رواية كاملة 24 الفصول من اثنان وثلاثون لاربعة وثلاثون
المحتويات
دورك لتتعلم القليل من الصبر الذي عملتني إياه وأنا أحاول الولوج لقلبك !! .
في صباح اليوم التالي داخل مبني شركة طاهر العمايري بأمريكا ........
كان حسن بطريقه لمكتب يسر لكي يعرض عليها شيء خاص بالعمل وهم بأن بقبض على مقبض الباب ليفتحه ولكنه سمعها تتحدث في الهاتف بالانجليزي عن موعد مع طبيبة وتقول بأنها ستأتي الآن للكشف .. غضن حاجبيه بحيرة وتساءل طبيبة ماذا وما سبب ذهابها لطبيبة !! سمعها تلملم اشيائها وتخطو باتجاه الباب لتغادر فاسرع واختبأ بالجانب حتى لا تراه وتابعها وهي تسير ناحية الباب الرئيسي هو منذ الأمس يشعر بأن بها شيء غريب والآن شكه يتفاقم هرول ودخل مكتبها ووضع على سطح المكتب الأوراق ثم لحق بها دون أن تلاحظه واستقل بسيارته يقود خلف خطا السيارة التي استقلت بها .
استمر باقناع نفسه كالاتي أنا فقط اتوهم واوهم نفسي بأشياء ساذجة !! بقى ينتظرها إلى مايقارب الساعة حتى خرجت واستقلت بنفس السيارة فقاد سيارته خلفها يتابعها لينتهي به المطاف أمام منزل خالتها رآها تطرق الباب وتفتح لها الخالة تستقبلها بترحيب شديد ثم دخلوا واغلقوا الباب فتنهد هو بخنق وانطلق بالسيارة عائدا إلى مقر الشركة ......
_ في إيه !
_ رايح الشركة
_ آه بس هعدي الأول على المطعم
رمشت بعيناها عدة مرات في لطافة وقالت بنعومة
_ طيب أنا ليا طلبين !
لم يرد وصمته كان كدليل على أنه ينتظر منها التحدث فغمغمت بخفوت
سكت لبرهة تقارب الدقيقة حتى الټفت لها بكامل جسده وتمتم بعذوبة وحب
_ وإيه رأيك نحط تغير صغنن في الخطة واحفظك أنا واديكي أحكام التجويد
صاحت بفرحة غامرة ووجه اشرق نوره
_ بتتكلم جد
هز رأسه بالإيجاب لتستكمل هي بعبث
_ بس إنت معاك شغلك كل يوم ومش هتبقى فاضيلي
_ ربنا يخليك ليا يازينو
استرسلت حديثها بنفس اللطف
_ الطلب التاني بقى .. إنت أكيد فاكر طنط احلام صديقة ماما اللي كانت في فرحنا .. هي جات من السفر وراحت لماما ونفسها تشوفني جدا قبل ما تمشي أنا طبيعي كنت هروح لماما بس كنت هروحلها بكرا أو بعده لكن للأسف كدا أنا مضطرة اروح النهردا .. فلو معندكش مانع وموافق تستناني البس في عشر دقايق بس وتاخدني معاك في طريقك
_ طيب بس بسرعة عشان أنا مستعجل
هتفت بمرح طفولي جميل
_ عد على صوابعك لغاية عشرة هتلاقيني خلصت
وفورا اندفعت إلى الحمام لترتدي ملابسها في عجالة ودون تأخير واكمل هو استعداده للخروج .. يرتدي سترته والحذاء وويضع عطره ........
يقف كرم بالشرفة ويتحدث في الهاتف بجدية تامة وكان جاهز تماما للمغادرة والذهاب للعمل .. وبينما هو منشغل بحديثه في الهاتف لمحها وهي تخرج من الحمام وترتدي بنطال قصير واعلاه تنورة منزلية ضيقة وبحمالات عريضة قليلا وتقف تجفف شعرها بالمنشفة وتلقى برأسها يمينا ويسارا فيتطاير شعرها معه ويتناثر منه الماء .. تصلب بأرضه وهو يتابعها بهيام غير منتبها لصوت الرجل الذي يحدثه بالهاتف فعاد لوعيه وانهى الحديث سريعا في الهاتف ثم دخل لها واغلق باب الشرفة
_ طيب إيه هنفضل كدا كتير !
في باديء الأمر لم تفهم قصده ولكن حين ادركت نظرته وابتسامته فهمته جيدا وتصعنت عدم الفهم لتقول ببراءة مزيفة
_ مش فاهمة !
هتف يوضح لها قصده بوضوح وجراءة أكثر
_ يعني أنا قولتلك موعدكيش إني هصبر كتير والصراحة أنا شايف إنه كفاية كدا .. فخلينا نركن الكسوف ده على جنب وموضوعه سهل وهيتحل في يوم وليلة
ابدت عن ضيقها المزيف وصاحت پغضب فشلت في تمثيله فقد كان هدفها هو التهرب منه .. ولكن حيلتها الفاشلة لم تجدي بنفع معه !
_ إيه يوم وليلة دي .. هو أنا واحدة جايبها من الشارع ياكرم ابعد كدا لو سمحت
ازاحته من أمامه برفق وهمت بالابتعاد فجذبها من ذراعها هادرا بضحك
_ خدي هنا إنتي هتتلككي عايزة تلاقي أي حاجة عشان تهربي مني
.. رأته يقترب منه مجددا ويتمتم بلطافتة وابتسامته الساحرة كالمعتاد
_ جهزيلنا عشا رومانسي وحلو النهردا وأنا هظبط شغلي عشان مروحش الشركة بكرا ونقضي السهرة الليلة دي صباحي
لم تتمكن من اضمار الابتسامة وكانت فعلتها القادمة بمثابة صدمة له حيث
_ تحب اعملك إيه في العشا بقى ياكوكو
رفع حاجبه باستنكار من فعلتها على أساس أنها خجلة منه !! .. ولكنه لم يعقب طالما أخيرا رحمته من عڈاب الانتظار وستجعل ليلتهم كما يريد تماما تمتم بغرام بعد أن التقط كفها وطبع قبلة على ظاهره
_ أي حاجة بتعملها الأيد الحلوة دي بتطلع جميلة
تخلت عن توترها البسيط واستحيائها منه لتقترب وټخطف قبلة من جبينه هامسة بنظرات عاشقة ونبرة ليست مريحة
_ متقلقش ياحبيبي هتاجي بليل هتنبهر
زاد تعجبه من أمرها الغريب وتصرفاتها المختلفة ولكنه تجاهل وهتف بتمنى وعدم اطمئنان
_ يارب !! .. أنا همشي عشان متأخرش
_ مع السلامة
قالتها بابتسامة صافية وعاطفية وانتظرت حتى رحيله لتضحك بعاطفة كلما تتخيل ردة رفله حين يعود مساءا ويرى العشاء والتجهيزات التي اعدتها لليلتهم ! ..........
بمدينة نيويورك بأمريكا .....
بقى حسن جالسا أمام النافذة في منزله بعد أن عاد من العمل ورغم أنه مرت ساعات طويلة نسبيا لم تعد حتى الآن !! .. لا يزال عقله عالقا بذهابها لطبيبة النساء وما شهده من تصرفات غريبة صدرت منها في الفترة الماضية ولكنه يأبي الاستماع لأي من أفكار ذهنه الساذجة في رأيه ! .
وصلت إلى المنزل أخيرا فوثب هو واقفا واتجه إلى باب الشقة ليفتحه ويهتف مناديا عليها قبل أن تصعد لشقتها
_ استني يايسر
وقفت والتفتت بجسدها إليه تهتف ببساطة
_ خير
تحرك نحوها حتى اصبح بمقابلتها مباشرة وسأل بنظرات حادة ودقيقة
_ إنتي كنتي فين
اربكها سؤاله وتسارعت دقات قلبها وأول شيء خطړ في ذهنها هل كشف ما أخفيه عنه وعن الجميع ثم عادت تجيب على نفسها أيضا بالتأكيد لا وإلا لماذا سيسأل إذا كان
متابعة القراءة