رواية كاملة 24 الفصول من تسعة وعشرون لواحد وثلاثون
المحتويات
تجيبه باستغراب
_ بس أنا معيش اللون ده في هدومي خالص !!
استقرت في عيناه نظرة لئيمة وهمس بنبرة تحمل معاني ليست بريئة
_ معاكي
ضيقت عيناها بفضول حقيقي وقالت بحيرة ورغبة في معرفة الذي يقصده
_ إيه هو !!
انحنى لمستواها قليلا وهمس في أذنها بشيء جعلها تفغر فمها وعيناها بذهول ويتحول وجهها كله لبندورة حمراء وليس وجنتيها فقط .. رجع برأسه للخلف واجابها ضاحكا يتصنع البراءة بعدما رأى تأثير ما قاله عليها
لا زالت على حالتها تطالعه بدهشة وحياء حتى سمعها تقول أخيرا مصډومة
_ كرم إنت طلعت منحط !!!!
زم شفتيه بضحك يتصنع الحزن والأسف وهو يغمغم بإيجاب
_ مع الأسف
فتحت هدى الباب ودخلت وسارت ناحية فراش ابنتها التي كانت جالسة وتتصفح هاتفها الذكي اللمس .. جلست بجانبها وقالت في صوت منخفض
اجابتها دون أن تنظر لها
_ نعم ياماما
_ إنتي كنتي قاعدة مع حسن قبل ما يسافر ماقالكيش هو رايح امريكا ليه !
تركت هاتفها وابتسمت باستمتاع عندما اتخذ الحديث هذا المجرى نظرت لأمها وقالت بخبث
_ إنتي تتوقعي سافر ليه !!
_ ليه !!
سألت هدى بكامل العفوية وعدم الفهم لتهتف رفيف بجدية
_ يادودو ركزي .. يسر سافرت يبقى هو هيكون سافر ليه
_ قصدك إنه راح وراها يعني !!
_ آه واسمعي الكبيرة كمان .. أنا كنت بتكلم معاه وبقوله يسر سافرت مع راسل وهو اول ما سمع اسم راسل وشه جاب الوان الطيف واتحول ولقيته بيقولي إنه هيسافر وراها والغيرة كانت بتاكل فيه أكل كدا .. يعني كمان مش بعيد يكون ردها
انفرجت شفتيها وكادت أن تشق الابتسامة طريقها لاذنيها .. ثم رفعت كفيها للسماء هاتفة وهي تدعي بفرحة
رتبت رفيف على صدرها وهي تقول بفخر
_ البركة فيا طبعا
هتفت هدى بانشكاح وحنو
_ أيوة وعشان كدا ليكي عندي صينية كيكة من اللي بتحبيها بكرا إنما إيه هتاكلي صوابعك وراها
مطت شفتيها باحتجاج وهي تقول متذمرة
رتبت هدى على كتف ابنتها وهي تقول بابتسامة مزيفة
_ لا ياحبيبتي الفلوس مضرة بالصحة الاكل مفيد وأهو تتخني شوية بدل ما إنتي شبه عود القصب كدا
_ ماما مش عايزة منك حاجة خلاص شكرا جدا !!
قالتها بخنق بعدما شبهتها بعود القصب لټنفجر هدى ضاحكة وتهب واقفة متمتمة وهي تتجه لخارج الغرفة
داخل منزل طاهر العمايري .....
الجميع مجتمع حول مائدة الطعام ويتناولون عشائهم في هدوء قاټل لا يصدر صوت أي منهم .. حتى خرج صوت علاء أخيرا وهو يسأل بخشونة
_ كلمت حسن يابابا
_ أيوة كلمته وقالي أنه مش عايز يخسر يسر وردها عشان يحاول يصلح علاقتهم
عاد يسأل بملامح جامدة
_ ويسر أيه رد فعلها
_ هكلمها بكرا الصبح واشوف
_ مع إني مش عاجبني الوضع ده من ساعة ماسابت بيتها وجات هنا وبحاول اتجنب حسن على قد ما أقدر عشان متحصلش مشكلة بينا .. بس أهو خلينا نشوف آخر العناد والغباء اللي هما فيه هيوصل لفين
تحدثت الأم أخيرا بنبرة حادة
_ أنا مس هسمح لحسن يكسر بنتي ويزعلها تاني عشان يكون في علمكم .. وأنا بنفسي هكلم بنتي الصبح ولو حسيت إنها مضايقها أو نبرة صوتها مش طبيعية مش هسكت
هتف طاهر بنبرة رجولية قوية
_ بنتك وحسن لسا شباب صغيرين وطبيعي تحصل مشاكل بينهم كدا .. أنا اللي خلاني وافقت ومشيت ورا كلام بنتي لما شوفتها إزاي مش عايزة تكمل ومتدمرة لكن لو عليا أكيد مش هكون حابب أن الأمور بينهم توصل للوضع ده .. وطالما هو متمسك بيها بالشكل ده خلاص نسيبهم يحلوا اللي بينهم مع بعض وادعيلهم ربنا يهديهم
أجابت شبه مستنكرة باحتجاج
_ آه خليك إنت في صف ابن اخوك كدا دايما كأنه ملاك مبيغلطش !
تأفف بصوت مسموع ونفاذ صبر ولم يعيرها إهتمام كثيرا حيث تجاهل ما قالته وغير مجرى الحديث عندما نظر لميار وقال بصوت أجش
_ أنا قدمتلك في الجامعة اللي في القاهرة هنا عشان تكملي السنة اللي فاضلة ليكي .. وأظن كدا موضوع المانيا ده ميتفتحش تاني أبدا ياميار
مجبرة ومضطرة على الخنوع لأوامر عمها فليس أمامها سبيل غير الإذعان سواء له أو لزوجها .. اطرقت رأسها أرضا وأماءت بخفة
متابعة القراءة