رواية طارق الفصول من الرابع عشر للسابع عشر

موقع أيام نيوز

الفصل الرابع عشر 
من يمتلك النفوذ و السلطة يستطيع شراء ما يريد حتى العدالة و القانون عليه فقط أن يأمر من عليه التنفيذ فيهرعون لارضاءه. معاملات و مصالح متبادلة لا يهم طالما هناك من يحقق مصلحته حتى و إن دهس الجميع بطريقه فالمصلحة الشخصية فوق الجميع والضمائر تشترى بأرخص الأثمان و ما أكثر من باعوا ضمائرهم

استيقظت نيرة على صوت رنين هاتفها مدت يدها تتناوله من أعلى المنضدة الصغيرة المجاورة لفراشها نظرت إلى شاشته ثم أجابت المتصل الذي لم يكن سوى أمجد أجابته بصوتها الذي لم يفارقه النعاس بعد صباح الخير يا أمجد إيه يا بني بتتصل عالصبح كده ليه 
أخبرها أمجد بصوت غاضب هاشم بدأ يلعب الشاهد غير أقواله 
نظرت نيرة أمامها ببلاهة يعني إيه غير أقواله! 
نظرت إلى ساعة المنبه جوارها لتجدها تخطت التاسعة بقليل إذن فقد استعد منذ الأمس وانتظر الصباح حتى ينفذ مخططاته 
أغلقت الهاتف مع أمجد ثم قامت من فراشها قررت الذهاب إلى من تعرف منه ما حدث بالتفصيل 
إن كان لديك مواجهة فلا تؤخرها بل عليك أن تتعجلها للتخلص من القلق الذي يساورك بشأنها فالتأجيل لن يغير من النتيجة شئ
خرجت نسمة من غرفتها لتجد والدتها بالمطبخ منهمكة بتحضير وجبة دسمة للغداء و بالتأكيد والدها بالعمل بمثل هذا الوقت 
نظرت إليها والدتها بدهشة انتى لابسة كده و رايحة فين 
ظهر توتر يصاحبه بعض الخۏف بملامح نسمة رايحة المستشفى هقطع الأجازة و ارجع الشغل
خشيت عليها والدتها تحدثت بنبرة قلقة طب خليكي لبكره بابا ييجي معاكي
حاولت نسمة أن تتحلى بشجاعة زائفة أنا مش عيلة صغيرة رايحة المدرسة يا ماما و بعدين لو لقيت إني لسه مش مستعدة هرجع على طول 
هذا القرار اتخذته بعد عودتها من الخارج برفقة والديها باليوم السابق رأت كم السعادة بوجوههم عندما لمحا ابتسامة صادقة نابعة من قلبها عادت فرحة و أرادت أن تشعرهم أيضا بالفرح
ودعتها والدتها و ظلت تدعو لها بصلاح الحال و أن يبعد عنها أي مكروه
 والدته للجلوس بجوارها احتضنته بشوق و السعادة تملأ وجهها كل دا نوم إنت مش عارف إنك واحشني
قبل مهاب يديها وإنتي كمان وحشاني يا ماما و بصراحة وحشني الأكل من ايدك جدا
ربتت والدته على كتفه النهارده عملالك كل الأكل اللى بتحبه
نظر إليه شقيقه الأوسط سامر الذي يصغر مهاب بخمس سنوات و يعمل بإحدى شركات الأدوية يا عيني كل دا لمهاب وإحنا ولاد البطة السودا 
قال جملته مشيرا إلى معاذ الشقيق الأصغر الذي تخرج من كلية التجارة و يصغر مهاب بفارق عشر سنوات
نظر معاذ إلى مهاب محاولا تصنع الجدية بحديثه سيبك يا مهاب من الكلام الفارغ دا و ركز معايا هتبدأ إمتى عشان أنا خلاص تعبت من اللف على البنوك و الشركات 
نظرت إليه والدته بدهشة يبدأ إيه! إنت لحقت تطلب منه حاجة دا لسه جاي من السفر إمبارح سيب أخوك يرتاح شويه 
نظر معاذ إلى والدته بعبس زائف ماما الله يكرمك دا مستقبلي متخرج بقالي سنة ومش عارف أشتغل وابنك وعدني إنه هيفتح شركة وأنا معاه فيها وأنا بصراحة عايز أكون مستقبلي واتجوز أنا خاېف على نفسي من الفتنة
ضحك كلا من مهابو سامر على طريقة أخيهم بالحديث ولكن والدته نظرت إليه غاضبة يا أخويا يعملوها الكبار الأول ولا إحنا هنجيبها من الديل 
ضړب سامر شقيقه بخفة على كتفه عجبك كده جبتلنا الكلام وهتقومها علينا 
نظرت إليه والدته پغضب ليه إن شاء الله يا سي سامر ناويين تخللو جنبي! 
حاول مهاب تهدئة حدة النقاش خلاص إحنا هنتخانق عالصبح ماما أنا جعان و عايز أفطر 
التفتت إليه والدته عابسة و العروسة 
تنهد مهاب قائلا الشغل الأول يا ماما ما أنا مش هدخل بيوت الناس أقول لهم كنت بشتغل وحاليا عاطل و عايز اتجوز
زفرت والدته بضيق أنا عارفة مش هخلص معاكم في الكلام
ثم توجهت إلى المطبخ و فور رحيلها أمسك مهاب الوسادة الصغيرة بجانبه و ألقاها بوجه شقيقه الأصغر أبقى قصر لسانك و متنكشهاش علينا عالصبح 
أزاح معاذ الوسادة بيديه المهم هنبدأ الشغل إمتى عشان مستعجل و عايز
اتجوز
تنهد مهاب و
تم نسخ الرابط