحهما مجددا وهم بالاقتراب منها ولكنها صړخت بهيستيرية
أبعد عني!!!! إياك تقرب..!!!
أبتعد عنها ليحملها بين يداه ثم وضعها على الفراش ليشعر كلا منهما أنهما محلقان في السماء من فرط سعادتهم!!!
في أيه يا ملاذ!!
تنهدت بعمق ثم بالطريقة دي!!!
سقط قلبه أرضا من أنهيارها وبنفس الوقت تكونت علامات أستفهام بعقله عما تتحدث! أقترب منها ليمسك بكفيها الأحمر من ضربها للمكتب ثم حاوطهما بكفيه قائلا وهو يحاوطها بذراعيه
أبتعدت عنه لتلتصق بالحائط خلفها تضع كفيها على أذنها
كفاية!!! كفاية تمثيل مش عايزة أسمع كلامك دة مش قادرة أتخيل أنك تعمل معايا كدا!!!
نفذ صبره ليقف أمامها ضاربا الحائط خلفها يردف بصوته الجهوري
عملت فيكي أيه!!!
أنكمش جسدها أكثر وهي محاصرة بين ذراعيه ف هي الأن تعتبره شخص جديد عليها كليا ليس هو من أحبته ووثقت به بعد الخذلان الذي تعرضت له بحياتها لترفع عيناها لعيناه الخضراوتان قائلة بصوت مبحبوح أثر صړاخها
كلماتها مبهمة بالنسبة له علاوة على بكائها الذي يبعثره ولكنه أدرك أنها تقصد مريم حاول أن يهدأ من أنفعالاتها ليكوب وجهها رافعا إياه له ثم هتف برفق
ممكن متعيطيش عشان نعرف نتكلم أرد مين!! مريم!!!!
أستشعرت حنان كفيه لثواني معدودة ف ربما ستكون تلك المرة الأخيرة التي يحاوطها بتلك الطريقة حتى لو كان تمثيل منه أبعدته عنها مجددا مسترسلة بضيق من تمثيله الذي لا ينتهي
جوزي و حبيبي!!! مش هقول غير منك لله!!!
خرجت نبرتها محملة بأحزان خفية شبه مترجية
أتكلم!!! دافع عن نفسك قول أن كل كلامها غلط وأنك جوزي أنا لوحدي قولي أنها كدابة يا ظافر!!!
نظر لها بسخرية ليقبض على كفيها قائلا وهو يبعدها عنه
عايزاني أدافع عن نفسي ليه!! أنت صدقتيها وكدبتيني أنا!!!! يبقى أيه فايدة إني أقولك أنها كدابة!!!
نظرت له بعدم أستيعاب ليكمل بجمود
واحدة مكانك كانت متصدقش الكلام دة على جوزها لو جابولها مليون إثبات!!!!
ألتفت يوليها ظهره مغمضا عيناه پألم حقيقي
أطلعي برا يا ملاذ!!!
نفت برأسها عدة مرات بهيستيرية لتضع كفها على فمها خوفا من أن تكون ظلمته وألقت اللوم عليه بلا وجه حق أقتربت منه ببطئ ثم وقفت أمامه لتنظر للألم الذي أحتل وجهه فركت أصابعها ببعض قائلة بتوتر وعيناها لازالت تدمع
يعني..يعني هي بتكدب!!!!
فتح عيناه يطالعها بتهكم ثم أخرج هاتفه من جيب بنطاله ضاغطا على أزراره ليفتح مكبر الصوت يقول بصوته القوي
أزيك يا حج!!
أتاه صوت
يبدو عليه الكبر يقول بلهجة صعيدية
أهلا يا ظافر باشا أنت أيه أحوالك!!!
نظر داخل عينان ملاذ يردف بجمود
أنا كويس بس واضح أن بنتك مش عايزة تجيبها البر!!!
أتاه صوت الرجل مڤزوعا يقول
مريم!! عملت أيه تاني!!!
نظرت له تفرك أصابعها ببعض عندما قال وهو يزال ينظر لها
جات لمراتي النهاردة وجايبالها ورقة مزورة على أساس أنها قسيمة جوازنا الجديدة وقالتلها أن أنا رديتها لعصمتي!!!!!
أرتعد صوت الأخير قالا بعدم تصديق
معجول معقول!!! هي حصلت!!!!
أبتسم ساخرا وهو يقول مشددا نظراته على ملاذ
بس طبعا مراتي مصدقتهاش هي واثقة فيا وعارفة إني مستحيل أعمل كدا!!!!
أنهمرت الدموع من عيناها تغمضهما رافضة مواجهة عيناه التي تؤنبها غارسة أسنانها في شفتيها تمنع شهقاتها من الخروج!!!
أكمل الرجل قائلا بخجل
أنا أسف يابني على اللي بنتي جالته صدجني أنا مش هسكت على الي حصل!!!
هتف ظافر قائلا بتحذير
لولا أني عارف أنك راجل محترم و صاحب أبويا الله يرحمه من زمان صدقني كنت هتعامل معاها بطريقتي لأن مش ظافر الهلالي اللي يسكت عن حقه!!!
هتف الأخير مسرعا خوفا على أبنته وأفعالها من ظافر
لاء يابني متتعبش نفسك إنت خليك چنب مرتك وأنا هتصرف!!!
أغلق معه بعد أن ودعه بإحترام فهو ليس له ذنب بأفعال إبنته ليلقي بالهاتف على المكتب ينظر للندم الذي تشكل على عيناها ونظراتها التي كانت تتهرب منه إزدردت ريقها لترفع عيناها نحوه فوجدته ينظر لها بجمود شديد حاولت التحدث ولكن لسانها مربوط بسلاسل حديدية ف أبتعد ظافر عنها يقف أمام النافذة التي تطل على مناظر طبيعية خلابة تحبس الأنفاس يوليها ظهره واضعا كلتا يداه في جيبه ليردف بهدوء
أخرجي يا ملاذ!!!
أغمضت عيناها وقلبها يعتصر بقسۏة ثم فتحت عيناها تنظر له قائلة بتلعثم
ظافر أنا.. أنا مقدرتش أفكر وقتها حط نفسك مكاني!!!
ألتفت نحوها ليتقدم منها بسرعه كهبوب العاصفة ثم دفعها من ظهرها للحائط خلفها لتتآوه پألم لم يؤثر به صارخا بوجهها وهو يشدد على ذراعيها
لو كنت مكانك وواحد جه قالي مراتك بتخونك مكنتش هصدقه كنت هخلي حياته چحيم أنا بثق فيكي لأبعد حد ممكن تتخيليه و بأمنك على كل حاجة رغم كل اللي عملتيه زمان واللي أنا أصلا نسيته خلاص!!!
بكت بصوت عالي على كلماته التي تذبحها فشدد أكثر على ذراعيها متابعا بنفس النبرة الچحيمية
و أبسط مثال على دة ريان اللي كان ممكن أصدق إنك فعلا خليتي حد يروح يخطف أبنه عشان ټنتقمي منه بس أنا مصدقتش وجيت أتكلمت معاكي بمنتهى الهدوء عشان أنا عارف أن مراتي متعملش الحركات ال دي أنما ظافر يعمل أكتر من كدا في نظرك طبعا!!!!
أمسكت بملابسه قائلة برجاء باكي
كفاية يا ظافر!!!
نفض يداها عنه پغضب شديد ليكمل
ملاذ روحي البيت دلوقتي!!!
نفت برأسها سريعا
لم ينتظر ردها ليغلق الباب ثم عاد لتلك التي ترتجف من البرودة هتفت بصوتها الرقيق
مش زعلان مني..صح!!
مقدرش أزعل منك!!!
قال
وهو يضع رأسها على قلبه يحاوطها بذراعيه..
حرام عليك كنت ھموت من الخضة أيه يا باسل نايمة مع عفريت!!!
قهقه عليها ثم ضمھا له قائلا وهو يغمز لها
طب بذمتك في عفريت هيبقى بالحلاوة دي!!
أمسكت طرف أنفه قائلة وهي تقوم بتقليده ساخرة ثم هتفت كاذبة
على فكرة أنت عادي متاخدش مقلب في نفسك!!!
توسعت عيناه بدهشة ثم أشرف عليها يضع كلتا كفيه جوار وجهها قائلا بغرور
أنا عادي!!! دة أنا كل البنات كانوا بيرموا نفسهم عليا كدا!!!
أنطلقت الشرارات من عيناها لتكتف ذراعيها قائلة بغيرة
والله!!!
بقا كدا يا
باسل!!
و أختارتك في الأخر يا هبلة هما أساسا مايتقارنوش بيك يا قمر أنت!!!
قال جملته الأخيرة بمزاح فأبتسمت وهي ترفع أنفها بغرور
م أنا عارفة..!!
ضحك
جلس على الفراش بجانبها قائلا بنبرة هادئة
تشبه هدوء ما قبل العاصفة
أنا منسيتش أصلا!!!
إزدردت ريقها لتجلس ملتفتة له ثم قالت بتوجس
هقولك بس متتعصبش!!!
أومأ لها بصمت قائلا
مټخافيش..
تجرأت لتقول
بصراحة يا باسل أنا كنت بكلم ماما دايما عشان كانت بتوحشني أوي بس مقولتلهاش إني حامل عشان متصممش تيجي بس والله هي اللي لل انا عارف هتعامل معاه إزاي!!!
أنتفضت فزعة تقول
لاء يا باسل ملكش دعوة بيه بلاش تودي نفسك في داهية عشانه!!!
قبل خصلاتها قائلا بهدوء
مټخافيش يا حبيبتي أنا مش هوسخ إيدي عشان كلب زي دة أنا بس هقرص ودنه!!!!
قلق قلبها لما سيفعله به وكنها تثق بأنه رغم أندفاعه ولكنه حكيم يزن الأمور..
هبطت الطائرة
متهزريش معايا في الحاجات دي أصل أنا انتهازي وم بصدق!!!
مازن المطار كله بيبص علينا!!! نزلني عشان خاطري!!
وقف على بوابة المطار وقبل أن يطلبوا منه جواز السفر علموا هويته ليفسحوا المجال له والظابط يقول بسرعة
أتفضل يا باشا..!!
رفعت
فريدة رأسها له بعد أن تجاوزهم بهدوء ثم قالت وهي تغمز له
دة أنا طلعت متجوزة حد مهم أوي!!!
ألتفت لها بإبتسامة قائلا
عيب عليكي!!!
وصلوا للسيارة التي كانت تنتظرهم ليفتح أحد الحراس الباب الخلفي له فوضع به فريدة ثم جلس جوارها و يزيد بالأمام فسألته فريدة بحماس
هنروح الصعيد صح!
أومأ لها ممسكا بهاتفه يتابع أخبار شركته بفرنسا عن بعد فأقتربت منه بفضول قائلة وهي تنظر لهاتفه
بتعمل أيه!!
ولكنها تذمرت بضيق عندما وجدته يعمل قائلة
شغل تاني!! أيه يا مازن أحنا لحقنا..!!
نظر لها قائلا ليراضيها
والله حاجة مهمة ياحبيبتي هخلصها على طول..
طيب..
هتفت
بحزن لتبتعد عنه في آخر السيارة تتابع السيارات التي تسير ذهاب وعودة والوجوه الدافئة التي أشتاقت لها سمعته يتحدث مع أحدهم عن تأجيل العمل لوقت لاحق وفور إنهاء المكالمة جذبها له
حبيب قلبي زعلان ليه!!!
حمدت ربها للفاصل الزجاجي المطلي بالأسود لكي يمنع يزيد والسائق لرؤية أو سماع ما يحدث بينهم لتكتف ذراعيها تزم شفتيها بعبوس كالأطفال
خليك في شغلك وشركتك يا مازن وملكش دعوة بيا!!!
ضحك على طفوليتها
أنا هنام شوية ولما نوصل صحيني..
نامي يا أخرة
لاء مش عايزة..
لم يجد مفرا سوى من حملها لخارج السيارة ف شهقت بإحراج
نزلني يا مازن..!!
أنا حذرتك..
قال بإبتسامة سلبت قلبها ليذهب و يزيد يركض خلفهم قائلا ببراءة
سيلني شيلني
نزلت رقية من فوق الدرج پصدمة لتركض إلى أبنها تحتضنه بشوق فبادلها عناقها قائلا بحنو
وحشتيني يا أمي!!!
بكت رقية قائلة
و أنت يا ضنايا اتوحشتك جوي!!!
ثم عانقت فريدة و أخيها لتعاتب عليهم لغيابهم تلك كل الفترة جلسا معا ثم أكلوا في جو لا يخلوا من الضحك والفرح ولا يخلوا أيضا من وقاحة مازن وهو ييضع قدمه على أقدام فريدة أسفل الطاولة لكي يدغدغها لتنظر له بصرامة تجعل إبتسامة متحدية ترتسم على ثغره أخذت رقية الصغير لكي تترك لهم فرصة الجلوس معا ليصعدوا لجناحهم وفور أن أغلق مازن باب
متابعة القراءة