رواية منال الجزء الثاني
المحتويات
وهي عابسة الوجه
هو حد عارفلها مطرح ولا سكة الله أعلم بتعمل ايه!
مش جايز تكون ماشية على حل شعرها!
استشاطت نظرات عواطف عقب تلك العبارة المهينة وهتفت فيها تنكار تام
لمي نفسك يا نيرمين! دي بنت خالك مش واحدة من الشارع!!!
نفخت الأخيرة پغضب قائلة بتجهم
خلاص يا ماما!
ثم لمعت عيناها بوميض غريب وهي تهتف بتلهف
نظرت لها أمها شزرا ثم تحركت نحو الدرج قائلة بحيرة
اللي مستغرباه اشمعنى دلوقتي بالذات الست جليلة عزمانا!
ردت عليها نيرمين بابتسامة عابثة
وماله مش قرايبنا!
تنهدت عواطف قائلة بإنزعاج خفيف
ربنا يستر أنا مش
مرتاحة
دفعتها نيرمين بكف يدها قائلة بحماس لم تستطع اخفاؤه
وأنا أقول العمارة منورة ليه!
توقفت الاثنتان عن النزول واقتربتا منها لتصافحها وتحتضناها بألفة معهودة بين الجيران.
هتفت الجارة خضرة بحماس
واحشني والله يا ست عواطف فينك بقالي كام يوم مش شيفاكي!
ردت عليها عواطف بابتسامة متكلفة
مشاغل والله ياخضرة
ربتت الأخيرة على ذراعها بيدها قائلة بفضول
أجابتها عواطف عفويا وهي تشير بيدها
رايحين عند الحاجة جليلة شوية!
تهللت أسارير الجارة خضرة قائلة
أم سي منذر أمانة تسلميلي عليها أوي!
ردت عليها عواطف بابتسامة خفيفة
يوصل ان شاء الله!
واصلت حديثها الودي قائلة بنبرة مجاملة
ربنا يصلح حالك ويعوض البنات بالخير يا رب!
اللهم امين!
همت بعدها بالإنصراف لكن أوقفها سؤال خضرة الجاد
وازي بنت أخوكي مش شيفاها معاكو
أجابتها عواطف بتلعثم قليل
عندها مشواير بتخلصها!
هزت رأسها قائلة بتفهم
أها ربنا يعينها!
انزعجت نيرمين من إطالة ذلك الحديث الفضولي الغير مجدي فأردفت قائلة بامتعاض
لا مؤاخذة يا خالتي احنا مستعجلين شوية!
اذنك معاكي يا حبيبتي!
ثم دققت النظر في رضيعتها رنا متابعة بلطف
ياختي طعمةربنا يفرحك بيها
ردت عليها نيرمين بإيجاز وهي جامدة التعابير
يا رب إن شاء الله
أضافت الجارة خضرة برجاء
وعقبال بسمة وعوضها يا رب
ردت عليها عواطف بإمتنان
يا رب أمين فوتك بعافية يا حبيبتي!
الله يعافيكي يا رب!
وقف أمام مطعم العائلة واضعا كفيه على منتصف ه متأملا إياه بنظرات متباهية.
تحرك بخطوات ثابتة نحو مدخله صائحا بصوت جهوري
حاج مهدي!
اتسعت حدقتاه بسعادة كبيرة حينما رأه أمامه بشحمه ولحمه.
دنا منه بخطوات شبه متثاقلة هامسا بذهول
مجد! ابني!
فتح الأخير ذراعيه في الهواء هاتفا بصوته الخشن
أبويا! أنا خرجت خلاص
ابني كفارة يا غالي ياه مش مصدق إنك خرجت
وضع مجد قبضتيه على كفي يده ثم أزاحهما برفق ليما قائلا بإنزعاج
بعد الشړ عنك!
أشار له مهدي بعينيه قائلا بحماس
طب تعالى جوا ده أخوك هايفرح أوي لما يعرف إنك خرجت!
تلفت مجد حوله متسائلا بتعجب
أه صحيح هو فين مش باين ليه
لاحظ هو صمت والده وتبدل
تعابير وجهه للإنزعاج فسأله بحدة
في ايه يا أبا
تابع مجد قائلا بنبرة مزعوجة
مع ابن طه
تنحنح أباه قائلا بتوتر
حاجة زي كده!
تجمدت تعابير وجهه وقست نظراته أكثر وهو يقول
أنا خرجتلهم ومش ورايا حاجة إلا هما!!
حاول مهدي تغيير الموضوع كي لا يثير المشاكل وهتف قائلا بجدية
سيبك منهم دلوقتي وتعالى احيكلي عملت ايه
رد عليه مجد بتنهيدة شبه متعبة
ماشي يا مجد وأنا هاخلي الطباخ يعملك أحلى أكل
رد عليه مجد بحماس
ايوه يا حاج ده أنا معدتي اتهرت من أم الأكل ال.... بتاع السچن!
أضاف أباه قائلا بابتسامة باهتة
انسى الأيام دي راحت لحالها خلاص!
لفت أنظار مهدي شيئا ما على ثيابه لم يتبينه بوضوح فتساءل باهتمام
ايه اللي على هدومك ده
أخفض بصره لينظر إلى حيث أشار مرددا بتساؤل
ده ايه ده
كانت تلطخ ثيابه أثار لبقع دماء صغيرة ولكنها كانت جافة..
هتف مهدي متسائلا بتوجس
انت اتعورت
هز رأسه نافيا وهو يجيبه باقتضاب
لأ..
صمت مجد ليفكر قليلا في سبب تلوث ثيابه ببقع الډماء.. فجاء إلى خلده لحظة إرتطام الفتاة الغريبة به..
هي الوحيدة التي استندت على ه في ذلك المكان تحديدا فربما تعود تلك اللطخات إليها.
أخرجه من شروده المؤقت صوت أبيه هاتفا
انت كويس يعني
رد عليه مجد بفتور
اه متخدتش في بالك تلاقيها وساخة كده!
طيب
ماشي يا حاج مهدي هاستحمى واغير هدومي دي وهاستناك في البيت
أومأ مهدي برأسه قائلا
طيب يا ابني وأنا هاقفل المطعم وهاحصلك!
أضاف مجد بجدية
وعرف البيه مازن خليني أشوفه
رد عليه والده مبتسما ابتسامة عريضة
حاضر ده هايجيلك جري بس أقوله الأول!
التوى ثغر مجد للجانب وهو يقول
أديني هاشوف!
مبسوط
رد عليه يحيى بسعادة
اه يا عمو منذر!
يحيى جه!
ردت عليها بابتسامة عريضة
وانت كمان
دفعهما منذر بكفي يده للداخل قائلا بجدية
طب خشوا جوا انتو الاتنين!
ثم أوصد الباب خلفه ولف ذراعيه حول كتفيهما وهو يصحبهما للداخل..
يحيى!
صاح بها دياب بصوت مرتفع وهو يقترب من ابنه بخطى سريعة ليلتقطه بين ذراعيه.
رد عليه ابنه ببراءة
أنا روحت عند تيتة شوية
ابتسم له ابنه قائلا بمرح
وأنا كتير يا بابا!
أردف منذر قائلا بهدوء
رد عليه دياب بإمتنان
ربنا يخليك ليا من غيرك ماكنتش هاعرف أجيبه لوحدي
عاتبه منذر قائلا
عيب ده ابني
ثم انتبه
للصوت الأنثوي الآتي من الداخل فتساءل بفضول
هو احنا عندنا ضيوف ولا حاجة
رد عليه دياب بامتعاض قليل وهو يشير نحو طفله
اه أمك أعدة مع بنت عواطف الأبلة بتاعة الأستاذ ده!
هتف الصغير يحيى متسائلا ببراءة
هي مس بسمة هنا
رد عليه أباه مبتسما
ايوه يا حبيبي!
حرك الصغير يحيى ساقيه في الهواء محاولا النزول وهو يصيح بإلحاح
أنا عاوز أشوفها!
أنزله أباه ليقف على قدميه قائلا
طيب يا سيدي روحلها
ركض الصغير قائلا بسعادة
ماش
هز دياب رأسه نافيا وهو يجيبه بضجر
لأ حصل حاجة كده هابقى أقولك عليها بعدين
لاحظ هو تبدل نبرته وكذلك قسمات وجهه فسأله بجدية
في ايه
أجابه دياب بغموض
مشكلة وأنا خلصتها بمعرفتي..!
وقبل أن يحاصره أخيه بالمزيد من الأسئلة أضاف قائلا
قطب منذر جبينه تغراب وهو يتساءل بنبرة شبه مرتابة من زيارتهما تلك
ليه
أجابه دياب بسخط قليل
الحاجة جليلة صممت تعزمهم
وضع منذر يده على رأسه ليحكها فقد فهم المقصد من وراء تلك الزيارة الغير مريحة وردد
حدق فيه دياب بنظرات حائرة وهو يسأله
بتكلم عن ايه
الټفت منذر ناحيته ورمقه بنظرات عميقة مجيبا إياه بغموض
متخدش في بالك بس أهي فرصة أخلص حاجة كده في دماغي!
زاد فضول دياب لمعرفة فيما يفكر أخاه فسأله باهتمام
حاجة ايه دي
ابتسم بمكر وهو يجيبه
هاتعرف كمان شوية
انتهت فاطمة من قياس ضغط أسيف التي تمكن الإنهاك من تعابير وجهها وأغلقت الجهاز الخاص بذلك قائلة بقلق
ضغطك واطي محتاجة تاخدي حاجة ترفعه!
ردت عليها الأخيرة بصوت متعب
إن شاء الله
تابعت فاطمة قائلة بنبرة محذرة
على فكرة ده مش كويس لازم تاخدي بالك من نفسك كويس!
هزت رأسها بإيماءة خفيفة وهي ترد باقتضاب
ربنا يسهل
أرادت فاطمة أن تعرف المزيد عن تلك الشابة فقد أثارت اهتمامها إلى حد ما خاصة أنها تعرف معظم المتواجدين بالمنطقة نتيجة ترددهم على صيدليتها.
حركت أسيف رأسها بالنفي وهي تجيبها
لأ أنا عندي كان بتاعي!
مطت فاطمة فمها مرددة بتعجب
غريبة! أنا أول مرة أشوفك هنا!
بررت لها أسيف سبب وجودها قائلة بارتباك خفيف
أها.. نورتي المكان وإن شاء الله يعجبك أنا اسمي الدكتورة فاطمة على فكرة صاحبة الصيدلية دي وساكنة في العمارة اللي فوقها!
بادلتها أسيف ابتسامة ودودة وهي تقول بحذر
وأنا أسيف!
زمت فاطمة ها قائلة بإعجاب
حلو الاسم بتاعك مميز شوية!
رت عليها الأخيرة مجاملة
ميرسي وانتي كمان اسمك جميل!
تسلمي على ذوقك
في نفس التوقيت كان يمر على مقربة من مكان الصيدلية يجوب بأنظاره أوجه المارين بالمنطقة ملوحا لهم بذراعه ومعلنا عن وجوده..
كانت ردة فعل أغلبهم ما بين الإنزعاج والقلق.. فالكل يعرف طبيعة مجد المشاكسة ولم يسلم هنا توقف عن سيره وسلط أنظاره عليها.
كان يراقب باهتمام حركاتها العفوية ضاقت نظراته نحوها
وبدت غير مريحة بالمرة.
إزداد حماسة في التودد عن قصد إلى تلك التي تسبب في ترك أثارها على ثيابه..
مش قولتلك هنتقابل تاني يا قطة!
التفتت أسيف نحو صاحب الصوت الغليظ شاهقة پصدمة كبيرة بعد أن ارتسمت علامات التوتر على جميع قسماتها لم تتوقع رؤيته مرة أخرى في نفس اليوم..
بدا مخيفا تلك المرة بهيئته التي تبينتها بوضوح وبوجهه المقلق وبنظراته المريبة التي تقشعر حمدلله على السلامة يا أستاذ مجد خرجت امتى من السچن
اتسعت حدقتي أسيف بإندهاش أكبر عقب تلك العبارة وأصبحت أكثر قلقا عن ذي قبل..
رد عليها مجد بتفاخر
ابتسمت فاطمة بتكلف وهي تقول
مبروك!
دنا مجد من أسيف أكثر قائلا بخبث وقد سلط أنظاره الجريئة عليها
مش هانتعرف يا حلوة
اعترض مجد طريقها بة قبل أن تخطو خطوة واحدة للأمام قائلا بسخط
الله الله! هو إذا رت ال...... هه
ازدردت أسيف ريقها پخوف وهتفت برجاء مرتبك
بعد اذنك عاوزة امشي ممكن توسع!
انتصب مجد به عن عمد ليبدو أكثر ضخامة وقوة ثم رفع أنظاره إلى فاطمة قائلا بعتاب متعمد يحمل بين طياته ټهديد خفي
جرى ايه يا حالضاكتورة مش تقولي للحلوة أنا مين ده أنا ضيفك
فهمت الأخيرة مقصده وردت قائلة بحذر
الأستاذ مجد أبو النجا من رجالة المنطقة!
ضاقت نظراته أكثر وهو يقول بصوت متجهم
بس كده!
تمتمت فاطمة قائلة من بين ها بصوت هامس للغاية لا يصل للأذنين
يعني أقولها إنك بلطجي وشمحطجي وكل حاجة
بشعة هي مش ناقصة تترعب منك!
صاح مجد بصوت خشن وهو يشير بعينيه الصارمتين
ساكتة ليه يا ضاكتورة
استشعرت فاطمة خوف أسيف وتوترها البادي للعيان فضغطت على ها قائلة على مضض
أستاذ مجد بعد اذنك أسيف تعبانة وعاوزة تروح بيتها!
عاود مجد النظر إلى أسيف وأخفض رأسه نحوها ليبدو أكثر قربا منها وهو يقول بنبرة ماكرة
أسيف أول مرة اسم الاسم ده
مال عليها ليهمس بفضول
انتي تبع بيت مين
توترت أسيف من اقترابه الغير مريح وهتفت معترضة على تصرفاته المتجاوزة بصوت حاد رغم ارتجافه
لو سمحت عاوزة عدي!
لما أسألك تردي عليا شكلك جديدة هنا ومش عارفة أنا مين!
تلاحقت دقات قلبها وانكمشت على نفسها مرتعدة من طريقته المخيفة.
تراجعت خطوة للخلف متحاشية صراخه الذي أربكها ولكنه تحرك نحوها صائحا بنفاذ صبر
ردي بنت مين هنا
أدركت فاطمة أن أسيف لا ترغب في البوح بكنيتها ولا بما يخص عائلتها فحاولت أن تتدخل في الحوار لتعفيها من ذلك الحصار المهلك قائلة بضجر
هي مش من هنا يا أستاذ مجد فمن فضلك بلاش تضايقها!
الټفت مجد نحوها قائلا بتهكم
هي وكلتك المحامية بتاعتها وأنا معرفش!
ردت عليه بحذر
لأ بس....
قاطعها قائلا بشراسة وهو يشير بحاجبيه
تفاجيء هو من فرارها
لكنه لم يحرك قدما وظل ثابتا متابعا ما تبقى من أثرها وهو يحدث نفسه بثقة
وماله مش هاتبعدي كتير!
استدار مجد برأسه نحوها ثم دنا منها بخطوات متمهلة حتى بات قبالتها تماما هتف بها موجها
يتبع التالي
الفصل الخامس والثلاثون
لجأت إلى منزلهما الذي كانا دوما يلتقيان خلسة فيه قبل أن يتم زواجهما الرسمي..
من وجهة نظرها كان يعد المكان الآمن لتحمي نفسها من بطش دياب إن اكتشف خدعتها له.
تزينت كعادتها وتغنجت بها البارز أسفل قميص نومها الشفاف ذو اللون السماوي أمام المرآة.
وضعت الات النهائية من مساحيق التجميل ثم جلست على الأريكة في انتظار عودة زوجها مازن.
انتبهت لصوت غلق الباب بالخارج فنهضت من جلستها لتتجه إليه قائلة بحماس
حبيبي حمدلله على...
قطمت عبارتها قبل أن تكملها حينما رأت حالته المزرية أمامها.
اتسعت مقلتاها في صدمة وشهقت
متابعة القراءة