رواية كاملة 24 الفصول من تسعة وعشرون لواحد وثلاثون

موقع أيام نيوز

ابدعها الخالق عز وجل .
كانت يسر أمام التلفاز تشاهد إحدى المسلسلات الأجنبية وبيدها صحن الفشار الكبير نسبيا تلتقط كل لحظة حبة وتلقيها في فمها وعيناها معلقة على شاشة التلفاز ولكن صك سمعها رنين الباب فدارت رأسها ناحية الباب وتأففت بخنق عندما توقعت من الطارق فليس هناك أحد غيرهم بالمنزل وضعت الصحن بجانبها على الأريكة واستقامت تتجه إلى الباب وامسكت بالمقبض تديره للأسفل وتجذب الباب إليها وكما توقعت كان هو انتظرت منه التحدث وهي تطالعه بمضض ولكنه امعن النظر بها وبهيئتها اللطيفة حيث كانت ترفع شعرها وتتركه ينسدل ذيل حصان من الخلف ومن الأمام تترك بعض الخصلات متحررة على وجهها نزل بنظره إلى ملابسها ليحدق بالبيجامة المنزلية التي ترتديها وعلى منطقة البطن تماما رسمة طفل صغير !! انتبهت لنظراته فارتبكت ولعنت نفسها ألف مرة أنها فتحت له بملابس المنزل لتعقد ذراعيها أما صدرها تحاول إخفاء الرسمة بقدر الإمكان هاتفة باقتضاب 
_ خير !
تجاهل الرسمة وارتباكها وعاد بنظره لها يقول بلطف 
_ ممكن نتكلم شوية 
سيعتذر عن خطأ لا يحسب أمام اخطاء لا تغتفر له ! قالتها لنفسها مستنكرة وهذه المرة لم ترفضه بل داهمها الفضول بشدة لرؤيته وهو يعتذر منها على خطأ آخر اقترفه .. استدارت وعادت للداخل كدليل على موافقتها في التحدث فدخل هو واغلق الباب يلحق بها حتى وقفا بالصالة وقال هو باعتذار صادق وأسف 
_ أنا آسف مكنش قصدي اقول كدا الصبح والله بس اتعصبت وفقدت اعصابي
ابتسمت باستهزاء تجيبه بجفاء وبعض التشفي من أنها تعيد كرامتها المهدورة بالتدرج وهي تراه يركض خلفها ويخشى عليها من أي شيء قد يضايقها 
_ وتعتذر ليه !! إنت مقولتش حاجة أساسا وزي ما قولتلك الصبح أنا لسا شيفاك الشخص الاناني والمغرور والقاسې وعديم القلب ومعتقدش إن نظرتي ممكن تتغير في يوم من الأيام حتى بعد طلاقنا
رأت في عيناه وميض بائس وحزين ولمعة الدموع السابحة بهم تمتم متوسلا إياها وهو يقترب منها أكثر 
_ يسر كفاية .. ارجوكي كفاية أنا مش قادر استحمل بعدك عني اكتر من كدا متقسيش قلبك واسمحي لينا بفرصة تانية اوعدك إنك مش هتندمي لانك ادتيني فرصة .. تراجعي عن الطلاق ده وعاقبيني براحتك بس خليكي معايا .. اسمحيلي اكون حسن اللي كنتي بتتمنيه مش الشخص اللي كنتي بتتكلمي عليه دلوقتي
غامت عيناها بالعبارات هي الأخرى وانهمرت دموعها على وجنتيها تجيبه بحړقة وألم 
_ إنت اللي كفاية .. أنا تعبت وإنت معندكش أي فكرة إزاي أنا بحاول استعيد ذاتي اللي دمرتها وارجع كرامتي اللي بغبائي أنا اهدرتها .. مبقيش عندي طاقة للمعافرة وحتى الفرص كلها ضيعتها في محاولاتي معاك إنك تحس بيا وبحبي ليك وتتغير بس إنت ندمت وادركت غلطك بعد فوات الآوان .. بعد ما أنا خلاص معدش يفرق معايا وجودك من عدمك
فرت من عيناه دمعة حارة وهم بأن فتراجعت هي للخلف ورفعت كفها مردفة بتحذير وصوت مبحوح 
_ خليك بعيد متقربش مني
لم يهتم لتحذيرها وجذبها ا هامسا بصوت باكي ورجاء 
_ بس أنا فارق معايا وجودك ومش هستحمل اعيش من غيرك .. متسبنيش يايسر
بدأت الرؤية تتشوش لديها وكذلك حاسة السمع فاغمضت عيناها تدريجيا أما هو فأكمل بمشاعر جياشة 
_ أنا بحبك والله
ولسوء حظه أنها لم تدرك ماقاله واستسلمت ففقدت وعيها ابعدها عنه وكانت ملقية بين ذراعيه فزعر وأخذ يهز بوجهها هاتفا بفزع 
_ يسر ردي عليا إنتي سمعاني
حملها واتجه بها للغرفة ليضعها على الفراش ثم عاد للمطبخ يجلب كوب ماء ورجع لها ثم بدأ ينثر الماء برفق على وجهها حتى فتحت عيناها بالتدرج وحين ادركت الوضع ولقربه الشديد منها دخلت في انفها رائحة عطره الرجولي واحست برغبتها في التقيأ فوثبت واقفة وركضت باتجاه الحمام واغلقت الباب فهرول خلفها ووقف يطرق الباب هاتفا مهتما وقلقا 
_ يسر إنتي كويسة !
سمع صوتها الضعيف وهي لا تتوقف عن التقيأ 
_ حسن امشي ريحتك مش مستحملاها
غضن حاجبيه بدهشة ونظر لملابسه ثم رفع قميصه لأنفه يشتم رائحته بعد أن شك بأنه قد يكون به رائحة قڈرة قليلا ولكنه ملابسه كلها رائحة عطر
تم نسخ الرابط