رواية كاملة 24 الفصول من اثنان وثلاثون لاربعة وثلاثون

موقع أيام نيوز

مكياجها .. كانت ترتدي منامة تصل إلى الركبة بحمالات رفيعة وبفتحة ظهر واسعة وكبيرة وضيق بعض الشيء على جسدها يظهر منحنياتها بشكل مثير مما اعطاها لمسة أنوثية التقطت الروب وارتدته فوقه ثم غادرت الغرفة وذهبت لطاولة الطعام تضع اللمسات الأخيرة عليها وبعد دقائق ليست بطويلة اتى وكان يرتدي بيجامة منزلية من اللون الأسود فجلس على مقدمة الطاولة وهي بجواره القي عليها نظرة مغرمة ووضع أول لقمة في فمه وهي كذلك فعلت لتسمعه يهمس بعد لحظات قصيرة 
_ تسلم إيدك ياحبيبتي
لاحت الابتسامة الخجلة والعذبة على شفتيها وهي تجيبه 
_ بالهنا والشفا
اكملوا عشائهم لدقائق قليلة ومن ثم نهضت هي وبدأت في نقل الصحون للمطبخ وهو كذلك يساعدها .. وبعد انتهائها هيأ لها أنها سمعت صوت رنين هاتفها فذهبت للغرفة لتنظر له فلم تجد أي اتصال من أحد .. تسلل هو خلفها واغلق باب الغرفة وإذا بها تشعر به من الخلف .. انحبست انفاسها وتسارعت دقات قلبها 
_ بحبك يا أميرتي !
التوتر والخجل استحوذوا عليها فلم تتمكن حتى من الفرح كما يجب بهذه الكلمة الذي نطقها لأول مرة  
_ كرم في فيلم جميل جدا شوفت أعلانه وهيبدأ دلوقتي ماتيجي نسمعه نفسي أوى اتفرج عليه
رفع حاجبه يجيبها بستنكار لطلبها الذي في الوقت الخطأ تماما 
_ فيلم ودلوقتي !!!
هزت بالإيجاب وتمتمت برجاء 
_ أيوة ارجوك يلا
ابتسم بحب وهدر بحنو 
_ الفيلم بياخد تلات سعات او ساعتين ونص على التلفزيون ياحبيبتي .. مش وقته خالص دلوقتي الصراحة بكرا أنا موجود معاكي اليوم كله هنشغله على اللاب ونسمع براحتنا
عقدت ذراعيها واجفلت نظرها أرضا تزم شفتيها للأمام بعبس طفولي ليتأفف هو مغلوب على أمره وقال 
_ طيب خلاص يلا هنسمعه
عاد وجهها يشرق بالابتسامة من جديد واسرعت للخارج تقوم بتشغيل التلفاز وتجلس على الأريكة تشاهد الفيلم الذي يبدو أنه بدأ منذ دقائق قليلة وشاركها هو الجلوس بجانبها يعلق نظره على شاشة التلفاز مجبرا وباقتضاب ..فقط لرغبتها أما هي فلا تفهم سبب خجلها منه .. لم تكن تخجل هكذا منه في بداية زواجهم ربما لأنها شهدت على جانب جديد منه فلذلك تخجل وتتوتر والآن تحاول التركيز على الفيلم لكي يمحو توترها .
مرت ساعة ونص وهم مازالوا يشاهدون ذلك الفيلم اندمجت هي بشدة في المشاهدة وكانت تشاهد باستمتاع .. غير منتبهة لذلك الذي سينفجر من الغيظ والانتظار تارة يمسح على وجهه متأففا ولا يثبت في جلسته يتحرك يمينا ويسارا فلقد سئم من الجلوس هكذا واستنفذ كل طاقة الصبر لديه .. همس بلطف 
_ مش كفاية بقى ولا إيه ياحبيبتي الفيلم لسا مطول وأنا زهقت !
نظرت له وقال متوسلة 
_ لا بليز خلينا نكمله عجبني أوي وممتع والله
زفر بخنق واعتدل في جلسته يعود لوضعه الطبيعي ولكن هذه المرة عيناه كانت معلقة على ساعة الحائط تارة ينظر للتلفاز وتارة للساعة وكلما تمر الدقائق يستاء أكثر من الانتظار الممل والذي افقده أعصابه .. هتف شبه منفعلا بضجر 
_ وبعدين ياشفق مش معقول كدا هنفضل بالمنظر ده كتير يعني .. عدت ساعتين دلوقتي
ادركت أنها ضايقته ولكن ليس بيدها كانت متوترة بشدة ومشاهدة الفيلم نفعتها وهدأت من توترها قليلا انزوت نظرها عنه بعبوس ليصدر هو تنهيدة حارة وهدأ ضجره عندما فهم توترها وخجلها .. 
_ كل الكسوف ده من الكوكو بتاعك !!!
ضحكت بخفة عند نطقه للاسم الذي تطلقه عليه وبالرغم من أنه لا يحبه ولكنها فهمت أنه يقوله متعمدا لكي تضحك .. عادت الابتسامة لوجهه وهو يقول مشاكسا 
_ ضحكت يعني قلبها مال خلاص
وجدته يهب واقفا وينحني ليحملها على ذراعيه ويسير بها باتجاه الغرفة متمتما يسترسل مزاحه ومشاكسته 
_ تقريبا الناس كلهم عندهم مشكلة مع اسمي كنت في الحضانة وكانت في مدرسة بتقولي ياتوتي معرفش إيه جاب كرم لتوتي !! .. كرهتني في اسمي يلا بقى ربنا يسامحها
اطلقت شفق ضحكة أنوثية متأججة جلجلت في أرجاء المنزل لتتسع ابتسامته العريضة لأنه نجح في إزالة توترها وخجلها .. ثم دخل الغرفة واغلق الباب لتبدأ ليلتهم الأولى والرومانسية معا .......
التقطت ملاذ هاتفها بعد أن سمعت صوت رنينه واجابت بهدوء 
_ أيوة يازين
اتاها صوته العادي وهو يتمتم 
_ أنا جاي في الطريق ياملاذ اجهزي يلا
_ تمام ياحبيبي أنا جاهزة وكمان بابا وماما عايزين يسلموا عليك
_ أنا خلاص قربت مسافة الطريق بإذن الله
انهت الاتصال معه ونظرت لأمها تقول لها مبتسمة 
_ جاي في الطريق ياماما
_ طيب ياحبيبتي ياجي بالسلامة أنا هروح اقول لابوكي عشان كان مستنيه وعايز يشوفه
أماءت لها بالموافقة وهتفت أحلام مبتسمة بصفاء 
_ يارب بقى الحق اشوفه أنا كمان واسلم عليه
ملاذ بعذوبة ورقة تسألها عن ابنها 
_ لا إن شاء الله هتلحقي هو أيمن قالك جاي في الطريق كمان 
هزت لها بالإيجاب فابتسمت ملاذ ووقفت حتى تغادر إلى حديقة المنزل الصغيرة تنتظر زوجها ولكن بمجرد ما أن وقفت داهمها دوار مفاجيء فوضعت كفها على جبهتها واطرقت رأسها أرضا وثبت أحلام واقفة وامسكت بها تقول بفزع 
_ مالك يابنتي
ملاذ بصوت هاديء بعد أن احست بأنها عادت لطبيعتها 
_ مفيش حاجة ياطنط دوخت بس شوية متقلقيش .. أنا هطلع استني زين برا
ابتعدت عنها وسارت إلى الحديقة ببطء وعادت تشعر بالدوار مرة أخرى ولكنها تحاملت على نفسها وأكملت سيرها ولسوء الحظ أن أيمن وصل أولا ونزل من سيارته فرآها تقف وهي تمسك برأسها ولا تقوي على الاتزان في وقفتها وكأنها على وشك السقوط فهرول ركضا إليها ولحق بها قبل أن يهوي جسدها على الأرض .
في تلك اللحظة تحديدة وصل زين وترجل من السيارة ........
......... 
_ الفصل الثالث والثلاثون _
وقف مندهشا يحدق بذلك الغريب الذي زوجته بين ذراعيه ويحاول افاقتها وهي لم تكن ترتدي نقابها فغليت دماء الڠضب في عروقه وكاد أن يتحول لوحش كاسر ولكن وضعها وهي فاقدة للوعى كان أهم الآن ليقلق حياله فهرول راكضا إليها وجذبها من بين ذراعيه يهز وجهها بلطف هاتفا 
_ ملاذ
حملها واتجه بها إلى داخل المنزل لكي يخفيها عن أعين ذلك الغريب الذي لا يعرفه .. شهقت الأم بزعر عندما رأت ابنتها وهي متغيبة عن الواقع وبين ذراعين زوجها ودلته فورا على غرفتها ليضعها بها فاسرع ودخل وهي كانت خلفه مباشرة .
وضعها على الفراش بحذر وعاد يهز رأسها من جديد يهتف بصوت قوي بعض الشيء 
_ ملاذ .. ملاذ ردي عليا إنتي سمعاني
الټفت أمها من الجهة الأخرى وأخذت تحاول افاقتها أيضا بينما هو فامسك بكوب الماء الذي وجده بجانب الفراش ونثر على وجهها برفق ثم مد ابهامه وسبابته إلى عصبة أنفها العلوية وجعل يفركها بلطف لكي تفيق وبالفعل بعد لحظات قصيرة فتحت عيناها تدريجيا .. سمعت صوت والدتها أولا وهي تقول بفزع 
_ إنتي كويسة ياحبيبتي 
اعتدلت قليلا في نومتها وهمست بصوت ضعيف 
_ كويسة ياماما الحمدلله
تمتم أبيها بقلق واهتمام 
_ قومي يابنتي نوديكي لدكتور يلا
_ لا يابابا
تم نسخ الرابط