رواية كاملة 24 الفصول من تسعة وعشرون لواحد وثلاثون

موقع أيام نيوز

ونثر على ملابسه كلها العطر فمن أين أتت الرائحة التي لا تتحملها هذه !!! .
أجابها بشك وحيرة 
_ إنتي مش مستحمل ريحة البرفان !
اخيرا هدأت معدتها وتوقفت عن التقيأ فغسلت وجهها بالماء جيدا وجففته ثم فتحت الباب وخرجت محاولة السيطرة على نفسها حتى لا تتقيأ مجددا وتجعله يشك بأمرها .. نظرت له وقالت بتقزز من رائحة عطره 
_ أنا كويسة .. امشي بقى
طالت نظرته المريبة والدقيقة لها وهو لا يتحرك فدفعته بيديها هادرة بضجر 
_ يلا
تنهد بعمق وهتف بأعين ثاقبة كالصقر بعد أن احس بأن وضعها ليس طبيعيا 
_ طيب همشي ولو احتجتي حاجة اتصلي بيا وأنا هطلعلك
لم تجيب واكتفت بنظرتها الجامدة تنتظره حتى ينصرف وبمجرد رحيلة اندفعت نحو الشرفة تفتحها وكذلك المروحة حتي يطردوا رائحة عطره التي ټخنقها وترغبها في التقيأ مرة أخرى وأخيرا غادرت الغرفة تماما وذهبت للغرفة الأخرى إلى حين أن تختفي الرائحة وتعود لغرفتها مجددا !! ............
كان علاء يجلس على الأريكة بغرفته وأمامه حاسوبه النقال ينهي بعض الأعمال ففتحت هي الباب ودخلت حاملة على يدها صينية صغيرة فوقها طعام اقتربت منه ووضعتها بجانبه على الأريكة هامسة برقة 
_ إنت متعشيتش كل
نظرت للطعام ثم لها وأخيرا رجع بنظره للحاسوب متمتما بعدم مبالاة 
_ مش عايز شليه
تأففت بيأس وهدرت بنبرة خاڤتة 
_ شكرا لإنك وافقت أو بالأحرى شكرا لتفهمك اهمية دراستي بالنسبالي لما اتكلمت معاك
_ اتمنى تعرفي قيمتها المرة دي وتركزي على الدراسة بس لأن ااا.....
قالت مقاطعة إياه بجدية 
_ متقلقش أنا عن وعدي وزي مش وعدتك مش هختلط بحد وهيبقى كل وقتي لدراستي عشان اتخرج بتقدير كويس
تمتم بنبرة عادية ليس بها أي ضجر أو خنق 
_ لما نشوف
صمتت لدقائق قليلة حتى سألت بتردد وبؤس 
_ علاء هو أنت بتروح عند نينا 
فهم سبب سؤالها فأجابها بخفوت دون أن يرفع نظره 
_ مش كتير
تشدقت بصوت يغلبه البكاء 
_ وحشتني أوي وهي حتى مش بتديني فرصة احكيلها الحقيقة
رفع نظره رمقها بسكون لبرهة من الوقت ثم همهم بصوت أجش 
_ أنا هتكلم معاها في مرة وافهمها كل حاجة
دهشت وتهللت أسايريها لتجيبه بذهول وسعادة 
_ بجد !!!!
هتف بحزم وجفاء بعد أن رأى نظرتها الفرحة وخشى أن تفهم هذا كنوع من استسلامه لها 
_ ده مش عشانك ده عشانها هي لأنها حالتها وحشة من وقت ماعرفت اللي حصل معاكي وشافت صورك ومن وقت جوازنا كمان فيمكن لما تعرف إن الموضوع كان شبه محاولة اعتداء ترتاح وتسامحك
_ بجد ياعلاء أنا مش عارفة اقولك إيه .. شكرا جدا !
رأته يعود بنظره للحاسوب مجددا دون أن يجيب عليها فاستعجبت من حالاته المتغيرة والعجيبة بلحظة يكون لطيفا وطيبا وبلحظة أخرى يكون فظا وجافا باتت لا تفهم أهو يبغضها أم مشاعره تجاهها عادية لا هي بالبغض ولا بالاستلطاف !! ولكن مايهم الآن أنه سيساعدها في تحسين علاقتها مع جدتها مرة أخرى وهذا الشيء يكفيها لكي تكون سعيدة لاسبوع كامل وليس يوم أو يومين فقط ! .........
وضعت أمامه القهوة التي طلبها منها وجذب مقعد لتشاركه في جلسته وتهتف في فرحة غامرة 
_ أخيرا سمعت كلامي وقررت تاخد الخطوة دي ياحبيبي
تمتم إسلام بعبوس 
_ أنا متردد أساسا ياماما وخاېف متوافقش .. بس قولت هجرب ولما ياجي زين هقوله
ملست على كتفه بحنو امومي وغمغمت بنظرة تبعث الأمل في نفسه 
_ هتوافق متقلقش أنا واثقة
_ بس متجبيش سيرة لحد حتى ملاذ لغاية ما اكلم زين
_ حاضر متخفش مش هقول لحد والله إنت مش متخيل فرحتي إزاي من وقت ماقولتلي على الخبر ده
ابتسم بدفء والتقط كفها يقبل ظاهره بلطف مردفا بعبث 
_ ادعيلي إنتي بس ربنا يسهل الأمور وكل حاجة هتبقى زي الفل صدقيني
مدت كفها الآخر وملست على وجنته تهتف بمشاعر صادقة تدعو له من صميم فؤادها 
_ ربنا يسعدك وينولك مرادك ياحبيبي
أخذ نفسا طويلا وحملق قي اللاشيء امامه بشرود .. ربما تكون هذه المرة الأولى التي تجرأ فيها ليطلب فتاة للزواج وسيجرب هل سينصفه حظه أم يخذله هل عجز قدمه سيقف حاجز بينه وبين الفتاة التي يريدها أم لا ! ...........
وضع
تم نسخ الرابط