رواية كاملة 24 الفصول من ثلاثة وعشرين لخمسة وعشرين
المحتويات
جامدة وبلحظة عابرة تذكرته وأنه لم يخرج من الغرفة منذ أن استيقظ فاستقامت من مكانها وذهبت لغرفتهم فسمعت صوت منبعث من الحمام تحركت نحو الحمام الذي كان مفتوحا ورأته يقف ويلف حول رقبته منشفة صغيرة وبيده آلة الحلاقة وقد وضع على لحيته ذلك الشيء الأبيض الذي لا تعرف ماذا يسمى ولكنه حسب اعتقادها أنه يخفف ألم ازالة شعر اللحية وبمجرد ما وقعت عيناها عليه فغرت فمها مندهشة وقالت
نظر لها كرم بعينان متعجبة وأماء لها بالإيجاب ليسمعها تكمل بانزعاج وتوسل وقد دخلت ووقفت بجواره تماما
_ لا متحلقهاش شكلك حلو بيها أوي والله
عاد يرفع الآلة لذقنه ويقول بهدوء
_ أنا متعود كل فترة بحلق دقني
قبضت على يده قبل أن يضع الآلة على وجهه تنهاه بلطف وبأعين دافئة بعد أن قفزت في عقلها فكرة لطيفة
_ حاجة إيه دي !!!
اردفت بحماس ملحوظ في نبرتها ونظرتها
_ اغسل وشك الأول بس !
اطال النظر في وجهها بريبة وسكوت ويفكر فيما تريد فعله ويطرح العديد من الأسئلة ولكنها نكزته في ذراعه برفق تحسه على فعل ما طلبت للتو ليأخذ نفسا عميقا ويحنى رأسه على صنبور الماء ويبدأ في غسل وجهه .. وبعد أن انتهى رآها تمسك بكفه وتسحبه خلفها هاتفة
ضيق عيناه بحيرة ورغما عنه عصفت في ذهنه فكرة منحرفة ليقول لها مستفهما بنبرة تحمل الاستنكار
_ هو إيه ده اللي مش هينفع هنا !!!
_ تعالى بس !
سار معها مغلوبا على أمره حتى وصلوا للحمام الخارجي وفتحت الباب وقد كان حماما واسعا به حوض استحمام واسع وحوائطه من اللون البني الفاتح وفي آخره مرآة كبيرة واسفل المرآة بالضبط حوض شامبو متوسط الحجم من اللون الأسود وأمامه مقعدا وثير وطويلا بعض الشيء .
_ شفق ممكن تفهميني بتعملي إيه عشان أنا بدأت اتعصب !
عادت له وقالت في رقة وبمشاكسة
_ إنت بقيت بتتعصب على أي حاجة الفترة دي أساسا.. إنت مش كنت بتقول لما صحيت من النوم إنك مصدع وراسك ۏجعاك انا بقى هعملك مساج بس بطريقة مختلفة
_ وإيه الطريقة المختلفة دي بقى !!
اغتاظت من طريقته الجافة بالرغم من أنها تعرف أن مزاجه معكر منذ الصباح الباكر ولكنها ابدت عن احتجاها على طريقته حيث زمت شفتيها باغتياظ وهتفت ممتعضة وغاضبة
_ إنت بتكلمني كدا ليه يعني ده جزاتي إني عايزة اخففلك الصداع اللي عندك
ثم استدارت بكامل جسدها توليه ظهرها وقبل أن تهم بالرحيل قالت في خنق وعبوس
رفع حاجبه اليسار باحترافية واجابها مستنكرا باندهاش
_ بيه !!!!
_ خدي خلاص أنا آسف متزعليش مكنش قصدي والله !
رمقته بطرف عينها بنظرة متضايقة وسرعان ما اشاحت بوجهها للجهة الأخرى محتجة عن الكلام معه فضيق عيناه باستغراب وقال بحنو
_ تعالى يلا اعملي المساج اللي قولتي عليه ده
ابعدت كفه الذي يقبض على رسغها وعقدت ذراعيها أمام صدرها مردفة بتذمر طفولي بعض الشيء
_ واعملك ليه ما إنت مش طايقني ولا طايق مني كلمة !!
بات يفهم مدى تأثير ابتسامته عليها فاتخذها كسلاح في هذه اللحظة وابتسم لها بساحرية هامسا في دفء
_ تعمليلي عشان أنا عايز وبطلب منك أهو .. ممكن !
سحق سخطها ومحاه برقته وابتسامته كأنه لم يكن وكالعادة فشلت هي في إخفاء ابتسامتها التي صعدت لشفتيها تدريجيا وقالت باستحياء بسيط وابتسامة جانبية
_ ماشي !
_ هااا إيه رأيك !
اتسعت ابتسامته وغمم دون أن يفتح عيناه
متابعة القراءة