رواية منال الجزء الثاني
المحتويات
المحرك الأساسي لها فهتفت بصوتها المبحوح
اطمن على بيتنا الأول وبعد كده يحصل اللي يحصل المهم بيتنا يكون بخير ومش حصله حاجة!
ود لو استطاع خنقها بيديه بسبب حماقتها الهوجاء هي لا تقدر خطۏرة الموقف تتصرف وفق أهوائها حتى وإن كانت مضللة.
رفع كفيه في الهواء هاتفا بسخط
اها.. يعني مش فارق معاكي لو حبسك ولا حتى خطڤك وجوزك لأي كلب يعرفه!
ده.. ده بيتنا!
أطلق منذر لفظا نابيا من بين ه ولكن بصوت خفيض معبرا عن سخطه الكبير من حمقها رمشت بجفنيها ممتعضة من كلمته الفجة لكنها لم تعقب عليه.
أوشك على فقدان أعصابه أكثر فهتف باقتضاب
أنا طالع برا شوية!
ثم تحرك بخطى متعجلة إلى خارج الغرفة ليضبط انفعالاته لم يبتعد كثيرا بل استند بظهره على الحائط القريب.
غبية!
استشاطت نيرمين أكثر مما تفعله خاصة في ور منذر خاصة لأنها تنجح في الاستحواذ على اهتمامه بطريقتها تلك تأججت بداخلها شحنة غاضبة فقاومت رغبتها في إفراغها فيها وبتريث أسندت رضيعتها على الأريكة مانعة نفسها من الخروج عن شعورها كي لا يظهر وجهها الحقيقي في وجوده هي لا تريد إفساد الأمر على أهون سبب.
طيب بصي أنا عندي فكرة احنا نطمن على بسمة الأول وبعدها نروح نشوفه!
ردت عليها نيرمين تخفاف وهي تستدير نحوها
يا عالم بسمة هاتقوم من اللي هي فيه امتى!
ثم رمقت أسيف بنظرات احتقارية وهي تضيف بحنق
والهانم مش صابرة إياكش الناس ټ والدنيا تولع من حواليها بس المهم هي والمخروب بتاعها!
ماتتكلميش عن بيتنا كده! محدش نصبك قاضي عليا كل مصېبة تحصل تقولي أنا اللي وراها لأ أنا
السبب فيها إنتي مجربتيش تخسري حاجة واحدة من اللي أنا خسرتها
ردت عليها نيرمين بشراسة
وانتي معشتيش لحظة من اللي عشتها كل اللي بتعمليه سهوكة
التقطت أذناه بالخارج صوتها المرتفع فانتبهت حواسه بالكامل لطريقتها الفجة في الحديث حدق أمامه بثبات وهو يصغي إلى باقي هجومها الكلامي العڼيف.
التوى ثغر نيرمين للجانب وهي تواصل حديثها بنبرة عدائية
جايز تقدري توقعي واحد فيكي بلؤم الفلاحين بتاعك بس أنا كشفاكي من زمان وفهمت حركاتك دي من أول يوم جيتي فيه هنا واللي بترسمي عليه في مخك وحطاه في دماغك عشان يقع في دباديبك مش هايحصل سمعاني مش هايحصل لأني ڠصب عنك هاخده منك! هو بتاعي وبس!
والله عيب اللي بيتقال ده! ميصحش كده! إنتو عاوزين الراجل يقول علينا ايه
ردت عليها نيرمين بعدم اكتراث
خليه يعرف الأشكال اللي مديها قيمة على حقيقتها وهي ماتسواش جزمة قديمة في رجلي!
دنت أكثر منها مواصلة حديثها بنبرة مھددة
بس انتي متعرفنيش يا يا..بنت رياض خورشيد أنا مش بأرحم اللي يفكر بس ياخد حاجة مني افتكري ده كويس أنا والطوفان من بعدي!
لم يتخيل منذر مطلقا أنه يتعامل مع شخصية حقودة مثلها وتعجب أكثر لجحود قلبها نحو الأقرب إليها وجها أخرا كشف إليه منها فضاقت نظراته بسخط جلي محال أن تربطهما صلة ډم وود ومحبة كما تزعم وهي تضمر نوايا سيئة تجاهها أسلوبها الھجومي يعكس جزءا من حقيقتها البشعة لم يكن رأيه فيها من فراغ..
هي لا تصلح له حتى لو كانت أخر النساء على الأرض ربما والدته مخدوعة في طيبتها الزائفة بسبب رغبتها الغريزية في الحصول على حفيد من صلبه من امرأة قادرة على الإنجاب لكن بات الأمر محسوما بل الأصح مقضيا بالنسبة إليه....!!!!
يتبع التالي
الفصل التاسع والخمسون
ل في جلسته بعد أن سجد للمرة الأخيرة ليشرع فيما تبقى من صلاته قبل أن يفرغ منها تماما ارتخى قليلا وهو يعاود ثني ساقيه أسفله ثم أمسك بمسبحته يحركها ببطء شديد متمتما بأدعية من الذكر.
تنهد الحاج إسماعيل بعمق وظل يهز رأسه بثبات وهو يتضرع للمولى عزوجل أن يتجاوز عن سيئاته في نفس التوقيت ولج إلى اجد أحد الشباب وهو يلهث بتوتر شديد جاب بأنظاره المكان من الداخل باحثا عن شخص بعينه شعر بارتياح كبير حينما لمحه بجوار أحد الأعمدة فأسرع في خطواته قاصدا إياه.
هتف الشاب بصوت متقطع
ح.. حاج إسماعيل!
رفع الأخير رأسه نحوه متفرسا في وجهه بنظرات غريبة وهو يرد
بلال! خير يا ابني
جثى بلال على ركبتيه هاتفا بصوت خفيض ولكنه حذر للغاية
حاج إسماعيل أنا.. أنا كنت عاوزك في حاجة كده فاضي شوية
أومأ برأسه قائلا
ايوه في حاجة حصلت
أجابه بارتباك ملحوظ
أنا مش عارف إن كنت صح ولا غلط بس.. بس أنا بقالي يومين محتار
تعقدت تعابير وجه إسماعيل نوعا ما متسائلا بجمود
ما تتكلم يا بلال على طول عاوز تقول ايه
ازدرد بلال ريقه وهو يجيبه بتلعثم
هو يا حاج لو.. لو الواحد شاف حاجة و..... وسكت عنها يبقى كده كتم شهادة حق!
رد عليه الأخير بحكمة
ده يعتمد على اللي شافه إن كان خير ولا شړ إن كان في مصلحة غيره ولا هيضره بس في كل الأحوال مش لازم نكتم الشهادة لأن ممكن يكون فيها نجاة لحد بريء!
آمال بلال برأسه للأمام وهمس بغموض حذر
أصل أنا..... بصراحة مش عارف إن كان ده ليه علاقة بدار خورشيد ولا لأ!
بدا الاهتمام على تعابير وجه إسماعيل عقب جملته المريبة تلك فسأله مستفهما
وضح كلامك أكتر! تقصد ايه
أجابه بتريث خاڤت
أنا كنت معدي ناحية الغيط اللي في البر الغربي وشوفت واحد جاي من ناحية الدار!
عقد الحاج إسماعيل ما بين حاجبيه مرددا بهدوء
ما جايز كان معدي من الطريق اللي هناك!
هتف بلال معترضا بانزعاج
لالالا يا حاج إسماعيل مش كده!
ثم أخففض نبرته ليكمل بتوتر
ده زي ما يكون كان خارج من جوا الدار وطلع يجري وسط الزراعية زي ما يكون هربان من حاجة وبعدها بشوية عرفنا بالۏلعة اللي مسكت في الدار!
اتسعت حدقتي الأخير باندهاش كبير وهو يسأله بجدية
إنت متأكد من الكلام ده
هز رأسه بالإيجاب وهو يرد
اه يا حاج زي ما بأكلمك كده!
صمت الحاج إسماعيل لبرهة ليفكر مليا فيما قاله ثم أردف متسائلا
طب الجدع اللي شوفته حد نعرفه من البلد يعني ولا...
حرك رأسه نافيا وهو يجيبه
لأ يا حاج إسماعيل أنا مشوفتوش أوي بس.. بس شكله غريب عن هنا!
توقف الحاج إسماعيل عن تحريك حبات مسبحته وأشار له بسبابته مضيفا بهدوء جاد
بس ده مش معناه إنه عمل الحكاية دي!
فرك بلال ذقنه هاتفا بنبرة شبه مقتنعة
ايوه جايز بردك..!
ثم صمت للحظات قبل أن يهتف بتلهف وكأنه قد تذكر شيئا ما
بس أنا لمحت نفس الراجل واقف مع الحاج فتحي!!!
ارتفع حاجبي الحاج إسماعيل بذهول مصډوم وهو يهتف من بين ه بعدم تصديق
الحاج فتحي!
أومأ برأسه قائلا بتأكيد
اه
لم يبدو الأخير مقتنعا بتورط رفيقه في مسألة إحراق الدار فهتف مدافعا عنه بهدوء
طب ازاي انت بتقول شكله غريب عن هنا وواقف مع الحاج فتحي!
أجابه دون تردد
أنا كنت سايق الماكنة وطالع على الجمعية الزراعية أجيب تقاوي فشوفت نفس الراجل بنفس الهدوم واقف معاه يكلمه!
أثار الموضوع شكوكه بصورة مبالغة فربما لم ينس الحاج فتحي بعد ما حدث مع ابنة رياض وأراد الاڼتقام منها دون أن يدري أحد بهذا.
همس لنفسه بتوجس
كبير
شكل الموضوع فيه إن.. وإن كبيرة أوي!
تفرس بلال في وجهه محاولا تخمين ما يفكر فيه خاصة بعد أن طال صمته.
استطرد الحاج إسماعيل حديثه متسائلا
طيب في حد يعرف بالكلام ده غيري
هز رأسه نافيا بجدية
لأ يا حاج!
مط فمه ليقول بهدوء رزين
ماشي يا بلال..
تساءل الأخير بحيرة واضحة عليه
طب هاعمل ايه يا حاج يعني قولي أتصرف ازاي
أشار له بسبابته مرددا بنبرة عقلانية
استنى أما أشوف الحاج فتحي الأول وبعد كده هاقولك تعمل ايه بس لحد ما أعمل ده ماتجبش سيرة باللي قولته لحد!
ماشي!
تنفس الحاج إسماعيل بإنهاك وهو يضيف لنفسه بقلق
ليه كده بس يا فتحي شكلك ورطت نفسك في بلوى ومش هتخلص منها أبدا!
اكتشف جزءا دنيئا من شخصها الحقېر جزءا لا يعرف إلا القسۏة والجحود هي برعت في ارتداء قناع البراءة وخدعت به من هم على سجيتهم لكنها لم تتمكن أبدا من إقناعه بحيلها لم يرد إظهار معرفته بما يضمره قلبها فتعمد رفع نبرة صوته ليحذر قاصدا الإشارة إلى وجوده بالرواق
ماشي يا دكتور ولو في حاجة بلغني!
انتبهت نيرمين لصوته الصادح فتراجعت نحو للأريكة لتجلس إلى جوار رضيعتها رسمت على ملامحها تعابير جامدة وكأنها كالحمل الوديع.
طعنات أخرى تلقتها أسيف من الأقرب إليها وهي التي لم تعامل أي منهم بالسوء ذنبها الكبير بل جريمتها الفادحة أنها أرادت فقط أن تحظى بعائلة أكبر وفي مقابل هذا خسړت ما بقي من كرامتها ناهيك عن الإساءة إلى سمعتها ابتلعت مرارة الإهانة پقهر عاجز وکسى الحزن وجهها.
نظرت إليها عواطف بقلة حيلة فهي لا تستطيع صد ابنتها عن الاستمرار في أسلوبها الفج معها دوما تحبطها بكلماتها اللاذعة أو تعنفها بفظاظة موجعة.
ولج منذر إلى داخل الغرفة وسلط أنظاره على أسيف التي كانت في حالة لا تحسد عليها لم يبعد أنظاره عنها وظل محدقا بها مطولا بقصد إغاظة تلك السمجة التي تجلس خلفه كم ود أن يلقنها درسا قاسېا لوقاحتها الشرسة معها لكن من الكلمات ما ې ولهذا أراد أن يذيقها من حدته الجافة. استطرد حديثه قائلا بصلابة
عاوز تسمعي كلامي للأخر و تبقي متأكدة إن الموضوع ده لمصلحتك مش لحاجة تانية!
طالعته أسيف بنظرات حائرة فقد بدا حديثه غامضا بالنسبة لها لكنه كان مقلقا لنيرمين التي كانت تحترق بغيرتها من خلفه.
تساءلت عواطف بفضول
مصلحة ايه دي
أضافت أسيف بتوتر
أنا مش فهماك
دنا منها لتتقلص اافات أكثر بينهما وتشتعل ألسنة الحقد بداخل نيرمين
وقف قبالتها وأسبل عينيه نحوها وهو يجيبها بنبرة هادئة لا يعكر صفوها شيء
انتي عاوزة تشوفي بيت أبوكي صح
أومأت برأسها إيجابا دون أن تلفظ بكلمة واحدة فتابع بجدية مريبة
وعشان تخشي البلد عندكم لازم تبقى راسك مرفوعة محدش كاسر عينك بحاجة مظبوط
ردت بصوت خفيض يشوبه الارتباك
أيوه
زادت نبرته غموضا وهو يقول
وخصوصا لو قريبك فتحي ده حب يفرد عضلاته عليكي
هزت رأسها بإيماءات متتالية مرددة بقلق
أها
صمت لثوان لتشحن الأجواء أكثر ثم تابع بجدية تامة دون أن يطرف له جفن
خلاص يبقى أخطبك رسمي!
فغرت أسيف ها مشدوهة من اقتراحه الغير متوقع وظلت تنظر له ببلاهة محاولة استيعاب ما قاله توا عقدت المفاجأة لسانها وجعلتها تصمت مجبرة وكأنه في نفس الوقت قد ألقى بقذيفة أر بي جي في وجه
متابعة القراءة