رواية عمر الفصول من الحادي عشر للعشرين
المحتويات
كان باكيا...وعندما شاهدها أمامه وهي تقف في شرفة المنزل ....تأكدت شكوكه ....كانت آثار الدموع مازالت على وجهها...
اقترب منها وهي غير منتبهه له ..هتف بها
مالك يا روان...يتعيطي ليه...
التفتت له محاولة الابتسام
لا ابدا مفيش..ايه جابك دلوقت.
مكنتيش عاوزة تشوفيني
هزت رأسها نافية
أردف سائلا
بتحسي بايه
رفعت نظرها إليه قائلة
بطمن...انت بتطمني ياحازم
لم يستطيع الا ان يقترب منها اياها...لتبادله ...وكأنها تحتاج ذلك...
في السويد جلست امرأة بشعر اشقر طويل مع صديقتها
ماذا ستفعلين بعد الطلاق ...
لا اعلم ...ربما يجب ان اعيد عملي الي وضعه القديم..
انطلقت صديقتها قائلة بحماس
لما لا تسافرين الي مصر مرة أخرى...
شردت الأخرى مفكرة ...مصر وطنها...شردت لتلك الزكريات القديمة التي عاشتها بمصر...لتبتسم وهي تتذكر حبها الأول...لمعت عيناها الزرقاء لتهتف صديقتها ماهو قرارك ...ليلي
وقفت تتأمل فستانها الأبيض أمام المرأة ...لاتصدق انها ستتزوج اليوم...كانت تعتقد انها ستؤخر تلك الخطوة فترة أطول...الا انها لم تفعل...احبت ووقعت في العشق...
التفتت الي شقيقتها روان...التي كانت ايه من الجمال في فستانها هي الأخرى....اقتربت منها محاولة ان تخفف من قلقها وخۏفها الواضح....
مبروك يا روان..انا مبسوطة اننا بنتجوز سوا
لمعت أعين الاخري بالدموع لتسرع لوتس بكبح دموعها هي الاخري
لا والنبي...بلاش عياط..اصل شكلنا يبوظ وحازم وعمر يرجعوا في كلامهم..
في تلك اللحظة دخلت فاطمة صديقة لوتس المقربة ومعها البقية...ليطلقوا الزغاريد...
بينما الأخيرة تمسك بيدها بعض الملح لتقوم بنثره عليهم...
كفاية يابطوط عيني هتوجعني كده...
هزت رأسها بنفي لتقترب من صديقتها محتضنة اياها...هامسة بصوت مسموع للجميع
عريسك حلو يابت يا لوتس...ماعندوش أخوات...
اڼفجر الجميع بالضحك لتهز لوتس رأسها بنفي...بينما فاطمة تبدأ بالغناء اغنية قديمة لمحمد فوزي
تعب الهوى قلبي والحلو مش داري
ويردد معها البقية...التفتت لوتس الي شقيقتها لتجدها مبتسمة تظهر الفرحة في عيونها البنية...لتمسك بيدها يتراقصون سويا علي غناء الفتيات وتصفيقهم....
بالأسفل في ذلك الوقت كان يقف حازم وعمر...بينما يزن يقف مبتسما مقتربا منهم قائلا بمرح ياحبايبي كان بدري عليكوا والله...هتتجوزوا بقي...
لكزه عمر بيده
اه هنتجوز..عقبال ماتتلم وتتجوز انت كمان...
نفي برأسه عدة مرات
لا يمكن ابدا الجواز ده انا وهو مش هننفع سوا...
الټفت له حازم هامسا بصوت لايسمعه سوي عمر وهو
عارف يا عمر كل الي بيقولوا كده بيبقعوا في الاخر وقعة سودا...عموما احنا هنتفرج من بعيد...وهو بيقع وبيتبهدل ...وان شاء الله تيجي الي توقعه علي جدور رقبته...
في تلك اللحظة كانت لوتس وروان يهبطان متابطين زراع والدهم كل واحدة منهم في جهة...
سلط حازم نظره سريعا الي معشوقته ليجدها جميلة في الفستان أكثر مما تخيلها لليالي طويلة...
بينما عمر الټفت إلى لوتس التي خطفته واسرته بطلتها ....لوتس أخيرا اليوم ستصبح زوجته تلك الجميلة التي شغلت تفكيره كثيرا...وارقت ليلته بالأمس خاصة بعد الفيديو الذي بعثته والدته لها وهي ترقص ....اشعلته بتلك الطريقة ....واليوم هو سيطفئ شوقه وتوقه لان دون قيد او شرط...ليته يستطيع ان يأخذها الان ويهرب بعيدا..الي حيث سيكونان هما فقط....
اقترب من والد لوتس ليأخذها مقدمة رأسها ...ضاغطا علي يدها ....وكأنها كنز ثمين...وكأنه يعشقها...وليته يعترف بذلك الا ان لوتس بداخلها مكتفيه ...تتمني أنه مع الوقت ربما يعترف بحبه لها.
تنهدت والدته من بعيد وهي تري نظراته العاشقة...وليت ولدها يعلم ذلك.... ليته يعلم ان قلبه تحرك للوتس ...ليته يتحرر من ليلي.....
نفضت كل تلك الأفكار من رأسها لتذهب سريعا الي ولدها وعروسه لوتس بمحبه....بينما توصي عمر بها..
علي فكرة ياماما انا ابنك مش هي...المفروض توصيها عليا مش العكس...
ضحكت لوتس والدته مرة أخري قائلة
لوتس كمان بنتي يا عمر واكتر من كده كمان...ربنا يخليكوا لبعض...
كانت روان تنظر الي ذلك المشهد كابحة دموعها ....متسائلة بداخلها لما لاتفعل عمتها ذلك ...أليس من المفترض انها الأقرب إليها من والدة عمر الي لوتس...او ربما هي ترى انها لاتستحق تلك المكانه ...بل انها منذ ان دخلت تقف بجوار سيرين والتي تعاملها بموده وحب غير عادي...اذا لما لاتظهر لها ذلك...ام كتب عليها ان تستجدي الحب والاهتمام..وان تنتظر من يعطيها اياه...
الټفت حازم الي والدته يرمقها بحدة وعتاب في ان واحد...خاصة عندما شعر بارتجاف يد عروسه الموجوده بين يده.....يعلم جيدا ان والدته لم توافق على زواجه منها....ويكفي أيضا ماعرفه في الفترة الأخيرة والذي لم يخبر به أحد...وكيف يخبرهم أن والدته كانت تعلم بوجود روان منذ ان كانت نطفة في رحم والدتها....او انها من قامت بقطع الاتصال بين شقيقها وطليقته....وهي من حرض عمران بعد كل ذلك الوقت ان ېهدد روان بصورها وهي ترقص في الأفراح.....
من داخله يعلم والدته لن تتركه يهنئ بزواجه بسهولة ولكن ماذا بيده ان يفعله هي والدته ....
تنهد بحيرة ليمسك يد روان امام الجميع ليخرجها من الموقف المحرج الذي لاحظه الجميع بعدم مباركة والدته
متابعة القراءة