رواية كاملة 24 الفصول من اثنان وثلاثون لاربعة وثلاثون
المحتويات
الفراش بالتأكيد سيراهم .. فغرت عيناها وفمها پصدمة وهرولت راكضة خلفه هاتفة
_ حسن
توقف على أثر صوتها واقتربت تقف أمامه مباشرة لتخفي الغرفة عن انظاره مغمغمة بتلعثم
_ إنت ليه جبت الطلبات دي
تعجب سؤالها الذي هو اخبرها عن اجابته عند الباب فقال بحيرة
_ ما أنا قولتلك يايسر عشان متبقيش محتاجة حاجة ويبقى عندك في البيت فمتنزليش تشتري بنفسك
ظلت متصلبة أمامه تتابعه حتى رأته دخل الحمام وتأكدت بأنه لم يرى شيئا فاسرعت للغرفة ولملمت الملابس والقت بهم بعشوائية في الخزانة ثم خرجت واغلقت الباب خلفها وهي تتنفس الصعداء بارتياح .
خرج من الحمام بعد أن جفف يديه في المنشفة وذهب لها مجددا بالمطبخ ليقف بجوارها ويقول مبتسما بترقب
_ فكرتي في كلامنا امبارح ولا لا
_ موافقة
تهللت اساريره واختفي انفطاء عينه ليحل محله البهجة والفرحة .. هدر بمشاكسة
_ كنت متأكد إنك لسا بتحبيني ومش هتقدري تعاندي كتير
رفعت السکين في وجهه وهي ملطخة بالطماطم وهتفت بضجر وحدة
_ أنا مقولتش إني مسمحاك أنا قولت موافقة اتراجع عن الطلاق ومؤقتا يعني حط مية خط تحت مؤقتا دي عشان الحماسة متخدكش معايا وتنسي نفسك
_ وماله أهو احسن من بلاش نزلي بس السکينة دي عشان الشيطان شاطر
حركت حواجبها بصرامة ووسعت مقلتيها وهي تقول بلهجة آمرة
_ اطلع برا ياحسن
تجاهل جملتها الآمرة وقال يكمل مرحه
_ طيب ومش ناوية تحني وتخليني اقعد معاكي في الشقة هنا !!
عادت ترفع السکين مجددا وهذه المرة قربتها من وجهها كثيرا حيث قالت بتحذير وغيظ
_ ماشي طالع خلاص
قالها متأففة پاختناق واستدار ليبتعد ويغادر المنزل بأكمله فتضحك هي وتقول بمكر ووعيد له
_ بعينك ! .. ده إنت اللي شوفته كوم واللي هعمله فيك دلوقتي كوم تاني
داخل منزل طاهر العمايري ........
كانت ميار تقف بالمطبخ وتقوم بتحضير كوب قهوة صباحي لها وبينما هي منشغلة في تحضيره وجدت زوجة عمها تقبض على ذراعها وتجذبها إليها هاتفة بنبرة صوت منخفضة حتى لا تصل لأذن ابنها وزوجها بالخارج مع نظرات منذرة كلها نقم
_ بس أنا مكذبتش في حاجة إنتوا ظلمتوني كلكم ومش عايزين تصدقوا الحقيقة
ضغطت على لحمها پعنف وهي تصر على اسنانها مغتاظة وتهتف بإهانة واضحة لها
_ انهو حقيقة .. إن الصور كڈب ولا إنك لسا بنت ومحدش لمسك أنا مستحيل اخليكي تدمري حياة ابني سامعة ولا لا
_ ومين قالك إني عايزاه ابنك ده أصلا اشبعي بيه بعيد عني
صاحت الأخرى بعصبية بعدما سمعت نبرتها العالية
_ لا وكمان ليكي عين وبتعلي صوتك عليا .. إنتي فعلا متربتيش وعايزة تتربي من أول وجديد
ابتسمت ميار في داخلها من انفعالها وقد احست بأن خطتها تسير كما يجب حيث استكملت في مهمة استفزازها أكثر و قالت بلؤم دفين
_ لا أنا متربية كويس أوي والدليل إني ساكتة على اللي بتعمليه معايا ومقولتش حاجة لا لعمي ولا لعلاء
اشتعلت كجمرة نيران متوهجة وفقدت السيطرة على نفسها فرفعت يدها في الهواء بينما ميار فتفادت بوجهها للجانب الآخر مغمضة عيناها وبداخلها تدعي أن لا تفشل خطتها وبالفعل سمعت صوت علاء وهو يقول بحدة
_ ماما بتعملي إيه !!
فتحت عيناها وهي تخفي ابتسامة شيطانية ودت لو اطلقتها على ثغرها رمقت زوجة عمها بخبث ونظرة ڼارية دون أن يلاحظ علاء لتشتعل الأخرى أكثر في ڠضبها وتصيح بابنها الذي يمسك بكفها الذي كادت أن تهوي به على وجنتها
_ دي عايزة تربية لو شفتها بتكلمني وبتبص إزاي ياعلاء !
ترك كف أمه وزغر ميار بنظرة مخيفة ليراها مجفلة نظرها أرضا بانسكار بدا له حقيقي ولكنه في الواقع مزيف .. هدأت ثورته بعدما رأى وضعها وقال بنبرة حازمة
_ اطلعي فوق ياميار
لم تتفوه ببنت شفه واتبعت الأوامر بدون نقاش حيث سارت للخارج وهي تبتسم بمكر وسمعته يلوم امه ببعض الانزعاج
_ مهما كان اللي عملته مينفعش اللي عملتيه ياماما برضوا .. بالله عليكي أنا مش ناقص لو عايزة تريحني بجد بلاش تعاندي إنتي وهي مع بعض ابوس ايدك وبلاش مشاكل
لم تتحدث أمه وبقت تطالعه بذهول أنه بدل من أن يلوم زوجته ويغضب عليها يلقي اللوم عليها هي ويراها مخطئة في فعلتها .
ابتعد علاء عنها وغادر المطبخ بأكمله تاركا إياها تترنح من فرط غيظها ونقمها على تلك الحربائة !! ........
تابعته وهو يستعد للخروج ويقف أمام المرآة يهندم ملابسه ويسرح شعره بالفرشاة الرجالية لا يهتم لها وكأنها غير موجودة .. يعاقبها كالعادة بعقاپ قاسې على خطأها واقسي عقاپ بالنسبة لها هو تجاهلها ولكنها لم تخطأ ولم تكن تقصد الخروج عمدا بدون نقابها أو خروجها لتسلم عليه لم يكن عمدا فقد ظنت أنهم ذهبوا ولا يوجد بالمنزل سواه ! .
هو ينظر لخطأها ولا يلتفت لطريقته الذي حدثها بها بالأمس وتهديده بأنه سيريها شخص سيء لم تراه من قبل !! .. لسانها يأكلها أكل لكي تتحدث فالصمت وهي مغتاظة ليس من صفاتها وأن سكتت ستنفجر من غيظها .
قالت بمرارة وخنق
_ طبعا أنا بس اللي بغلط لكن حضرتك مش بتغلط أبدا
الټفت لها برأسه ورمقها بصمت وقوة ثم اعاد رأسه لوضعها الطبيعي وتجاهلها استفزها أكثر واسترسلت حديثها باستياء ملحوظ هذه المرة
_ سيادتك تزعق وتبهدلني وأنا هسكت وكل ليه بسبب غيرتك اللي ملهاش مبرر إنك تكلمني بالطريقة دي .. ثم إن إيه قصدك ب هتخليني اشوف زين اللي كنت متوقعة اشوفه يوم الفرح !!!
مسح على وجهه متأففا وسمعت تمتمه بكلامات غير مفهومة توقعت أنه يستغفر ربه كالعادة .. استدار بكامل جسده لها وقال بجموح يكتمه عنها
_ طريقتي !! وهي طريقتك اللي كلمتيني بيها كانت صح !!
استشاطت ووثبت واقفة من فراشها تقف بمواجهته وتقول بتحدي وضجر
_ أنا انفعلت بسبب عصبيتك عليا ما أنت مشوفتش نفسك كنت بتزعق إزاي فيا
_ ماهو لو مكنتيش نرفزتيني مكنش ده هيحصل
ضحكت ساخرة وقالت بسخط وملامح متقرفة
_ لا والله !! .. إنت اللي كنت بتدور على حاجة عشان تتعصب عليها فمتقولش إن أنا اللي عصبتك
كاد أن ينفعل مجددا فابتعد عنها لينصرف ولكنها اعترت طريقه عاقدة ذراعيها في خصرها وتهدر بعناد طفولي
_ متطلعش من البيت
رفع حاجبه اليسار بصرامة وقال مستنكرا ما قالته
_ نعم !!!
عادت تؤكد عليه ما تفوهت به بشموخ
_ زي ما سمعت أنا عايزة اخرج النهردا
انطلقت على ثغره ضحكة مغلوبة واجابها بغطرسة
_ وبعد اللي بتعمليه واللي حصل
متابعة القراءة