رواية عمر الفصول من الاول للعاشر

موقع أيام نيوز

عمر أيضا وتم التعارف....ليجلسوا جميعا لبداية الاجتماع...... 
تحدثت هي بعد ان قام يزن بعرض كل شروطهم....لتتحدث هي بعدها 
الشروط حلوة طبعا....بس انتوا ليه محسسني اننا محتاجينكوا.... 
اعتدل يزن في مقعده .....ليتحدث عمر بالنيابة عنه 
لا طبعا ....احنا عارفين وزنكوا في السوق...بس دي شوية ضمانات يا انسة لوتس... 
رفعت نظرها له وهي تنقر بيدها على طاولة الاجتماعات...بينما يظهر علي وجهها جميع علامات التفكير وربما الحيرة لتتحدث بعد دقيقة او أكثر بقليل 
تمام يا عمر باشا....بس انا كمان ليا شروط...لو وافتقوا عليها يبقي ديل....لترفع كتفيها بإهمال وهي تكمل حديثها  
موافقتوش يبقي خلاص... 
ابتسم عمر ليتحدث ببرود 
بس انتوا عاملين شرط جزائي كبير اوي.... 
بادرت بالقول سريعا  
يعني مش موافقين....ساد الصمت قليلا ليتحدث عمر 
انا مقلتش كده....بس رفع نظره لها....ليجد أمامه فتاة متحكمة وذكية .... ما لذي يجب عليه ان يفعله ....تلك الشراكة مهمة لهم.....وشروطه صعبة أيضا..... وهذه الفتاة من الواضح انه لا مشكلة لديها في ان يفسد كل شيء....هم بالفعل رقم واحد حاليا في السوق في مجال صناعة الأغذية.... 
ليس لديه حل اخر سيوافق...ليجد نفسه يومئ براسه بالإيجاب لينطق علي مضض  
موافق تمام..... 
ليتكلم يزن بحماس قائلا  
يبقي نمضي العقود بقي ولا ايه.... 
لتعطيهم لوتس ابتسامتها الباردة وكأن الأمر لا يعنيها إطلاقا...بينما سكرتيرتها الخاصة توزع نظراتها المغرية اللعوب علي الرجلين عمر ويزن.
لتلكزها الأخرى الذي لاحظت ذلك....رامقه إياها بنظرات محذرة....الا ان روان....لم تهتم إطلاقا.....
الفصل الثانى
خرجت من الشركة وبرفقتها روان....بعد أن قاموا بالإمضاء علي العقود ....كانت تلك الفترة بداية الشتاء...الأمطار بدأت تتساقط بخفة على وجه الشابتين...
التفتت لوتس الي روان التي تقف بجانبها ... روان لغز محير بالنسبة لها ...وضعت بشركتها عن طريق خطة من والدها ربما هو لا يعلم ولكن هي كانت تعلم كل شيء ....كل الخطوات ..وكيف لا هي تلميذة نجيبة لوالدها الذي دائما ما كان ينصحها ان لا تترك الأمر للصدفة .... هكذا يسير العمل والتجارة لتتعلم وتتفوق وتسبق الجميع .... رغم انها بالنهاية كانت طبيبة اطفال....لم تحسب يوما انها ستقتحم عالم الأعمال.... 
فاقت من شرودها على هزة من يد روان  
مالك يا فندم حضرتك كويسه 
ابتسمت لها متأملة ملامحها المألوفة لها وبشدة
لا ابدا يا روان...بس سرحت شوية وبعدين ايه فندم دي احنا بينا سنتين بس ولا ايه
اومأت الأخرى بابتسامة خفيفة  
اه طبعا اكيد يا لوتس... 
طيب ايه رايك بما ان الجو بدأ يمطر كده تيجي تتغدي معايا عندنا في البيت 
دعوة صريحة أطلقتها لوتس.... ولم يخفي عليها التوتر الذي أصاب ملامح الأخيرة....لتتسائل في نفس اللحظة بداخلها ترى هل هناك أسرار في حياة والدها وهذه الفتاة تشاركه في ذلك ... الا انها أكملت خطتها 
ايه يا بنتي مالك انا بقلك عازماكي علي الغدا عندي ....وشك جاب ألوان ليه... 
ابتسمت بتوتر لتهز رأسها نافية 
لا ابدا انا بس مش عاوزة اعملك إزعاج....
قاطعتها بأسلوب هادئ ورقيق ...ناعم الا أنه كان حازم وبشده 
روان يا حبيبتي لو محروجة تيجي عندي ....اوك بس انا كده كده لازم اتكلم معاكي على الي حصل النهارده في الإجتماع.. 
اردفت الأخرى بتوتر واضح 
ايه الي حصل ما كل حاجة كانت تمام .... 
حدقت بها لوتس بتفحص وكأنها توصل لها رسالة بنظراتها انها تعلم جيدا انها تفهم ماټ ود هي قوله والحديث به 
روان اركبي عشان لازم نتكلم في كافيه قريب من هنا...يلا... 
حديث لوتس كان صارم وناعم في ان واحد لم تتح الفرصة الاعتراض لروان....فاستسلمت في نهاية الأمر وهي تعلم أن سلوكها يغضب مديرتها في العمل ..... 
 
جلس كعادته يرتشف قهوته السوداء وهو منهمك بعمله.... 
لا يعلم لما يتذكر حبه الأول كثيرا تلك الفترة ليلي ... رفيقته في الجامعة ...الشقراء التي سلبت قلبه من اول نظرة كما يقولون ...كانت رقيقة.. هشة ومغوية للغاية...الكثير سعي لتلك الفتاة النصف مصرية العائدة من احدي الدول الأجنبية..
عائد بذاكرته لليوم الذي اعترف فيه بحبه لها...
كانوا في احدي الرحلات التي تقيمها الجامعة ....كانت إلي الإسكندرية لم يكن من الأشخاص الذي تستهويهم تلك الرحلات الا انها اصرت علي الذهاب وهو لم يستطيع ان يرفض طلبها كانت كالطفلة ....بل هي بالفعل طفلة صغيرة هكذا كان يتعامل معها ....كانت دائما تشعره بالمسؤلية تجاهها...
كانت تنظر له بحب وهي تجلس امام البحر
انا مبسوطة اوى يا عمر...مكنتش اعرف ان مصر حلوه كده
انت اجمل يا ليلي انت احلي من اي حاجة
همسته الرقيقة بصوته الرجولي جعلها تبتسم بخفوت وهو يراها تتحول للون الاحمر من شدة الخجل ليمسك هو بيدها ....وسط ضحكاتهم الجميلة وهو يتأملها بخصلاتها الشقراء تتمايل مع الهواء....تطلق سهامها نحو قلبه بلا رحمة ....ليقع في عشقها أكثر وأكثر..
طرق علي باب مكتبه جعله يخرج من ذكرياته.. ليدخل يزن بخطوات مرحة 
ايه يا عمر بقالي كتير بنادي
التفتت له بسأم 
عادي يا يزن خير فيه ايه...
فيه ايه في ايه يا عمر...مش المفروض يبقي في حفلة بمناسبة الصفقة الجديدة...دي مصانع جديدة هتتبني ولازم دعايا عشان نجمع اسهم برده...
هز الأخير راسه بفهم مكملا
طيب اتصل بشركة الاسكندراني...ورتب معاهم وياريت يكون الحفلة في ظرف يومين عشان هسافر ....
اومئ الاخر وهو يبتسم ليجلس متحدثا بمرح 
بس المساعدة بتاعة لوتس دي بت مش مظبوطة بس جامده....وادينا نتسلي .....ولا ايه يا باشا...
يزن انت عارف اني مليش في الكلام ده....ليبعث بنظرة تحذيرية
بلاش شغل العك بتاعك في الشغل...الي اسمها لوتس مش سهلة واديك شوفت واخدة علينا شروط تعقد في الصفقة...
اڼفجر يزن بالضحك ليرمقه عمر پغضب
خلاص متبصش كده بس لوتس دي برده جامده...اوووف...شكلي هتسلي جامد...سلام
انصرف لينظر عمر في اثره وهو يتنهد بيأس متسائلا متي يستقر يزن ....متي يترك حياته تلك التي لا نرضي أحد إطلاقا....
هو يعتبره شقيقه الصغير ...فهو المتبقي من العائلة بن عمه الوحيد....ېخاف عليه وبشده ....وحقا تلك الفتاة روان نظراتها المتلاعبة لم تعجبه إطلاقا...
وان لم تزجرها لوتس بنظراتها لكان أعتقد انها من يريد منها ذلك...
جلست لوتس مع مساعدتها روان في احدي المطاعم الراقية القريبة من الشركة الخاصة بها....
طلبت الغذاء ليحل الصمت قليلا قبل ان تقطعه لوتس 
ايه بقي يا روان...مش هتقوليلي ليه النظرات الغريبة الي كنتي بتوزعيها واحنا بنمضي الصفقة.. وقبل ماتجاوبي.. عاوزة اقلك مفيش بنت محترمة بتعمل كده ولا ايه 
هزت اكتافها بلا مبالاة ...لتتحدث ببرود 
ما يمكن انا مش محترمة مثلا...يا لوتس... 
الصدمة جمدت لوتس وبشده...فأي فتاة قد تنعت نفسها بهذا الوصف 
انت واعية للي بتقوليه يا روان. انت فين اهلك.... 
توقفوا عن الطعام لبعض لحظات حتى وضع النادل الطعام أمامهم.... 
لتمسك روان شوكتها وهي تتذوق قطعة من اللحم الموضوع أمامها....لتتعجب لوتس...كيف لهذه الفتاة التي كانت تشع توترا واضطرابا منذ قليل عندما دعتها الي منزلها لتناول الغذاء ان تكون هي نفسها الفتاة التي تشع وقاحة الجالسة أمامها الآن.... 
أجابت أخيرا بعد ان ابتلعت طعامها وهي تطلق كلمات تحمل عدائية تحاول إخفائها تجاه لوتس 
أهلي ميتين...انا عايشة لوحدي...معلش بقى مكنش عندي حد يخلوني محترمة ....يا لوتس هانم...انا
تم نسخ الرابط