رواية كاملة 24 الفصول من اثنان وثلاثون لاربعة وثلاثون

موقع أيام نيوز

امبارح أنا المفروض اوافق مثلا
قوست وجهها بملامح طفل سمج وقالت ببرود 
_ ده حاجة وده حاجة متربطش الأمور ببعضها
كتم ضحكة متأججة كانت ستصدر على طريقتها وقال ببرود مماثل لها قبل أن يتركها وينصرف 
_ لا مش موافق
صرت على أسنانها باغتياظ وصاحت عليه ليسمعها من الخارج 
_ ماشي يازين براحتك على الآخر
ارتدي حذائه وضحك بخفة ثم فتح الباب وغادر المنزل بأكمله تاركا إياها تتوعد له ......
_ أيوة تمام حط دي هنا .. بس كدا كويس أوي
قالتها رفيف التي كانت تتحدث مع أحد العمال ويضعوا اللمسات الأخيرة قبل الافتتاح الذي سيكون بعد أيام قليلة .
وصل إسلام وحدجها من بعيد مبتسما ثم اقترب نحوها وقال بعذوبة 
_ ماشاء الله عليكي يابشمهندسة
التفتت بجسدها اتجاهه وهتفت باشراقة وجه جميلة 
_ ياااه لا بجد مش مصدقة اننا خلاص خلصنا وهنفتتحه بعد كام يوم
إسلام بابتسامة رائعة ونبرة ذات معنى 
_ خلاص بقى بقيتي فاهمة كل حاجة ماشاء الله ومش محتجاني
هدرت بنفي ونبرة مؤدبة 
_ لا إزاي ده لولاك والله مكنتش هعرف اعمل حاجة .. ساعدتني جدا والشراكة طلعت مفيدة يعني
قهقه ببساطة ثم قال بأعين تنضج بالإعجاب 
_ طيب أنا جايب فطار معايا وبمناسبة انتهاء التجهيزات عازمك على الفطار معايا
رفيف بحياء جميل ورفض محترم 
_ شكرا بس حقيقي أنا مش جعانة دلوقتي
_ مفيش اعتراض يارفيف يلا
قالها بلهجة شبه آمرة لا تقبل الجدال لتصدر هي زفيرا حارا بعدم حيلة وتنضم له شبه مجبرة بسبب اصراره .. فمنذ أن سمعت حديثه في الهاتف وهي تحاول تجنبه وتتوتر منه بشدة ولكنه يتعمد التحدث معها وكأنه يعرف بأنها سمعت وتخجل منه !! ويعقد قراره النهائي بأنه لن ينتظر أكثر من ذلك وسيتحدث مع زين في طلب يدها للزواج ! ..........
الساعة تخطت التاسعة مساءا وكانت الجدة تجلس بالحديقة تتنسم بالهواء الطلق .. وبينما هي شاردة الذهن بحفيدتها التي اشتاقت لها أكثر من أي شيء آخر تود الذهاب إليها والاطمئنان عليها ولكن داخلها يمنعها وسخطها عليها يقف حاجزا بين شوقها .
رأت علاء يقترب منها بعد أن توقفت سيارته بالمكان المخصص داخل الحديقة فابتسمت بصفاء وعند وقوفه أمامها انحني إليها وعانقته عناق حار بحنو متشدقة 
_ عامل إيه ياولا كدا ولا تسأل عليا طول الفترة دي
التقط علاء كفها هامسا بنبرة مهذبة 
_ ڠصب عني والله ياجدتي كلنا مشغولين الفترة دي في الشغل ومش بلحق خالص
اشارت له بيدها على نصف الأريكة الفارغة هاتفة بدفء 
_ طيب اقعد هنده على رفيف اخليها تعملك حاجة تشربها
_ اشرب إيه بس هو أنا غريب ياجدتي .. بعدين أنا جاي اتكلم معاكي في موضوع تاني ومهم
انتفض قلبها فزعا وظنت بأن مكروه أصاب حفيدتها فأجابته بزعر وقلق 
_ ميار عملت حاجة في نفسها تاني 
_ لا لا هي كويسة متقلقيش
هدأت نفسها وارتاحت قليلا ثم انتبهت له جيدا بآذان صاغية حتى تستمع إلى ما يريد إخبارها به بتركيز ..........
التقطت شفق هاتفها الذي يعطي رنينا صاخبا .. نظرت لشاشته وقرأت اسم المتصل فعقدت حاجبيها بحيرة امتزجت بالخنق والقت بالهاتف على الأريكة بجوارها متجاهلة الاتصال ولكنه لم يتوقف عن الرنين بالآخير اجابت عليها بمضض هاتفة 
_ ايوة ياريماس خير
ريماس بنبرة مزعورة 
_ شفق هو كرم موجود في البيت ولا طلع 
_ مش موجود .. إنتي عايزة إيه 
اشتد شعور القلق بداخل الأخرى فأبيها وأخيها وضعوا المکيدة وجهزوها له .. هتفت في اهتمام وهلع 
_ طيب اتصلي بيه وخليه ميركبش عربيته لاني سمعت بابا وجاسر بيقولوا إنهم عملوا حاجة في عربيته .. بس معرفتش إي هي الحاجة دي
شهقت شفق مڤزوعة ووثبت واقفة تجيب عليها بصوت مړعوپ 
_ عملوا إيه ! ..صدقيني ياريماس لو كرم حصله مش هرحم اخوكي وابوكي
انزلت الهاتف من على أذنها وضغطت على الشاشة لتنهي الاتصال وبيد مرتشعة قامت بالاتصال به .. رنين .. رنين .. بلا رد !! مرة وأثنين وثلاثة وهي تحاول الوصول له ولا يجيب .. فخرج همسها المتوسل وقد ادمعت عيناها 
_ رد ياكرم .. رد يارب احميه ويكون بخير
على الجانب الآخر توقف هو بسيارته أمام كمين للشرطة وانحنى الضابط عليه من نافذة السيارة يهتف بجدية 
_ البطاقة
مد يده له بالطاقة الشخصية كما طلب وجاب بنظره بين الكل فقد كانت المكان مزدحم والشرطة أكثر من العادة نظر للضابط وقال بتساءل 
_ هو في حاجة حصلت هنا ولا إيه !
_ أهاا في عملية سړقة كبيرة وأي عربية بتعدي بتتفتش
أماء له بالإيجاب في تفهم وانتظر بمكانه حتى ينتهوا من تفتشيهم ومهمتم ولكنه سمع صوت العسكري الذي قام بتفشيش حقيبة السيارة الخلفية يصيح مناديا على أحد الضباط نزل كرم من سيارته وإذا بالصدمة تلجمه بأرضه وهو يرى العسكري يحمل بيده اكياس ممنوعات كانت مخفية في السيارة !!! ..........
........... 
_ الفصل الرابع والثلاثون _
يجلس على مقعد وثير داخل مكتب كبير نسبيا بالقسم .. يتجول بنظره بين ارجاء المكتب الذي اعاد عليه الذكريات الأليمة عندما كان يأتي لزيارة سيف ظل لدقائق وهو ينتظر أن يدخل له أحد وإذا بالباب يفتح ويهل من خلفه ضابط يبدو أنه يناظر كرم بالعمر .
ابتسم كرم بدهشة فور رؤيته له ووقف يعانقه يرحب به بعناق حار أما الآخر فقال مازحا 
_ مش عيب برضوا لما تاجي القسم في حشېش يا صاحبي !
هتف شبه ضاحكا 
_ مش وقت هزار والله ياحسام .. أنا هتجن واعرف الحجات دي دخلت عربيتي إزاي وامتي !!
تحرك حسام باتجاه مقعده وجلس عليه يقول بحناس 
_ طيب اقعد هخلي الصون ياسين يجبلنا قهوة ونتكلم على رواق
جلس كرم وهو يمسح على وجهه متأففا ليتمتم حسام بترقب 
_ إنت شاكك في حد أنه ممكن يكون حطلك الحشېش ده 
كرم بغلظة صوت ونظرات ڼارية 
_ أنا متأكد مش شاكك .. كمال الحسيني
_ عم سيف الحسيني !!
اماء له بالإيجاب فعقد حاجبيه وسأل بعدم فهم 
_ وهو يعمل معاك زي كدا ليه يعني !
_ ما إنت عارف ياحسام مشاكل سيف معاه قبل ما ېموت وأنه بيكرهني وبيكره عيلة العمايري كلها وكمان حصلت كام مشكلة تاني من قريب خلته يعمل الحركة القڈرة دي
_ طيب بس إنت معندكش دليل على الكلام ده !
كرم بخشونة 
_ من غير دليل أنا هتصرف معاه بطريقتي وهعرفه حجمه
حسام بتحذير وجدية 
_ اعقل وبلاش جنان بدل ما تدخل نفسك في مشاكل .. إنت احمد ربك إن النهردا ربنا سترها معاك وجيت علي القسم اللي موجود أنا فيه لولا كدا كان هيبقى فيها سين وجيم وحبس وإنت أصلا ممسوك متلبس بيه
أجابه بنبرة عادت لطبيعتها قليلا 
_ اطمن مش هيحصل حاجة
دخل الصون وهو يحمل على يديه صينية فوقها القهوة الذي طلبها حسام التقط كل منهم فنجانه ودار حديث مرح بعض الشيء بينهم لدقائق طويلة ! ......
وضع حسن المفتاح في القفل وادراه للشمال فانفتح الباب ودخل ثم اغلقه خلفه بكامل الحذر والبطء
تم نسخ الرابط