رواية جاسر الجديدة الجزء الثالث

موقع أيام نيوز

ماهو القرار الصحيح 
ليست بحاجة لمزيد من التفكير خاصة وهي تتسلل من المركز قبل ظهور کریم لتذهب للقصر لاصطحاب أطفالها في نزهة كما وعدتهم ومنذ بداية الأسبوع القادم سیمکثون معها لنصفه كما اتفقت مع جاسر ولكن ما لم تحسب حسبانه أن تجد الصغار برفقة أبيهم بحجرة المعيشة يلهون سويا بصخب وصوت ضحكاتهم قد دفع بالبسمة اللإرادية لثغرها صړخت سلمی مرحبة بأمها وتدافعت ساقيها نحوها وقالت مؤنبة إتأخرت على فكرة يعني فحملتها سالي وقالت ضاحكة
یابكاشة قال يعني عارفة الوقت هزت سلمى رأسها معترفة
سلیم هوا اللي قال أنك جاية الساعة تلاتة وسألت بابا قال دلوقت بقت خمسة حث جاسر سليم لتوجه نحو أمه التي تلقفته بأحتواء مغمغمة باعتذار

معلش والله يا سليم كان عندي حالات كتير عشان كده أتأخرت فقال جاسر بمكر
ماتزعلش بقا ياسولم وبعدين أنا مش مكفيك يا أخي!
هز سلیم رأسه واندفع مجددا لأبيه فهو أصبح يستشعر الأمان بينهما أكثر من ظل أمه الغائب وداخله يعد نفسه لمزيد من الأعذار والغياب وتلاهي بآخر سواهما تلك المشاعر المعتملة بصدره أصبحت سالي تراها لكأنما كائن حي وحش قبيح الشكل والهيئة يخبرها كم أضحت أما قاسېة ينهش هناء ليلها ويؤرق مضجعها واقټحمت نعمات حديث القلوب وقالت بصوتها الجهوري
الغدا جاهز ياجاسر بیه فارتسمت على ملامح وجه سالي التوتر وقالت لسلمی
أنتوا ما اتغديتوش لحد دلوقت 
رد جاسر وهو يقترب منها حاملا سليم على كتفه
قلنا نستناكي ناكل سوا عزمت سالي الرفض ولكن مع تعلق أنظار أطفالها بها تحركت خطواتها مذعنة خلف جاسر الذي تحرك نحو الشرفة حيث أعدت نعمات طعام الغذاء وجلست للطاولة المستديرة والتي أعدت لها أربع مقاعد فقط فأصبحت على مقربة من جسده الفارع وأطفالهما أمامها قد شرعا بإلتهام الطعام من فرط جوعهما وبالمثل تناولت سالي معلقتها وشرعت بالأكل ليدخلا مسابقة الأسرع أكلا كما اعتادوا وفجأة قام جاسر تاركا طعامه الذي لم يقربه وتحرك نحو مشغل الإسطوانات لتنبعث منه تلك الموسيقى المميزة جدا لأسماعهما ومرة أخرى وربما كانت تنبعث من بين طيات الذكرى صوت فيروز الحالم بأغنيتها المتسائلة المتوحة لقلوب الچرحى سألتك حبيبي لوين رايحين 
فتركت سالي معلقتها ووضعتها وتوقفت عن الأكل كما توقفت الأرض عن الدوران وعادت بها لأرض الأقصر وذكرى تلك الفتاة المتخبطة بين أورقة العشق له عادت لتتلبسها فأخفضت رأسها وهي متشعبة بذكرياتها البعيدة تارة تشعر بالسعادة وأخرى بالخزي والألم وتراقصت الدموع بعيناها وتركت الطاولة هاربة نحو الداخل تحت أنظار الأطفال المتعجبة لحال أمهما الغريب وأتبعها جاسر نحو الداخل بعد أن أمرهم بلطف للانتهاء من طعامهما وقفت مكتفة الأيدي تدير له ظهرها تحاول إستجماع شتات نفسها وقالت عندما شعرت به يتقدم داخل حجرة المعيشة
هبقا أخدهم يوم السبت زي ما اتفقنا فقال بلطف
الجمعة هجيبهم لحد عندك فحملت حقيبتها واستعدت للرحيل واصطدمت قدميها بألبوم صور ملقى على الأرض فالتقطه واقترب منها وقال
کنا بنفر في الصور فيه صور نسيت أمتي أخدناها حتى فتحت سالي الألبوم وتناقلت بحنين نحو صفحاته وتطلعت لصورة سلمى وهي برفقة سليم في أحد الصناديق المخصصة لجمع الألعاب فضحكت رغما عنها وقالت
كانت غاوية تستخبى هنا وسليم كل مرة كان يقفشها فضحك جاسر متفكها وقال
ولما لقيته كل مرة يمسكها بقت تروح ورا الستارة في مكتبي تستخبى مننا ورجليها وساعات كلها كان بيبقا باين من وراها وتناقلت بين الصور جوعا للمزيد حتى توقفت عند صورة بملابس صيفيه بيتيه لها بلون كريمي وهي تحمل سلمى التي لم يكن تجاوز عمرها أشهرا قليلة فمدت أناملها بسرعة لتسحبها بخجل وتوتر واضح وعزمت على تمزيقها فوزنها كان قد بدأ في الإزدياد كما أن وجود مثل الصورة لها بحوزته أمرا باعثا على الحرج والضيق لكن أنامله كانت الأسبق إذ منعها برقة بالغة وهو يقول وعيناه لا تحيد عن وجهها المتورد
ولو مافيش صورة فيه حاجات استحالة تنمحي من خيالي یاسالي واقترب منها وبصوته الأبح قال بحميمية بالغة
ذكريتنا وحياتنا سوا يمكن ننسى من التلاهي بالحياة بس سهل جدا لما نستدعيها ترجع تاني كأننا بنعيشها لأول مرة فرفعت عيناها له وكانت تلك أعظم أخطائها إذ اشټعل جسدها برمادية عيناه التي لم تنضب وتخضب وجهها باللون الڤاضح واهتزت أوصالها وحبال صوتها إذ قالت هاربة
أنا هسلم على الولاد قبل ما أمشي
عيناها المتورمة پبكاء لايبدو له نهاية كانت أول ما استدعى إنتباهه بعد نبرة صوتها المرتجفة بالهاتف منذ قليل اتصل بها يبلغها بأمر ضروري يخص أجهزة التعقيم بالمركز وطلب منها الحضور إن كان باستطاعتها قال بلطف وهو يطالعها
مالك ياسالي 
هزت رأسها وهي تمنحه ضحكة كاذبة
ماليش أنا كويسة جدا موضوع الكهربا ده هياخد وقت!
هز کریم رأسه وقال وهو يوليها ظهره مشيرا الأسلاك الكهرباء المعلقة بالأعلى
هیأجل الإفتتاح يومين تلاته
 

تم نسخ الرابط