رواية كاملة 24 الفصول من ستة وعشرون لثمانية وعشرون
المحتويات
وانتهوا كلاهما من الطعام فنهض وساعدها في نقل الصحون للمطبخ ثم اتجه ليغسل يديه ووجهه وقف أمام المرآة يهندم ملابسه ويسرح شعره بانتظام وعلى الجانب الآخر كانت هي بالغرفة وضعها لا يختلف عنه كثيرا سوى في توترها وخجلها تنهدم من مظهرها وتعيد رسم أحمر الشفاه على شفتيها من جديد وإذا بها تجده يدخل بعد أن طرق طرقة خفيفة واقترب منها يتفحص مظهرها وهي تخفي منامة النوم اسفل ذلك الروب السخيف فانحنى نحوها وطبع قبلة على جبهتها هامسا بعشق
اماءت له بالموافقة في ابتسامة خجلة وغادرت الغرفة لتتوضأ وتعود له لترتدي اسدال الصلاة ويبدأو في الصلاة وماهي إلا دقائق قليلة وانتهوا فسمعته يهمهم بكلمات لا تسمع ومنخفضة وكأنه يدعو بشيء وكان هو يهمهم بدعاء ليلة الزفاف اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها وشړ ما جبلتها عليه ثم الټفت لها وابتسم بحب ليقف ويجذب المصلاة من اسفله ليطويها ويضعها على الأريكة الصغيرة فتنزع هي عنها الاسدال وتهم بالخروج ولكنه جذبها هاتفا بضحك
قالت بتلعثم
_ رايحة اشرب
نظر بعيناه على زجاجة الماء الموضوعة فوق المنضدة وهتف باسما
_ اهي الميا هنا اشربي !
ازدردت ريقها بتوتر حين لم تجد مفر من الهرب واقتربت تجذب زجاجة الماء وتسكب في الكوب لتشربه كله دفعة واحدة فتشعر به من خلفها بمد ذراعيه ويفك الروب هامسا بجانب أذنها
انكشفت أمامه بذلك القميص المنحرف فحدجها هو بإمعان شديد حتى اقترب وطبع قبلة طويلة على كتفها متمتما
_ ربنا يخليكي ليا ياملاذي
اصدرت شهقة بسيطة حين وجدته يحملها ويتجه بها ناحية الفراش ليضعها عليه برفق وحنو ويمد يده يطفأ الضوء لتبدأ ليلتهم الرومانسية وتبدأ معها الحكاية !! ......
_ مترديش علي حد !
حاولت جذب الهاتف من يده وهي تقول ضاحكة
_ هات التلفون يازين ماما هتقلق عليا لو مرديتش
دغدغها بلحيته في كتفها فهتفت بدلال غير مقصود وضحكة انوثية تلقائية
_ مينفعش دي من إمبارح بليل بترن عليا هات بقى مش هطول معاها
فتح عيناه جيدا وقال بلؤم وهو يعتدل في نومته وبعينان تلمع بوميض جريء بعد ان سمع ضحكتها
_ مش بقولك مش فاضيين !
جذبت الهاتف خلسة منه ووثبت واقفة قبل أن ينل منها تجيب على أمها وهي تحدجه باسمة بعد أن رأت نظرات الاغتياظ في عيناه .
اجابتها الأم بحنو
_ الحمدلله بخير ياحبيبتي .. مكنتيش بتردي ليه من إمبارح بليل قلقتيني عليكي
نظرت له وقالت مخترعة كڈبة صغيرة عليها
_ التلفون كان صامت ودلوقتي اخدت بالي منه .. إنتو عاملين إيه وبابا وإسلام كويسين
_ كويسين ياحبيبتي بيسلموا عليكي .. زين عامل إيه وأخبار الرياض إيه
رأته ينهض من الفراش ويقترب منها هامسا بجانب أذنها بلين امتزج ببعض الحزم
_ متكذبيش تاني
ودت لو ردت عليه ولكن لا تستطيع بسبب تحدثها مع أمها وانتظرت حتى غادر الغرفة واتجه للحمام فأجابت على أمها بسعادة
_ جميلة جدا ياماما أنا لسا مطلعتش فيها بس وقاعدين في بيت جميل خالص هبقى اصوره ولما ارجع مصر هورهولك
تمتمت الأم بحب ودفء امومي
_ ربنا يسعدكم ياحبيبتي .. ابقى سلميلي علي زين
_ حاضر يوصل إن شاء الله
استمر حديثها مع أمها لدقائق طويلة قليلا حتى انتهت ورأته يدخل مجددا فتقول برقة
_ ماما بتسلم عليك
_ الله يسلمها
قالها بابتسامة عذبة لتهب واقفة وتهم بالمغادرة فيعترض طريقها ويغمز لها بنظرة ماكرة لتصدر تأفف مغلوبا وهي تضحك ثم تطبع قبلة سريعة على وجنته وتبتعد عن أمامه ليجذبها من ذراعها هاتفا بمكر ضاحكا
_ خدي هنا هو سلق بيض !! متنفعش معايا البوسة البريئة دي
تودرت وجنتها وحاولت الفرار من بين قبضته هاتفة بخجل ممزوج بشيء من المداعبة
_ ابعد كدا عشان إنت طلعت قليل الأدب أوي
انحنى لمستواها وهمس أمام وجهها مباشرة بخبث رجولي
_ ده معاك بس ياجميل إنت
ارتبكت اكثر ولحسن حظها أنها تمكنت من حل يدها عن قبضته فابعدته عنها بسرعة وهرولت باتجاه الخارج إلى الحمام ........
بمنزل كرم العمايري ......
تسللت آشعة الشمس من النافذة إلى عيناه ليفتح عيناه ببطء وانزعاج ويرفع يده لعيناه يفركهم بخنق ليمحو عنه خمول النوم
_ شفق .. شفق
حركت رأسها وجسدها حركة بسيطة وتشبثت به أكثر مهمهمة بنعاس وعدم رغبة في الابتعاد عنه
_ امممممم
أكمل بنبرة أشد دفئا وحنو بعد أن نظر على ساعة الحائط
_ قومي كفاية الساعة 11 .. احنا نمنا كتير أوي
أصدرت تأففا پاختناق ثم ابعدت وجهها قليلا عنه وتطلعت إليه بابتسامة بريئة وساحرة صوبت الهدف تماما في قلبه بنظرتها وهذه الابتسامة الرقيقة فطبع قبلة على جبهتها متمتما بهمس لطيف
_ صباح الخير
تمطعت بذراعها وقالت بابتسامة زادت اتساعها
_ صباح النور
ادركت جيدا ما يحدث حولها وحين وجدت نفسها مازالت بين ذراعيه وثبت جالسة باضطراب ونظرات مستحية لتقول هي بتوتر ملحوظ
_ إنت اتأخرت على الشركة كدا
_ هو أنا مش قولتلك إمبارح بليل إني مش رايح النهردا
فركت جبهتها وهي تقول بتذكر وإيجاب
_آه فعلا .. نسيت طيب أنا هقوم اغسل وشي واخد دش سريع وبعدين احضر الفطار
استقامت واتجهت للحمام لينهض هو الآخر ويذهب للحمام الخارجي فيغسل وجهه واسنانه بالفرشاة ومن ثم يعود للغرفة من جديد ويفتح الخزانة ليخرج منها علبة حمراء طويلة ويفتحها فيمسك بالعقد المرصع بفصوص الماس عسلية ويخرجه ثم يغلق العلبة ويضعها مجددا في الخزانة .. اخفي يده خلف ظهره حين وجدها خرجت من الحمام وهي تجفف شعرها فسمعته يقول باسما
_ تعالي
رمقته بريبة حقيقية ثم اقتربت منه كما طلب ليجذبها من يدها ويجعلها تقف أمام المرآة ويقف هو خلفها هامسا برقة
_ غمضي عينك
اطالت النظر باستغراب للحظات قصيرة ولكن بالأخير فعلت لتشعر به يمد يده ويبعد شعرها عن ظهرها ويلف حول رقبتها عقد كأنه قرأ أفكارها وفهم حركتها القادمة فقال بنهي وخفوت
_ متفتحيش
ظلت مغمضة عيناها وبيدها تتلمس العقد وهي مبتسمة بحب لتجده ينزل يدها لأسفل ويقف يتأمل بجمالها الذي أضاف للعقد جمالا فوق جماله وكأنه سينطق على جسدها حين رآه واعجبه لم يكن يتوقع أنه سيكون بكل هذه الروعة عليها سمع همسها المترقب وهي تسأله
_ كرم افتح عيني !
حاوط كتفيها بيديه وهمهم بخفوت ساحر يخطف القلوب
_ فتحي
فتحت عيناها ببطء حتى نظرت لرقبتها في المرآة ففغرت فمها بانبهار قائلة
_ wow
رأت ابتسامته في المرآة
متابعة القراءة