رواية كاملة 24 الفصول من اثنان وثلاثون لاربعة وثلاثون
المحتويات
مش مستاهلة أنا كويسة والله متقلقوش
كان زين في وسط كل هذا هادئا بشكل مريب وكأنه ينتظر اللحظة لكي يفرغ كل جموحه .. سمعته يهمس بترقب ونظرات اربكتها
_ هو إيه اللي حصل معاكي
تجاهلت نظرته المريبة وقالت ببساطة
_ أنا كنت طالعة استناك برا ودوخت مرة واحدة معرفش ليه !
هبت الأم واقفة وقالت
_ أنا هروح اعملك عصير تشربيه عشان تقدري حتى تقفي على رجلك
_ هقوم اقعد مع طنط أحلام برا واسلم على أيمن
كان يحارب بكل ما لديه من هدوء لكي يبقى ساكنا ولا ينفجر بها ونتيجة لكبحه لغضبه ظهرت في عيناه نظرات مرعبة وخرج صوته صلبا وغريبا
_ متتحركيش من مكانك فاهمة ولا لا .. أنا رايح اقعد شوية مع عمي فراج وبعدين هنمشي ويارب ياملاذ رجلك تعتب برا عتبة الأوضة
_ ولما نوصل بيتنا هنتكلم عن خروجك برا من غير نقاب
لم يخرج صوتها وبقت ساكنة حتى انصرافه فستعادت اللحظات الأخيرة قبل فقدانها الوعي وتذكرت بأنها رأت أيمن يترجل من سيارته ولا تتذكر شيء بعد ذلك ! .
انتهى عرض الاوبرا وكانوا في طريقهم للمنزل باعتقادها ولكنها وجدت السيارة تقف أمام مكان مرتفع وشبه مظلم وفي الأسفل الماء فنظرت له باستغراب وقالت
حسن بخفوت
_ لو ناسية احنا متفقين إننا هنتكلم
_ وهنتكلم هنا يعني !!!
هز رأسه بالإيجاب ثم فتح الباب ونزل ففعلت هي كذلك رأته يتحرك باتجاه الهضبة المرتفعة ويجلس على الأرض فتحركت نحوه ووقفت خلفه هاتفة بمضض
_ إنت ملقيتش مكان غير ده نتكلم فيه يعني !!
_ أنا حابب يكون مكان هادي وبعيد عن الناس .. اقعدى يلا
_ غيرت رأيك ليه بخصوص الطفل بعد ماكنت مش عايزه ! .. وعايزة الحقيقة ياحسن طالما إنت عايز نتكلم بيقى هنتكلم بصراحة وعلى المكشوف
_ الحقيقة إني خۏفت عليكي .. قلبي مطاوعنيش اخليكي تدخلي عملية خطېرة زي دي وللحظة حسيت إني حبيت الطفل ده وإني مستنيه في الآخر ده ابني .. تصرفي واللي عملته معاكي ملوش مبرر غير إنه غباء مني بس للأسف ندمت بعد فوات الآوان
ابتسمت بمرارة وهدرت تجيبه بقوة
_ مكنش غباء .. كان كره إنت مكنتش متخيل أن هياجي طفل ويربطك بيا وإنت أساسا بتحاول تتخلص مني وعايز تطلقني مكنتش عايز يكون في أي رابط بينا يخلينا مع بعض حتى لو انفصلنا هي دي الحقيقة ياحسن مش كدا ولا لا ومتكذبش وتقول غلط !
لا يستطيع انكار ما قالته بالفعل هذا هو أول شيء فكر به عندما اخبرته بخبر حملها .. ولكنه حينها لم يكن يدرك قيمتها كان أحمق ومتهور لم يعترف لنفسه ويفهم أنه يحبها بشدة والآن هو نادم أشد الندم !! .
حسن بخزي من نفسه يؤكد كلامها
_ صح !
اتسعت ابتسامتها الحزينة أكثر وقالت ساخرة
_يبقى متقولش إنه غباء .. قول إني كنت بكرهك ومش عايزك
مسح على وجهه متأففا بيأس وبدأ الحديث بهدوء تام يسرد لها كل شيء من بدايته
_ أنا عمري ماكرهتك يمكن كنت مش طايقك ومش عايزك فعلا بس محسيتش تجاهك بكره أبدا أنا كنت شايف إننا مش مناسبين لبعض وإني مش هقدر اكمل حياتي معاكي استخففت بحبك ليا ومشاعرك تجاهي ومأدركتش قيمة الحب ده إلا بعد ماخسرته .. ندمان جدا ونفسي الزمن يرجع بيا عشان امنعك ماتنزلي الطفل أحيانا بحس إنه الطفل ده ربنا بعته فرصة ليا ولينا عشان يقربنا من بعض وأنا بدل ما استغلها ضيعتها بغبائي وبفكر دلوقاي وبقول ياترى الفرصة دي هتجيني تاني ولا لا
استمعت إلى حديثه عن طفلهم وتخيلت ردة فعله إذا عرف بأنها اخفت عنه الحقيقة ومازالت محتفظة بطفلهم كيف ستكون ياترى ! .. استرسل حديثه ينظر لها بأسف وأسى
_لما طلبتي الطلاق رغم كل حاجة مكنتش قادر اطلقك ولما روحت البيت عند عمي عشان اتكلم معاكي وسمعت كلامك وطريقتك کرهت نفسي ونطقتها من غير وعي .. حسيت إني مش هقدر اغصبك على حاجة إنتي مش عايزاها اكتر من كدا وكفاية اللي عملته معاكي بس بعد كدا عشت في عڈاب بعيد عنك كنت بروح البيت وبحسه ناقص وجودك يايسر وبشوفه زي البيوت المهجورة ورغم كل ده كنت لسا بعاند لغاية ماجه راسل .. كل اللي اقدر أقوله إني خۏفت ياخدك مني ومكنتش هستحمل اشوفك مع راجل غيري ورديتك لعصمتي لما جيتلك المستشفى في اليوم اللي ميار حاولت ټنتحر فيه .. في اللحظة اللي فيها بعدها علطول رديتك
دهشها بكلماته الأخيرة وهتفت بذهول
_ وليه مقولتش طول الفترة دي إنك رديتني !!!
_ كنت متوقع ردة فعلك إنها هتكون صعبة ومش هتقبلي ففكرت إني احاول اصلح ولو جزء بسيط من علاقتنا الأول وبعدين اقولك بس بعدها إنتي سافرتي وأنا سافرت وراكي كمان فكان لازم تعرفي واقولك
غامت عيناها بالدموع الحاړقة وهي تستمع لحديثه كم كانت تود سماع كلمة واحدة يشعرها من خلالها أنه يريدها ويحاول من أجلهم ولكنه سمم سمعها دوما بكلمات قاسېة
والآن بعد أن دمر الخيط الرفيع الذي كان يربطهم وكانت هي المتمسكة به وتحافظ عليه يترجاها والندم ېقتله ويروى لها عن رغبته بها وأنه لا يريد ابتعادها عنه ولن يسمح بأن يأخذها رجل غيره !! .
استقامت واقفة وقالت بصوت مبحوح وموجوع
_ ياريتك قولت كلامك ده قبل ماتتدمر كل حاجة بينا أنا كنت بتمنى اسمع الكلام ده منك بس يفيد بإيه دلوقتي معدش له لزمة
التفتت وسارت عائدة إلى السيارة ليثب هو واقفا ويلحق بها ركضا فيجذبها من ذراعها بلطف ويرغمها على الوقوف هامسا بتوسل وهو يقسم ويقطع الوعود الصادقة لها
_ اوعدك إني هصلح كل اللي دمرته بقسم بالله أن مفيش حاجة من اللي حصلت هتتكرر تاني وهتشوفي شخص مختلف .. أنا من إيدك دي لإيدك دي وكل اللي هتطلبيه أنا مستعد انفذه بدون تفكير ومش هطلب منك تسامحيني بس كل اللي عايزه إنك تتراجعي عن الطلاق وتديني فرصة أخيرة واوعدك مش هتندمي
حدجته بصمت لبرهة تفكر بإمعان فقلبها مازال يلح عليها بأن
متابعة القراءة