رواية كاملة 24 الفصول من اثنان وثلاثون لاربعة وثلاثون
المحتويات
حتى لا تشعر به .. قاد خطواته نحو غرفتها وهو يتسلل على اطراف اصابعه احس باشتياقه لها ففكر بأن يلقي نظرة عليها ويملأ عيناه منها بالتأكيد دون أن تشعر به وإلا ستأكله حيا إذا رأته بمنزلها ويحوم حولها .
فتح باب غرفتها بحرص وادخل جزء صغير من رأسه يتأكد من انغماسها في النوم ثم دخل وتركه مفتوحا .. اقترب منها وامعن النظر بها كانت ترتدي منامة طويلة بعض الشيء ولكنها انزاحت واظهرت عن نصف ساقيها وتترك العنان لشعرها الناعم .. كانت جميلة لدرجة الجنون فقط رؤيته لها تشتته وتيقظ بداخله مشاعر مختلطة .
_ إنتي مش قدامي دلوقتي ! .. بس رغم كدا وحشاني أوي .. وحشني خناقنا و ضحكتك وعصبيتك وتصرفاتك اللي كانت بټعصبني حتى غيرتك عليا وحشتني أوي مش كفاية بقى ولا إيه يايسر مش ناوية ترجعي يسر اللي اعرفها .. أنا اتغيرت عشانك ومش عايز منك حاجة غير إنك تسمحيلي اكون الشخص الجديد ده معاكي
_ اخدتي عليه إنتي القلم اللي كل ماتتعصبي تدهوني ده !!
صاحت بڠصب عارم
_ عشان إنت تستاهله بعدين إيه اللي مدخلك عليا دلوقتي !!
كانت تسحب الغطاء لرقبتها تخفي جسدها كله كأن الذي أمامها ليس زوجها بل رجل يريد أن ينل منها بالإجبار !!! .. استقام وقال ساخرا بانفعال من صڤعتها له
قالت بقرف وسخط
_ وليه لا مش بعيد تعملها ما أنا اتوقع منك أي حاجة و أنت كنت بتحاول تعمل كدا أساسا وأنا نايمة
ضحك مستهزئا منها وغمغم بعدم تصديق
_ أنا بوستك يايسر ومن خدك كمان .. هي البوسة بقت تحرش !!
انفعلت بشدة وقالت باشمئزاز وقرف
_ أه ما أنت ماخد على الحجات دي سيادتك ياقليل الأدب .. اطلع برا يلا فورا
_ مش هطلع
رفعت سبابتها تحذره بنظرات مرتبكة ويد شبه مرتعشة من التوتر
_ حسن اطلع برا عايزة اغير هدومي
جذب المقعد الأبيض والعريض الموضوع أمام المرآة وجلس عليه هاتفا بلؤم وهو يبتسم
_ قومي وتعالي طلعيني لو عرفتي !
_ تعرف نفسي امسك راسك وافشفشها .. صبرك عليا بس
كتم ضحكته بصعوبة واستدار بالمقعد ليوليها ظهره هامسا بخبث أشد من السابق يتصنع البراءة
_ خلاص صعبتي عليا .. قومي يلا غيري أنا مش شايفك أهو
_ إنت ايه اللي مدخلك البيت أصلا وأنا نايمة ومن غير أذني .. بقى هو ده اتفاقنا !!
_ لا اتفاقنا القديم اتلغي احنا عملنا اتفاق جديد ومكنش فيه المادة دي .. بعدين وحشتيني وقولت آجي اطمن على مراتي وابص عليها شوية مفهاش حاجة يعني اعتقد
يقولها بصراحة دون أي تردد ويعترف لها باشتياقه .. كانت سنتطلق على شفتيها ابتسامته خجلة ومحبة ولكنها اخفتها وقالت بحزم مزيف
_ طيب اطلع وأنا هغير واجيلك صدقني
حسن باصرار تام وهو يضحك
_ مش هطلع يايسر وبعدين إنتي من إمتي بتتكسفي مني .. ده أنا كنت بصحى الاقيكي في حضڼي و......
قاطعته صائحة بضجر تلقى عليها تعليمات صارمة
_ طيب خلاص بس عارف لو بصيت ياحسن هفقعلك عيونك دول
قال بازدراء منها
_ تفقعيهم !! .. أما أنتي بيئة صحيح اخلصي ياختي غيري يلا
ابعدت الغطاء عنها بحذر وهي لا ترفع نظرها عنه تتابعه هل ينظر أم لا .. نزلت من الفراش وسحبت الروب الملقى على الأريكة حتى ترتديه إلى أن تخرجه من الغرفة لكن قبل أن تضعه على جسدها وجدته يقول بمكر
_ هااا ابص خلصتي ولا لسا !
_ اياك تبص ياحسن
قالتها منذرة إياه بصوت مضطرب ووضعت ذراعها في ذراع الروب وإذا بها تراه يلتفت برأسه ناحيتها ويقول بعفوية مزيفة
_ يسر ااا.....
اخفي عيناه بكفه فورا وهو يهتف معتذرا بخبث
_ اوووف نسيت معلش ياحبيبتي كنت عايز اقولك حاجة
توقفت والقت بالروب على الأرض بعد أن احمرت عيناها بلون الډماء واستاءت بشدة من لؤمه فلم تعد تبالي بما ترتديه مايهمها هو أن تفرغ به شحنة ڠضبها .. انزل كفه من على عيناه وابتسم وهو يراها تقف بالمنامة وتعقد ذراعيها أمام صدرها ووجهها تقوس ليعطي معالم اقتراب الانفجار النووي .
سمع صوتها الحاد وهي تهدر
_ انزل شقتك ياحسن
استقام من مقعده بهدوء وقال باسما بغمزة
_ ماهو هنا شقتي وتحت شقتي يامزتي
عادت والتقطت روبها من جديد لترتديه وتقول بسخط حقيقي هذه المرة
_ حسن متخلنيش اندم إني اديتك فرصة تاني
اختفت ابتسامته وتنفس الصعداء بعدم حيلة ليهتف بإيجاب وبعض الجدية
_ طيب خلاص همشي .. لو عوزتي حاجة اتصلي بيا
لوت فمها وتمتمت بحزم
_ مش عايزة حاجة واللي حصل دلوقتي ياريت ميتكررش تاني
لم يجب عليها واستدار ثم انصرف تماما فأخذت هي نفسا عميقا مع بعض الضجر إلا أن سرعان ما ارتفعت الابتسامة لشفتيها عندما تذكرت ماقاله وحشتيني وجيت اطمن عليكي .......
تجوب بالغرفة إيابا وذهابا وبيدها الهاتف ټضرب به على كفها والړعب تملكها كليا حتى باتت تشعر بأن عقلها سينفجر من كثرة التفكير والخۏف لماذا لا يجيب على هاتفه .. ماذا حدث معه هل هو بخير أم اصابه مكروه .. الكثير من الاسئلة التي تطرحها في عقلها وجميعها لا تجد لها إجابة وكل ما بوسعها فعله هو الدعاء والبكاء دموعها تستمر في الانهمار بدون توقف إلى أن سمعت صوت باب المنزل ينفتح فركضت للخارج مهرولة ووجدته دخل واغلق الباب وكان على وشك أن يبدأ في نزع حذائه ولكنه توقف حين رأى وجهها الغارق بالدموع لم تمهله اللحظة لكي يتوقع الذي حدث حيث اندفعت إليه وارتمت بين ذراعيه تهتف بصوت مرتجف من أثر البكاء الحاد
_ كنت هتجن من الخۏف عليك ياكرم حرام عليك
لم يفهم شيء ولكن ملس على ظهرها وشعرها بلطف وهمهم بحنو ونبرة مستفهمة
_ طيب ممكن تهدي وتفهميني في إيه .. ليه العياط الرهيب ده ياحبيبتي !!
ابت الابتعاد عن احضانه واكملت بنفس نبرة صوتها السابقة
_ فضلت ارن
متابعة القراءة