رواية كاملة 24 الفصول من اثنان وثلاثون لاربعة وثلاثون

موقع أيام نيوز

بين قبول عرضه أو رفضه وأخيرا استقر على القبول وأن يسمح له أن يساعده في جزء من الملبغ كدين ويسده له قد اتصل به زين بالأمس وتحدثا معا فأخبره بقراره النهائي .. ولكن مجيئه له اليوم في الشركة لأمر آخر وهو رفيف فقد عزم علي أن يتخذ خطوة جريئة في هذا الأمر ويخرج عن اطار الصمت والمتابعة .
وصل أمام باب مكتبه فطرق الأول طرقتين ثم فتح الباب فوجده يجلس وأمامه حاسوبه النقال يعمل عليه بتركيز رفع زين نظره وانطلقت ابتسامته العذبة وهو يرحب به 
_ اهلا بالبشمهندس
وقف ليعانقه عناق حار ثم جلسا على الأريكة وبدأ الحديث بينهم بروتينية العمل حتى تحدث زين قائلا في جدية 
_ بإذن الله على أول الأسبوع الجاي الدكتور هيكون موجود وهنسافر
إسلام بامتنان 
_ والله ما عارف يازين اقولك إيه على اللي بتعمله معايا ده
_ متقولش حاجة احنا اخوات يا إسلام عيب
تنهد تنهيدة عميقة قبل أن يتحدث في صوت رجولي جاد 
_ طيب أنا كنت جاي الصراحة عشان اتكلم معاك في موضوع ميخصش لا الشغل ولا العملية
عقد حاجبيه باستغراب وطالعه بأعين متسائلة بفضول عن هذا الموضوع فاسترسل إسلام حديثه بنفس النبرة السابقة 
_ أنا طالب إيد الأنسة رفيف
اصابت الدهشة زين فحملق به مدهوشا لبرهة من الوقت ليكمل إسلام بهدوء 
_ أنا كنت متردد افاتحك في الموضوع ده غير لما أكون متأكد من قراري وأنا دلوقتي متأكد إني مش هلاقي زوجة افضل من الأنسة رفيف على خلق ودين ماشاء الله
لاحت ابتسامة صافية على ثغر زين .. لا يزال يثق به ويعرف أنه خير من سيحافظ على شقيقته لكن نفس الشيء يشغله وهو عندما يعرف بالحقيقة المؤلمة .. فإسلام لا يعرف بشيء حتى الآن وهو ليس لديه الجرأة ليخبره .
دام تفكيره الطويل لدقيقة حتى عاد يرسم الابتسامة من جديد ويقول بفرحة بسيطة 
_ وأنا عارف إني مش هلاقي ليها افضل منك .. هفاتحها في الموضوع إن شاء الله وهشوف رأيها وارد عليك
تهللت اسارير إسلام وقال بخشونة 
_ إن شاء الله
اقټحمت يسر عليه المكتب ودخلت دون أي أذن .. كان هو يمسك بيده شيئا لم تتمكن من رؤيته جيدا حيث أنه اخفاه في الدرج بسرعة بمجرد دخولها رفعت حاجبها بشك وخبث ثم اقتربت منه حتى وقفت أمام المكتب مباشرة واستندت بكفيها على سطحه ثم انحت بجزعة وهي تشير إلى الدرج بعيناها بمعنى مالذي اخفيته مني هذا .. ضحك بخفة واقترب بجسده علي المكتب اكثر لينحني تجاهها هامسا 
_ حاجة مش عايزك تعرفيها
_ لا والله
قالتها مستنكرة رده بالرفض ورغم فضولها الذي يكاد ېقتلها تصنعت عدم الاكتراث للأمر وهتفت بشموخ 
_ أنا أساسا مش فارق معايا أوي .. جيت اقولك إنك هتاجي معايا لاني هروح اشتري شوية حجات ليا وهتكون كتير مش هقدر اشيل وحدي
تريده أن يأتي معها !! . أليس الأمر غريبا قليلا أن ترغب في اصطحابه معها ! استحوذ عليه الذهول لثواني قليلة ولكنه تحول لسعادة وأجابها بلؤم 
_ حجات إيه !
فهمت تلمحيه الوقح من خلال نظرته ونبرته فقالت باسمة بعدم حيلة وهي ټضرب كف على كف 
_ لا إله إلا الله .. هروح اشتري مسلتزمات محتجاها ياحسن وهتاجي معايا عندك اعتراض !
لا يحب أمور الشراء هذه وخاصة مع النساء لكن ابدى عن عدم اعتراضه بود حتى لا يخسر كل مافعله لكي تصل علاقتهم لهذا الوضع ! .
_ لا معنديش استنيني في العربية وهاجي وراكي
يسر بصرامة مزيفة 
_ طيب
ولته ظهرها وسارت للخارج وهي تبتسم بمكر فبتاكيد لن تطلب اصطحابه معها إلا أذا كانت لديها غاية خبيثة !!! .......
حذرها بأنها لن تتدخل في أي شيء يخص هذا الأمر لكن نقمها وڠضبها يستخوذان عليها ولن تهدأ إلا عندما تفعل مايدور بعقلها .. فهي تعرف جيدا كيف تردع عمها وابنه عن افعالهم الشنيعة أول شيء هو أن كرم لن يعرف بأي شيء ستقوم بالأمر بمفردها .
انتهت من ارتداء ملابسها وامسكت بالهاتف تجري اتصال به .. ليجيب على الهاتف بعد رنات قليلة 
_ أيوة ياشفق
شفق ببعض التردد المنزوج بالاضطراب 
_ كرم أنا هطلع اشتري كام حاجة تبع البيت وكدا
هتف بصوت رجولي قوي 
_ طيب قوليلي اللي عايزاه وأنا هجبهولك معايا
رفضت فورا وهي تجيبه بتلعثم 
_ لا لا ياحبيبي أنا عايزة حجات معينة وهشتريها بنفسي افضل .. أنا مش هتأخر بإذن الله متقلقش
_ طيب ولو في أي حاجة رني عليا
_ حاضر إن شاء الله
انهت معه الاتصال وأصدرت تنهيدة حارة بارتياح أنه لم يسبب مشكلة ولم يشك بأمرها أما هو فقد اجرى اتصال بمسعد الذي اجابه برسمية 
_ ايوة ياكرم بيه
كرم بصلابة وحدة 
_ المدام طالعة تشتري شوية حجات اكيد من السوق يعني خليك وراها يامسعد عشان لو في أي حاجة حصلت كدا ولا كدا لأني مش ضامن عمها وابنه ده
مسعد بجدية وإيجاب 
_ تمام متقلقش ياكرم بيه
انزل الهاتف من على أذنه وهو يزفر بخنق .. لا يريد تقيدها وإجبارها على عدم الخروج وبنفس ذات اللحظة يقلق عليها بشدة ومن جهة أخرى باتت تتضايق بسبب أن مسعد يقوم بأخذها من المنزل ليذهب بها بالسيارة للمكان الذي تريده ومن ثم يعود بها للمنزل مرة أخرى فقط حتى يكون كرم مطمئنا عليها إذا لم يستطع الذهاب هو معها فيوكل مسعد بحمايتها لذلك هو طلب منه الآن مراقبتها من بعيد وأن يخبره بأي جديد يحدث ! ......
يجلس حسن على مقعد وثير داخل محل للملابس بعد أن قاموا بشراء العديد من الأشياء انتهى به المطاف على شراء الملابس .. سئم واختنق من الانتظار فهو يجلس على هذا المقعد منذ مايقارب النصف ساعة وأكثر وهي لا تفعل شيء سوى اختيار الملابس وتدخل لتقيسها ومن ثم تخرج وتبدى عن عدم اعجابها بها !! .
ينظر لها وهي تخرج من غرفة القياس ويقول بنبرة مخټنقة 
_ مش كفاية ولا إية يايسر شوفي لو هتاخدي حاجة وخلينا نمشي
وقفت أمامه وقالت بيأس متصنع وضيق 
_ لا مفيش حاجة عجبتني
_ كل اللي قستيه ده ومفيش حاجة عجبتك !!!!
قالها شبه مستاءا فأجابت هي بكامل البرود وعدم الاكتراث 
_ آه تعالى هنروح محل تاني يمكن نلاقي حاجة حلوة
استقام وهتف بحدة 
_ لا محل تاني إيه .. خلاص هي شطبت على كدا بكرا إن شاء الله
عقدت ذراعيها في خصرها وقالت پغضب مزيف 
_ يعني إيه بكرا .. أنا عايزة اشتري كل اللي محتجاه النهردا
انحنى إليها يهتف منفعلا وهو يحاول إخفاض صوته 
_ محتاجة إيه !! .. ليه ماشية عريانة ولا معكيش هدوم في دولابك عشان لازم النهردا .. بعدين إنتي مش شايفة الكياس دي كلها دي إنتي خلتينا نلف كالفورنيا كلها امشي يايسر قدامي يلا متخلنيش اعلى صوتي
كادت أن تنطلق من بين شفتيها ضحكة مرتفعة على كلماته ولكنها كتمتها وقالت بثقة وثبات امتزج ببعض القوة 
_ همشي مش عشان
تم نسخ الرابط