رواية كاملة 24 الفصول من اثنان وثلاثون لاربعة وثلاثون

موقع أيام نيوز

وقد احس بأنه سيفقد زمام نفسه فصاح محذرا إياها بلهجة لا تحمل المزح ولا التهاون ونبرة رجولية مرعبة 
_ تمام .. من هنا ورايح الكلمة اللي هقولها تتسمع بالحرف ياملاذ وأنا بحذرك أهو لأول مرة متختبريش صبري كتير وإلا صدقيني عندي استعداد اخليكي تشوفي زين اللي كنتي متوقعة تشوفيه يوم الفرح
ثم تركها وانصرف فبقيت هي في صډمتها من الذي تفوه به .. هل كان يتحدث بجدية أم هذا من تأثير الڠضب الذي جعله يتكلم بدون وعي !! .. وماذا يقصد بآخر جمله ! في لحظة ذهول احست بأنها ترى خطيبها السابق وليس زوجها وحبيبها !!! .
مع اشراقة شمس يوم جديد داخل منزل كرم العمايري ......
ضوء بسيط من أشعة الشمس متسلل من خلال الشرفة وهو يعلق نظره عليه .. يده تعبث بشعرها في رقة وعقله مشغول بالتفكير ! .
سبحان القدر الذي أخذ منه قطعة من قلبه فجأة ووضع مكانها قطعة أخرى ليعوض الفراغ الذي خلفته تلك القطعة .. لا يزال حتى الآن كلما يتذكر أروى لا يصدق أنها لم تعد موجودة بعالمنا ! .
اعتقد بأن قلبه لن تتربع على عرشه امرأة سواها ولن يأتي بعدها ولكن القطعة التي ارسلها الله له فريدة في كل شيء دخلت في الفراغ واملته عوضته عن الحزن والعڈاب الذي ذاقه منذ رحيل زوجته كانت تماما كربيع يمحو صقيع الشتاء عن قلبه ويعيد البهجة والسعادة عليه نجحت في أن تحتل مقصورة قلبه ليعترف وبكل صراحة أنه عشقها .
ليلة أمس أصبحت زوجته فعليا وليس بمجرد القول يستطيع أن يصفها بأنها أجمل ليلة في حياته على الاطلاق .. 

_ صباح الخير
_ صباح العسل ياجميل
اعتدلت جالسة في الفراش وارجعت خصلات شعرها خلف أذنها مغمغمة بخجل 
_ هي الساعة الكام !
مد ذراعه وجذبها إليه يهمس بمكر 
_ وإنتي عايزة تعرفي الساعة ليه !!
حاولت الهرب من محاصرته لها بذراعيه وتمتمت باضطراب 
_ أنا هقوم احضر الفطار
_ ومين قالك إني جعان !
مازالت خجلة منه وستحتاج بعض الوقت لتعتاد على الوضع المختلف لكنه لا يفهم ذلك وهي تريد الفرار منه بأي شكل فلمعت في ذهنها فكرة واطلقت صړخة بسيطة تقول پتألم وهي تبعد يده 
_ براحة ياكرم !
ابعد ذراعيه عنها وهو يرفع حاجبه مستنكرا توجعها المزيف استغلت هي الفرصة ووثبت من الفراش وقبل أن تفر راكضة منه قبض على رسغها وجذبها فارتدت علي الفراش للخلف ووجدته يهتف بحدة مزيفة يضمر خلفها مزاحه وابتسامته 
_ ماتهدي يابت واثبتي .. تعبتيني معاكي
انطلقت منها ضحكة انوثية متأججة على طريقته الغريبة قائلة بضحك ومشاكسة رقيقة 
_ لا مليش حق معقول اعصب الكوكو بتاعي
بضحكة وقطعة لطافة على كلمتين منها تحول فورا واتمحت معالم الحدة لتخرج ابتسامته وهو يجيبها بخبث 
_ اهاا فعلا أنا متعصب جدا ولو مسمعتيش الكلام هتعصب اكتر
استمرت في ضحكها وقالت بعفوية 
_ وهو أنا اعترضت على حاجة أساسا
هب واقفا واتجه إلى باب الغرفة ثم اغلقه بالمفتاح ووضعه في جيب بنطاله وعاد يجذب هواتفهم ويغلقها تماما ففغرت فمها وقالت بدهشة امتزجت ببعض الحياء وهي تضحك 
_ لا كرم بلاش الحركات دي .. إنت حتى الفون بتاعك قفلته !!
انحني إليها وهو واقف ليهمس أمام عيناها مباشرة بنظرات تلمع بوميض العشق 
_ ومفيش فون هيتفتح لمدة يومين أنا مش عايز أي مصدر ازعاج وحابب استجم مع اميرتي ونقضي وقت لطيف لوحدينا بعيد عن الناس .. ممكن
اماءت له عدة مرات في أعين لامعة بدموع السعادة وابتسامة عاشقة 
تحدث هو بهدوء ونبرة خائڤة 
_ إنتي كنتي بتقوليلي إنك خاېفة اسيبك زي سيف ومامتك بس في الواقع إن أنا اللي خاېف اخسرك .. متبعديش عني ياشفق
وضعت خجلها جانبا وتصرفت كما تقودها مشاعرها المتيمة به حيث انحنت إلى جبهته هامسة بنعومة وحنو 
_ أنا دايما جمبك ياحبيبي ومستحيل ابعد عنك
_ عايز بنتين وولدين ويكونوا شبهك
هتفت ضاحكة برقة واستغراب 
_ كلهم !!!
هز رأسه بالإيجاب فاجابت هي بنفي ومرح 
_ لا أنا عايزاهم يكونوا في حنيتك وجمالك وطيبتك عشان أنا مش مكفياني نسخة واحدة من الكوكو الصراحة
قهقه بصوت مرتفع وهتف باسما بلؤم 
_ طيب يلا بينا عشان ندخل على المستوي التاني ونجيب النسخ المصغرة دي
لحظات رومانسية وغرامية يسرقونها من الوقت ولن تكون الأخيرة مطلقا ! .......
تحركت ريماس باتجاه أخيها حتى توقفت أمامه وقالت بشجاعة 
_ أنا سمعتك إنت وبابا بتتكلموا على حاجة هتعملوها في كرم
جاسر بخشونة 
_ حاجة متخصكيش ياريماس ومتدخليش في اللي ملكيش فيه
صاحت به غاضبة 
_ لا تخصني .. أنا مش فاهمة إيه اللي بتعملوه ده إنت وبابا ما تسيبوها في حالها كفاية
ابتسم جاسر ساخرا واجابها بعدم مبالاة ونظرات كلها شړ 
_ إيه الحب اللي ظهر عليكي فجأة كدا !! .. ثم إننا مش هنأذيها بالعكس أنا عايز شفق ومش قادر استنى اللحظة اللي تكون فيها معايا يعني اطمني عليها .. احنا بس هنقرص ودن ابن العمايري اللي فارد ريشه علينا وبيتحدانا
لن يفهموا ولن يقتنعوا حتى أنهم لن يتراجعوا عن افعالهم الشنيعة وقررت أن تأخذ الأمر لصالحها حيث اظهرت رضاها عن الذي سيفعلوه وقالت بفضول حقيقي 
_ تمام ياجاسر براحتكم .. ممكن بقى اعرف هتعملوا إيه معاه
سار مبتعدا عنها وهو يقول غير مكترثا وبغلظة صوته الرجولي 
_ لا مش ممكن وخليكي برا المواضيع دي ياريماس احسلك
تأففت بخنق وضړبت الأرض بكعب حذائها في غيظ وهناك صوت يلح عليها في نفسها يقول بلا توقف لا تسكتي عن هذه المهزلة !! ......
ساعات من التفكير .. اعطيه فرصة أخيرة .. أم لا .. وماذا سيحدث إذا اعطيته فأنا لم أعد تلك الساذجة التي تنجر خلف قلبها كالحمقاء .. يريد فرصة ولديه الاستعداد لفعل أي شيء حتى ارضى عنه .. لماذا لا استغل الموقف واتلذذ به على راحتي .. وإذا كان هو يريدني فليثبت لي هذا ! .
حديث طويل تخوضه مع نفسها منذ الأمس على هذا النحو تفكر وتفكر ماذا ستفعل معه وبما إنها قررت مسامحته أخيرا يجب أن لا تجعله يحصل عليها بسهولة سيجعلها تصدق أنه حقا يستحق ذلك الطفل الذي تحمله في احشائها ! .
كانت بالمطبخ تقوم بتحضير الأفطار لها فصك سمعها صوت رنين الباب تنهدت بقوة وغسلت يديها ثم اتجهت نحوه وهي تعرف جيدا أنه هو امسكت بالمقبض وفتحت لتجده يحمل بيده اكياس بها طعام وخضار وهتف هو بنبرة عادية 
_ اشتريت ليكي شوية طلبات عشان متحتاجيش حاجة وتنزلي تجبيها
لوت فمها بامتعاض مصطنع ثم افسحت له الطريق حتى يدخل ويضعهم في المطبخ وبمجرد ما أن دخل وهي استدارت لتغلق الباب ابتسمت ولكن اخفت ابتسامتها فورة ولحقت به إلى المطبخ ثم همست بنبرة عادية دون أي تعبيرات وجه 
_ شكرا
مالت لليسار بحب وقال 
_ أنا هروح اغسل إيدي في الحمام
اماءت بالإيجاب وذهب هو إلى الحمام غرفة نومها أمام الحمام وهي قامت بشراء بعض الملابس لطفلها وتركتهم على
تم نسخ الرابط