رواية كاملة 24 الفصول من اثنان وثلاثون لاربعة وثلاثون

موقع أيام نيوز

_ الفصل الثاني والثلاثون _
اصابته الصدمة فبقى ساكنا يحدق بأخيه غير مستوعبا ما سمعه منه للتو هل هو يمزح أم يقول الحقيقة لا يعرف !! .
هتف كرم منذهلا 
_ زين إنت متأكد إنه إسلام !!!
اجابه زين بشجن وأسى 
_ كل الأدلة اللي قدامي بتقول إنه هو ياكرم عمل حاډث في نفس اليوم ونفس المكان ورجله مش بيمشي عليها بسبب الحاډث أنا هتجن من وقت ماعرفت ومش عارف أعمل إيه ولا اتصرف إزاي .. وبقيت مش قادر ابص في عيون ملاذ

أصدر كرم زفيرا حارا ومسح على وجهه بحيرة وضيق ثم عاد بنظره لأخيه وسأل بترقب 
_ إنت لسا مقولتش ليها إنك كنت ....
قاطعه وهو يهز رأسه بالنفي ويدفن وجهه بين راحتي يديه متمتما بصوت مهموم 
_ كل ما اقول هقولها اتراجع وملاقيش الجراءة .. مش قادر اقولها إني كنت مدمن ودخلت مصحة اتعالج وبفكر في نظرتها ليا هتكون ازاي لما تعرف وردة فعلها
كرم برزانة امتزجت بالحزم 
_ دي حاجة وعدي عليها سنين واكيد هي مش هتاخد منك موقف على موضوع كان وخلص من سنين .. لكن مينفعش تخبي عليها يازين لازم تقولها شوف الوقت المناسب واتكلم معاها فيه بهدوء وفهمها كل حاجة وأنا متأكد إنها هتتفهم ومش هتزعل أوي لأنك خبيت عنها طول المدة اللي فاتت بالأخص لما تفهمها اسبابك اللي خلتك متقولهاش
رفع وجهها ونظر لكرم مبتسما بمرارة وتشدق 
_ طيب ده موضوع وخلص زي ما بتقول من زمان .. لكن إسلام هقولها إزاي أنا السبب في اللي اخوكي فيه وعڈابه طول السنين دي
تنهد الصعداء بحيرة ويأس ثم قال بخفوت وحكمة 
_ أنا برأي إسلام متقولهاش دلوقتي واصبر شوية لغاية مانشوف حل مناسب
_ أنا فكرت في حاجة .. هجرب واشوفها بس يارب تنفع أهو على الأقل ارتاح شوية من عڈاب ضميري
فتحت شفق لها الباب ووقفت تحدقها بأعين ثابتة ومتفحصة لتهمس ريماس بارتباك 
_ أنا جيت اتكلم معاكي شوية .. ممكن
تنفست شفق الصعداء ثم افسحت لها الطريق لتعبر واخرجت رأسها من الباب تلقي نظرة فاحصة على الخارج لتتأكد من أنها لم تجلب أي من أبيها أو أخيها معها ثم دخلت واغلقته واشارت لها بيدها أن تشير مباشرة إلى الداخل حيث الصالة .. فسارت ريماس بخطواط متوترة حيثما اشارت لها وجلست على الأريكة لترمق شفق بعذوبة وتسأل 
_ كرم موجود 
هزت رأسها بالنفي ثم جلست بجوارها وتطالعها بنظرات مقتضبة تنتظر منها أن تبدأ فيما تريد قوله لها والذي أتي بها إليها في هذه الساعة لتلتزم ريماس الصمت لبرهة من الوقت تنظم بداية حديثها معها ثم تحدثت أخيرا بنبرة لا تحمل أي غل أو خبث 
_ شفق إنتي يمكن عارفة إني مش بكرهك أبدا ومكنتش موافقة على أي حاجة بيعملها بابا أو جاسر ومازالت مش موافقة ومش جاية هنا عشان اقولك إنك غلطانة وكان لازم تقولي لبابا قبل ماتتجوزي
رسمت شفق الابتسامة الساخرة واجابتها بها 
_ امال جاية ليه !
استكملت حديثها بنفس نبرتها السابقة 
_ إنتي عندك حق بابا وجاسر بعد االي عملوه معاكم إنتي وسيف ومرات عمي الله يرحمهم يديكي الحق تمسحيهم من حياتك كلها بس أنا جاية اطلب منك طلب صغير واتمني تفهميني
حدقتها بفضول عندما ذكرت طلب واهتمت أكثر لحديثها لتعرف .. ماهو الطلب لتجدها تقول ببعض الرجاء 
_ بابا وجاسر مش هيسكتوا وكذلك كرم وإنتي أكيد مش هتكوني حابة جوزك يدخل في مشاكل وأنا كذلك .. فأنا كل اللي عايزاه منك إنك تحاولي تقنعي كرم إنه يلاقي حل وسط بدل المحاربة والعداء وأنا هعمل كدا برضوا مع بابا وهحاول اهديه واخليه يتراجع عن غضبه
هدرت شفق بانفعال وسخط 
_ أنا اساسا بعتبركم مش موجودين ياريماس من وقت اللي عمله اخوكي لما سيف رفض يجوزني ليه .. حاول يأذيه هو شخصيا ويأذيه في شغله عشان يخسره كنوع من الاڼتقام اخوكي مريض وعايز يتعالج
_ هو بيعمل ده كله لأنه بيعشقك پجنون والله صدقيني
صاحت شفق پغضب عارم ونبرة مرتفعة 
_ مفيش مبرر للي عمله واللي بيعمله هو وعمي .. متحاوليش تدافعي عنه ياريماس
_ أنا مش بدافع عنه بالعكس أنها عارفة ومعاكي جدا إنه غلطان وحيوان كمان بس صدقيني حتى انا تعبت من المشاكل دي مش إنتي بس وعايزة نلاقي حل وسط نصلح بيه الكل ويرضينا كلنا
تأففت شفق پاختناق وهي تلوي فمها ممتعضة تفكر فيما قالته منذ قليل ثم اجابتها بنبرة شرسة وقوية تحمل الټهديد 
_ تمام هحاول مع كرم واعمل زي ما قولتي وده مش عشانكم لا ده عشان أنا خاېفة على جوزي ومش مستعدة اخسره لإني مليش غيره بس اقسم بالله ياريماس لو ابوكي واخوكي حاولوا يأذوا كرم لاوديهم ورا الشمس ومش هسكت زي ماسكت يوم سيف بعد اللي عملوه معاه لأن وقتها أنا اللي هديت سيف برضوا عشان المشاكل متزيدش بس المرادي أنا اللي مش هرحمهم
اماءت لها بتفهم ونظرات هادئة بها القليل من اليأس ثم وقفت وسارت باتجاه باب المنزل وعندما امسكت بالمقبض وادارته للأسفل ثم جذبت الباب إليها فقابلت كرم بوجهها والمفتاح بيده كان على وشك أن يضعه في القفل ليفتح ويدخل ولكنه تصلب بأرضه وهو يطالعها بريبة .. التفتت ريماس برأسها ناحية شفق ثم القت نظرة اخيرة على كرم وانصرفت فورا لينظر هو لزوجته باستفهام ويدخل هاتفا باستغراب 
_ مين دي !
اغلقت الباب خلفه وقالت بنبرة عادية 
_ ريماس بنت عمي
أجاب بغلظة صوت بعد أن اشتدت قسمات وجهه 
_ ودي جاية ليكي ليه !
شفق بخفوت 
_ جات تتكلم معايا وأنا رديت عليها باللازم .. متشغلش بالك مفيش حاجة إنت ليه طلعت فجأة كدا وكنت مستعجل !
نزع سترته عنه وتمتم وهو يتجه إلى الداخل 
_ زين كان عايزني في موضوع ضروري ورحتله
ثم الټفت برأسه لها وقال بحدة يلقى نتبيهات صارمة عليها 
_ لما أكون مش موجود متفتحيش لحد نهائي مفهوم
همست بإذعان لأوامره دون أي ضيق من طريقته 
_ حاضر مش هفتح
لحقت به إلى الغرفة مهرولة واغلقت الباب بلطف ثم اقتربت منه ووقفت أمامه تبعد يده عن القميص الذي يفك ازراره لينزعه وتولت هي المهمة هامسة بنعومة 
_ مالك 
_ مليش مرهق شوية وعايز انام بس
قالت بذكاء انوثي وهي تشغل نفسها بفك الأزرار في رقة 
_ يعني زين مقالكش حاجة ضايقتك
ابتسم بحب على محاولاتها اللطيفة لأخذ الكلام منه دون أن يشعر وهي تتصنع البراءة  
_ اطمني كله زي الفل .. أنا زي ماقولتلك تعبان بس وعايز ارتاح
انتهت من فك الأزرار وتركته مفتوحا دون أن تنزعه عنه 
_ طيب ياحبيبي تصبح على خير أنا هروح اعمل حاجة بسرعة وهاجي كمان انام

_ متتأخريش على حبيبك بس هااا

_ وأخرة الكسوف ده يعني .. ما أنا زهقت طيب وخلاص طاقة الصبر خلصت عندي
أما هي في الخارج فرسمت الابتسامة اللئيمة على ثغرها هامسة لنفسها باستمتاع وتلذذ إنه
تم نسخ الرابط