رواية كاملة 24 الفصول من تسعة وعشرون لواحد وثلاثون

موقع أيام نيوز

أنا مستني اللحظة دي من سنين
تأففت بعدم حيلة وهتفت بخنق دون مرعاة لردة فعله 
_ شفق اتجوزت ياجاسر
وقعت الكلمة عليه وقع الصاعقة وتسمر بأرضه كالصنم يحدجها بذهول .. عقله لا يستعوب الجملة يرفض حتى أن يفكر مجرد التفكير بأن ما قالته حقيقة !! .
الټفت لها بجسده كاملا وهدر ضاحكا بسخرية 
_ بتهزري مش كدا !
_ لا مش بهزر أنا لسا عارفة الموضوع ده امبارح .. اتجوزت من حوالي شهر واتجوزت كرم العمايري
تلقي الصدمة الثانية بقولها كرم العمايري ليضحك باستهزاء ويجيبها بأعين لا تبشر بالخير 
_ كرم !! .. ابن محمد العمايري وصديق سيف !
اطالت النظر إليه بصمت وأعينها تجيب عليه بالإيجاب فيسكت هو لثلاث ثواني بضبط حتى صاح بسخط هادر 
_ شفق ليا ومش هسمح لحد ياخدها مني
_ جاسر افهم بقولك اتجوزت خلاص .. هتعمل إيه يعني !!
_ هرجع مصر وهعمل اللي المفروض يتعمل
ثم سحب حقيبته واتجه إلى الخارج وهو يكمل بصوت أجش 
_ أنا همشي عشان متأخرش على الطيارة وخلي بابا يركب وياجي ورايا
اتجهت هدى باتجاه الباب لتفتح فوجدت طاهر أمامها ليبتسم ويقول بنبرة مهذبة 
_ إزيك ياهدي
افسحت له الطريق وهي تجيبه ببشاشة 
_ الحمدلله بخير .. كويس إنك جيت ماما من وقت ماعرفت اللي حصل لميار وليك وهي مصممة تروح البيت عشان تطمن بنفسها
_ طيب أنا هطلع اشوفها في حد ولا لا
هزت رأسها بالنفي هاتفة 
_ لا مفيش اتفضل
صعد الدرج واتجه إلى غرفة والدته ثم طرق الباب فسمع صوتها تهتف ادخل .. فتح الباب ودخل فيرى الابتسامة تشق طريقها وهي تقول بسعادة وراحة 
_ طاهر تعالي ياحبيبي طمني عليك
اقترب وجلس بجوارها على الفراش ثم التقط كفها وقبل ظاهره بدفء مغمغما باعتذار 
_ الحمدلله بخير يا أمي .. محبتش اقولك واقلقك علينا متزعليش مني
اتخذت معالم وجهها الحزم وهي تهدر بضيق وقلق 
_ حاجة زي كدا مينفعش تخبوها عني ياطاهر .. قولي هي عاملة إيه دلوقتي 
تنهد الصعداء وقال بعدم حيلة 
_ كويسة اطمني عليها وعلاء ماخد باله منها الأيام دي احسن تعمل حاجة تاني في نفسها
ظهر في عيناها الحزن والهم على حفيدتها التي كانت هي السبب الأكبر فيما حدث لها لتجد يد ابنها تربت على كفها بلطف هاتفا 
_ ميار مغلطتش وحدها احنا غلطنا معاها يا أمي إننا سبناها لغاية ما وصلت للوضع ده .. واعتقد إنها دلوقتي بدأت تعرف غلطها وټندم وترجع لربنا
_ أنا مبقتش عارفة الوم نفسي ولا الومها ومش قادرة اسامح نفسي إني دلعتها وسبتلها السايب في السايب كدا
_ مش هيفرق بحاجة الندم دلوقتي .. خلاص اللي حصل حصل ومش هنقدر نغيره
هزت رأسها بالإيجاب توافق ابنها على رأيه وهي تتنهد پاختناق وأسي ......
نزلت يسر من السيارة ووقفت تحدق بذلك المنزل الكبير نسبيا لا تنكر أنه منزل رائع وجذب إعجابها بشدة لمجرد النظر إليه من الخارج فقط !! .. وجدته يلف ذراعه حول خصرها ويقول بابتسامة عريضة وصافية 
_ هيعجبك اكتر من جوا كمان تعالي هفرجك عليه
مسكت بذراعه ولوته خلف ظهره بحركة ماهرة وهي تقول بتحذير وشراسة 
_ إيدك دي متلمسنيش تاني فاهم ولا لا

تركت يده وتراجعت للخلف وتشدقت بأعين مشټعلة 
_ ومتقولش مدام دي !
_ وهو أنا قولت حاجة غلط ! .. بس ماشي ما علينا مش هقولها في أي اوامر تاني !
عادت ټخطف المسافة التي صنعتها للتو وتقول بنبرة صارمة ونظرة جافة وقوية 
_ رجعني لخالتو وطلقني .. مش عايزاك ياحسن
لا يزال محتفظ بهدوئه الغريب حيث تجاهل ما قالته واجابها بعذوبة ونظرات لينة 
_ طيب تعالي هفرجك على البيت الأول
كفطل صغير يحاول الهائها بأي شيء لكي ينسيها أمر الطلاق ويذعنها له ولكنها ليست بطفلة ! .
يسر پغضب ونبرة مرتفعة 
_ بقولك رجعني أنا مش هقعد معاك في بيت واحد .. إنت مبتفهمش !!
بدأ يفقد أعصابه فمسح على وجهه وهو يتأفف بصوت مسموع ويهمهم بصوت مسموع لها 
_ أنا قولت برضوا إنك مش
تم نسخ الرابط