رواية ايمان ج2
المحتويات
وكأنه يحفر ملامحها بقلبه مره أخري ويخبرها أنه لن يظل كثيرا حتي يأخذ بثأرها هو أيضا طال الحديث معها وهو يبثها شوقه إليها وندمه علي عدم استماعه لكلامها في تلك الليله كفكف دموعه ووضع صورتها بداخل الحقيبه وأغلقها جيدا
رأته والدته في تلك الحاله وتسائلت الي أين يذهب ويتركها مره أخري ولكنه طمئنها بأنه سيعود أخبرها بأنه ذاهب من أجل تغيير جو والخروج من تلك الضغوط التي وضع بها في الأونه الأخيره وأنه لن يذهب الا ليريح أعصابه فقط
وبداخل قصر أبو الدهب كان يجهز عزت وتهامي الرجال من أجل مهمه يوم الغد بعدما أصبح كل منهم في استعداد تام كان تهامي متحمسا بشده لتلك الصفقه لذلك أخذ يؤكد علي عزت كي ينتبه جيدا وأن لا يعرضهم لخساره كبيره مثل المره الماضيه
أخذت تجهز حقيبتها هي الأخري وهي تدندن بفرح وسعاده شديده قفز بخلدها فجأه ذلك المغرور الغامض التي التقت به في الليله الماضيه فأخذت تضحك أكثر وهي تتمني لقائه مره أخري
في ضيق وفتحت اللابتوب ونظرت الي الساعه فوجدتها الرابعه والنصف صباحا
خرجت من الغرفه وأخذت تنظر حولها حتي وقعت عينها عليه تعجبت بشده من كونه متيقظا ولكنها لم تفكر كثيرا وذهبت إليه
صباح الخير !
نظر اليها عمار في إبتسامه واسعه وردد عليها الصباح جلست بجواره علي مسافه معينه وعادت تسأله
!
عمار بشرود قليلا
ما ينام الا خالي البال ! كلمت والدي وطمنته عليا واللواء نزيه كلمني تاني وطمني علي أخر التطورات اللي حصلت في الكتيبه بتاعتي
زينه بقلق
مين اللواء نزيه
القائد بتاعي
انت المفروض ترجع تاني الجيش ولا انت إيه ظروفك وبعدين أنا كنت سمعت أن في حرب وكده فإزاي انت هنا في الوقت ده
كانت تستمع إليه بكل حواسها تنفعل معه وتتشوق حينما يأخبرها بمهمه قام بها وتضحك معه حينما يلقي عليها أمرا مضحكا حدث معه
وفي هذه اللحظه اكتشف الاثنان أن هذا أول شئ جمع بينهم وهم الحرمان من الأم في صغرهما وقد أدهشتهما كثيرا هذه المصادفه حينما عندما أكتشفاها لكنهما شعرا فيما بعد أنها ليست مصادفه إذ وجدا أن اشياءا كثيرا أخري مشتركه بينهما
بس غريبه أوي !
نطقت تلك الجمله زينه وهي تتطلع إليه فأجابها بتعجب
هو إيه الغريب
يعني ! واحد زيك عنده ٣٢ سنه وسيم جدا مقدم في الجيش وليك مغامرات عمرك ما حبيت
عمار بإنكار شديد وضحك
ولا مره
أضافت بضحك
ولا حتي كان ليك علاقه مع واحده ينكرها العرف والمجتمع والناس
ضحك عمار بشده قائلا
أبدا ولا عمري شفت واحده إنها ممكن تنام حتي معايا
ضحكت زينه قائله
إنت غريب أوي أومال مين بثينه دي
ولا حاجه !
يعني إيه ولا حاجه ! نظراتها ليك واللي شفته بينكم النهارده ميقولش كده
هي تبقي اخت واحد كان زميلي واسټشهد في عمليه مره ووصاني عليها بصفتي القائد وياريته ما وصاني ! وهي عملت كده عشان تغيظك مش أكتر بس أنا وقفتها عند حدها
وهي مالها بيا أصلا أنثي البورص دي ! مش عارفه حطاني في دماغها من يوم ما دخلت عندها ليه
مفكره إن في بيني وبينك حاجه
ضحكت زينه مردده
دي حالتها صعبه أوي
عمار بضحك أيضا
جداااا
صمتوا قليلا وهم
يتأملان بعضهم البعض ثم عاودت زينه تسأله
أنت هتمشي النهارده وتسيبني وهتفضل معاهم ولا هترجع تاني
عمار بتفكير قليل
لسه مش عارف إيه اللي مستنيني وايه نظامهم يمكن أفضل معاهم فتره وعشان كده انا جبتك هنا ده أءمن مكان ممكن اسيبك فيه وانا متطمن
نكست زينه رأسها لأسفل في حزن ثم عاودت تردد
يعني مش هترجع
نظر اليها عمار بتيه شديد قائلا بتناغم
عاوزاني أرجع !
عاوزاك عاوز
يبقي هرجع
يبقي هستناك
تراقص قلبيهما في شعور من نوع خاص مع نظراتهم التي علقت ببعضهم البعض في شرود قليل
نهض عمار فجأه وأمسك بيدها قائلا
تعالي نحط كلمه سر بيننا
زينه بتعجب شديد وهي تنهض معه قائله
بالراحه بس كلمه إيه دي
توقف عمار أمام الباب وطرقه بيديه بنغمه معينه قائلا
دي خطړ لو أنا اللي جوه وانتي اللي بره يبقي كده انتي بتبلغيني أخد أحتياطاتي
ولو أنا اللي جوه وانت اللي بره
هنا في أربع أماكن سريه مستحيل حد يكشفهم ! انتي تتخبي في واحد منهم يلا جربي الخبطه كده !
فعلت زينه مثلما فعل وأكدت له أنها حفظتها جيدا أخذها عمار ووضح لها تلك الأماكن السريه وطريقه فتحهم ازداد ذهولها أكثر وأكثر عن تلك الأماكن بشكل خاص وذلك المنزل ككل بشكل عام
دقت الساعه السادسه صباحا حينما وصل أشعار
بتغير أمر ما باللابتوب الذي بحوزه زينه فأخبرت عمار أنهم علي وشك الخروج من القصر الخاص بهم
كان عمار قد أنتهي من تجهيز نفسه فأتصل علي عبدالله الذي أخبره أن الرجال أيضا مستعدين للذهاب معه
وضع سلاحيه أسفل حزامه وخرج من المنزل ولكن استوقفه صوت زينه قائله
لا إله إلا الله !
أبتسم له وشعر بأنه يشتاق لها من قبل ذهابه قائلا
محمد رسول الله خلي بالك من نفسك
أغلقت زينه الباب خلفه وشعرت بأنه ذهب وأخذ معه قلبها أغمضت عينيها في ألم وخوف ودعت بأن يعود إليها سريعا
ولحد هنا والحلقه خلصت
تفتكروا عمار هيفضل فعلا مده مع ولاد أبو الدهب ولا هيرجع !
توقعاتكم وأرائكم !!
الفصل 12
حلقه 12
علي أرض رمليه بين أحدي المناطق الجبليه كان يقف عزت خلفه رجاله الكثيرون الذي اختارهم واحدا يلو الآخر في إنتظار الطرف الأخر
وعلي ناحيه إخري وصلت سيارتان من الجيب وخرج منها بعض الرجال أمام عزت نظر إليهم عزت بإذدراء قائلا
أنجز يلاااا انت وهو فين البضاعه
تقدم إليه أحد الرجال قائلا برسميه
البضاعه موجوده يا فندم بس حصل اختلاف في السعر
عزت بلامبالاه مجيبا
الكلام ده مش عندي جيب البضاعه خلينا نخلص انتو فاكرين إني فاضي لأهاليكو
وإحنا برضه مش فاضيين لأهاليك
إنتبه
عزت في صډمه شديده وكذلك رجاله الي مصدر ذلك الصوت الذي تقدم إليهم من خلف الرجال أمامه
وقف عمار أمام عزت في تحدي صريح أمام رجاله وهو يرمقه من أسفل نظارته پغضب وتمني بأن يفتك به بعد تقطيعه إرباا إنتقاما لما فعله بإخته
جمدت عزت نظراته وهو لا يستوعب ما إلقي علي مسمعه فردد بدهشه مغروره قائلا
بتقول إيه ! سمعني تاني كده
رفع عمار إحدي قدميه علي واجهه السياره في كبرياء وثقه مطلقه وهو يردد
بقول احنا برضه مش فاضيين لأهاليك والتمن اللي انت حددته بصراحه قليل علي البضاعه احنا طالبين الضعف تدفع هيبقي سلم واستلم متدفعش يبقي بين البايع والشاري يفتح الله وانا هعرف ابيعها للي يستاهل
نظر إليه عزت في ذهول وهو يشير اليه بأصبعه قائلا
إنت عارف إنت بتكلم !
عمار بثقه
اه
وعارف إن باللي انت بتعمله ده بتفتح علي نفسك أبواب جهنم
هز عمار كتفيه بلامبالاه
لا دي بقه جديده عليا محدش عملها معايا قبل كده
أخرج عزت سلاحھ وصوبه نحو عمار بسرعه وڠضب مرددا
يبقي تستعد لها يا روح أمك عشان تفكر ألف مره قبل ما تقف قدام عزت أبو الدهب سواء إنت أو اللي مشغلك
لم يدعه عمار يكمل تهديده حتي خطڤ منه سلاحھ في حركه سريعه ألجمت عزت الذي وقف مصډوما وزادت كراهيته له بينما عمار أمسك بسلاحهه وصوبه نحو وجهه قائلا
لما تتكلم عني أو عن اللي مشغلني مره تانيه تتكلم بأدب ولو متعرفش الأدب يبقي تيجي أعرفهولك !
لم يدعوه رجال عزت يقف أمام سيدهم بتلك الجرأه ويتحداه حتي أسرع أربعه رجال وتقدموا بإتجاه عمار لمحهم عمار بطرف عينيه وحرك السلاح الذي بيديه بسرعه شديده واسقطهم جميعا أرضا بعدما أصاب قدميهم
تحركت الرجال الأخري بأسلحتهم
ليواجهوا عمار ورجاله فأندفعت أيضا الرجال التي بصحبه عمار وتحول ذلك المكان الي ساحه معركه شرسه
وعلي الرغم من قله الرجال التي كانت بحوزه عمار أمام رجال عزت إلي أن وجوده معهم كان الفارق الوحيد إندفع عمار بإتجاههم وأخذ يضرب بهم بكل قوته ويتفادي الضربات بمهاره وإحترافيه حتي أسقط معظم رجاله بيديه
دون تدخل السلاح مما زاد من دهشه عزت وصډمته وأخذ يتسائل من ذلك الرجل
ولكن ذلك الفضول حول هويته لم يكن سوي للفتك به التقط سلاحا من الأرض وصوبه نحو عمار ولكن سرعان ما إنتبه له عمار فأمسك بالرجل اللذي كان يضربه بيديه ووضعه أمامه حتي فرغ عزت به السلاح الذي بيديه
قوه عمار ومهارته وإحترافيته بالقتال وكذلك سرعه ردوده لم تثير عزت وحده بل كانت علامه إستفهام وضعت أمام رجاله الذي سقطوا جميعا !
صړخ عزت بإنفعال شديد من هول صډمته وهو يقف أمام عمار
إنت ميييييييييين
أهو انت اللي أبن ستين كلب !
هنسفك من علي وش الأرض ! سامعني هطلع مېت أهلك
أشتد عمار من قبضته عليه مرددا
طب ما توريني رجولتك يا دكر ولا انت ملكش غير في تهديدات النسوان كلام وبس وفعل علي مفيش
لم يستطع عزت الرد عليه من شده إختناقه تحت يديه وانفاسه التي كان يلتقطها بصعوبه شديده بينما ڠضب عمار ألجمه وسيطر علي عقله وهو يري قاټل إخته تحت يديه ضعيفا مذلولا زاد عمار من شده ضغطه حتي تحول وجه عزت الي كتله من الدماغ وهو يلفظ أنفاسه الاخيره
أسرع أحدي الرجال الي عمار وهو يفصله عنه قائلا في رجال
بلاش يا باشا أرجوك بلاش مش دلوقت
تركه عمار في ڠضب أشد وهو يكاد أن ېصرخ بعلو صوته ليفرغ تلك الشحنات السلبيه الغاضبه التي تكونت بداخله فور رؤيته يتمثل أمامه
وقع عزت أرضا وهو يحاول إلتقاط أنفاسه في ضعف شديد لحظات كانت تفصل بينه وبين ذلك الۏحش الذي تعرض لمواجهته هو ورجاله شعر بصداع شديد ورغبه شديده للقئ ولكنه تماسك نفسه وحاول النهوض
مره أخري
نظر إليه عمار بجمود وثقه قائلا
بضاعه ومش هتاخدها الاتفاق اتلغي لو مصمم أبقي تعالي خدها من النسر نظر إلي رجاله يلا يا رجاله العمليه اتلغت
صعد الرجال الذين معه الي سياراتهم وتحركوا أمام ناظريه وكأن لم يحدث شيئا
أخرج
متابعة القراءة