رواية كاملة 24 الفصول من ثلاثة وعشرين لخمسة وعشرين

موقع أيام نيوز

باتي معايا في الأوضة النهردا لغاية ما علاء يهدى
ثم ابتعدت واتجهت إلى الحمام وهي تزفر بضيق من الذي فعلته أمها .. وظلت ميار تحدق على آثارها ببعض الذهول من تغيرها المفاجئ معها !! ....
اظلمت السماء وارتفع ضوء القمر البدر مع نجوم ساهرة تزين لوحة الخالق عز وجل .. كانت الساعة قد دقت الحادية عشر قبل منتصف الليل .......
فتح كرم الباب ونزع حذائه عنه ثم قاد خطواته نحو غرفتهم بعد أن وجد المنزل هادئا كالعادة ولكنه لم يجدها بالغرفة فعقد حاجبيه بريبة واستدار ليبحث عنها في بقية أرجاء المنزل حتى وصل إلى غرفة مكتبه وفتح الباب ببطء ليجدها جالسة على الأريكة أمام الصورة الكبيرة له هو وأخيها ولكن هذه المرة مختلفة حيث كان بيدها كوب كاكو يبدو أنه باردا وترجع برأسها للخلف تسندها على ظهر الأريكة ونائمة تنهد مغلوب على أمره وهو يبتسم ثم تحرك إليها بحذر شديد حتى لا يوقظها وجلس القرفصاء أمامها يمعن النظر بملامحها الملائكية والبريئة لا تبدو ابدأ كامرأة ناضجة تخطت سن الواحد والعشرون بل كمراهقة في سن السادسة عشر أو الخامسة عشر .. حتى الآن يحاول تفسير لكل ماحدث معهم ولم يجد له تفسير سوى أنه قدر ظهرت أمامه منذ تلك الليلة الذي كان سيدهسها فيها بالسيارة في الليل ومن بعدها تطورت الأحداث وربطتهم معا دون أن يشعروا مۏت صديقه ومن ثم ذلك الوغد الذي كان يحاول أذيتها وۏفاة والدتها وأخيرا ضغط أمه عليه ووضعه بين جانبي الڼار وإما أن يسير في المنتصف للأمام أو يسلك أحد الجانبين ويختار تمسكه بحب زوجته وعناده ويخسر معه والدته فلم يكن أمامه حلا سوى الموافقة بعد أن اقتنع بأنه حل أسلم ليرضي أمه ولتكون تلك المسكينة تحت رعايته دوما فلا مانع من الټضحية لأجل سعادة وراحة احبائنا .
مد يده بحرص وسحب من يدها الكوب ببطء شديد ثم وقف منحينا وهم بأن يحملها ولكنها انتفضت جالسة بمجرد لمسته وشهقت فزعة ليتراجع هو للخلف حتى لا يفزعها أكثر ويبتسم متمتما 
_ اهدي ده أنا !
استغرق الوضع لحظات قصيرة حتى تنفست الصعداء واعتدلت في جلستها تسأل بصوت خاڤت 
_ هو أنا نايمة كتير هنا !
زم شفتيه للأمام بجهل ليقترب مجددا ويجلس بجوارها متمتما 
_ معرفش أنا جيت زي العادة لقيتك نايمة
رفعت يدها تفرك عيناها وتقول متثاوبة 
_ أنا ذات نفسي معرفش إيه اللي بيحصلي كل ما ادخل واقعد هنا بنام !!
ضحك ببساطة بينما هي فعادت تنظر لوجه أخيها وهي تبتسم بمرارة مغمغمة 
_ غالبا بحس بالراحة والآمان وبحس أنه حواليا ومعايا عشان كدا بستكين وبنام
فكر في إضفاء نوع من الدعابة قليلا حتى لا يأخذ الحديث مجرى كئيب فوجدته يجيبها بمداعبة وهو يضحك 
_ بصيلي كدا وريني دموعك !!
ضحكت بخفة وهزت رأسها نافية وهي تردف 
_ لا مش هعيط متخفش اخدت جرعتي قبل ما تاجي
أخذ نفسا عميقا واعتدل في جلسته ليصبح مواجها لها مباشرة ويغمغم في نبرة رخيمة وحكيمة 
_ شفق صدقيني الحزن والعياط مش هيفيد بحاجة ومش هيرجعهم ليكي أنا لغاية فترة قليلة وكنت ډافن نفسي في الحزن وادركت دلوقتي ومتأخر للأسف الحزن مش هيفيدك بحاجة بالعكس ده هيتعبك نفسيا وجسديا ادعيلهم وكوني واثقة إنهم في مكان افضل منينا
طالعته بأعين تائهة وحبيسة اللآم متمتمة بشجن 
_ أنا مليش في الدنيا غيرهم ياكرم
مسك بكفها الصغير بين كفيه مردفا في حنو ونظرات دافئة 
_ عارف إن وجود العيلة لا يعوض بس أنا معاكي أهو وجمبك اعتبريني اخوكي وابوكي وصديقك وكل حاجة أنا مش عايزك تحسي إنك وحدك ياشفق
غامت عيناها بالعبارات وهي تبتسم له بعشق وتهمس في خوف 
_ معدش باقيلي حد غيرك أساسا وبقيت اخاڤ لتسيبني إنت كمان زيهم
شدد من ضغطه على كفها برفق وهدر بنظرة ثابتة ورقيقة مع همس كان له أثر بالغ على قلبها المتيم به 
_ اوعدك مش هسيبك ابدا
 _ يعني مفيش فايدة برضوا في العياط ده !!!
تشبثت به بشدة وهي لا تتوقف عن البكاء لتسمعه يقول بحيرة باسما 
_ إنتي دموعك جاهزة علطول ده مفيش لحظة وبتفتحي الحنفية دي
اكملت بكائها وتجيبه من بين بكائها بعفوية 
_ عشان إنت حنين أوي عليا
_ حاضر من هنا ورايح هعاملك وحش يمكن الآية تتقلب وتبطلي عياط
_ لا هعيط أكتر !!
اطلق ضحكة رجولية متأججة ابتسمت هي على أثرها وعادت تخفض نظرها مجددا وهي تتنهد بسعادة ..... !!
فتحت هدى له الباب واستقبلته بعناقها الامومي الحنون وهي تردف 
_ أهلا ياحبيبي عامل إيه 
مسك بكفها في لطف مغمغما في تساءل يتصنع عدم الفهم 
_ الحمدلله ياست
تم نسخ الرابط