رواية كاملة 24 الفصول من اثنان وثلاثون لاربعة وثلاثون
المحتويات
توافق وتعطيه الفرصة الأخيرة يترجاها بأن لا تتجاهل شوقها له ورغبتها به وهناك جانب آخر منها يخشي أن يكسرها للمرة الثانية فبقت بين شقى الاختيار .. تخشي أن تختاره فټندم وأيضا تخشي أن ترفض فتخسر فرصتها الأخيرة في أن تعيش معه الحياة التي دوما تمنتها !! .
سحبت ذراعها من قبضته ببطء وهمت بالاستدارة لولا صوته وهو يسألها بترقب
_ هفكر
قالتها بحزم واكملت سيرها نحو السيارة لتستقل بالمقعد الخلفي فيلحق هو بها ويبتسم باتساع بعدما قوى الأمل بداخله أنها وأخيرا بدأت تلين قليلا !! ...........
ترجلا من السيارة وحملت هي بعض الأكياس والبعض الآخر حمله هو وساروا باتجاه المنزل فقالت هي ضاحكة بمشاكسة تقلده
_ قولتلك مش هروح ياميار !! .. وفي الآخر روحت برضوا ڠصب عنك
_ أنا وافقت بس عشان أنا اللي قايل مفيش خروج لوحدك ورفيف مش هتروح معاكي وكمان يسر مش موجودة
قهقهت بخفة وأجابت ساخرة بعدم تصديق
_ أيوة أيوة فعلا مصدقاك.. خلاص بقى ياعلاء إنت مش طايقني عشان اجبرتك تروح معايا عرفنا إني بهدلتك في اللف بس أهو مرة من نفسي ياجدع
مالت شفتيه للجانب قليلا وتصنع عدم الاكتراث لها ثم انزل الأكياس على الأرض وأخرج المفاتيح ليهم بوضعها في القفل ولكن أمه سبقته وفتحت الباب پعنف .. تحدقهم بأعين مشټعلة من الغيظ وبالأخص لميار التي رأت في عيني زوجة عمها نظرات ڼارية كلها نقم ففهمت سببها دون داعي لشرح .
_ أنا طالعة فوق
عبرت من جانبها وقبل أن تخطو خطوة أخرى قبضت الأم على ذراعها تقول بصوت يحمل الشړ
_ استني أنا عايزاكي إنتي
نقلت ميار نظرها بين علاء الذي يتابعهم باستغراب وبين الممسكة بذراعها وتحدجها بأعينها الحاقدة .. ثم سحبت ذراعها بهدوء وهي تقول ببرود بعدما فهمت الذي ستقوله جيدا
عادت تجذبها من ذراعها مجددا وتقول بسخط صائحة
_ وأنا قولت دلوقتي ياميار .. لأني لازم افكرك بحجمك شكلك كدا نسيتي نفسك
تدخل علاء وأبعد أمه عنها هاتفا بغلظة صوته الرجولي
_ في إيه ياماما !!
_ هتكلم معاها شوية ياعلاء وهي عارفة كويس أنا هتكلم في إيه
رمق ميار الواقفة بثقة تامة وعدم مبالاة ولا تنظر لهم حتى ليهدر بلهجة آمر وخشنة
لم تتفوه ببنت شفة وامتثلت للأوامر بدون أي اعتراض حيث استدارت وصعدت الدرج متجهة لغرفتهم بالأعلى ولكنها عند آخر درجات الدرج في الأعلى تخفت ووقفت تستمع لما ستقوله أمه .
صاحت الأم بعصبية
_ لتكون غيرت رأيك خلاص ومش هتطلقها !!
عضن حاجبيه متعجبا وغمغم بطبيعية
_ وإيه مناسبة الكلام ده دلوقتي
علاء بتوضيح وهو لا يزال هادئا
_ ماما أنا طلعت معاها لإني مبثقش أخليها تخرج وحدها فاضطريت اطلع معاها
صړخت أمه بانفعال هادر
_ دي حرباية وبتتلون بمية لون وهتلف عليك زي الحية وتخدعك وتخليك تحبها وأنا عارفة ده كويس وعشان كدا أنا بقولك من دلوقتي ياعلاء مش هسمح أبدا إنك تكمل مع واحدة زيها بقية حياتك .. أنا مربتش ابني وتعبت فيه عشان تاجي في الآخر وتاخده بنت الله اعلم عملت إيه بظبط ومع مين
امسك بكفها وطبع قبلة على ظاهره هامسا بدفء
_ اهدي ياست الكل .. تغيري مع ميار ليه اسبابه بس مش اللي في دماغك وإني حبيتها والكلام الفارغ ده ومتقلقيش أنا أكيد مش هكمل معاها وقريب أوي هبدأ في اجراءات الطلاق
لجمت الدهشة ميار بعد أنا استمعت لآخر جمله .. فقد ظنت أنه بدأ ينجذب لها كما انجذبت هي أيضا له ونمت مشاعر الحب بداخلها تجاهه ولكنه يتحدث الآن عن طلاق قريب وما إلى شابه وحتى أنه لم يحاول الدفاع عنها أمام أمه عندما أشارت بكلماتها على أنها فتاة وقامت بعلاقات مختلفة مع الرجال !! .
فرت دمعتين حارقتين من عيناها فجففتهم وقالت بأعين شيطانية ومتوعدة
_ أنا استحملت اهانات الكل ليا واتهامهم ليا بذنب معملتهوش بس خلاص كفاية طالما هي بقت بالشكل ده .. يبقى مش هسمح لحد يدوس عليا أكتر من كدا ومن هنا ورايح هتشوفوا ميار الحرباية بجد بقي
داخل منزل زين العمايري .....
دخلت هي الغرفة أولا وهمت بغلق الباب لكي تبدل ملابسها ولكنه اعاق غلقه ودخل يهتف بصرامة مريبة
_ أظن أنا قولت لما نرجع البيت هنتكلم
ملاذ بحيرة من عصبيته الغريبة
_ زين أنا أكيد مكنتش قاصدة اطلع من غير نقابي يعني .. ليه العصبية دي كلها !!
صاح بصوت جهوري نفضها بأرضها
_ سببها إني جيت لقيت مراتي في راجل معرفهوش وبيتأمل فيها وهي مغمى عليها وسيادتها طالعة تستنيني برا من غير نقاب
تمتمت محاولة تهدئته برفق
_ أيمن مش كدا إنت أكيد تهيأ ليك أنا وهو متربين مع بعض وهو مش بيشوفني غير اخت ليه
اخطأت في التوضيح والشرح وبدل من أن تهدأ من ثورته هيجتها أكثر فوجدته ېصرخ بوجه تراه للوهلة به
_ مفيش حاجة اسمها اخوات ياهانم .. ده راجل اجنبي عنك وسواء كنتي متجوزة أو لا يبقى تحطي حدودك معاه إنتي عارفة إني معنديش تهاون في المواضيع دي وقولتلك قبل كدا أنا راجل دمي حامي يوم الخطوبة كان موجود وفضلتي تضحكي وتهزري معاه وعديتها عشان مكنتش اقدر اقولك تعملي إيه ومتعمليش إيه مع إني اتعصبت جدا وقتها والنهردا رغم إنك عارفة إنه جاي في الطريق زي ماعرفت عندكم طلعتي من غير نقاب برضوا .. ونبهت عليكي متخرجيش من الأوضة برضوا خرجتي عشان تسلمي عليه هو ومامته قبل مايمشوا وكأن كلامي ملوش أي ستين لزمة
انفعلت هي الأخرى وهتفت بنبرة شبه مرتفعة
_ كنت فاكرة إنك هتوصل قبله وطلعت عشان كدا ولولا إني اغمي عليا كنت هدخل علطول طبعا .. ونيتي مش إني اكسر كلمتك بس أنا خلصت لبس وجهزت وطلعت على اساس إننا هنمشي ومينفعش مسلمش عليهم وكل اللي قولته إني قولتله مع السلامة من غير سلام ولا أي حاجة .. أنا مش فاهمة دي غيرة ولا إيه بظبط بعدين بدل ما تسألني وتطمن عليا بعد اللي حصلي بتزعقلي وحتى مهنش عليك تقولي لو تعبانة اوديكي للدكتور
اقترب منها بأعين ثاقبة كالصقر وحمراء كالدم من فرط سخطه ليخرج صوته مخيفا ومنذرا
_ صوتك ميعلاش على جوزك يامدام يامحترمة وخصوصا لما تكوني غلطانة
ثبتت نظرها في عيناه بقوة وقالت بعناد
_ أنا مش غلطانة يازين !
كور قبضة يده وضغط عليه پعنف يجاهد في تمالك انفعالاته ليهتف ببعض الدهشة من عنادها وعدم اعترافها بخطأها
_ مش غلطانة !!! .. يعني عايزة تقولي إن أنا اللي غلطان !
_ أنا مقولتش كدا بس شايفة إنك مزودها أوي الصراحة
ابتسم ساخرا
متابعة القراءة