رواية الشغف العاشق الفصول 13-14
المحتويات
الفصل الثالث عشر
أوهمتك برحيلي فراقبتك من بعيد رأيتك بخير و لم تشتكي الفقد فقررت الرحيل لتبقى بخير أكثر.
بعد مرور أكثر من شهرين...
مازال الوضع كما كان عليه كلما يريد الاقتراب منها تصرخ في وجهه و تهدده بقټله و قت ل نفسها و في أخر محاولة قد لجأ إلى القوة و العڼف معها لأخذ حقه الشرعي عنوة استطاعت الانفلات من بين ذراعيه و ركضت نحو النافذة المفتوحة تخبره بتھديد
زفر بضيق و ضجر قائلا بنبرة تخلو من الصبر
خلاص يخربيتك أبو الجواز و سنينه كان يوم أسود لما أتجوزتك هاسيب لك البيت عشان ترتاحي
غادر المنزل و ذهب إلى إحدى النوادي الليلية التي يتردد عليها دائما فتقابل مع ابن خالته الذى يرتشف النبيذ من الكأس يسأله
لوح الأخر بيده ثم قال
بلا جواز بلا قرف تصدق من يوم ما أتجوزنا و أنا مش عارف أقرب منها كل ما أجي جمبها يا ترفع عليا السکينة و تهددني يا إما تجري و عايزة ترمي نفسها من البلكونة
وسوس إليه باقتراح شېطاني كالعادة
ارتشف من الكأس و أجاب
يا عم دي ممكن تخلص عليا بعدها
قهقه الأخر و قال بسخرية
اعترف إنك جبان و خاېف منها
رمقه بازدراء قائلا
ما تبطل هزارك السخيف ده ياعم الرذل مش ناقصك على المسا
كنت بهزر معاك يا أبو نسب طيب إيه رأيك بقي في اللي يقولك على فكرة أجمد و أديك جربت أفكاري و أهي نجحت قدام عينيك
أخلص و أشجيني
ظهرت على ثغره تلك الابتسامة الشېطانية فقال
فيه مثل بيقولك ما يكسرش الست إلا الست
سأله بدون تمعن في الكلمات التي ذكرها إليه الأخر
أخونها قصدك ما هي عارفة من يوم ما أتجوزنا كل يوم بسهر هنا و بروح مع بنات ليل و لا فارق معاها بالعكس بحس إنها مرتاحة بكدة
فتح مخك بقي خېانة إيه اللي بتتكلم عنها ده علي أساس إنها بتوت فيك! أنا قصدي إنك تجيب لها ضرة
ردد الأخر بتعجب
أتجوز عليها!
في اليوم التالي...
تجلس علي الأريكة أمام التلفاز و تقشر الخضروات داخل إناء متسع و مستدير عاد زوجها من الخارج يحمل من الهموم أطنانا علي كاهليه المنهكان من فرط ما يحمله منذ وفاھ الحاج يعقوب.
مالك المرة دي يا أبو محمود ليكون البت مريم اتطلقت من جوزها
أطلق الأخر زفرة مطولة لعلها تخفف عما يحمله بداخله فأجاب
ياريته يطلقها و يسيبها في حالها أنا سمعته كان بيحكي في التليفون مع الحاجة راوية و اللي فهمته شكله مش مرتاح مع مراته و مش عارف يتصرف معاها و حلف بيمين طلاق تلاتة ليتجوز عليها
عقبت زوجته بتهكم
يخربيته هو لحق يزهق منها و عايز يتجوز عليها كمان يا عيني عليك يا مريم الظاهر بختك زي أمك الله يرحمها
و هنا أراد أن يلقي عليها بالخبر الصاعق
تخيلي عايز يتجوز مين
ردت و تلوح بيدها بعدم اهتمام
هتلاقيها واحدة من الستات اللي ماشي معاهم
أخبرها بهدوء يحسد عليه
ده عايز يتجوز أمنية
انتبهت جميع حواسها لاسيما سمعها فسألته لتتأكد
أمنية مين بالظبط قصدك أمنية بنتك!
أومأ إليها بحزن
للأسف يا هويدا أيوة
نهضت و أطلقت صوتها الجهوري الغاضب
و أنت إزاي تسكت له يا عرفة! هو أنا بنتي بايرة عشان تتجوز واحد لسه مكملش شهرين جواز و فوق ده كله علي ضرة و ضرتها تبقي بنت عمتها إن كان اللي بيتكلم مجڼون يبقي المستمع عاقل
يا ولية إهدي فيه إيه أنت شوفتيني وافقت أنا نفسي عمري ما هوافق علي حاجة زي كدة حتي لو فيها طردي من المحل المرة دي
جلست واضعة كفيها علي فخذيها و عينيها تنضح بنيران كالشرر تخبره بأمر
أنت أتصل بيه دلوقت و قوله البت مش موافقة و لا إحنا يا أهلها مش موافقين و عنده البنات قد كدة و لا هو خلاص عشان عرفة غلبان و مش هيقول لاء
تردد في فعل ما أمرته لكنه وجد لا فائدة من المماطلة فقال لها
حاضر هاتصل بيه بالليل
صاحت بحسم
لاء دلوقت حالا
خرجت ابنته من غرفتها و وقفت أمامهما عاقدة ساعديها أمام صدرها تنظر بتحدي و إصرارقائلة
أنا موافقة يا بابا
اقترب رجل متوسط الطول يحمل دفترا ورقيا و حقيبة سوداء تقدم منه إحدي العمال و سأله
خير يا أستاذ
أجاب الرجل بجدية
أنا معايا إنذار من الضرايب و عايز أقابل صاحب سلسلة محلات الجاسر اللي كانت اسمها يعقوب و أولاده
ظهر علي ملامح العامل التوتر فأخبر الرجل
طيب استني هاشوفه موجود جوة و لا لاء
كان الأخر يجلس خلف المكتب و يراسل إحدى الفتيات و أرسلت إليه صورة لفتاة ترتدي ثياب خليعة أطلق صفيرا بعد أن صدق الوهم معقبا
ده أنت طلعت صارو...
قاطعه العامل يخبره
ألحق يا جاسر بيه راجل بيسأل عليك و بيقول إنه عايز يقابلك و إنه من الضرايب
أخرج من درج المكتب ورقة مالية و أعطاها للأخر و أمره قائلا
خد أديله الميتين چنية دي في جيبه و قوله يقولهم إنه ملاقنيش
أجاب العامل
ده بيقول معاه إنذار يا بيه يعني شكله مبلغ و قدره و الضرايب ممكن تيجي تحجز علي المحل ده و باقي المحلات
ضړب يده علي سطح المكتب و صاح پغضب
أول و أخر مرة تدخل يا حيوان في اللي ملكش فيه أنا عارف أنا بعمل إيه غور يلا أعمل اللي قولت لك عليه
نظر الأخر إلي أسفل بحزن و قال
أمرك يا بيه
ذهب فقال جاسر
و إيه حكاية الضرايب اللي ما بتخلصش دي كمان دول بياخدوا أكتر من اللي بكسبه منهم لله هم و مراتي اللي منكدة عليا في ساعة واحدة
استدار بزاوية بالمقعد الجالس فوقه فتح الخزنة و أخذ مبلغ من المال و قال
لما أروق علي نفسي شوية هاروح أسهر مع البت سماح فرفشة اهي تزيح عني الهم و النكد اللي عايش فيه من يوم ما أتجوزت البومة مريم
تجلس أمام التلفاز تشاهد إحدى الأفلام الأجنبية الرومانسية و بها حكايات عن الحب و الفراق ظلت تتأمل ذلك المشهد و كان البطل رأي حبيبته برفقة رجل أخر في احتفال جعلها تتذكر ذلك المشهد الذى لن تنساه قط نظرة عيونه التي تلاقت بخاصتها و كم الاتهام الذى وجهه إليها من خلال تلك النظرة التي أخبرتها إنها قد أصبحت أمامه مجرد خائڼة.
أخذت هاتفها من فوق المنضدة التي أمامها و ترددت قبل أن تجري الاتصال عليه كل ما تريده أن تدفع عنها اتهاماته لها و تخبره هذا الزواج كان رغما عنها.
قامت بلمسھ على علامة الاتصال تلقت رسالة صوتية مسجلة محتواها أن الرقم غير موجود بالخدمة يبدو إنه أوقف الخدمة لهذا الرقم و استبدله بأخر هل قرر استبدالها من حياته كما استبدل شريحة الاتصال!
فقررت أن تتصل بخالها و الذى أجاب عليها
أزيك يا مريم عاملة إيه يا بنتي
الحمدلله يا خالو
متابعة القراءة