رواية كاملة 24 الفصول من ثلاثة وعشرين لخمسة وعشرين
المحتويات
باتي معايا في الأوضة النهردا لغاية ما علاء يهدى
ثم ابتعدت واتجهت إلى الحمام وهي تزفر بضيق من الذي فعلته أمها .. وظلت ميار تحدق على آثارها ببعض الذهول من تغيرها المفاجئ معها !! ....
اظلمت السماء وارتفع ضوء القمر البدر مع نجوم ساهرة تزين لوحة الخالق عز وجل .. كانت الساعة قد دقت الحادية عشر قبل منتصف الليل .......
_ اهدي ده أنا !
استغرق الوضع لحظات قصيرة حتى تنفست الصعداء واعتدلت في جلستها تسأل بصوت خاڤت
_ هو أنا نايمة كتير هنا !
زم شفتيه للأمام بجهل ليقترب مجددا ويجلس بجوارها متمتما
رفعت يدها تفرك عيناها وتقول متثاوبة
_ أنا ذات نفسي معرفش إيه اللي بيحصلي كل ما ادخل واقعد هنا بنام !!
ضحك ببساطة بينما هي فعادت تنظر لوجه أخيها وهي تبتسم بمرارة مغمغمة
_ غالبا بحس بالراحة والآمان وبحس أنه حواليا ومعايا عشان كدا بستكين وبنام
فكر في إضفاء نوع من الدعابة قليلا حتى لا يأخذ الحديث مجرى كئيب فوجدته يجيبها بمداعبة وهو يضحك
ضحكت بخفة وهزت رأسها نافية وهي تردف
_ لا مش هعيط متخفش اخدت جرعتي قبل ما تاجي
أخذ نفسا عميقا واعتدل في جلسته ليصبح مواجها لها مباشرة ويغمغم في نبرة رخيمة وحكيمة
_ شفق صدقيني الحزن والعياط مش هيفيد بحاجة ومش هيرجعهم ليكي أنا لغاية فترة قليلة وكنت ډافن نفسي في الحزن وادركت دلوقتي ومتأخر للأسف الحزن مش هيفيدك بحاجة بالعكس ده هيتعبك نفسيا وجسديا ادعيلهم وكوني واثقة إنهم في مكان افضل منينا
_ أنا مليش في الدنيا غيرهم ياكرم
مسك بكفها الصغير بين كفيه مردفا في حنو ونظرات دافئة
_ عارف إن وجود العيلة لا يعوض بس أنا معاكي أهو وجمبك اعتبريني اخوكي وابوكي وصديقك وكل حاجة أنا مش عايزك تحسي إنك وحدك ياشفق
غامت عيناها بالعبارات وهي تبتسم له بعشق وتهمس في خوف
شدد من ضغطه على كفها برفق وهدر بنظرة ثابتة ورقيقة مع همس كان له أثر بالغ على قلبها المتيم به
_ اوعدك مش هسيبك ابدا
_ يعني مفيش فايدة برضوا في العياط ده !!!
تشبثت به بشدة وهي لا تتوقف عن البكاء لتسمعه يقول بحيرة باسما
_ إنتي دموعك جاهزة علطول ده مفيش لحظة وبتفتحي الحنفية دي
اكملت بكائها وتجيبه من بين بكائها بعفوية
_ عشان إنت حنين أوي عليا
_ حاضر من هنا ورايح هعاملك وحش يمكن الآية تتقلب وتبطلي عياط
_ لا هعيط أكتر !!
اطلق ضحكة رجولية متأججة ابتسمت هي على أثرها وعادت تخفض نظرها مجددا وهي تتنهد بسعادة ..... !!
فتحت هدى له الباب واستقبلته بعناقها الامومي الحنون وهي تردف
_ أهلا ياحبيبي عامل إيه
مسك بكفها في لطف مغمغما في تساءل يتصنع عدم الفهم
_ الحمدلله ياست
متابعة القراءة