رواية كاملة 24 الفصول من اثنان وثلاثون لاربعة وثلاثون

موقع أيام نيوز

عليك وقت طويل وإنت مبتردش
رفع رأسها عن صدره وثبت عيناه على عيناها متمتما باستغراب وابتسامة عريضة 
_ كل ده عشان مرديتش عليكي .. التلفون كان في العربية ومسمعتهوش
هزت رأسها بالنفي وغمغمت بنبرة هدأ روعها قليلا 
_ ريماس اتصلت بيا وقالتالي إن عمي وجاسر عملوا حاجة في عربيتك وانا خۏفت أوي ليكون حصلك حاجة وحاولت اتصل بيك معرفتش اوصلك
تلاشت ابتسامته ليحل محلها الشړ والڠضب وهو يهمس متوعدا 
_ يعني طلعوا هما زي ما كنت متأكد
_ حصل إيه قولي !
نزع حذائه عنه ومن ثم أخذها معه للغرفة فجلست على الفراش وهي تنتظر منه أن يبدأ ويسرد لها الذي حدث .
تشدق بصوت صلب وهو يفك ازرار قميصه عنه ويقف أمام الخزانة 
_ حطولي مخډرات في جيب العربية بس ربنا سترها الحمدلله ومحصلش حاجة
اخفت شهقتها بكف يدها واستحوذت عليها الصدمة للحظات حتى قالت منذهلة 
_ وصل بيهم الوضع للدرجة دي
انتهي من نزع قميصه عنه ثم اقترب منها وشاركها في الجلوس مغمغما بثقة 
_ أنا هعرفهم حجمهم كويس أوي اطمني
شفق بعصبية 
_ ولا أنا هسكتلهم على فكرة !
ظهرت الحدة على معالمه وأجابها بغلظة صوته الرجولي وبلهجة صارمة وآمرة 
_ إنتي مش هتدخلي في أي حاجة ياشفق مفهوووم ولا لا
رمقته بطرف عيناها في اضطراب بسيط ونظرت لعيناه المريبة وهو ينتظر منها الإجابة فذعنت له وقالت بطوع 
_ حاضر
انحنى يطبع قبلة على كتفها هامسا بهيام 
_ أنا خۏفت اكتر منك .. فكرت لو مسكوني وعمك الحقېر ده استغل الفرصة هو وابنه وحاولوا ياخدوكي أو ېأذوكي مكنتش هقدر ابعد عنك للحظة واحدة
وضعت كفها على وجنته تنهاه بهمس ونظرة عاشقة 
_ متقولش كدا بعد الشړ عليك .. ربنا يخليك ليا ويحفظك
لمعت عيناه بوميض لئيم فقال مبتسما بحب 
_ أمين .. بس الكلمتين دول مينفعش يتقالوا كدا حسسيني بعواطفك !
ضيقت عيناها بحيرة وسألته بعدم فهم 
_ اعمل إيه يعني !
غمز بعيناه في مكر ونظرة جريئة لأول مرة تراها فخرج صوته خاڤت يحمل القليل من الوقاحة 
_ كلك نظر ياحبيبتي
حدجته بدهشة من تغيره الجذري وهيمن عليها الحياء عندما فهمت مقصده فقررت اللعب كما يحلو لها .. حيث احتضنت وجهه بين كفيها وطبعت قبلة على وجنته بكامل الرقة هامسة بدلال مقصود 
_ بعد الشړ عليك ياكوكو
ثم اتجهت إلى الجهة الأخرى وفعلت المثل مستمرة في همسها ولكن بغنج أنوثي أشد 
_ قولي أنا أعمل إيه لو إنت مش موجود .. ده إنت جوزي وحبيبي وأخويا وصاحبي وسندي وراجلي
كان ذائب بين يديها وأمام قبلاتها وهمساته التي الهبت مشاعر العشق بأعماقه فكان يطالعها مبتسما بإعجاب ونظرات راغبة إلى أن تمتم بمداعبة 
_ إيه المشاعر الجياشة دي !
اطلقت ضحكة عالية وأجابته من بين ضحكها 
_ مش إنت اللي بتقول حسسيني بعواطفك
مال عليها وتمتم بخبث ضاحكا 
_ طيب تحبي احسسك أنا بعواطفي
وثبت واقفة وهمت بالفرار هاتفة بتوتر 
_ لا عواطفك إنت مش سليمة
جذبها من ذراعها لترتد للخلف وتسقط فوق الفراش ليقول هو باستمتاع 
_ لا ده بالعكس عواطفي جميلة أوي وهتعجبك
اطلقت ضحكات مرتفعة بعدما اغار عليها أمام محاولاتها للتملص منه وهو يشاركها الضحك ........
اخرجتها من الفرن أخيرا بعد انتظار دام لأكثر من نصف ساعة .. أخذت تسكب عليها الشربات بكثرة حتى تتشربها جيدا ومن ثم بدأت بتقسيمها لأجزاء صغيرة نسبيا انحنت إليها ټشتم رائحتها اللذيذة والشهية لتقول باسمة بفخر واعتزاز 
_ اممم تسلم إيدك يابت ياملاذ والله أنا مكاني مش هنا أساسا .. لازم افتح قناة طبخ اعرض فيها مواهبي أما نشوف الاستاذ زين هيقدر يقاوم ولا لا
فعلتها عمدا من أجله لعلمها بأنه يعشق البسبوسة وبالتأكيد لن يتمكن من مقاومتها ولترى ماذا سيفعل عندما يراها ! .
دخل المطبخ على أثر الرائحة وقال بفضول 
_ إنتي عاملة بسبوسة ياملاذ 
اخفت ابتسامتها الخبيثة وقالت بمضض 
_ ايوة
تحرك نحوها حتى وقف وتطلع إلى الصينية فسال لعابه وانفتحت شهيته فمد يده بالشوكة وهم بأن يلتقط قطعة فمنعته هاتفة ساخرة 
_ مش إنت مبتكلمنيش هتاكل ليه منها بقى !
رمقها بطرف عينه مستنكرا ماتقوله وعاد ليمد يده ويلتقط القطعة ويضعها في فمه هاتفا بعدم اكتراث 
_ وإيه دخل مشاكلنا بالأكل ياحبيبتي .. الأكل حاجة وإننا مټخانقين حاجة تاني !
تذوقها بلتذذ وهتف مبتسما بشهية وهو يمضغ الطعام في فمه 
_ امممم حلوة أوي تسلم إيدك
رغم ضيقها منه إلا أنها ابتسمت بعذوبة وحب لتهتف برقة 
_ بالهنا والشفا .. استني هطلعلك منها في طبق
اخرجت له قطعة منها في صحن فتناول منها الصحن وهم بالانصراف لتعترض طريقه وتقول بدلال 
_ خلاص صافي يالبن مش كدا !
كتم ضحكته وقال وهو يأكل يتصنع عدم الاهتمام بها 
_ هاكل الأول وبعدين نتكلم براحتنا ياملاذي
ثم ابتعد من امامها وغادر وتركها تشتعل من الغيظ والعصبية لتهمس وهي تصر على أسنانها 
_ تصدق أنا غلطانة إني عملتها أصلا !
مع صباح اليوم التالي ......
كانت ميار بغرفتها تتصفح هاتفها الذكي وهي جالسة على الفراش وإذا بطرقة يد لطيفة تطرق على الباب فقالت وهي لا تبعد نظرها عن شاشة الهاتف 
_ ادخل
فتحت الجدة الباب ودخلت ثم اغلقته خلفها فرفعت ميار نظرها أخيرا بعدما اهتمام كثيرا لترى من هو الطارق فاصابتها الدهشة تماما وهي تحملق بجدتها الواقفة أمامها وبظرف لحظة وثبت من فراشها هامسة پصدمة 
_ نينا !!!!
قالت الجدة بصرامة ولهجة آمر 
_ البسي يلا عشان هاخدك الدكتورة
ضيقت عيناها بعدم فهم لتسأل بحيرة ولا تزال الدهشة مهيمنة عليها 
_ دكتورة إيه .. أنا مش تعبانة يانينا الحمدلله
هتفت الجدة بحدة 
_ ما أنا عارفة إنك مش عيانة .. علاء حكالي كل حاجة وأنا حابة أتأكد عشان سعتها ابقى عارفة أنا بعمل إيه كويس
تقهقرت للخلف وهي تقول بذهول وعدم تصديق 
_ إنتي عايزة توديني لدكتورة وتكشفي عليا .. يعني هو حكالك وبرضوا مش مصدقة !!
صاحت پغضب بسيط 
_ ايوة مش مصدقة ومن غير كلام كتير يلا البسي وهستناكي تحت في العربية مع جوزك
استدارت الجدة وهمت بالانصراف ولكن صوت ميار المدهوش وهي تسأل بترقب 
_ ثانية هو علاء عارف بالموضوع ده وموافق عليه .. يعني موافق يوديني لدكتورة !!
قالت الجدة بحزم 
_ ومايوفقش ليه !! .. ثم أن ده قراري أنا ومحدش يقدر ينقاشني فيه
قالت آخر كلماتها ورحلت فظلت هي متسمرة بأرضها لا تستوعب الأحداث التي تنزل تباعا فوق رأسها لا تلوم جدتها بقدر زوجها .. هل لا يثق بها بمقدار ذرة واحدة لكي يوافق على ذهابها لشيء كهذا هي لا تلومه ولكنها تحزن على الثقة التي لا يمحنها لها بالرغم من أنها افشت له كل شيء واقسمت بأن ما تقوله حقيقة ولا تكذب لكن هيهات فلا حياة لمن تنادي فقد برمج عقله على تصديق شيء ولا يقبل أي افكار أخرى !! ........
نزل إسلام من سيارته أمام مبنى شركة العمايري وقاد خطواته للداخل تفكير لوقت طويل استغرقه وهو ما
تم نسخ الرابط