رواية جاسر الفصول من 20-22
المحتويات
الفصل ٢٠
لماذا أراك على كل شيء
كأنك في الأرض كل البشر
كأنك درب بغير انتهاء
وأني خلقت لهذا السفر..
إذا كنت أهرب منك .. إليك
فقولي بربك.. أين المفر!
مجددا وكأنما يراها لأول مرة..تلك الشعلة من الثقة وهالة القوة التي لا يستطيع أحدا مقاومتها تماما كأول لقاء..لم تكن تلك الهالة من القوة وتلك الشعلة من الثقة موجودة منذ دقائق..ولكن حديثه جعلها تعود كما تمنى..لا يستطيع أن يلوم جاسر عن عشقه المچنون بل المهووس بها..وبالرغم من وجهها المقتضب إلا أن بريق عيناها قد لمع من جديد وكأنها شمسا في سماء حالكة السواد
مفتحتش القميص ليه!
رفع حاجباه وقالأسف..سرحت شوية...
ضحكت وقالتودا غير اللي أنا قولته!...
ضحك هو الأخر ورفع منكباه ب خفة دليلا على أنه لا يعلم ماذا يقول..هزت رأسها ب يأس وأكملت عملها ليسألها بغتة
أجفلت عند سماعه لسؤاله الغريب..لتقوم ب غرس الإبرة عن طريق الخطأ ب حرجه ليتأوه ب ألم ف إنتفضت وإبتعدت هاتفة ب تلعثم
أسفة..مكنش قصدي..بس أنت قولت إيه!
مسد على جرحه وتساءلسألتك مش ناوية تتجوزي تاني!...
نظرت إليه ب عدم تصديق أهو حقا يتساءل عن إمكانية زواجها مرة أخرى..ولكنها رأت خلف ستار السؤال العفوي رغبة جامحة ب عيناه لإمتلاكها لذلك وب دون مواربة وقوة أصابته ف الصميم
لمحة من الألم مرت ب عيناه جعلتها تشعر ب الأسف عليه..تعلم أنه يحبها وقررت إستغلاله ولكنها أوضحت أنهم أصدقاء..هذا خطؤه..هكذا أقنعت نفسها
إنحنت مرة أخرى وأكملت عملها لتهتف دون النظر إليه ب نبرة ذات مغزى
ساعات بنفكر إن الشخص اللي جنبنا هو دا الشخص المنشود..لكن فجأة ومن غير مقدمات بتكتشف عشق مكنش على بالك
لم ترد قررت التجاهل بكل الطرق..هذا الحديث لن يجلب لكلاهما سوى الألم وهى لا تريد إيلامه..تنهدت وهى تنهي عملها لتقوم ب تطهير الچرح مرة أخرى ثم ضمدته
خد التيشيرت دا وهات القميص أغسله بسرعة وأجبهولك...
أومأ دون حديث لتقول وهى تدلف إلىغرفة إبنتها
هبعتلك جلنار لما تخلص..إبعتلي معاها القميص
طيب...
قالها لترحل روجيدا لينزع القميص عنه ب عڼف وهو يلعن ذلك القلب الأحمق على عشق لن يكتب له النجاح
أنكل شريف!..أخيرا جيت
حملها شريف مع إبتسامة ثم هتف عشان الأميرة جلنار وحشتني وقولت أشوفها...
ختم حديثه مع قبلة عميقة على وجنتها لتبتسم ب خجل..بقى ينظر إليها مطولا ف هتفت وهى تنظر إلى چرح صدره ب حزن
مين عورك!
ربت على خصلاتها وقالدا
وأنا
بلعب
وضعت
يدها على فاها قائلةهو أنت صغير عشان تلعب!
ضحك ثم قرص وجنتها قائلاأيوة يا لمضة كلنا بنلعب..مش مامي بتلعب معاكي!...
أومأت ب طفولة وإبتسامة متسعة ليهتف هو
طيب يبقى ألعب ولا ملعبش!
لأ إلعب...
قالتها ثم ضحكت لينزلها هو أرضا وينزع عنه قميصه ويرتدي الكنزة التي جلبتها إليه روجيدا..ثم أعطى قميصه إلى جلنار قائلا
يلا ودي دي لماما...
أخذته ثم ركضت إلى الداخل..ليقرر النهوض والرحيل دون حتى أن ينتظر رؤياها مرة أخرى
دائما كانت الوحدة رفيقة العاشق..المنزوي..البائس..الكتوم..الفاقد لذة الحياة..أما في حالته ف كان هم جميعا..يشتاقها حد الجنون..بعدما تذوق جنة اللقاء وحلاوة التلامس..عليه أن يتذوق چحيم الفرق. تساءل ب غرابة كيف تحمل ثلاث سنوات قبلا دون أن يتلمس يدها!
ضحك ب تهكم أنه لم يبتعد..لم يفقد هوسه بها عندما طلبت الإنتقال والعيش ب مكانا أخر تطوع هو ب البحث الذي لم يدم ساعات حتى وجد تلك الشقة القريبة من شركته..كان يراقبها ليلا ونهارا..ينتظرها تخرج من البناية تودع الصغيرة ب الحافلة الخاصة ب روضتها..عناق ثم قبلة وإبتسامة..لترحل جلنار وتبقى هى تتأمل المارة قليلا دون أن تنتبه لذلك العاشق المچنون الذي يراقبها ب لذة وإشتياق مهلك
يرحل ويصعد إلى شركته لتبدأ جولة أخرى من المراقبة..عينان فيورزيتان شادرتان تتأملان النيل..بين يديها كوب من الشاي ..يتفوه بها كلما قربت الكوب من شفتيها..حياه أخرى كان يحيها وهو يراقبها..يعلم أن تتذكر حياتهم معا..ف ذلك الشرود يبدأ ب إبتسامة يتبعها دمعة تسير على وجنتها ب ضلال
ضحك وهو يضع يده على عيناه عندما تذكر طلبه الصغير من فتاته
صوريلي ماما وهى نايمة..وكانت الصغيرة أكثر كرما..بل كرما ب سخاء..حققت مطلب عاشق ومطلب زوح يشتاق إلى زوجته..ليترك لعيناه حرية النظر إليها كاملة..
وضع يده على صدره يتذكر يوم الوشم..كان أكثر الأيام سعادة..ذهب إلى ذلك المكان..ب الرغم من كونه يكره ذلك..إلا أنه أراد الشعور بها على جسده..ف وشم رائع على جسده ب اسمها يكفيه
نهض ونزع قميصه وحدق ب وشمها على صدره..نفس الحروف ونفس الزخرفة جعلت عيناه تطوف ب ذكرى رائعة
عودة إلى وقت سابق
فوق سطح هذا المنزل الريفي..تمدد كلاهما ب شكل متعاكس..ولكنه يضع أنفه عند وجنتها ..لتضحك وتهمس ب خجل
بس بقى
بس إيه!!...
قالها وبدأ يداعب خصلاتها الكستنائية..لتبتسم ب إتساع..
أنت واخد بالك إحنا فين!!...
جاسر الله!!...
قالتها ب إعتراض ..ثم إبتعدت أكثر
صوتك يا هانم
زمت شفتيها بعدما إنتفضت ثم قالتالله!!..ما أنت اللي مش محترم نفسك
نهض ونفض ثيابه ثم قال ب خبث إذا جاسر الصياد محتاجله حملة تربية...
فتح عيناه .إبتسم
يا صباح الفراولة
يا صباح بيحلى بجاسر الصياد...
إبتسمت وإبتعدت تقول ب شقاوة
أنا كنت بفكر ف حاجة وأنت نايم
تساءل ويداه تهبط إلى ظهرهاإيه هى...
إلتفت تجذب قلم لتفتحه تحت نظراته المتعجبة..لتكتب على صدره تحديدا فوق قلبه حروف اسمها ب زخرفة رائعة..إبتسامة عذبة رجولية إرتسمت على وجهه عندما سمعها تهتف ب حب
عشان أفضل ف قلبك ديما
إبتسم وهمس مش محتاجة تكتبي اسمك..
إنتهت الذكرى مع وضع يده على صدره يتنهد ب عڈاب..قد تكوز قد نست تلك الذكرى الرائعة ولكنه لم ينساها..ف هى السبب في وشمه الحالي
تحمل من الحزن الكثير
تصبحي على خير يا فراولتي...
في صباح اليوم الموالي كان سامح يقف أمام المرآه يعدل رابطة عنقه ب صعوبة بالغة وكأنه ينازع ف تأفف تاركا إياها ثم هتف ب نزق
جرى إيه يا نادين!..أنتي بتخترعي الذرة جوه...
فتح الباب ما أن أنتهى من عبارته..لتقول وهى تعدل ذلك الحزام على خصرها
بتزعق ليه يا سامح
تأفف مرة أخرة وتشدق ب غيظإعمليلي الزفتة دي مش عارف أعملها
ضحكت وقالتبس كدا!..عنيا يا سيدي...
أفاق من تأمله
وهى تعدل تلك الرابطة..ليحيط خصرها ويسألها ب صوت مبحوح متأثرا ب طلتها
أنتي ناوية تخرجي كدا!
عقدت حاجبيها لتقول وهى تستند على صدرهكدا إزاي يعني...
قرص خصرها ب خفة لتضحك ب عفوية ثم هتف وهو يقربها أكثر
أنتي مش شايفة نفسك إحلويتي إزاي بعد الحمل!
همهمت امممم..بجد!!
ردجد الجد..فكريني كدا اللي هتابعي معاه دكتور ولا دكتورة
ضحكت وهى تميل على وجنته دكتورة يا حبيبي..متقلقش
حتى لو ست.
ضحكت بعدم تصديق قائلةبتغير من واحدة ست!..مش ممكن
ضحكت ب صوت أعلى وهى تقبل وجنته قائلة ب حب
واللي يحبها صعيدي يبقى يا بختها..وفعلا يا بختي بيك...
أمسك كلا كفيها ثم رفعها وقبلهما عدة قبلات ليجذبها خلفه متشدقا ب إبتسامة
يلا عشان لا فيه دكتورة ولا فيه شغل...
إبتسمت وتبعته ا وهو يحادث والدته التي وصتهما ب العناية ب بعضهما..ليومئ كلاهما ثم يرحلان
صعدا إلى السيارة وإنطلق السائق بهما وتبعتهما سيارتان لحراستهما..سألته نادين وهى تمسك يده
لسه ضلوعك بټوجعك
هو ضلع واحد..ولأ الحمد لله..لما بضغط بس عليه بيوجعني
يارب تتقطع إيد اللي عمل كدا
ضحك سامح ثم قاللأ دا روحه هى اللي إتقطعت...
حركت رأسها ب إستفهام ليقول موضحا
جاسر برضو عمل اللي ف دماغه..وقرر يعلمهم الصح
هتفت ب دهشةهو مش راحم نفسه! إفرض كان جراله حاجة لقدر الله!..هيسيب بنته ومراته لمين!
ربت على خصلاتها قائلاجاسر بيحسب خطواته يا نادو متاخفيش..هى ماشية معاه بستر ربنا
ربنا
يهديه..ويرجعوا لبعض عشان المرار الطافح اللي هما معيشينوا لينا دا
قولي يارب...
وصلا بعد مدة طويلة إلى عيادة الطبيبة التي كانت خالية تقريبا من المرضى في هذا الوقت من الصباح..دلفا إلى الغرفة ورحبت بهما الطبيبة ثم طلبت من نادين الإستلقاء على الفراش
فعلت نادين ذلك ثم عاونها على الإستلقاء..لتبدأ الطبيبة ب فحصها وعلى وجهها علامات راضية..أغلقت الجهاز ثم قالت ب إبتسامة
ما شاء الله..واضح إن مدام نادين مشت على التعليمات مظبوط
رد عليها سامح ب إبتهاج يعني كل حاجة تمام!..صحتها هى والبيبي كويسة!
ردت عليه ب نفس الإبتسامةأحسن مني ومنك كمان..أنا عوزاكي يا مدام نادين تمشي على نفس الفيتامينات والأدوية اللي أنا كتبتهالك المرة اللي فاتت
أومأت ب موافقة ثم همست ب إبتسامة سعيدةحاضر يا دكتورة...
نهضت الطبيبة ثم قالت وهى تجلس على مكتبها
البيبي عمره شهرين..كمان شهرين زيهم ونص ونقدرنتعرف على نوع الجنين...
رد عليها سامح وهو يعاون نادين على إرتداء ثيابها
كل اللي يجيبه ربنا كويسة يا دكتورة
إن شاء الله ربنا يكرمكوا بكل حاجة كويسة...
صافح سامح الطبيبة ثم رحلا إلى الشركة تحت إصرار نادين على الحضور معه..ليدلف إلى الشركة وهى ب جانبه تتطلع إلى كل إمرأة من العاملات هنا تحي زوجها ب نظرة وكأنها قطة شرسة تستعد للإنقضاض على من يتجرأ ويمس أطفالها ب سوء
ما أن دلفا إلى المكتب حتى إنفجرت نادين ب وجهه تحت نظراته المشدوهه
هو أنت كل واحدة تقابلها تسلم عليها!
ردد ب عدم فهم أسلم عليها!!..مش فاهم
لكزته ب كتفه هاتفةأه بتسلم عليها ومش ناقص غير تبوس وتحضن كمان
كبت ضحكته ب صعوبة وقال ب مزاحااااه هى دي هرمونات حمل بقى ولا إيه!!...
ضړبته ب صدره عدة مرات
قبل أن يجذب يدها إليه يمسك يدها مانعا إياها من ضربه لتهتف ب عڼف
يا بارد يا مستفز يا...
كانت نادين تضع وجهها أرضا ليبتسم سامح ثم هتف بعدما إستعاد أنفاسه
أدخل...
دلفت السكرتيرة الخاصة ب سامح..وليتها لم تدخل..ف كانت حسناء لدرجة جعلت نادين تشهق ب ڠضب ناظرة إليه ب إتهام..حتى ثيابها اليوم منمقة عن العادة
زفر سامح ب يأس فما كان عليه أن يجلبها إلى هنا..فهي لن تقوم سوى ب إفتعال المصائب ليسأل السكرتيرة سريعا يتجنب
ثورة من الڠضب
في حاجة!
أه يا فندم..في واحدة مصرة تقابلك برة
أتاهم صوت نادين الغاضب واحدة!...
نظرت إلى سامح ثم أشارت ب سبابتها وهتفت ب عڼف
وأنت بيجيلك وحدات هنا كتير!
همس ب أذنهاإهدي يا نادين..أنا والله ما أعرف مين...
ثم عاد ينظر إلى سكرتيرته متجاهلا تلك التي تتأفف ب ضيق وتساءل ب إهتمام
مقالتش مين!
حركت رأسها نفيا ثم قالتلا يا فندم..بس هي مصرة جدا
طب خليها تدخل...
أومأت ثم أنصرفت..لتمسك نادين يد سامح وتشد عليها..ليجذبها من خصرها إليه هامسا وهو يغمز ب عبث
غيرة
متابعة القراءة