رواية كاملة 24 الفصول من اثنان وثلاثون لاربعة وثلاثون
المحتويات
يعرف بالفعل ! .
يسر بترقب واضطراب ملحوظ
_ بتسأل ليه
تمتم بأعين ثاقبة ونبرة رجولية خشنة
_ شوفتك إنتي وطالعة من الشركة ولما اتأخرتي ومرجعتيش قلقت عليكي
اطلقت زفيرا طويلا بارتياح بعدما سمعت رده واقنعها هو بهذا الكلام أنه لا يعرف بشيء ولا يشك بأمرها حتى ! لم تجيب عليه بمضض كالعادة بل غمغمت بنبرة عادية
كما توقع تماما ستكذب وتخفي الأمر ولذلك هو تعمد سؤالها وكأنه لا يعرف شيء ولكنها بكذبها لم تنقذ نفسها بل زادت من شكه وتأكيده بأنها تخفي عنه شيء خطېر هتف حسن بتأكيد كأنه يعطيها الفرصة لكي تقول الحقيقة وتمحي شكوكه بها
_ خالتك بس يعني !!!
عاد اضطرابها من جديد لتجيبه بتوتر وصوت ليس طبيعيا وقويا كعادتها
همت بالاستدارة والانصراف فأوقفها بقبضته على ذراعها وهو يردف بلطف ونظرات تبدلت من الحدة للحنو
_ أنا مجهزلك مفاجأة حلوة بليل ممكن مترفضيش وتطلعي معايا
رمقته بنظرات فاحصة لمعالم وجهه المتشوقة لسماع موافقتها وكانت ستخضع له ولكنها أبت وسحبت ذراعها هادرة بحزم
_ لا مش موافقة وخليك بعيد عني زي ما اتفقنا
_ احنا محتاجين نتكلم كويس مع بعض ودي هتبقى فرصة كويسة صدقيني
يسر بقسۏة وهي تحاول إبعاده لكي ترحل
_ كل حاجة بينا اتكلمنا فيها ومفيش حاجة لسا هنتكلم فيها
_ في وبالعكس أهم حاجة كمان .. لو سمحتي وافقي يايسر وأنا واثق جدا إن المفاجأة هتعجبك
_ طيب بس أعمل حسابك إنها أول وآخر مرة هتكون
كل من إسلام وزين بالمطعم يجلسون على طاولة متوسطة وأمامهم القهوة الخاصة بكل منهم .. الصمت يعم بينهم حتى اخترقه إسلام بقوله
ارتشف زين من كوبه وغمغم بإعجاب وهو يجول بنظره بين زوايا المطعم
_ ما شاء الله الشغل جميل .. اثبتلي إنك كفاءة زي ما كنت متوقع
ابتسم وقال بعذوبة
_ والله الحق يتقال هي الأنسة رفيف كانت شايلة اغلبية الشغل وأنا كنت براجع وبشرف وبساعدها في حجات بسيطة بس
أماء بالإيجاب في تفهم ليهيمن السكوت بينهم مرة أخرى وهذه المرة كان زين يعلق نظره عليه يفكر في كيفية البدء فيما يريد التحدث معه بشأنه ولكنه حسم قراره وهتف باهتمام وخفوت يسأله لكي يسمع التفاصيل منه التي ستؤكد له شكوكه
_ إنت حصل معاك الحاډث إزاي يا إسلام
استغرب سؤاله في البداية ثم تمتم ببساطة يشرح له التفاصيل
_ كان في شارع ... وفي الوقت ده أنا كنت جاي من فرح واحد صاحبي ومكنش فيه مواصلات بسبب الوقت المتأخر فاخدتها مشي في الشارع ومرة واحدة لقيت عربية سريعة جاية عليه ومحلقتش اتدارك الموقف حتى عشان ابعد وخبطتني اللي فاكره إن اللي كان في العربية نزل بص عليا وحتى محاولش يسعفني لا ركب عربيته تاني وهرب
هل كان دنيء لهذه الدرجة التي تجعله يترك جريح على الأرض هو من قام بأذيته ويهرب .. لقد استحقيت كل ماحدث لي عندما ذقت أصناف العڈاب في المصحة وكنت على عتبة المۏت بعد حاډث السيارة الذي كنت السبب فيه أيضا تحدث لنفسه كالآتي واحس بأنه يبغضها يستحقرها .. كيف يخبره ويقول أن ذلك الرجل الدنيء الذي تركك جريح على الأرض بعد أن صدمك هو أنا ! .
عبس وجهه وظهر عليه الخزي من نفسه والأسى ثم تنهد الصعداء وتمتم بنبرة جادة
_ أنا دورت ليك وعرفت دكتور كويس جدا بس مش في مصر وقالي إن نسبة نجاح العملية كبيرة جدا وهترجع تمشي أكيد زي الأول إن شاء الله .. أنت فكر وخد قرارك وخلينا نسافر ونشوف عشان نبدأ نمشي في اجراءات العملية
اندهش قليلا ثم قال برزانة
_ ماشي يازين بس أنا عارف كويس أوي إن العملية دي هتكلف مبلغ ضخم مش مجرد كام ألف
_ أنا اللي جايبلك الدكتور وبقولك هتسافر وملكش دعوة بالباقي بقى
إسلام برفض قاطع وصلابة
_ لا طبعا مستحيل أقبل إنك تدفعلي مبلغ كبير بالمنظر ده
زين بحكمة وابتسامة صافية
_ يابني احنا مش اخوات اعتبره دين حتى وابقى سده براحتك بعدين .. متعاندش بس واسمع الكلام خلينا نسافر لأن الدكتور قالي إن كل ما الوقت يعدي والسنين تمر الحالة هتزيد أكتر معاك أوي
هز رأسه بالنفي وهتف باصرار وخشونة
_ متحاولش معايا في أمر مفروغ منه .. ده مفهوش اختيار بين آه ولا أنا حاليا معيش نص المبلغ حتى عشان نقول إنك تساعدني في الباقي واسدهولك بعدين عارف إنك عايز تساعدني يازين وربنا يعلم إني بعتبرك أخ ليا فعلا بس برضوا مقدرش اكلفك بمبلغ زي ده سيبه لما ياجي وقته وأنا هقولك عشان تسافر معايا للدكتور ده
زفر زين بعدم حيلة وخنق ثم رتب على كتفه هاتفا بنفس نقية
_ برضوا فكر في كلامي ومتتسرعش الدكتور ده فرصة والله يعلم ممكن يحصل إيه لو صبرت زي مابتقول .. فكر كويس وأنا كام يوم وهكلمك تاني
طالت نظرات إسلام إليه في سكون يحرك افكاره في ذهنه ويحسب حديثه جيدا .. هو بالتأكيد أكثر من يرغب في أن يعود كطبيعته مجددا ولكنه أيضا لا يملك المبلغ ! ........
توقفت السيارة أمام مقر شركة العمايري وفتحت هي الباب ثم نزلت فسمعت صوت السائق الخاص وهو يهتف برسمية
_ استنى حضرتك ياميار هانم
_ لا امشي أنا هرجع مع علاء
ثم قادت خطواتها للداخل وهي تسير بثقة تعرف وجهتها جيدا وأين يوجد مكتبه وبعد لحظات من السير داخل الشركة وقفت أخيرا أمام باب مكتبه ثم أخذت نفسا عميقا وامسكت بالمقبض وفتحت فرأته يثبت نظره على أوراق أمامه وتارة ينظر للحاسوب وتارة للورق دخلت واغلقت الباب خلفها ثم تنحنحت واقفة فرفع هو نظره إليها وعندما وقع نظره عليها لجمته الدهشة من رؤيته المفاجأة لها بمقر الشركة وهي لم تخبره بأنها ستأتي !! .
علاء بغلظة ونظرات صارمة
_ إنني مش قولتيلي هتروحي مع رفيف عشان تشتري الهدوم !!
تنفست الصعداء وتحركت نحوه لتجلس على المقعد المقابل له وتهمس بخفوت وهدوء تام
_ لا ما أنا الصراحة لما فكرت قولت إن الأفضل تروح إنت معايا
هي ليست بحمقاء أو ساذجة .. فكل خطوة تفعلها تكون
متابعة القراءة